9. العملاق والقزم...
في ردهة واسعة بداخل فيلا منعزلة في منطقة الهرم جلس خمسة أشخاص كانوا في حالة من التوتر والقلق، أهدؤهم قزم قبيح الوجه يجلس أمامه شاشة التليفزيون يتابع فيلما مجسما، أما أضخمهم جسما فكان أكثرهم توتراً، وقال وهو ينظر في ساعته:
لم يعد باقيا سوى خمس عشرة ساعة، ولم يستجب أحد للإنذار، تبا لهم جميعا!
أجابه القزم بهدوء:
هل نسيت أوامر الزعيم؟ الدول دائما تستجيب في اللحظة الأخيرة.. عليك بالصبر.
قال أحد الرجال الآخرين:
ولكنني ألمح تحركات مريبة في المنطقة منذ حوالي ربع ساعة، لقد مرت عدة سيارات نقل هوائية عملاقة تابعة لمركز البحث العلمي في طريقها للهرم.
قفز القزم من مقعده وصاح:
يا لك من غبي!! ولماذا لم تخبرني في الحال؟
أجاب الرجل بتلعثم:
لقد ظننت، أقصد أنني.
قفز القزم وصفعه وهو يسبب ساخطا ويقول:
أيها الغبي، ستؤدي إلى القبض علينا جميعا، لن أعود إلى سجن القمر مرة ثانية.. أرسل إشارة عاجلة إلى الزعيم في إدارة البحث العلمي، وحاول إنذار الوحش وسنارة في الهرم.. أسرع.
ثم أخذ يسير في الغرفة جيئة وذهابا وهو يسب ويلعن، ثم تحجر عندما جاءه صوت رجل يقول بفزع:
جهاز الإشارة لا يعمل.. لقد انتهينا.
وبقفزة واحدة كان القزم أمام الجهاز، وحاول إدارته بعصبية، ثم ركله بغضب وصاح:
لقد وقعنا!! لا، لن أعود إلى سجن القمر ثانية، لن أعود حيا.
اندفع الرجل الضخم نحو باب الفيلا، وهو يصبح بالرجال:
هيا، ينبغي أن نحاول الهرب في الحال قبل أن تضيع الفرصة.
واندفع الرجال إلى الخارج، وسرعان ما اصطفوا داخل عربة نفاثة وانطلق بها أحدهم، وكان هذا هو الخطأ الذي وقعوا فيه.. فقد لمحهم الرجال الذين يقومون بحراسة عربات النقل الهوائية، فأسرعوا وراءهم.. وكانت مطاردة رهيبة بين السيارة النفاثة التي يقودها المجرمون الخمسة بسرعتها القصوى البالغة خمسمائة كيلومتر في الساعة، وبين سيارات المخابرات العلمية الخفيفة، التي تستطيع الانطلاق بسرعة تصل إلى ستمائة كيلومتر.
وسرعان ما سقط الرجال الخمسة، وانهار القزم باكيا عندما وجد نفسه بين أيدي العدالة، وكأنه لم يكن يعلم أن الجريمة لا تفيد، وبينما كان رجال الشرطة يقودون المجرمين إلى حيث يتم التحقيق معهم كان رجال مركز الأبحاث العلمية يعملون على قدم وساق لإقامة الشبكة. الواقية بأسرع الوسائل الممكنة، وبينهم يجلس محمود وسلوى يتابعان الشوشرة على أية إشارة قد تصل إلى المدمرين بداخل الهرم.
10. صراع داخل الهرم...
صاح حسان بمزيج من الدهشة والغضب:
اللعنة.. ماذا يحدث هنا؟
اقترب حماد من الشاشة الصغيرة الموضوعة أمام البدين، وتوترت عضلات وجهه وهو يقول:
لست أدري ماذا يحدث، ولكنه أمر غريب.
صرخ حسان وهو يرتعد:
لقد كشفوا مخبأنا.. ألم أقل لك؟ لقد .. صفعه حماد صفعة قوية، وهو يصرخ فيه:
أيها الجبان، قلت لك مستحيل، لابد أنها إصلاحات لإعادة فتح الهرم.. ولكن!!
صمت حماد مفكراً واستحثه حسان متوتراً: ولكن؟ ولكن ماذا؟
تردد حماد برهة، ثم قال:
ولكن، ما الذي يدفعهم إلى العمل ليلا؟ ثم لماذا يعملون في الظلام؟ لماذا لا يضيئون الأنوار؟
صاح حسان بفزع:
لقد عرفوا مكاننا، دعنا ندمرهم بجهاز الأشعة هذا.. هيا.. هيا هيا.
صاح حماد وهو يدفعه بعيداً:
اصمت أيها الجبان، دعني أفكر.. لا، لا يمكنني اتخاذ هذا القرار، لابد من استشارة الزعيم.. ابعث إليه بإشارة عاجلة.. هيا.
في نفس اللحظة كان نور قد انتهى من ارتداء زيه الواقي، والتفت إلى رجل بجواره وسأله:
كم بقى من الوقت للانتهاء من هذه الشبكة؟ أجاب الرجل:
لقد قاربت الانتهاء، لقد نجح الرجال في إقامتها في أقل من الوقت المقرر لها بخمسين دقيقة تقريبا، وها هي ذي لم يعد باقيا على انتهائها سوى عشر دقائق على الأكثر.
تنهد نور وقال:
عسى أن تمر هذه الدقائق بلا متاعب، لقد مرت الخمسون دقيقة الماضية كدهر كامل.
ابتسم الرجل، وقال مطمئنا نور:
اطمئن يا سيدي.. سننجح بإذن الله.
قال نور وهو يشير إلى الهرم:
بحسب الخطة الموضوعة سأقوم بدخول الهرم في نفس اللحظة التي يبدأ فيها بث الطاقة في الأسلاك، ولذلك أعتقد أن على التوجه إلى المدخل الآن.
قال الرجل بابتسامة مشجعة:
وفقك الله يا سيدي.
تحرك نور باتجاه الهرم، وتأمله بالرجل بإعجاب وقال لنفسه هامسا:
يا له من بطل!
وبداخل الغرفة العلوية في الهرم الأكبر كان حسان يجفف عرقه الغزير، وأصابعه المتوترة توالي إرسال الإشارات إلى الزعيم بلا فائدة، فالتفت إلى حماد وقال:
ماذا سنفعل؟ الإشارات مرتبكة جدا. شيء ما يعوق الإرسال بصورة قوية.
قال حماد بصوت متهدج وهو يتابع الشاشة التي أمامه.
الأمر واضح، لقد عرفوا المخبأ، لابد أنهم قبضوا على الزعيم، سأدمرهم جميعا، لن أقع في قبضتهم أبداً، لن يمكنهم.
وتوقفت الكلمات في حلقه عندما صرخت الشاشة بضوء قوي مبهر، وانبعث منها صفير حاد.. صرخ حسان، وهب واقفا وهو يلعن، واتجه إلى جهاز أشعة الموت وهو يصرخ:
سأدمرهم.. سأدمر الجميع.
ثم توقف بغتة وأشار إلى ضوء خاص على الحائط وصرخ:
انظر الإنذار، لقد دخلوا الهرم.
اندفع حماد نحو الحائط، وانتزع منه مسدسا صغيرا، يطلق أشعة الليزر القاتلة، ثم اتجه إلى مدخل الغرفة، وهو يصبح وقد تملكه الغضب:
سأقتلهم جمعيا، لن يدخل أحدهم هذه الغرفة إلا على جثتي.
ثم التفت إلى حسان وهو يشير إلى جهاز أشعة الموت وهتف به:
دمرهم، دمرهم جميعا، دمرهم.
وما أن اجتاز مدخل الغرفة الحجري حتى تسمر في مكانه عندما سمع البدين يصيح بفزع بالغ:
اللعنة|!! يا للشيطان!! إن الأشعة تتبدد، لقد أحاطوا بنا بحاجز يمتص الإشعاع.. يا للهول!! لقد انتهينا!! لقد ضعنا!!
قفز حماد إلى الجهاز، وقال بلهجة ملؤها الفزع:
مستحيل!! مستحيل!! لن يقبضوا على حيا، أطلق الإشعاع بأقصى قوة.
صاح حسان:
لن يحتمل الجهاز.
لطمه حماد بعصبية وصرخ فيه:
قلت لك أطلق بأقصى قوة.
كان نور في هذه اللحظات يتقدم عبر الممر الضيق بحذر، ووصل إلى مسامعه صوت أزيز جهاز أشعة الموت، ورأى أمامه عن بعد ضوءاً متوجها، يبدو عبر مدخل الغرفة الصغيرة في الجانب الأيمن من نهاية الممر.. وتسمر نور وصرخ في أعماقه:
إنهما يطلقان الإشعاع بأقصى طاقة، يا لهما من مجنونين!! لن يحتمل الجهاز هذه الطاقة المرتدة بمثل هذه القوة، سوف.
وفجأة توقفت أفكاره عندما قفز حماد عبر باب الغرفة، ووقفت ثابتا أمام نور على بعد حوالي سبعة أمتار، كان الضوء الخارج من باب الغرفة يجعله واضحا لـ نور الذي توقف عن الحركة، وحتى عن التنفس، مستغلا ظلمة الممر، متمنيا ألا يلمحه الرجل الطويل قبل أن يخرج مسدسه، ولكنه فوجئ به يقول ساخراً:
رجل واحد؟ يا لها من مهزلة!! يرسلون رجلا واحداً للقضاء علينا؟! أبعد يدك عن سلاحك أيها الغبي، وإلا حولتك إلى كومة من الرماد.
أصاب الذهول نور لحظات، ثم فهم أن الرجل الطويل يرتدي نظارة للأشعة تحت الحمراء، وهذا ما جعله يرى في الظلام، حاول نور كسب الوقت فأسرع يقول:
ماذا يفيدك قتلى يا صاح؟ الهرم محاط برجال الأمن، ولن يستطيع اثنان مقاومة رجال الأمن.
قال الرجل بصوت ملؤه العجب:
ماذا؟ كيف عرفت أننا اثنان فقط؟
أجب قبل أن أطلق عليك الإشعاع.
قال نور مخادعا:
لقد اعترف زعيمكما بكل شيء، أنصحك بالاستسلام.
صوب الرجل مسدسه إلى نور بغضب، وتحركت ذراع نور بسرعة محاولا إخراج سلاحه عندما دوى انفجار رهيب هز أركان الهرم الأكبر، وشاهد نور نيرانا ذهبية تنفع من مخرج الغرفة وتدفع الرجل الطويل إلى الحائط بقوة، وشعر بأذنيه تنفجران، ثم غاب عن الوعي.
11. رأس الأفعى...
وقف قائد القوات خارج الهرم يتابع الشبكة المعدنية وهي تحطم أشعة الموت، وقد ظهر القلق واضحا على ملامحه، واقترب منه أحد الرجال وسأله:
الإشعاع قوى جدا يا سيدي القائد، لا أعتقد أن الشبكة ستحتمل أكثر من عشرين دقيقة أخرى، ما رأيك؟
أجاب القائد بتوتر:
أعتقد ذلك أيضاً، وهذا ما يقلقني.. إنهم يطلقون الإشعاع بأقصى طاقة ممكنة، ولو استمر هذا الوضع أخشى أن..
وفجأة قطع حوارهما دوى مكتوم، وارتج الهرم الأكبر بقوة حتى أن الجميع خشوا انهياره، ولكنه ما لبث أن سار وهدأ، ووقف شامخا كما ظل طوال قرون عدة.. وتوقف الإشعاع، صمت الجميع هنيهة، ثم صاح القائد:
لقد انفجر الجهاز بلا شك، لقد صمدت الشبكة، نجحنا أيها الرجال، نجحنا.
ثم توقف عن الصياح، وقال وقد عاد إليه قلقه.
ولكن.. الملازم نور يا إلهي!!
ثم اندفع متجاوزاً الشبكة نحو الهرم ووراءه عدد من الرجال، كان نور ملقي في وسط الممر الذي امتلأ بدخان كثيف، فسحبه القائد خارج الممر بصعوبة.. وما أن أصبح الجميع خارجا حتى راح القائد يسعل بشدة، ثم وضع أذنه على صدر نور وصاح:
تنفسه ضعيف.. رباه!!
واندفع من وسط الجمع رجل، وهتف بالقائد:
دعه لي.
لم يكن هذا الرجل سوى رمزي، الذي أخذ يضغط بكفيه على صدر نور بحركات منتظمة، ثم يدفع بفمه الهواء إلى صدره، ويعود يضغط على ضلوعه، حتى سعل نور، وهنا تنفس القائد الصعداء وهتف فرحا:
حمدا لله! إنه حي.
لهث رمزي وقال وهو يمسح العرق الذي انهمر على جبينه برغم برودة الجو:
يا له من بطل!!
ولم تمض سوى ثلاثين دقيقة حتى كان نور يقف بينهم، وبيده جهاز صغير يتحدث منه إلى القائد الأعلى:
انتصرنا يا سيدي، وبلا أية خسائر من طرفنا، ولقد تم تدمير الجهاز والقضاء على المدمرين بداخل الهرم، ولم يصب الهرم بأي أضرار تذكر.
كان صوت القائد العام مفعما بالفرح والإعجاب وهو يقول:
إن هذا رائع.. بل أكثر من رائع أيها الملازم نور.. إنني لا أكاد أصدق هذا النجاح، إنه يشبه الأفلام السينمائية القديمة.
ابتسم نور وهو يقول:
بالضبط يا سيدي.. أرجو السماح لي بالقيام بآخر خطوة قبل أن أتوجه إلى مقر القيادة العليا لتقديم تقريري.
أجاب القائد الأعلى بسرعة.
بالطبع لك ذلك.. لك ذلك.
التفت نور إلى رمزي بعد أن قطع الاتصال وقال:
لقد قضينا على الأذناب، وحانت اللحظة لقطع رأس الأفعى.
12. الخائن...
دلف نور إلى حجرة الدكتور عبد الله رئيس مركز الأبحاث العلمية، الذي استقبله بالتهنئة هو وزملاءه.. ولم تتمالك سلوى نفسها من الفرح، فأجهشت بالبكاء.. وما أن انتهى الجميع من تهنئة نور على نجاح خطته حتى التفت إلى الدكتور عبد الله وقال:
هل هو في حجرته؟
أجاب الدكتور عبد الله مبتسما:
نعم، أنا لا أحسده على اللحظات القادمة.
سأل نور:
هل يعلم نبأ القبض على أفراد عصابته؟
أجابت سلوى:
لا، ليس بعد.
وفي حجرة من حجرات المبنى كان أحد الرجال يسير بتوتر، وهو يحدث نفسه:
ترى ما سر التحركات المريبة التي تتم في سرية بالغة داخل مبنى الأبحاث؟ هل لهذا علاقة بحادثة أشعة الموت؟ إنه لم يتلق أي إشارة من رجاله منذ أكثر من خمس ساعات.. ترى ما هو السر؟
وتوقفت أفكاره فجأة عندما فتح باب الغرفة بعنف.. التفت الرجل بفزع، واتسعت عيناه رعبا عندما رأى أمامه الملازم نور ومن خلفه رمزي ومحمود وسلوى وبجوارهم رئيسه الدكتور عبد الله. كانت ملامح الجميع لا تبشر بالود، ساد الصمت برهة استرد الرجل خلالها هدوءه، فبدأ بالقول:
ما هذا الذي يحدث؟ كيف تقومون باقتحام حجرتي بهذه الطريقة؟
قاطعه نور بصوت هادئ:
لقد خسرت الصفقة التي عرضتها عليك.
ها قد وقعت في أيدينا.
قال الرجل محاولا السيطرة على أعصابه:
ماذا تعني؟ هل أصابكم الجنون؟
ابتسم الدكتور عبد الله، وقال للرج0ل بلهجة حازمة:
لم تعد هناك فائدة، لقد تم القبض على رجالك الذين وضعتهم في فيلا الهرم، ولقد أدلى القزم باعتراف كامل، وللأسف انفجر جهاز الأشعة، وقتل الرجلان اللذان وضعتهما في الحجرة العلوية من الهرم.. آسف، ولكن لم ببعد هناك مجال للإنكار.. لقد انتهى الأمر.
كانت الحقائق تتحدث وحدها، لم يكن هناك مجال للشك.. لقد فشلت الخطة، واستسلم الرجال، لقد انتهى أمره.. توسل الرجل وقد انهمرت العبرات من عينيه:
الرحمة.. الرحمة!!
وببرود رد نور:
لا رحمة مع من يصنعون الدمار.. كم أكره مجرد اللفظ.. كانت أمامك الفرصة سانحة لكي تفوز بالحرمة، ولكنك مثل كل المجرمين.. غبي.. منذ تلقيت إشارتك إلى زميليك عرفت في الحال من تكون، تظن أنك عبقري؟ ربما، ولكنك لم تنجح في استثمار عبقريتك.. لو أنك تقدمت باختراعك الخاص بنقل الرسائل المحمولة على جسيمات أشعة ألف إلى إدارة البحث لكان لك اليوم شأن.. ولكن، ماذا أقو؟
إنك كتلة من الشر، ولكنك كشفت عن نفسك باختراعك هذا.. من الثلاثة يمكنه التوصل إلى مثل هذا الكشف؟ إنه بلا شك أكثرهم خبرة في مجال الإشعاع.
صاح الرجل:
لم يقدر أحد مواهبي يوما، إنهم يضعونني دائما في المرتبة الأقل، إنني أفضل من أعظم علمائكم.
قاطعه نور باشمئزاز:
اصمت ربما كنت أفضلهم ذكاء، ولكنك أكثر الناس شراً.. لو أنك فكرت في عمل الخير فربما كنت الآن واحداً من علمائنا.. ولكن ها هو ذا ما ف عله بك الشر ستلحق برفاقك في سجن القمر.. أعلم أيها الوغد أن الجريمة لا تفيد.
ثم جلس نور، وعاد يلتفت إلى الرجل المنهار، وقال:
أليس هذا صحيا يا عبد الستار؟
نكس الرجل رأسه ولم يجب.
13. الختام...
صافحت سلوى نور باعتزاز، وقال:
كم تمتعت بالعمل تحت قيادتك أيها القائد...
تخضب وجه نور خجلا وقال مبتسما:
يسعدني دائما أن أراكم جميعا.
سأله رمزي باهتمام:
لست أفهم يا سيدي القائد.. إذا كان عبد الستار بهذا الذكاء، ويمتلك سر اختراع في غاية القوة، فلماذا لا يستغله ليطلب شيئاً هاما بدلا من الإفراج عن بعض عتاة الإجرام؟
وابتسم نور وأجابه:
كان هذا هدفا ذكيا يا عزيزي الطبيب.
فالإفراج عن هؤلاء المجرمين برغم خطورتهم يدل على مدى فزع الحكومات من الجهاز الذي يمتلكه عبد الستار، وعلى استعدادها لإعطاء المزيد، كما أنه يضمن له ولاء هؤلاء المجرمين، وبذلك يمتلك القوة البشرية والتكنولوجية معا.
قال رمزي وهو يتأمل نور بإعجاب:
أستطيع القول بأنك أعظم من درست نفسيتهم أيها القائد.. كم أتمنى العمل معك دائما.
ضحك محمود وقال وهو يهم بمغادرة الغرفة:
إلى اللقاء يا قائدنا الهمام، نحن في خدمتك في أية لحظة.
أمسكت سلوى بحقيبتها، وتوجهت نحو باب الغرفة وهي تودع نور بحرارة.. وما أن خرجت حتى تنهد نور، وتثاءب والتفت إلى ساعة ذرية معلقة على الحائط، وابتسم في قرارة نفسه إنه لم يذق النوم منذ أول لحظة أسند إليه فيها لقائد الأعلى هذه المهمة.. وارتمى نور على مقعد قريب، وأغمض عينيه، وسرعان ما عاد يفتحهما، ويلتفت إلى سلوى التي عادت إلى الغرفة، وسمعها تقول:
تصور أيها القائد، لقد نسيت أن أهنئك.
ثم ابتسمت عندما لاحظت نعاسه، وقالت وهي تهم بمغادرة الغرفة:
إنك تستحق هدية عيد الميلاد التي أهدافها إليك القائد الأعلى، تستحقها عن جدارة..
إلى اللقاء أيها النقيب نور. أهنئك بالترقية.
ابتسم نور و انتظر حتى أغلقت سلوى الباب وراح في سباق عميق.
تمت بحمد الله
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا