من المؤكد أنه شخص يستطيع التنقل من غرفة إلى أخرى بسهولة .. شخص يحفظ مكان الغرف عن ظهر قلب .. أليس كذلك ؟!.
صمت مرة أخرى استعدادا لتفجير قنبلة .. وقلت بصرامة:
إن الفاعل هو السيدة (موريسا) !! ..
انتفضا بقوة .. وراحا يرمقاني بدهشة .. ثم قال الأستاذ (إبراهيم):
أعتقد أنك تسرعت قليلا يا (خالد) .. لقد ..
قاطعته دون مراعاة لقواعد اللياقة .. وأكملت:
بالعكس .. أنا واثق من استنتاجي .. لقد أرادت (موريسا) أن توهمنا بموتها .. لذلك سمحت لنا بمشاهدة جثتها المزعومة .. والدماء التي على جسدها أنا واثق أنها لم تكن دماءها .. بل هو مجرد لون أو صبغة .. لقد كان موتها مجرد تمثيلية .. وإلا فلماذا اختفت جثتها ولم تختف جثة الدكتور (علي) والسيد (حامد) رحمهما الله ؟! .. كانت هذه هي النقطة الأولى .. وهناك النقطة الثانية شديدة الأهمية والمتعلقة برؤيتنا للساحرة المزعومة (ناتاشا) .. لقد خرجت من مكان ما من المنزل ومرت من أمامنا بشكل استعراضي دون أن تفعل أي شيء .. ولو سألتماني رأيي فأنا أقول أن السبب الوحيد وراء هذا هو أنها كانت تريد شهود على أن أسطورة لوحة (الغابة السوداء) حقيقية وأن الساحرة أو شبحها قد ظهر ليسفك الدماء .. وعندها بالطبع سيخاف الناس هذا المنزل كثيرا ولن يجرؤ أحد على الاقتراب منه .. وسيصبح منزلا للأشباح تحاك حوله القصص كما هو الحال مع المنزل
الشهير الكائن في منطقة (السالمية)* .. ولكن الفارق بين المنزلين هو أن الأخير يقع في منطقة تجارية مزدحمة .. أما هذا المنزل الهائل فهو في بقعة منعزلة تماما .. مما سيزيد الغموض والرعب والإشاعات التي ستحاك حوله .. ولا تسألوني لماذا فعلت (موريسا) كل هذا .. فأنا - كما أخبرتكم - لا أعرف الدافع حتى الآن .. أما موضوع لوحة (الغابة السوداء) فلا تنسوا أن كل ما سمعناه وكل ما كان يعرفه الدكتور (علي) عنها قد جاء ذكره على لسان (موريسا) التي استغلت الأساطير التي تحاك حول لوحة (الغابة السوداء) –إن كان لها وجود أصلا- لتحقق مآرب لا نعرفها .. أما عن أهم نقطة وهي كيفية تنقلها من الطابق الأرضي إلى الطابق الأعلى بسهولة ويسر دون أن نراها للقيام لتبديل ثيابها والتنكر بشخصية الساحرة (ناتاشا) للقيام بجرائمها.. فأنا هنا استعيد عبارة التحري الشهير (شيرلوك هولمز) عندما قال: ((عندما نستبعد المستحيل فإن ما يتبقى لنا هو الحقيقة مهما بلغت غرابتها)) ..
سألتني السيدة (أوراد) بحيرة:
وما الذي يعنيه هذا ؟! ..
* حقيقة .. فهناك بالفعل منزل مهجور في منطقة (السالمية) تحاك حوله العديد من قصص الأشباح والجن.
قلت لها مبتسما:
كيف تستطيع (موريسا) التنقل بهذه السهولة من مكان لآخر دون أن نراها؟ .. كيف قتلت زوجها ووجدناها بعدها بفترة قصيرة في المطبخ ؟ .. كيف ترتدي ثوبها الأسود وشعرها المستعار الطويل في أي وقت تشاء لتضرب ضربتها ؟ .. كيف تجد الوقت الكافي لتستبدل ثيابها ؟ .. أنا أرى أن (موريسا) تحتاج إلى طاقية الإخفاء لتفعل ما فعلته .. وبما أن هذا هو المستحيل .. فستتبقى أمامنا الحقيقة مهما بلغت غرابتها – كما يقول شيرلوك هولمز- والحقيقة هي أن في هذا المنزل ممرات سرية تستغلها (موريسا) لتحقيق مآربها .. أعرف أن الفكرة مجنونة .. ولكنها منطقية للغاية .. بل هي الحل الوحيد .. وكأننا في واحدة من قلاع أوروبا التاريخية
التي تزخر بالممرات السرية .. وهناك نقطة هامة تذكرتها الآن .. فعندما سمعنا صراخ الدكتور (علي) رحمه الله من الطابق العلوي .. سمعنا بعدها صوت (موريسا) وهي تستنجد بنا من المطبخ .. وأنا الآن أتذكر جيدا أننا لم نسمع صوت (موريسا) إلا بعد فترة طويلة نسبيا.. لقد قتلت زوجها بسرعة وتخلصت من ثيابها التنكرية وشعرها المستعار وهبطت من خلال أحد الممرات السرية إلى المطبخ لتمثل دور الزوجة التي فجعت لصراخ زوجها .. لقد فعلت كل هذا بسرعة تحسد عليها بالفعل .. ولكن –ومع ذلك- كانت هذه النقطة بالذات ثغرة واضحة .. فاستنجادها بنا جاء بعد فترة طويلة نسبيا –كما ذكرت لكم- من مقتل زوجها .. لكن أحدا منا لم ينتبه إلى هذا الأمر .. وأنا واثق أنها قد استغلت العامل النفسي .. فبعد انقطاع التيار الكهربائي وبعد سماعنا لصراخ الدكتور (علي) كان من الصعب على أي منا أن يلاحظ أن (موريسا) قد تأخرت قليلا في مناداتها لنا ..
وفجأة .. فتح باب الغرفة .. لأرى (موريسا) تبتسم وتقول بجذل:
أحسنت يا (خالد) إنك محلل بارع بالفعل ..
لم يكن هذا سوى صوت القاتلة (موريسا) زوجة الدكتور (علي) رحمه الله .. التفتنا جميعا وإذا بها واقفة عند باب الغرفة وهي تبتسم ابتسامة مخيفة تختلف تماما عن ابتسامتها الرقيقة التي كانت تصطنعها خلال الحفل ..
وكانت تصوب إلينا مسدسا صغيرا .. وفي يدها الأخرى مصباحا قويا أنار المكان كله .. وقفنا جميعا في تحفز .. فنظرت إلينا بابتسامتها الشرسة .. وأردفت:
إنك لست محلل بارع فحسب .. بل أنت عبقري يا (خالد) .. لقد حدثنا الأستاذ (إبراهيم) عنك وعن ذكائك برغم صغر سنك .. إن الأمر يحتاج إلى عقلية غير عادية لكشف كل ما يحدث .. ولكنك رغم ذلك لست ذكيا بما فيه الكفاية .. إذ لم تعرف حتى الآن الدافع وراء ما جرى ..
قلت لها بتحد وقد زالت معظم مخاوفي كون أن ما نواجهه ليس شبحا .. بل إنسان .. علما بأن هذا قد يكون أشد خطرا على حياتنا:
ومن يهتم بأفكار ودوافع معتوهة مثلك ؟! ..
ظلت تنظر إلينا نظرة ساخرة استفزت الأستاذ (إبراهيم) حتى أنه صرخ بها كالمسعور:
ما هو دافعك وراء كل هذا ؟! .. لقد قتلت أفضل أصدقائي .. وسببت لنا رعبا ما بعده رعب .. لماذا ؟؟ .. لماذا ؟؟.
لكنها لم تهتم إطلاقا لثورته .. وقالت وهي تبتسم بقسوة جعلت من وجهها الجميل أكثر قبحا من أي وجه آخر رأيته في حياتي:
هل تعرفونني ؟؟ .. بالطبع لا .. طوال الحفل كنتم تتغامزون وتتحدثون عن سبب زواج تلك الأجنبية الصغيرة بذلك الكهل الذي هو في عمر أبيها .. أنتم لا تعرفون شيئا .. وكما أخبرتكم .. لا زلتم تجهلون الدافع وراء كل ما يجري .. سأخبركم أنا بكل شيء وإن كنت لا أتوقع منكم أن تصدقوا حرفا مما سأقول .. ولكنني أستطيع إثبات كلامي بسهولة ..
ثم صمتت قليلا كمن يستعد لإلقاء مفاجأة غير متوقعة .. وهذا ما فعلته حقا .. فقد فجرت قنبلة عندما قالت بضحكتها الاستفزازية:
- إن الواقفة أمامكم هي زوجة الدكتور (علي) بالفعل ولكنني لا أدعى (موريسا) .. إنني من يطلقون عليها اسم: الساحرة (ناتاشا) .. والتي عرفتم قصتها أثناء الحفل !! ..
وكان هذا كافيا لجعل قلبي يتوقف عن الخفقان ولكنه ولحسن الحظ لم يفعل.
صاحت بها السيدة (أوراد) بعصبية بالغة:
كفي عن التلاعب بنا والسخرية والاستهزاء ..
إن ما أقوله لكم هو الحقيقة .. أنا الساحرة (ناتاشا) .. وأنا أبلغ من العمر ما يقارب الخمسمائة وأربعون عاما .. إنها الحقيقة .. فكل خمسون عاما تمر على العالم تساوي في جسدي عاما واحدا فقط .. فقد توصلت إلى السر .. سر الخلود .. حلم البشرية منذ الأزل ..
قلت لها بصرامة:
الخلود لله وحده .. لا يوجد أحد لا يموت .. وإن كانت هذه خدعة جديدة فـ..
قاطعتني وهي تقول ببساطة:
ألم أخبركم بأنكم لن تصدقوني ؟ .. إنها الحقيقة .. ولا يوجد سبب يجعلني أكذب عليكم بعد أن انكشفت كل الأوراق .. ثم من قال أنني سأعيش للأبد؟ .. سأموت يوما ما بالطبع .. لكني سأعيش طويلا .. طويلا جدا .. قد أعيش لألفي أو ثلاثة آلاف عام قبل أن أموت .. وأنا بالمناسبة لست ساحرة .. إنما أخبرتكم بذلك كي أثير جوا من الرعب والغموض حول القصة التي أخبرتكم بها حول لوحة (الغابة السوداء) .. فأنا في الواقع كيميائية .. أمارس ما كان يطلق عليه في القرون الوسطى اسم: علم
(الخيمياء)* .. وهو ما يطلق عليه في زماننا الحالي اسم (الكيمياء القديمة) .. لقد تمكنت من بناء بيت متواضع هو أقرب إلى الكوخ .. وقمت بتزويده بكل ما يلزمني للاستمرار بأبحاثي التي بدأتها على الفئران والأرانب .. كنت أحلم طوال الوقت بالتوصل إلى سر الخلود .. ودرست الجسد البشري لسنوات طويلة .. كما درست تركيب دم الإنسان حتى توصلت إلى فصائل الدم المختلفة والمعروفة حاليا قبل أن يتوصل إليها العلماء بزمن طويل .. وعندما كشف العلماء وجود فصائل الدم كنت أضحك في سري لشدة غبائهم .. فقد سبقتهم إلى هذا الإنجاز قبل حتى أن يفكروا به.
ثم صمتت وكأنها تسترد ذكرى مريرة .. وقالت:
مرت بعدها سنوات طويلة من العمل اليومي بلا توقف أو انقطاع تقريبا.. كم من محاولات فاشلة غصت فيها .. كم من احباطات عشتها وأنا وحيدة أعيش في تلك الغابة بعيدة عن الناس الذين كانوا يظنوني ساحرة .. وبعد أكثر من عشرون عاما تقريبا من العمل الشاق والسعي المتواصل توصلت إلى تركيبة كيميائية تستخدم فيها ثلاثون لترا تقريبا من دم الإنسان لإجراء معادلات كيميائية عديدة .. لا أحتاج الدم بصورته الأولية بالطبع .. بل أحتاجه كمادة خام .. تماما كما نحتاج إلى الحديد الخام لنصنع الآلات الحديثة .. وعندما توصلت إلى إكسير الشباب كان المركب الكيميائي يكفي لإبقاء شبابي خمسة أعوام تقريبا .. أي أن كل خمسة أعوام كانت تمر على العالم تساوي عاما واحدا في جسدي .. وخلال ثلاث سنوات فقط تطورت أبحاثي كثيرا .. وتطور إكسير الشباب الدائم ليكون أكثر فاعلية .. لتصبح كل خمسين عاما تمر على أجسادكم تساوي عاما واحدا في جسدي .. كل
* الخيمياء: علم ظهر قبل ألفي عام تقريبا، ويختلف كثيرا عن الكيمياء التي نعرفها، إذ تنقسم الخيمياء إلى قسمين، قسم يعتمد على التجارب العلمية، وقسم آخر يعتمد على السحر. وقد كان لعلم الخيمياء عدة أهداف رئيسية منها تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب وإطالة الحياة إلى درجة قد تصل للخلود، وصنع الحياة.
ونستطيع أن نقول أن الخيمياء هو علم خيالي في معظم نظرياته، ولكننا وعلى الرغم من هذا ندين له بالكثير، فعلى سبيل المثال، توصل الخيميائيون إلى معرفة عدد كبير من العناصر الكيميائية التي نعرفها اليوم، بعد أن كان الاعتقاد السائد في البداية أن العناصر الأساسية هي الهواء، الماء، الأرض، والنار. لذا فإن علم الخيمياء يعتبر الأب الشرعي لعلم الكيمياء الذي نعرفه في زماننا الحالي.
هذا بكميات قليلة من الدماء لا تتجاز العشرة لترات .. وهي قليلة بالفعل مقارنة مع كمية الدماء التي
كنت أحتاجها في البداية .. حيث اضطررت للقتل ولأول مرة في حياتي .. حيث تسللت إلى حدود المقاطعة القريبة من الغابة واستدرجت أربع أطفال و.. وقتلتهم للحصول على دماؤهم.
لم ننتبه إلى انتهاءها من الكلام إلا بعد لحظات.. فقد كنا ننظر إليها في بلاهة .. هل من الممكن أن يوجد شيء كهذا .. يا إلهي !! .. لو قمت بتأليف رواية حول موضوع كهذا لاتهمني الناس بالإغراق في الخيال .. فما بالكم أنني أراه حقيقة واقعة أمام عيني ..
كنت أول من أفاق من هول المفاجأة .. بل الصدمة !! .. وقلت وعلامات التفكير تبدو على وجهي .. فأنا أعرف تماما كيف أبدو حين أفكر:
أعتقد أنك قتلت الدكتور (علي) والسيد (حامد) لأنك كنت تريدين جثتين كي تستخلصي منهما عشرة لترات من الدم .. فكمية الدماء الموجودة في جسم الإنسان تساوي ستة لترات تقريبا* .. هذا مفهوم .. وأعتقد أنك اخترت قتل زوجك مع صديقه السيد (حامد) لأن فصيلة دماؤهما تشبه فصيلة دمك .. هذا هو التفسير الوحيد لاختيارك لدماؤهما على وجه التحديد .. والأمر سهلا جدا في معرفة فصيلة دماء زوجك .. ولكن كيف عرفت فصيلة دم السيد (حامد) ؟!
ابتسمت بإعجاب شديد كان سيروق لي كثيرا في ظروف أخرى:
إنك فعلا ذكي يا (خالد) .. لقد كشفت الكثير من الحقائق المتعلقة بالأمر .. وعرفت أنني كنت بحاجة بالفعل إلى فصيلة دم شبيهة بفصيلة دمي ..
قلت لها ببرود:
الأمر واضح .. وإلا كنت قد قتلت الخدم مثلا للحصول على دماؤهم ..
استمرت نظرات الإعجاب – باستنتاجاتي المتواصلة طبعا وليس بوسامتي-
* حقيقة
وأكملت قائلة:
- بالنسبة لفصيلة دم السيد (حامد) فقد عرفتها لأنه من المترددين على عيادة زوجي .. وكل معلوماته متوفرة في ملفه الخاص في الكمبيوتر .. ولم يكن من الصعوبة معرفة أمرا كهذا ..
قلت لها بشيء من الحدة:
إذا فلوحة (الغابة السوداء) كانت كذبة قمت باختراعها لأنك كنت بحاجة إلى شهود يخبرون رجال الشرطة بأن البيت مسكون بالجن مثلا .. وكنت بحاجة لمن يشهد بأننا رأيناك مقتولة حتى تبتعد عنك الشبهات حين تختفي جميع الجثث ..
ابتسمت بفخر وهي تقول:
الفكرة كلها من ابتكاري .. وأصدقكم القول أنني كنت أشعر باستمتاع لا مثيل له وأنا أثير الخوف في قلوبكم وأتلاعب بكم .. ولن أبالغ لو قلت أن أحد دوافعي كان استمتاعي الشخصي بما سيحدث.. لقد قمت بالتخطيط
للأمر جيدا وأعددت لكل شيء إعدادا دقيقا وتدربت على القيام بكل مراحل الخطة من بدايتها .. فقد طلبت من أحد الرسامين في أوروبا أن يرسم لي تلك اللوحة بتفاصيلها التي تعرفونها .. وطلبت منه رسم لوحة أخرى تحوي نفس التفاصيل باستثناء الساحرة (ناتاشا) .. وبعد أن حصلت على هاتين اللوحتين طلبت من أحد مزوري اللوحات أن يعرضهما لدرجات حرارة مرتفعة ومعاملات كيميائية خاصة حتى تبدوان وكأنهما مرسومتان منذ قرون .. وهذا أسلوب مألوف يستخدمه رسامي اللوحات المزيفة* .. وهكذا انتظرت حتى تحين اللحظة المناسبة .. وقد حانت عندما قرر زوجي دعوة أقرب أصدقائه بمناسبة شراءه لهذه المزرعة الكبيرة والانتهاء من بناء هذا المنزل الشبيه بالقصر .. ثم قمت بعدها بإعداد كل شيء كما ذكرت يا (خالد) ..
* حقيقة
يا للدهاء
قالتها السيدة (أوراد) باشمئزاز .. فنظرت إليها (موريسا) نظرة ساخرة .. وضحكت ضحكة عابثة مستفزة كانت أسوأ بالنسبة لنا من صفعة على قفانا ..
حتى أنني سيطرت على أعصابي بصعوبة بالغة وأنا أسألها:
ولكن كيف عرفت بأن الأستاذ (إبراهيم) سيتركك تذهبين مع السيد (حامد) عندما قمتم بالبحث عن زوجك ؟!
مرة أخرى ابتسمت في إعجاب لأسألتي الذكية –كما تقول- وأردفت:
لقد اعتمدت كثيرا على العامل النفسي .. فلن يطلب مني أحد الذهاب مع الأستاذ (إبراهيم) إن اخترت الذهاب مع السيد (حامد) كي أستفرد به وأقتله .. كنت واثقة من أن أحدا منكم لن ينتبه إلى هذه النقطة في حينها بسبب الجو العام المليء بالتوتر والغموض إلى جانب الظلام الذي كان له حضورا لا ينكر .. لم أكن أود قتلهما بصورة تقليدية .. خاصة حين يتعلق الأمر بزوجي .. لأن كل الشكوك بعدها ستحوم حول الزوجة الأجنبية الشابة التي سترث الأموال من هذا الكهل .. وسيتساءل رجال الشرطة عن
سبب زواجي منه وعن أمور كثيرة قد تكشفني .. إن رجال الشرطة في أي بلد جبابرة وليس من مصلحتي إقحامهم في قضية ..
سألتها مرة أخرى عن أهم نقطة متعلقة بهذه القصة الرهيبة:
كيف تزوجت من الدكتور (علي) ؟ ..
زواجي من الدكتور (علي) كان أمرا سهلا .. فقد كان في بعثة علمية في(باريس) والتقيت به هناك وقمت بجمع كل المعلومات الممكنة عنه .. وعرفت أنه يحمل فصيلة دم شبيهة لفصيلة دمي .. وأنه ثري .. وهذا أهم ما في الأمر !! .. فأنا لا أعمل .. وفي نفس الوقت أحتاج إلى المال أكثر من أي شخص .. لن أعيش فقيرة أبدا .. أريد أن استمتع بحياتي بعد سنوات طويلة من الوحدة عشتها في الغابة .. لذا كنت أوقع الأثرياء – خصوصا كبار السن - في شراكي مستغلة جمالي .. لأنهم يدفعون بسخاء .. فلا يحلم أحد منهم أن يحصل على فتاة تبدو لهم في العشرينات من عمرها .. وهذا ما ظللت أفعله .. في البداية كنت أقتل أزواجي وجميع أفراد القصر من خدم وغيرهم .. وكنت أحيانا كثيرة أقع في مأزق .. إذ لم يكن من السهولة معرفة فصيلة دم الناس دون أن أقتلهم أولا .. لذا فقد قتلت الكثيرين الذين لم أستفد من موتهم مع الأسف ..
غمغمت ببغض:
يا للحقارة ..
لم تكترت لهذه الإهانة:
أما في الزمن الحالي فمعرفة فصيلة دم الإنسان من أسهل الأمور .. لقد كنت أحتاج إلى دماء من فصيلة (B+) –وهي فصيلة دمي- وأحتاج إلى موت زوجي كي أحصل على أمواله لأعيش برفاهية لأعوام طويلة .. وبحثت في ملفات زوجي الطبية عن مرضاه الذين يترددون على عيادته فوجدت أن هناك الكثيرين ممن يحملون تلك الفصيلة .. منهم السيد (حامد) .. وخططت لإبقاء الأستاذ (إبراهيم) وزوجته حتى يكونا شهودا على أن المنزل مسكون بالأشباح وأنهم شاهدوني قتيلة .. وعندما حضرتم إلى الحفل برفقة (خالد) زاد الأمر من بهجتي .. فهذا معناه وجود ثلاثة شهود وليس اثنان .. ولا أنسى أن أخبركم بأنني قد طلبت من زوجي إبقاءكم على أن هناك أمرا نود إخباركما به .. كنت قد أخبرت زوجي بأنني أرغب أن تبقوا لأنني أحمل لكم مفاجأة .. كون أن الأستاذ (إبراهيم) والسيد (حامد) هما أفضل أصدقائه .. لقد اعتقد زوجي أن الأمر لن يتعدى هدية سأقدمها لكما باسمه .. ولم يكن بالطبع يتوقع ما حدث ..
صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها .. ثم قالت وكأنها قد تذكرت شيئا:
- نسيت أن أخبركم بأن أكثر التحف واللوحات الفنية مزيفة .. لقد خدعت زوجي من أجل الحصول على أكبر قدر من أمواله ..
سكتت قليلا ثم أضافت وبشيء من البغض:
لقد كان حريصا جدا على أمواله .. لا أقصد بذلك أنه كان بخيلا .. بل كان خوفه من أن ترتبط به امرأة من أجل الحصول على حصة من ثروته وليس حبا به .. لذا فلم يكن يعطيني شيء من المال سوى المصاريف البسيطة .. وكل شيء كان يشتريه لي هو ملك له .. كان يجعلني أوقع على تنازل عن كل شيء يشتريه لي من مصوغات ومجوهرات .. تصوروا هذا !! .. لذا فلم أجد أمامي حلا سوى المقتنيات الأثرية الثمينة .. كنت أكذب عليه وأخبره بأنني أعشق اقتناء اللوحات الفنية والقطع الأثرية .. وأنها هوايتي المفضلة .. وكنا نذهب معا في بعض الأحيان لشراء بعضا من هذه الآثار .. وأحيانا أخرى كان يتركني اشتري ما يروق لي .. ولكن بالطبع كل شيء مسجل باسمه هو ولا نصيب لي بشيء إلا في حالة موته .. تخيلوا هذا ؟! .. حاولت أن أقنعه بأنني أحبه ولكن هذا لم يكن كافيا لكسب ثقته الكاملة .. نعم .. كان يحبني ولكنه لم يكن يثق بحبي له ..
غمغت ببغض:
وقد كان محقا في هذا ..
رمقتني بنظرة جانبية .. ثم أردفت:
ولم أجد وسيلة لسلبه نقوده سوى شراء بعض التحف واللوحات الفنية المزورة .. فمثلا لوحة (الغابة السوداء) لم يكلف رسمها مئات الدولارات .. في حين اعتقد زوجي أن ثمنها نصف مليون دولار .. وبالطبع كنت أحصل على تلك النقود وأدخرها وأعطي البائع الذي يعاونني على خداع زوجي مبلغا معينا يتم الاتفاق عليه مسبقا .. وهكذا أواصل جمع المال لتكون عندي ثروة استمتع بها لسنوات طويلة قادمة .. وبعدها أبدأ من جديد رحلة الحصول على رجل يملك أهم صفتان .. الثراء .. وفصيلة دم شبيهة بفصيلة دمي.
صمتت وكأنها انتهت للتو من إلقاء محاضرة شائكة .. فسألتها:
وماذا عن الممرات السرية ؟ .. أنا واثق الآن من وجودها ..
قالت بإعجاب شديد:
- إن هذا بالذات ما جلعني أصفك بالذكاء .. بالنسبة للمرات السرية .. فهي موجودة بكثرة في المنزل .. وأعرفها جيدا وأحفظ مكانها عن ظهر قلب .. وقد أغويت المهندس الذي قام ببناء المنزل بصنعها .. أوهمته أنني أحبه .. ولم يكن زوجي يتابع عملية بناء المنزل .. فقد اشترى المزرعة وأوكل للمهندس أن يبني المنزل بالطريقة التي تروق لي .. ولم يتوقع زوجي بالطبع أنني سأطلب من المهندس صنع ممرات سرية .. ولن تعرفوا أبدا أين هي تلك الممرات .. ثقوا بهذا.
سألتها وذهولي لم يفارقني:
- لماذا لا تشتري الدماء بأموالك؟ ..
- إن هذا مستحيل تقريبا .. فيجب ألا يمر على شفط الدماء من الجسم أكثر من ثلاث ساعات حتى تكون صالحة لاستخدامها لصنع إكسير الشباب .. لن أخبركم بالمزيد .. خاصة فيما يتعلق بصناعة الإكسير .. فهو سري الخاص ولن أبوح به لأحد أبدا.
انتهت من شرحها الطويل .. ولم ينته ذهولنا .. كنا نستمع إليها وقلوبنا تكاد أن تتوقف من هول المفاجأة .. حتى أننا لم ننبس ببنت شفة .. بل ظللنا مشدوهين ننظر إليها .. يا إلهي .. إن هذا أمر يفوق التصور بالفعل .. حتى أن (موريسا) أو
(نتاشا) - أو أيا كان اسمها- قامت تبتسم بفخر ..
ثم قالت شيئا لم أتوقعه على الإطلاق:
- يمكنكم الرحيل إن أردتم .. فأنتم لا تشكلون أي خطر علي .. ولا أعتقد أن أحدا منكم سيروي هذه القصة لأحد .. وإلا سيتهمكم الناس بالخبال .. أما لو أبلغتم الشرطة فكل ما سيفعلونه هو البحث عني باعتباري شخصا مهما في القضية .. لكنهم لن يجدوا شيئا .. سأقوم بالتخلص من الجثتين في مكان لن يجده أحد إلا بعد أيام أكون خلالها قد ابتعدت تماما .. إن التنكر من أسهل الأمور خاصة حين يتعلق الأمر بامرأة .. كما أنني قد جمعت أموالا طائلة من زوجي قبل قتله وأودعتها في حسابي السري في أوروبا حيث تنتظرني حياة جديدة بإسم جديد .. إنني أخطط لهذا منذ ثلاث سنوات .. أما أنتم .. فستبقون مجبرين في المنزل لأربع ساعات أخرى أكون خلالها قد اختفيت وتركت البلد .. إن أوراقي سليمة وكل شيء معد له تماما .. كان لا بد من التعب والتضحيات حتى أحصل على الدم والأموال لأعيش حياة هانئة لمائة عام أخرى قبل أن أضطر إلى القتل من أجل المزيد من الدماء .. والمزيد من الأموال .. تعتقدون بأنني أغامر بكشف أمري عندما أخبركم بقصتي ؟ .. أنتم حمقى إذا .. فأنا أفوقكم عمرا وخبرة بأربعمائة وخمسون عاما على الأقل .. لا تعرفون نصف ما أعرف ونصف ما مررت به من تجارب. كانت تتحدث إلينا دون غضب وبهدوء شديد لا أبالغ إن قلت أن كلامها قد حوى شيئا من الحنان والرقة .. وكأنها تشعر بالأسف لما فعلته .. ولكنها وفي نفس الوقت لا ترغب بالاستغناء عن النشوة العجيبة –على حد قولها- عند تناول إكسير الشباب ..
قلت لها محاولا أن أخاطبها بلغة المنطق:
هل تعتقدين أن اكتشافك هذا نعمة ؟ .. إنه نقمة .. إن قانون الطبيعة يحتم حدوث حالات الوفاة لمقابلة الزيادة التي تتسبب بها المواليد .. ولو لم يحدث هذا لتكدس البشر فوق بعضهم .. ليصبح بعدها اللجوء إلى القتل أمرا حتميا لإعادة التوازن الطبيعي إلى ما كان عليه .. ومن هنا كانت حكمة الخالق ألا يحصل الإنسان على الخلود .. وأنا قد فهمت الآن أيضا إيهامنا بمصرعك .. إن من يمتلك شبابا دائما مثلك يحتاج إلى كثرة التنقل والتخفي حتى لا يكشف الآخرون أمره .. هل تريديننا أن نحيا بهذه الصورة ؟
ومن قال أنني أرغب بمشاركة أحد في اختراعي هذا ؟! .. إنه لي وحدي .. وأنا لا أمانع أبدا حياة الإختباء تلك التي تتحدث عنها .. فهي ثمن بسيط جدا مقابل الإحساس بتناول هذا العقار .. شعور بالحيوية والنشاط لا يمكن وصفه لقد كان عمري يقترب من الأربعين عند اكتشافي لأكسير الشباب .. لكنه أعطاني حيوية وشبابا حتى صرت أبدو وكأنني في العشرين من عمري لتشع كل خلية من جسمي بالشباب .. تصوروا كم المعلومات الهائل التي أحصل عليها بسبب معاصرتي لأجيال كثيرة خلال خمسمائة عام .. لقد عاصرت العالم العظيم (ليوناردو دافنشي) وعاصرت (بيتهوفن) وأكثر العظماء في تاريخ البشرية .. إنها متعة لا تدانيها متعة .. تصور أن تشهد التطور العلمي على مدى قرونا من الزمان .. أليس هذا شيئا رائعا يستحق كل تضحية ؟؟ .. إنني أجيد –بفضل عمري الطويل- أربع لغات تقريبا إجادة تامة .. الفرنسية والإنجليزية والأسبانية والألمانية ..
ثم أخرجت لنا من جيبها ظرفا مليئا بالصور:
انظروا .. صورة لي مع (آينشتين) في شبابه .. وصورة فوتوغرافية زيتية قديمة جدا مع رئيس الولايات المتحدة الأول (جورج واشنطن) .. وصور أخرى مع أعظم شخصيات التاريخ .. أليس هذا رائعا ؟ .. إن لي مع كل من هؤلاء الرجال قصة حب .. فقد كنت عشيقة هذا .. وصديقة ذاك ..
عند هذه النقطة بالذات تصلبنا جميعا في أماكننا .. كنا ننظر إلى الصور بذهول .. كانت الصور تبدو بالفعل قديمة جدا .. إن هذا أمرا مذهلا يفوق الخيال .. تخيل أن تجد صورة تجمع صديقك مع (هتلر) مثلا ..
لم يجد أي منا شيء يقال .. فقام الأستاذ (إبراهيم) بمحاولة يائسة عندما قال لـ(موريسا) بصوت متخاذل:
وهل هذا ثمن ما تفعلينه ؟ .. قتل عشرات الأبرياء ؟
ليس هذا من شأنك .. ثم أنك لن تفهم أبدا طالما أنك لم تتذوق إكسير الشباب ولم تشعر بذلك الشعور الرائع بالحيوية والنشاط ..
ثم نظرت إلى ساعتها .. وقالت:
إن الوقت يمضي .. سأرحل الآن.
ولوحت بمسدسها مهددة:
ولا أعتقد أنكم تحبذون الموت .. إنني أعطيكم فرصة نادرة للنجاة فاستغلوها .. سأرحل الآن ولكن قبلها علي الذهاب لسحب كمية من دماء زوجي (السابق) والسيد (حامد) لصنع الإكسير الجديد.. لا تحاولوا اللحاق بي وإلا ستصيبكم رصاصات مسدسي .. أنا لا أمزح.
قالت هذا وخرجت من الغرفة .. وكانت هذه آخر مرة أراها فيها .. لا أعرف من أين خرجت لكنها على الأرجح استخدمت إحدى الممرات السرية .. ولم نجد لها أثرا في الساعات الثلاث التي قضيناها في الفيلا والتي تلت رحيلها .. خرجت وتركتنا نستشيط غضبا .. إلى أن عدت الساعات الثلاثة لتفتح الأبواب أوتوماتيكيا .. فخرجنا متثاقلين عاجزين عن فعل أي شيء .. كنت أشعر بحزن لا أدري سببه ..
إن الحصول على هذا الإكسير أمر رائع بالفعل .. ولكن للاستعمال الشخصي فقط .. وليس للبيع في الصيدليات بالطبع .. ولكن ثمن الحصول عليه بشع للغاية .. قتل الناس !!..
كانت الساعة قد تجاوزت الرابعة صباحا بقليل ..
لقد اتفقنا بعدها على بضعة أمور .. اتفقنا على عدم إبلاغ الشرطة .. وكأننا رحلنا مبكرا من الحفل ولم نعرف ما جرى بعدها .. ولا أعتقد أن أحدا قد رآنا نخرج من الفيلا والمزرعة في تلك المنطقة النائية الخالية تقريبا من البشر .. وقد تحدثت الصحف فيما بعد عن اختفاء الدكتور (علي) وزوجته السيدة (موريسا) والسيد (حامد) .. ولكن – بالطبع - لم يعرف أحد ما عرفنا .. وأستطيع الآن أن أتخيل (موريسا) أو (ناتاشا) أو أيا كان اسمها خارج (الكويت) في رحلة جديدة وبشخصية جديدة مستغلة أموالها لتعيش مائة عام أخرى بإكسير الشباب الذي اخترعته .. قبل أن تعود مرة أخرى لقتل أحد ضحاياها الأثرياء لتحصل على ماله ودماؤه ..
طوال عمري أمقت القصص التي ينهزم فيها البطل .. ولكن ليس باليد حيلة .. فهذا ما حدث .. وقد نقلته لكم بكل أمانة .. ولم أنس بالطبع أن أشكر مدير المدرسة الأستاذ (إبراهيم) على تلك التجربة الكابوسية التي عرضني لها دون أن يقصد !! .. تلك التجربة التي زادت من رصيد خبراتي كثيرا .. وقد بدا لي أنني
ما حييت لن أعرف سوى أقل القليل عن أسرار هذا العالم .. وإن كنت قد عرفت ما لا يعرفه أحد .. إن الأنانية قد تصل بالإنسان أن يفعل أشياء يشيب لهولها الولدان .. أشياء كثيرة ليس القتل أسوأها .. كما أيقنت أننا البشر –ومع كل أسف- حفنة من الأوغاد لن ينقذنا من حطب جهنم إلا رحمة ربي الواسعة .. أما أنا .. فشريط حياتي يمر الآن في ذهني كما يحدث مع من هم على وشك الموت .. فلا أجد سوى سلسلة من الاحباطات والهزائم .. والأمل في المستقبل .. أن أصنع شيئا .. أن أكون شيئا .. والدراسة مع التفوق هما كل ما أملك ..
لقد جعلتني تجربتي الأخيرة على وجه التحديد أتساءل أكثر وأكثر عن أسرار الكون وعن أسرار الناس .. الناس الذين قد تراهم في الشارع أو في أي مكان ولكنهم يحملون أسرارا لا يمكن أن يتخيلها أحد .. خاصة تلك المرأة التي اخترعت إكسير الشباب الدائم .. حلم البشرية !!.
خاتمة المؤلف
عزيزي القاريء
إن كتابة القصص تجربة جديدة قررت أن أخوضها لأول مرة .. وقد كانت من دون شك مغامرة محفوفة بمخاطر الفشل .. فمعظم القصص في هذا الكتاب المتواضع تندرج تحت بند الخيال العلمي .. وهذا النوع من القصص نادر جدا في (الكويت) حيث تنتشر في المقابل القصص الاجتماعية والعاطفية ..
لذا فكلي أمل أن تمر مغامرتي تلك بسلام وأن يترك الكتاب أثرا طيبا في نفسك ..
لقد حاولت من خلال هذا الكتاب المتواضع أن أقدم للقاريء مزيجا من قصص الخيال العلمي والرعب والإثارة والغموض والرومانسية .. وذلك حتى أرضي جميع الأذواق .. ولا أدري إن كنت قد نجحت في هذا .. وإن أعجبتك قصة واحدة من تلك القصص .. لكان هذا من حسن حظي ..
كما أتمنى أن تكونوا قد أحببتم بطل تلك الروايات (خالد) الذي يمثل شريحة كبيرة من المراهقين حيث الشعور بالوحدة وحب الخيال وأمل الهروب من الواقع المر والبحث عن الحب حتى وإن تستروا خلف جدار من الاستهتار واللامبالاة .. وهذا ما يقوله كبار علماء النفس عن المراهقين.
عبدالوهاب السيد
صدر للمؤلف:
1) وراء الباب المغلق (إصدار 2000)
توزيع – مكتبة الصحوة.
2) خلف أسوار العلم (إصدار 2003)
توزيع – مكتبة الصحوة.
19
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا