موضوع علم النفس

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2023-01-17

 

موضوع علم نفس النمو

النمو الإنساني أرض مشتركة لعدد من العلوم الإنسانية الاجتماعية والبيولوجية الفيزيائية، وتشمل علم النفس وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم الأجنة وعلم الوراثة وعلم الطب، إلا أن علم النفس يقف بين هذه العلوم بتميزه الواضح في تناول هذه الظاهرة وأنشأ فرعاً منه يختص بدراستها هو علم نفس النمو (أو علم النفس الارتقائي كما يسمى /ûiana;" Developmental ّپسئچهىلىگئ.ة  ومع ذلك فإن تنوع المعارف التي زودتنا بها العلوم الأخرى، ووفرة هذه المعلومات تدعونا إلى وصف هذا المجال بأنه من نوع المجالات alàlmiâ almîtrkâ Interdisciplinary التي يحتاج أصحابها إلى كل ما توفره مصادر المعرفة الأخرى الوثيقة الصلة به.

وعلم نفس النمو هو فرع علم النفس الذي يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على سلوك الإنسان من المهد - بل وقبله - _lo allûd. wiûdd bjnr (Bigner, 1983: 5) الاهتمامات التي تشغل العلماء في هذا الميدان بالأسئلة العشرة الآتية:-

1. ما نمط التغير الذي يطرأ على الإنسان مع نموه؟

2. ما التنظيم الذي تتخذه حياة الإنسان في دورتها الكلية أو مداها الكامل؟

3. ما الخصائص المميزة للنمو في كل مرحلة من مراحل دورة الحياة؟

4. ما الذي نتوقعه من الفرد في كل مرحلة من مراحل حياته؟

5. ما درجة الاتساق في التغير من مرحلة إلى أخرى في حياة الإنسان؟

6. ما درجة العمومية والتفرد في الشخصية الإنسانية في مراحل حياة الإنسان المختلفة؟

7. ما الذي يمكن أن نقدمه للإنسان حتى يفهم مسيرة حياته تجنباً لمشاعر القلق أو الخوف من المستقبل؟

8. ما الذي يمكن أن تقدمه دراستنا لنمو سلوك الآخرين في فهم نمونا الذاتي؟

9. ما العوامل والقوى والمتغيرات التي تؤثر في النمو الانساني عبر مدى الحياة؟

10. ما الذي يمكن أن تقدمه دراسة النمو في مواجهة متطلبات الإنسان في الماضي والحاضر والمستقبل؟

وقد حاول علماء النفس الإجابة على بعض هذه الأسئلة طوال أكثر من مائة عام انقضت حتى الآن (عام 1998) منذ النشأة العلمية المنظمة لعلم نفس النمو. وفي كل مرحلة من مراحل "نمو" هذا العلم سادت بعض الاهتمامات وتضاءلت أخرى.

فعندما ظهر هذا العلم في أواخر القرن التاسع عشر كان تركيزه على فترات عمرية خاصة وظل على هذا النحو لعقود طويلة متتابعة وكانت الاهتمامات المبكرة مقتصرة على أطفال المدارس، ثم أمتد الاهتمام إلى سنوات ما قبل المدرسة، وبعد ذلك إلى سن المهد (الوليد والرضيع), فإلى مرحلة الجنين (مرحلة ما قبل الولادة).

وبعد الحرب العالمية الأولى بقليل بدأت البحوث حول المراهقة في الظهور والذيوع. وخلال فترة ما بين الحربين ظهرت بعض الدراسات حول الرشد المبكر، إلا أنها لم تتناول النمو في هذه المرحلة بالمعنى المعتاد، بل ركزت على قضايا معينة مثل ذكاء الراشدين وسمات شخصياتهم. ويذكر مايلز (Miles, 1933) أنه حتى عام 1933 لم تتجاوز بحوث سيكولوجية النمو السنوات الخمس والعشرين الأولى من حياة الإنسان، بينما تركت السنوات الخمسون أو الستون التالية (والتي تشمل مراحل الرشد والشيخوخة) للتراث القصصي والفولكلور النفسي والاجتماعي والانطباعات الشخصية.

ومنذ الحرب العالمية الثانية ازداد الاهتمام التدريجي بالرشد، وخاصةً مع زيادة الاهتمام بحركة تعليم الكبار. أما الاهتمام بالمسنين فلم يظهر بشكل واضح إلا منذ مطلع الستينات من هذا القرن، وكان السبب الجوهري في ذلك الزيادة السريعة في عددهم ونسبتهم في الاحصاءات السكانية العامة، وما تتطلب ذلك من دراسة لمشكلاتهم وتحديد أنواع الخدمات التي يجب أن توجه إليهم.

wtèkr hirlwk (Hurlock, 1980"ة  سببين جوهرين لهذا الاهتمام غير المتكافئ بمراحل العمر المختلفة في مجال علم نفس النمو هما:

1. الحاجة إلى حل المشكلات العملية التطبيقية:

من الدوافع الهامة التي وجهت البحث في مجال علم نفس النمو الضرورات العملية، والرغبة في حل المشكلات التي يعاني منها الأفراد في مرحلة عمرية معينة. ومن ذلك أن بحوث الطفولة بدأت في أصلها للتغلب على الصعوبات التربوية والتعليمية لتلاميذ المدرسة الابتدائية، ثم توجهت إلى المشكلات المرتبطة بطرق تنشئة الأطفال على وجه العموم. ووجه البحث في مرحلة المهد الرغبة في معرفة ما يتوافر لدى الوليد من استعدادات يولد مزوداً بها. أما البحث في مرحلة الرشد فقد وجهه الدافع إلى دراسة المشكلات العملية المتصلة بالتوافق الزواجي وأثر تهدم الأسرة على الطفل. وقد أشرنا فيما سبق إلى العوامل التي وجهت البحث في مجال الشيخوخة.

2. الصعوبات المنهجية في دراسة بعض مراحل العمر:

على الرغم من الاهتمام بدراسة المراحل المختلفة لدورة الحياة لدى العامة والمتخصصين على حد سواء، إلا أن البحث في بعض هذه المراحل عاقته بعض الصعوبات المنهجية. فالحصول على عينات البحث مثلاً أسهل في حالة تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات. وتؤثر بعض الاتجاهات الوالدية في تعويق البحث في بعض المراحل، كأن ترفض الأمهات والآباء تعريض أطفالهم الرضع للبحث العلمي خوفاً عليهم من الأذى. وبالإضافة إلى ذلك فإن الحصول على المعلومات من الراشدين سواء بتطبيق الاختبارات عليهم أو إجراء المقابلات الشخصية معهم دونه خرط القتاد. وتزداد هذه الصعوبة مع تقدم الإنسان في السن، ولعل هذا يفسر لنا تذكير بحوث المسنين الحديثة على المودعين بمؤسسات الرعاية، وهم عادةً لا يمثلون الأصل الإحصائي العام في المجتمع

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا