التنظيف الجاف
ابتكار الصدفة البحتة!!
صورة
غسيل الملابس من الأنشطة اليومية التي يمكن تقصي آثارها حتى أربعة آلاف سنة. سواء أكان الغسيل عبر ضرب الثياب على صخرة بقرب النهر، أو عبر ضغط عدة أزرار على آلة غسيل أتوماتيكية، فإن الإنسان اعتمد دائماً على استخدام الماء والحركة الميكانيكية بمساعدة الصابون لغسل ملابسه، وتتضمن عملية الغسيل أيضاً التجفيف، كنشر الغسيل على الحبال في الهواء أو إلقائه في مجفف غازي أو كهربائي.
ثم ظهر التنظيف الجاف ومثله مثل كثير من الابتكارات، كان ظهوره صدفة. ففي عام 1855، لاحظ جين بابيتست جولي وهو صاحب مصبغة، أن غطاء الطاولة أصبح أنظف بعدما أسقطت عليه الخادمة مصباح الكيروسين.
ومن خلال مصبغته، عرض جولي خدمة جديدة سماها (التنظيف الجاف) واستخدام كلمة (الجاف) لأن عملية التنظيف هذه تنظف الملابس دون الحاجة إلى استخدام الماء. ورغم وصف هذا التنظيف بالجاف، إلا أن الثياب يجب أن تغمر في مادة سائلة مذيبة وإن لم تكن الماء.
في بدايات التنظيف الجاف، كانت تستخدم المذيبات المشتقة من البترول كالجازولين والكيروسين. ولكن بما أن مثل هذه المذيبات قابلة للاشتعال، ويمكن أن تسبب الحرائق والانفجارات استبدلت بمنتج يسمى بيركلورايثلين (بيرك)، وهو منتج غير قابل للاشتعال، ويتميز بقدرته الفائقة على التنظيف دون الإضرار بالملابس.
وسرعان ما أصبحت هذه المادة الخيار الأول لصناعة التنظيف الجاف، خاصة وأنها تتطلب معدات ومساحة أقل ويمكنها أن تقوم بالخدمة الكاملة خلال ساعة واحدة.
وتتضمن خدمة الغسيل الجاف الخطوات التالية:
- الترقيم والمعاينة:
ترقيم الملابس عن طريق استخدام بطاقات أو أوراق صغيرة وتوضع على ياقة الملابس كيلا تختلط ملابس العميل مع ملابس الآخرين. كما تعاين الملابس للتأكد من عدم وجود أشياء أو مواد في جيوبها قد تلحق ضرراً بالملابس أثناء الغسيل.
- ما قبل المعالجة:
يبحث المنظف عن البقع على الملابس ليجعل تنظيفها أسهل وأكثر اكتمالاً.
- التنظيف الجاف:
وتوضع الملابس في آلة التنظيف الجاف وتنظف المادة المذيبة (عادة ما تكون بيرك) وتغسل الملابس ثم تشطف ضمن عملية التنظيف ويعاد استخدام خلاصة المادة المذيبة مرة أخرى ويمكن أن يعاد استخدام 99,99% من المادة المذيبة مرة أخرى، وفي النهاية تجفف الملابس.
- تنتهي العملية بالكي والطي والتغليف ولمسات الانتهاء الأخرى.
ولا يستخدم التنظيف الجاف في غسل كل الملابس، فالقمصان القطنية على سبيل المثال عادة ما تغسل في آلة غسيل عادية باستخدام الماء. غير أن ملاءمة التنظيف الجاف لاستخدامات مختلفة جعلت ممارسته أمراً شائعاً، خاصة لمن يحتاج إلى تنظيف سريع خلال ساعة واحدة أو من لديهم ملابس تحتاج إلى معالجة خاصة، كما أصبح من الممكن في الوقت الحالي أن نجد جهازاً منزلياً للتنظيف الجاف.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا