لعباءة وجه آخر ل
يدي المرتعشة كقلبي تفتح الخزائن المهجورة، تبعثر الأشياء، تبحث عن بقشة قديمة ترقد فيها تلك التي بيني وبينها عداوة شديدة. منذ أن حملها أبي بلونها الأسود الكريه. كنت في أول فرحي بتفتح الورد ورؤوس الرمان. كز على أسنانه حين لاحظ امتعاض وجهي وحزنه، وخرج صوته خشناً:
- كبرت. ويجب أن ترتديها!
ليلتها بكيت. ظللت أرمقها مكومة فوق الأريكة بجانب حقيبتي المدرسية تنازعني الرغبة بأن أمزقها بأسناني، أو أقرضها كما يقرض الفأر الليلي بابنا الخشبي. لكن وجه أبي يقفز بالأمر الأسود. فألجم نفسي، أتوسد وأنام، وأحلم أنني تحولت خفاشاً أسود.
في الصباح ارتديتها وكأنها كفن يعلن موتي. تعثرت فيها ألف مرة قبل أن أصل باب المدرسة. تفاجأت بي زميلاتي وهزئن لمنظري الجديد.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا