حقيقة الجان: ح
لقد حدثت بالفعل عدة جرائم، غامضة وتتسم بالشراسة والعظم.. وكان المتهم الأول فيها إنسي، والمحرض كان جني ثائر...
قد لا يكون هذا الكلام مقبولاً لدى الكثير من القراء الذين ربطوا الحديث عن الجان بالخرافات والأساطير واتهم كثيرون المتحدث في هذه القضايا المختلفة.
بالتخلف والتأخر، متناسين أن الجان مخلوق سبق خلق البشر بزمن لا يعلمه إلا الخالق سبحانه وتعالى وأن القرآن أفرد سورة كاملة أسمها "الجن"
إلى عشرات الآيات التي تتحدث عن الجن والمس الشيطاني
وللشيخ الباقوري رحمه الله مقولة أن "الذي لا يؤمن بالجن ملحد، لأن الجن غيب، شأنه شأن الملائكة والجنة والنار، والقيامة، الخ"
والحق سبحانه وتعالى يقول عن المؤمنين:
"الذين يؤمنون بالغيب"
أما بالنسبة إلى الجان، نظراً إلى كونه جزء لا يتجزأ من عقيدتنا، هدفت الدعاية الغربية إلى زرع مفاهيم "عصرية" توحي أن هذه الأمور هي من قبيل العبث والمتحدث فيها ضحل وجاهل لا يفقه شيئاً، ورغم أن مكتبات الغرب مليئة بآلاف الكتب التي تتحدث بلغات متعددة عن عالم الأرواح والجان ومن زواياه المختلفة، إلى عشرات الجمعيات التي تهتم بهذه الأمور.
وبعيداً عن النصوص الدينية التي لم يثبت خطأ حرف واحد منها حتى الآن، بل الثابت أنها سبقت التقدم العلمي البشري بقرون وأنها من صلب العقيدة لدى المسلمين، عمد الإنكليز إلى تعريض من يتحدث في هذه الأمور للسخرية والاتهام بالجهل، تماماً مثلما كان يفعل أبو جهل مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته
وسوف يبقى نموذج "أبو جهل" على امتداد الزمن يحارب المؤمنين ويزعزع عقيدتهم كفتنة دائمة لا تنتهي. ما تفعله "النخبة المثقفة" في بلاد المسلمين نوع من "التلبيس" ويعرف ابن الجوزي التلبيس بأنه "إظهار الباطل في صورة الحق والغرور نوع من الجهل يوجب اعتقاد الفاسد صحيحاً والرديء جيداً"
هؤلاء الذين يجادلون في الباطل يشكلون امتداداً للسوفسطائيين (ينتمون إلى رجل من أهل اليونان القديم يسمى "سوفسطا" أشتهر بالجدل في أي شيء وأصبح له منهج وأتباع), ويزعمون أن لا حقيقة للأشياء وأنها أوهام في داخلهم
لذلك انقسم هؤلاء ثلاثة مذاهب، الأولى: "العنادية" الذين ينكرون حقيقة الأشياء ويزعمون أنها أوهام
والثاني: " اللإرادية" الذين ينكرون العلم بثبوت الشيء
الثالث: الذين يقولون بأن الحقائق تابعة للاعتقادات.
رغم أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد، مازال هناك الكثيرون الذين يسيرون على نهج من عاشوا في ظلمات الجهالة والخرافات في حضارة اليونان القديمة قبل ظهور الرسل والأنبياء الذين أضاءوا الطريق أمام البشرية. ..... . ..،.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا