إستراتيجيات المنافسون:
يمكن إيجاز أشهر الاستراتيجيات التي ينتهجها المنافسون في النقاط الآتية:-
1. الغاية تبرر الوسيلة فلا مانع من أي عمل ماكر، أو متآمر، أو مخادع، يضمن لهم الفوز.
2. يختار معظم المنافسين أرض معركتهم بدقة وهم غير مستعدين لخوض المعارك خارج أراضيهم لأنهم يؤمنون أن احتمال النصر في هذه الحالة وغير مؤكد على الإطلاق.
الفعل ورد الفعل:
الفعل ورد الفعل هي الإستراتيجية المثلى للتعامل مع هذه الفئة بصفة عامة بمعنى أن تعرف ماذا يريدون، وعلى هذا الأساس يكون رد فعلك للتعامل مع هؤلاء وعلى سبيل المثال يمكنك يا عزيزي القيام بالتالي:-
إذا كان هدف هؤلاء هو بناء احترامهم لذاتهم فإنه يجب عليك يا صديقي أن تؤكد لهم بهدوء أنهم رائعون مهما كانت درجة نجاحهم الفعلية.
إذا كان هدف هؤلاء هو الثناء الدائم فإنه يجب عليك يا صديقي أن تقوم بتقدير ضمني وصامت لهم عندما ينجزون أو يحققون نجاحًا فعليًا.
إذا كان هدف هؤلاء هو السلطة فإنه يجب عليك يا صديقي أن توضح لهم إنه لا ينبغي أن تكون حاجتهم للسلطة والقوة على حسابك وأن تخبرهم بأنه يمكن التنازل عن السلطة لو لم تكن تستحقها.
إذا كان هدف هؤلاء هو الحفاظ على الذات النرجسية فإنه يمكنك يا صديقي أن تقوم بعمل تقدير صامت عندما يحسنون العمل، ولكن إذا ما تسببوا بالمتاعب أو صعُب التعامل معهم فأعلمهم إنك لا توافق على سلوكهم ولا تستحسنه.
إذا كان هدف هؤلاء هو استحسان الرؤساء فإنه يجب عليك يا صديقي أن تظهر لهم التقدير وتأمين شرورهم.
إذا كان هدف هؤلاء هو إثارة الشعور بالرهبة لدى الأدنى منهم رتبة، فإنه ينبغي عليك يا صديقي أن تثن على سلوكهم المفيد وأن تتجاهل التنافس المدمر أو لا تنجر إليه.
وعليك يا عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة إدراك أن التنافس حاجة غريزية لدى هؤلاء الناس وإن أغلبهم يقضون حياتهم وهم يخوضون معارك ومناوشات ويثيرون شجارات لا يحتاجونها.
واعلم يا عزيزي القارئ إنك تستطيع أن تكون منافسًا منافسة شريفة في ظل الظروف المناسبة وليس التنافس المدمر والفرق يكمن في أن حياتهم في حال التنافس المدمر تكون محدودة لا بل معدومة على مستوى رغباتهم التنافسية في حين أنك يا صديقي في حالة التنافس الشريف تمتلك الخيار.
وثق يا صديقي القارئ إن إدراكنا لواقع إنهم لا يسيطرون تمامًا على حس التنافس لديهم وهو ما يساعدنا على ألا نأخذ الأمور على إنها أمر شخصي جدًا.
ويمكن القول يا صديقي إنه فيما يركض المنافس الشرير يمينًا ويسارًا كالثور الهائج يمكنك أن تطور مهارات مصارع الثيران هذا، ولست مضطرًا لأن تتورط معه في معارك لا ترغب في خوضها، إن تجنب هذا التنافس الشرير أو الانحراف بعيدًا عنه أو حتى التسليم بوجهة نظره من شأنه أن يجرده من سلاحه.
وهناك فئة من المنافسون تستحق إلقاء الضوء عليها وهؤلاء قد يعاني الإنسان منهم من عارض الرجل الخارق أو المرأة الخارقة وفي هذا النموذج تجد الرجال يدعون إنهم أزواج مثاليون وأنهم أعظم الآباء كما أنهم في أعمالهم خارقين، بدونهم يتوقف كل شيء ويمكن أن تدعى النساء من هذه النوعية أنهن الأجمل والأفضل وأن أطفالهن هم الأذكى وأن حياتهن المهنية هي الأنجح وأن منازلهن هي الأنظف وحياتهن الزوجية هي الأمثل.
والغريب فعلًا أن هؤلاء يمكن أن يقفزوا قفزات عظيمة وأن يحققوا إنجازات رائعة لبعض الوقت ولكن الحقيقة التي لا جدال فيها أن معظم هذه الشخصيات عرضة للتعطل والإنهاك والنوبات القلبية إذا لم يهتموا بصحتهم.
والحقيقة التي ترصدها الدراسات العلمية تقول إن المتنافسون يمكن أن يحققوا الكثير لكن لابد من أن يتعلموا كيف يمشون الهوينا ويخطى موزونة فالجهد المستدام بمعدل 80% أفضل على المدى البعيد من جهد مسعور بمعدل 100% يتبعه انهيار، إنهم كالرياضي الذي يركض بفعل المنشطات الممنوعة.
المنافس الشريف والمنافس الغير العاقل يشبهون قصة السباق بين الأرنب والسلحفاة ومن الأفضل لك يا صديقي وتبعًا للقصة المعروفة أن تكون كالسلحفاء التي تصل لهدفها خير من أن تكون الأرنب السريع الذي لا يحقق أهدافه.
أفضل طريقة للتعامل مع هؤلاء:
هناك عدة مبادئ ينبغي أن تكون نصب أعيننا ونحن نتعامل مع هؤلاء المنافسين الأشرار يمكن إيجازها فيما يلي:
1. التعاون بدلًا من التنافس يكون أساس العلاقة.
2. عش ودع غيرك يعيش هو المبدأ الذي يجب التعامل على أساسه مع هؤلاء المنافسين.
3. عامل الناس كما تود أن يعاملوك هو الشعار الرسمي عند التعامل مع هؤلاء المنافسين.
إنهم مفاهيم رائعة لكنك لن تتمكن من تغيير حب هؤلاء الأشخاص للتنافس إلا إذا كنت معالجًا متمكنًا.
وثق يا صديقي إنه لن يتجاوب معك العديد من هؤلاء المنافسين بشكل إيجابي مع المبادئ السابق ذكرها وأشهرها اقتراح التعاون هذا الذي لا يؤمنون به على الإطلاق.
ويمكن القول إن المعضلة التي يواجهها معظمنا عند التعامل مع هؤلاء المنافسين الأشرار هي أن تقول لنفسك هل انحدر إلى الدرك الأسفل في هذه المعركة أم أبقى وفقًا لمبادئي؟
هل من الأفضل أن أكون خصمًا صاحب مبادئ وأنا أتعامل مع منافسي بلا مبادئ. لحسن الحظ أن الخيار ليس صعبًا فالتمسك بقيمك الأساسية والجوهرية وأن تبقى على حقيقتك أمران هامان لا غنى عنهما.
وهناك أساليب للتعامل مع هؤلاء المنافسين الأشرار فإذا فرضت عليك المعركة مع واحد من هؤلاء المنافسين فعليك أن تختار المكان والزمان ولا تجعل المنافسة قاسية أو مؤلمة أو تستنزف قيمك الخاصة.
يندفع معظم المنافسين الأشرار نحو المجد بقوة واندفاع مما يجعل من التأني والثبات في التعامل معهم أفضل الاستراتيجيات والطرق للتعامل مع هؤلاء المنافسين الأشرار. نافس إذا رغبت وإنما أفعل ذلك على وتيرتك الخاصة وطبقًا لمبادئك وهناك مراحل هامة للتعامل مع هؤلاء نوجزها في النقاط الآتية:
أ. قدم الطعم لهم:
تذكر يا صديقي أن خيارات المنافس الشرير دائمًا محدودة وتقتصر على التنافس بغرض الفوز مهما كانت التضحيات ويمكنك يا صديقي أن تحدد لهم تحديًا ما وستجدهم يهرعون نحوه فرحين ولست مضطرًا لوضع تحدي واحد أمامهم.
ب. أسقط الحبل:
وهذا يعني أن تجعل المنافس يعتقد أنك لا تنافسه على الإطلاق وأنك مستسلم له بل إنك واحد من قريته وهذا كفيل بأن يلقي سلاحه هو الآخر لأن هذا المنافس الشرير يعتقد إنه في معركة دائمة يسعى فيها إلى الانتصار مهما اقتضى الأمر لذا أسمعه الثناء وشجعه وابتهج بنجاحاته.
ج. دعه يرهق نفسه:
امتص غضب المنافس ودعه يبذل كل طاقاته في المعركة الوهمية التي يعتقد أنه يخوضها واسترخ واجلس لتراقبه يندفع يمينًا ويسارًا.
د تمسك بقيمك:
أمام كل ما يفعله المنافس الشرير تمسك بقيمك وأمضي قدمًا في الحياة التي تود أن تحياها.
وعليك يا صديقي أن تتجنب مظاهر التنافس المباشر على المستوى الشخصي لأن التنافس غالبًا ما يتحول إلى هجوم شخصي لا يجدي معه إصلاحًا.
وعليك يا صديقي أن تقلل سميتهم وتعتبر المنافس صديقًا لا عدو وهو ما يساعدك على أن تتعلم بشكل جيد لعبة الحياة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا