ويبقى الأمل ينبض في القلوب 34 35 36 للكاتبة علياء الكاظمي

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-01-24

٣٤وقفت بسمة أمام مرآتها في غرفتها ذات الأثاث القديم تحدق في وجهها، كانت ترتدي ثوباً جميلاً زاهي الألوان من الحرير كان ثوباً غالياً يساوي ثمنه راتبها الشهري بالكامل، وقد اشترته خصيصاً لهذا اليوم، فاليوم وبعد ساعات قليلة ستأتي أم شاهين وأخواته البنات لخطبتها رسمياً وستأتي كذلك عمته مريم التي يحبها شاهين على وجه الخصوص، يا إلهي إنها لا تصدق نفسها، وكذلك عائلتها يكادون يطيرون من الفرح وكأنهم لا يصدقون أن شاباً من عائلة كبيرة كشاهين يريد الزواج بها، وعندما اتصلت بوالدها وأخبرته سألها على الفور: هل رآك؟ وقد جرحها سؤاله وأدمى فؤادها، فوالدها يعرف أنها غير جميلة البتة فلم يصدق أن يخطبها شاهين وهي لا تملك الجمال ولا المال والجاه فردت عليه بانكسار: رآني في العمل وهو من طلب التقدم للزواج بي.. فرد الأب وهو محرج: طبعاً أوافق لن نجد أفضل منه بالتأكيد، وأما جدتها فقد فرحت كثيراً وقد أبلغت ابنتها (أم بسمة) بنفسها وعندما اتصلت والدة شاهين رحبت بها الجدة أشد ترحيب وتم الاتفاق على يوم الخطبة.. كانت بسمة وكأنها في حلم، ووالد شاهين وعمه وشاهين سيذهبون إلى منزل أبيها اليوم أيضاً للتقدم رسمياً لها ومنذ تم تحديد موعد الخطبة وهي تكاد لا تنام فهي قلقة والأفكار تتقاذفها وتحادث شاهين كثيراً تكاد تتصل به كل ساعة إنها تحتاج إلى دعمه تحتاج إلى حبه ليمدها بالشجاعة الثقة.. إنها تعرف أنها لن تعجب أهله، وهي خائفة أن ترفضها عائلته، وتتساءل هل يمكن أ، يؤثروا عليه؟ هل يمكن أن يغيروا رأيه فيها؟ إنها خائفة من المواجهة.. دخلت أمها وأختها من أمها التي تصغرها بثلاث سنوات.. إن أمها أجمل منها صحيح أنها ورثت منها شعرها الخشن الأشقر ونحافتها ولونها الأصفر إلا أن وجهها أكثر ملاحة ورقة من وجه بسمة التي ورثت وجه أبيها بالكامل والذي لم يكن يتميز بالوسامة لكنه كرجل لم يعبه شكله أبداً وكان يبدو مقبولاً كذكر لكن بسمة لم تكن كذلك كأنثى، تقدمت الأم من بسمة وضمتها بحنان وقبلتها وقالت: ما أجمل ثوبك كم هو رائع، وأضافت أختها: تعجبني تسريحة شعرك.. تليق بك كثيراً..

وطرق الباب ثانية فإذا هي الخادمة تبلغهم أن الضيوف وصلوا والجدة تناديهم.. خفق قلب بسمة بعنف وشعرت بركبتيها ترتجفان وقالت الأم: انتظري قليلاً وسأبعث أختك تناديك حتى تنزلي في الوقت المناسب، ونزلت الأم وابنتيها وبقيت بسمة وحدها.. عادت تحدق بوجهها.. إن خديها أكثر احمراراً لفرط انفعالها وقد اختفى النمش من وجهها بفضل مساحيق التجميل التي وضعتها لها إحدى خبيرات التجميل المشهورات وقد أضفى الظل فوق جفونها اتساعاً نسبياً لعينيها الضيقتين، كانت أجمل من المعتاد، لكنها قطعاً ليست جميلة.. تنهدت بسمة.. لقد كانت تتمنى أن تتزوج رجلاً مثلها غير جميل أو على الأقل عادي الشكل لكن أن يكون نصيبها رجلاً رائعاً أشبه بممثلي السينما مثل شاهين فذلك صعب عليها وحتى إن تقبلها أهله كيف ستواجه المجتمع؟ سيقارن الجميع بينهما وسيقول كل من يراه كيف تزوجها هذا الشاب الرائع وهي بهذا الشكل؟! سوف يستكتر الجميع هذا الزواج عليها وكأن شكلها في يدها وكأنها مذنبة بسبب شير لا يد لها فيه، متناسين أنها خلقة الله تعالى ولكن الناس ظالمون لا يحكمون إلا على ظاهر الأمور، كلهم هكذا ما عدا شاهين حبيبها الذي أحب جوهرها وعشقها رغم كل شيء ولم يشعرها يوماً بنقصها.. إنه رائع.. إنه ملاك وهو لم يخبرها شيئاً عن ردة فعل أهله عندما أخبرهم أنه يريد أن يخطبها كل ما قاله إنهم احترموا رغبته أنه في غاية السعادة.. دخلت أخت بسمة والسعادة تبدو على وجهها: بسمة هيا حان الوقت، يا إلهي إنهم عائلة رائعة كل ما بهم ينطق بالذوق والجمال، أمه رائعة طيبة وأخواته جميلات رائعات..

ارتجفت بسمة وشدت نفساً عميقاً ونزلت..

كانت السيدة وفاء تبدو سعيدة وقد جلست متألقة كالملكة إنها تشعر بالفخر لأنها استطاعت التأثير في حياة ابنها الوحيد وإقناع والده بالموافقة على بسمة، ومنذ دخلت بينتهم وهي تكاد لا تطيق صبراً حتى ترى بسمة.. لقد كانت تظنها صاحبة الصورة التي أراها إياها شاهين يوماً لكن شاهين أخبرها مؤخراً أنها ليست صورتها وأنه لا يملك صورة لها وأن تلك الصورة وصلت إليه بالخطأ عن طريق الإنترنت وظنها من بسمة! فكانت متشوقة لترى حبيبة شاهين وكانت تتخيلها تشبهها هي، وأما العمة مريم فبدت بكامل أناقتها وقد ارتدت ثياباً أنيقة جميلة وحملت حقيبة من أفخم الماركات العالمية، وبدت سمر جميلة وقد انسدل شعرها اللامع على كتفيها وبرز بطنها الصغير أمامها وظهرت رائعة في حملها، أما دلال فقد ارتدت ثوباً برتقالياً صارخ اللون قصيراً يظهر تناسق جسدها وقد انتثر شعرها الكث على كتفيها ورفعت نصفه إلى الأعلى وهي تلبس حذاء أنيقاً غالياً ذا كعب عالٍ وتضع خاتماً ماسياً كبيراً يبرق بين أصابعها وقد تزينت بأجمل حليها فهي تريد أن يعرف أهل بسمة مقام أخيها وأن يرونهم في أحسن صورة.. أما رغد فقد جاءت على مضض فمنذ زواج أحمد وهي لا تخرج من البيت إلا إلى الجامعة وقد حاولت ألا تأتي لكن شاهين قبل يديها حتى تقبل الحضور ولم تحتمل أن ترده.. وقد بدت كزهرة جميلة حزينة، زادها الحزن والشحوب جمالاً وغموضاً.. كانت ترتدي ثوباً أصفراً فاتحاً قصير الأكمام وقد قصت شعرها الطويل إلى أسفل أذنيها وبدت نحيفة جداً بعد أ، كانت تميل إلى الامتلاء وقد تناسب لون ثوبها مع لون شعرها وعينيها وبدت كالشمس عند الشروق شاحبة جميلة مشعة يطغي نورها على من حولها.. كانت الأم وبناتها رائعات بكل معنى الكلمة وقد جلسن ينتظرن بسمة وكن يتفحصن أختها المليحة وتوقعنها تشبهها.. ودخلت بسمة.. ورأينها.. يا إلهي إنها ليست جميلة قالت سمر في نفسها يا للمصيبة ماذا حدث لعيني شاهين.. أما دلال فقد صعقت.. كانت تتخيل بسمة رائعة الجمال لكنها أمام فتاة نحيفة لا تمت إلى الجمال بصلة ولا تقارن بأخيها ووسامته، لقد تفننت دلال اليوم بالاهتمام بنفسها لأنها تخيلت الفتاة التي وقع أخوها في هواها كملكات الجمال.. أما رغد فقد كانت أقلهم صدمة فهي تعرف حكاية شاهين وبسمة وقد وصفها لها بدقة من قبل وهي لم تخبر حكايتهما لأحد أبداً وعندما قرر الارتباط بها احترمت رأيه وكانت رغد تنظر إلى بسمة بحنان وشفقة، فهي ترى وقع الصدمة على وجوه أخواتها وأمها، لكنهن معذورات فشاهين شاب جميل وقد توقعن له زوجة جميلة.. أما الأم فقد بدأت تتساءل إن كانت أخطأت بإقناع الأب بالموافقة، وبدأت ثقتها في نفسها وهو شعور جديد عليها تهتز وبدت كالمصعوقة وعندما تقدمت بسمة للسلام عليها بالكاد وقفت لتصافحها وجلست بسمة بجوار الأم والكل يحدق بها حتى كادت الدموع تطفر من عينيها.

لقد رأت بسمة رأيهن بها واضحاً جلياً كالشمس، ولقد هالها جمال أخوات شاهين وأمه، صحيح أنه هو شخصياً جميل، لكن أخواته رائعات وثيابهن غالية وراقية، كأنهن جئن من عالم آخر.. عالم لا تنتمي هي إليه.. وساد صمت طويل قطعته جدة بسمة قائلة: ألن يأتي العريس لنراه؟! ردت الأم: سيأتي إن شاء الله في يوم آخر، فهو الآن مع أبيه وعمه في منزل والد بسمة.. ثم ساد الصمت من جديد.. صمت ثقيل.. ولم تحاول أخوات شاهين التحدث إلى بسمة كن مازلن يراقبنها ويتخيلن شاهين بجوارها، وفجأة قررت رغد إنقاذ الموقف فبدأت توجه الحديث إلى بسمة وسألتها بلطف ورقة عن دراستها وعملها وبدأت بسمة تنطلق معها في الحديث، أما سمر ودلال فلم تتغلبا على صدمتهما وبقيتا صامتتين، وكذلك الأم التي شعرت بالإحباط والتوتر طوال الوقت وأخيراً استأذنوا بالخروج وفي السيارة انطلقن جميعاً يتحدثن.. وكانت السيارة تطن كخيلة النحل ووصلن إلى البيت بعد أن أوصلن عمتهن مريم.. ووجدن شاهين في الصالة وقد عاد مع والده الذي لم يكن سعيداً أبداً فقد كان والد بسمة فظاً كريهاً لم يعجب السيد عبد الله أبداً.. كان الأب قد صعد إلى غرفته وشاهين وحده لحسن الحظ ليتلقى هجوم سمر ودلال فمنذ أن رأتاه صرختا: إنها ليست جميلة.. ماذا حدث لعينيك؟ ما هذا الذوق؟ ماذا لو أنجبت أبناء يشبهونها؟ ستخرب نسل العائلة.. إنها كارثة.. لا تليق بك.. هل أنت مجنون.. حتى شيماء أهون علينا..

واستمع شاهين وعلى وجهه ابتسامة هادئة وعندما هدأتا قال: لقد حكمتم على بسمة من الخارج.. لكن في داخلها جمال عظيم لا يفنى، جمال تعجز العين عن ملاحظته لكن الروح تلامسه فتعشقه وتحبه كما لامسته روحي وقلبي.. لقد ظلمتماها بكلامكما عنها لكنني توقعت ذلك.. على العموم غداً عندما تصبح زوجتي ستعرفانها عن قرب وسوف تحبونها جميعاً وسترون كم هي جميلة وفاتنة وأنا مقتنع بها ولن أتزوج غيرها أبداً..

(35)

صعدت رغد إلى غرفتها وألقت بنفسها فوق سريرها الوثير.. لقد كبر شاهين في عينيها إنه رائع إنه رجل.. هذا هو الحب الحقيقي.. إنه لم يتخل عن حبيبته وصمم على الارتباط بها رغم رفض العائلة ورغم كل العوائق.. لقد تحدى الجميع وتحدى الظروف لأجلها.. وقارنت بينه وبين أحمد.. أحمد الذب وهبته أجمل مشاعرها وأصدقها وأجمل سنين عمرها، لقد خانها وتخلى عنها وتزوج فتاة غيرها ببساطة.. لقد خذلها.. إنها تؤمن أن الحب الحقيقي لا يقف في طريقه شيء.. لقد أحبت أحمد حباً حقيقياً لكنه لم يحبها كما أحبته.. لقد كانت تفضل الموت على أن تتزوج غيره لكنه تزوج غيرها بمنتهى البساطة لمجرد إرضاء أبيه.. والمشكلة أنها رغم غضبتها منه لا تزال تفكر به ولا تزال مشاعرها متناقضة نحوه.. مزيج من الحب والكراهية.. الغضب والتسامح.. الشوق والكبرياء..

لكن ما تعفه هي ومتأكدة منه هو أنها مجروحة القلب كسيرة الفؤاد مازالت تنزف من الداخل وأن الضيق لا يفارقها.. وهي لم تتصل بأحمد منذ زواجه ولم تحاول تتبع أخباره، إنه لم يعد لها ولن يكون لها وهذه الحقيقة تكاد تقتلها من الألم، كانت أحياناً تصحو من نومها لتتساءل إن كان ما حدث حقيقياً أم كابوساً! وكانت تدعو الله أن يثبتها ويلهمها نعمة النسيان.. وعندما خرجت من المستشفى وبدأت تتعافى صممت أن تقص شعرها الطويل الذي كان أحمد يمنعها من قصه، قصته كأنها تعاقب أحمد وتعانده.. كأنها تقول له أنه لم يعد من حقه التحكم بها لكنها من الداخل كانت تعلم أنها لم تعد تعني له شيئاً، سواء قصت شعرها أو حلقته كله فهي لا تعني له شيئاً، لقد تزوج.. وكانت تبكي.. تبكي كثيراً.. أصبحت دموعها لا تفارقها.. كانت أيضاً تتساءل.. هل حقاً لم يحبها أحمد؟ إنها تذكر حبه ومازالت تشعر به في قلبها.. كان يحبها.. نظراته.. لمساته.. كلماته.. لقد خطبها.. ماذا حدث له؟ كيف استطاع؟ كانت ضائعة محتارة.. لقد انهار عالمها ولم يبق لها سوى الألم واليأس..

(36)

خرجت دلال من قاعة المحاضرة ببطء وبدأت تتلفت حولها بهدوء وروية وعيناها تبحثان بين الطلبة.. كانت تبحث عن محمد.. لقد مضى أسبوع كامل وهي لم تره وكانت تتعجب من نفسها ومن بحثها عنه، قالت لنفسها أنها تبحث عنه لأنها تعودت عليه، أجل لقد تعودت على نظراته المعجبة بها ومحاولاته للتحدث إليها متحججاً بالانتخابات وحتى بعد الانتخابات وفوز القائمة التي يعمل بها ظل محمد يحوم حولها.. وكان في داخلها شيء يهتف بها ويقول لها إنها مشتاقة إليه وهي لا تريد أن تعترف بذلك الشوق.. إنها فقط تفتقد شيئاً تعودت أن تراه.. لكن لا إن الكثيرين ممن تعودت أن تراهم قد يتغيبون عنها لكنها تشعر باللهفة عندما تتذكر محمد وتتذكر أصابعه البيضاء الطويلة النظيفة التي تشعر بالرغبة في احتضانها بين أصابعها كلما لمحته يحركها وهو يتحدث إليها.. والجيب أنها أصبحت تفكر بمحمد أكثر مما تفكر بصلاح.. وكأن صلاح لم يكن في حياتها.. إنها بالكاد تذكره وعندما تذكره تطرده بسرعة عن فكرها كذبابة حطت على وجهها.. وقطعت صديقتها منال حبل أفكارها: هيا دلال ستبدأ المحاضرة التالية.. ودخلت دلال القاعة التالية وجلست وكانت الفتاة التي بجوارها تعمل مع مجموعة محمد أيام الانتخابات الجامعية وصمتت دلال تفكر هل يمكن أن تعرف شيئاً عنه وكيف يمكن أ، تسألها.. ثم خطرت لها فكرة فالتفتت نحو الفتاة: كنت أريد أن أتحدث بموضوع نحو تطوير نظام التسجيل إنه اقتراح جديد أتمنى أن تثيره رابطة الجامعة.. وقد أخبرني الطالب محمد بعد المحسن أنه يستطيع مساعدتي ولم أره منذ مدة هل تعرفين عنه شيئاً؟

ردت الفتاة: ألم تعرفي؟ لقد وقع له حادث سير وانقلبت له السيارة وهو في المستشفى منذ أسبوع وقد كسرت ساقه إلى أعلى الفخذ وتعرض للكثير من الكدمات والحمد لله أنه قد نجا من الحادث لقد كتبت له حياة جديدة..

وشعرت دلال بالفزع يكاد يوقف قلبها.. وقالت بصوت مهتز: كيف حدث ذلك؟

وبدأت الفتاة تخبرها بالتفاصيل وأخبرتها باسم المستشفى الذي يرقد به محمد وأنه سيبقى فيه شهراً كاملاً وبعد ذلك سيستخدم عكازاً ويبدأ بالعلاج الطبيعي لساقه حتى يتمكن من السير مجدداً بشكل طبيعي وأن جميع الزملاء يزورونه باستمرار، وأن أصدقاءه بعثوا إليه زهوراً كثيرة.. ودخل الدكتور لإلقاء المحاضرة وقطع حديث الفتاتين.. ولم تسمع دلال شيئاً من المحاضرة.. كانت جزعة قلقة على محمد.. وعندما خرجت من الجامعة وجدت نفسها في محل للزهور واشترت أكبر وأفخم ما يباع لديه ووضعت بطاقة صغيرة أنيقة كتبت فيها: م أعرف بما حدث إلا اليوم.. حزنت كثيراً.. واشتقت إليك.. المرسلة: دلال عبد الله وأرسلت الورد له على عنوان المستشفى.

وفي اليوم التالي بعد انتهاء محاضرات دلال تقدم منها شاب تعرف أنه صديق محمد الحميم.. وبهدوء أعطاها ورقة مطوية وقال لها: هذه لكِ.. والتقطت منه الورقة وفتحتها على عجل فقرأت: شكراً على الزهور الجميلة ليتني تعرضت للحادث منذ زمن حتى تسألي عني، أنا أيضاً اشتقت إليك.. ووضع رقم هاتفه أسفل الورقة.

وعندما عادت دلال إلى البيت كانت ساهمة لا تعرف ماذا تفعل.. هل تتصل به؟! إنها تشعر بأنها تريد ذلك.. لكن هل سيكون صائباً؟! لقد أعطاها والدها ثقته من جديد وهي لم تستغل ذلك أبداً.. لقد عادت لقيادة سيارتها واستخدام هاتفها النقال مجدداً، لأنها لا تريد أن تخيب أمله فيها.. لا تريد أن تخون ثقته صحيح أن محمد سيكون عريساً ملائماً لها لكنه إذا كان يريدها فليتقدم لوالدها.. لا لن تتصل به إنها تحترم أباها ولن تخذله وقد أخطأت عندما أقامت علاقة مع صلاح وقد خسرت الكثير بسببه وبسبب اندفاعها وطيشها.. لن تكرر خطأها ولن تنسى ما حدث لها.. إنها تعلمت من خطئها وهي تريد محمد لكنها تريده أمام الناس في النور وليس في الخفاء ثم أنه أحبها واحترمها لأنها لم تكن سهلة أبداً فما يدريها أنها بعد أن تحادثه سيفكر بالزواج بها أم لا؟ كلا لن تتصل به.. لا به ولا بغيره لقد بعثت الورد إليه لأنها تميل إليه ولأنه زميل تحمل له المودة لكنها لن تتمادى أكثر من ذلك وكان ذلك قرارها..

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا