لإغريقية في السودان!! ا
في الجزء الشمالي الشرقي في منطقة بورتسودان، نشأت قصة حب جارفة بين شاب وفتاة، لكن الأقدار حالت دون أن يكتب لهذه القصة نهاية سعيدة.
بدأت أحداث القصة في الحي الإغريقي في جمهورية السودان، حيث كانت جورجيت تسكن مع والدتها ووالدها وأختها المتزوجة. جورجيت فتاة جميلة لطيفة، زهرة الحي الإغريقي المتفتحة، تقود كل يوم دراجتها الهوائية، وتحمل بيدها مضرب التنس .. كانت حياتها مليئة بالتفاؤل والأمل والنشاط، تساعد الناس، وتحنو على طلابها في المدرسة، ويقدم العون للجميع .. كان كل شباب الحي يتمنون أن تكلمهم، أو تتجاذب أطراف الحديث معهم. وفي يوم من الأيام انتقل شاب، يدعى عبد المحسن، من الخرطوم إلى الحي الإغريقي، واستأجر شقة مقابل عمارة جورجيت، شاهد الشاب جورجيت وأعجب بها، وكان يحاول أن يلفت انتباهها بأي طريقة، أو يكونّ معها علاقة .. أعجبت جورجيت بعبد المحسن، وتعلقت به بعدما أثبت لها عن حبه، فاتفقت جورجيت وعبد المحسن أن يتزوجا، وانتشر خبر الزواج في الحي الإغريقي، وفرح الجميع؛ لأن جورجيت غير السودانية سوف تتزوج أخيراً من شاب سوداني.
كتب عبد المحسن رسالة إلى والده الذي يسكن في أطراف الخرطوم أنه يريد أن يتزوج جورجت، غضب والده عليه، ورفض أن يتزوج ابنه من جورجيت؛ لأنها ليست سودانية أولاً، ولأنها من دين غير دينهم ثانياً.
وعندما لمس الأب إصراراً من ابنه على هذا الزواج قرر أن ينهي الأمر بنفسه، فسافر فوراً إلى ابنه، وقام بضربه، وأركبه السيارة، وسار به إلى الخرطوم.
تفاجأت جورجيت باختفاء عبد المحسن، وصارت تنتظره كل ليلة وتبحث عند البريد لعل رسالة تصلها من عبد المحسن، أو تعرف عنه خبراً .. دخلت جورجيت في حالة نفسية كئيبة، وتضايقت جداً حول اختفاء عبد المحسن، واستمرت 15 سنة تتنظر عبد المحسن حتى إنها صارت تجمع كل الأوراق التي تشاهدها في الشارع لعل واحدة منها تكون من عبد المحسن، تعاطف جميع أهالي الحي معها، ولكن كل ذلك لم يغن عنها شيئاً، فعبد المحسن اختفى، ولم يعد يتواصل معها .. بل إن والده أجبره على الزواج من ابنة عمه .. وبعد مرور 15 سنة توفي والد عبد المحسن، فقرر عبد المحسن أن يذهب إلى الحي الإغريقي لعله يجد جورجيت، ويعتذر إليها، ويشرح لها ما حصل .. وبالفعل وصل إلى الحي الإغريقي والتقى بجورجيت التي لا زالت جميلة وجذابة، لكنها فقدت كل شيء: ذاكرتها وذكرياتها وقصة حياتها وعلاقتها بعبد المحسن، لم تتذكر جورجيت عبد المحسن، ولم يثرها حضوره، ولم تظهر عليها أي مشاعر تجاهه .. تضايق عبد المحسن، وتألم لحال الحبيبة التي أخلصت له طول عمرها، فقرر أن يرجع إلى زوجته وأهله رغم ما كان يحويه صدره من أحزان وآلام.
قسا الدهر كثيراً على جورجيت، فتوفيت والدتها ووالدها وأختها، وبقيت وحيدة، فأشفقت عليها إحدى العائلات، وأسكنوها معهم، وبعد مرور أشهر عثروا على جثة جورجيت مرمية على أحد الشواطئ متوفاة بسبب ضربة شمس.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا