ا. الحكم #
- بعد مداولة القضية ومراجعة وبحث كل تفاصيلها وحيثياتها، حكمت المحكمة حضوريًا على المتهم (حمد ماجد هادن بالإعدام), وذلك عقوبة له على قتله للمجني عليه الدبلوماسي السيد (ألفي كونال), رفعت الجلسة.
نهض رئيس القضاة بالمحكمة العليا للأمن هو والقضاة المساعدون بعد أن تلى منطوق الحكم، ولم ينتظر لكي يشاهد ردود أفعال المتواجدين في قاعة المحكمة، والتي كانت متفاوتة بشكل كبير بين فرح وسعادة أهل المجني عليه والذين قفزوا عاليًا وتعالت أصواتهم بشكل هستيري؛ بمقابل ارتفاع أصوات نحيب وبكاء عائلة المتهم بصورة تتفطر لها الأفئدة!
التف أفراد عائلة المتهم حول القفص في منظر تراجيدي، وحاول أبناءه معانقته ولمسه إلا أن الحرس منعوهم من ذلك، وكانت زوجته تبكي بصوت مرتفع، في حين ابتسم المتهم وقال بصوت حاول إخراجه طبيعيًا لكن مسحة الحزن واضحة عليه:
- لا تقلقوا يا أحبتي، صدقوني أنا بريء، ولم أقتل ذلك الرجل، وسيظهر الله سبحانه براءتي يومًا ما.
وفي خضم تلك المشاعر الثائرة والمتباينة، جلس رجل على أحد مقاعد القاعة يراقب المشهد بصمت، وكان قد شبك أصابع يديه واستند بذقنه عليها، وكان عقله مشوشًا بشدة، وكان يراجع الموقف منذ بدايته....
- مبارك عليك ذلك الإنجاز الجديد أيها النقيب (عبد الله).
رفع (عبد الله) رأسه إلى مصدر الصوت الذي قطع عليه أفكاره، والذي كان وكيل النيابة (عيسى) حيث أكمل حديثه قائلاً:
- لقد استطعت أن تنهي القضية بوقت قياسي هذه المرة وأثبت بأنك أفضل...
قاطعه (عبد الله) وهو ينظر إليه بنظرة خاوية:
- أستاذ (عيسى), لدي سؤال لو سمحت؛ متى يتم تنفيذ حكم الإعدام بحق من صدر عليه؟
استغرب وكيل النيابة مقاطعته بهذا الشكل وعدم تعليقه على ذلك الإطراء، إلا أنه أجاب:
- يتم تنفيذه بعد ثلاثين يومًا من إصداره و...
أكمل (عيسى) حديثه موضحًا بعض المسائل القانونية؛ إلا أن (عبد الله) لم يسمع باقي حديثه، بل كان قد غاب في تفكيره العميق، وقفزت صورة المتهم في ذهنه وخلفها الرقم ثلاثون، ثم نظر باتجاه المتهم الذي كان يغادر القاعة وهو يبتسم ويشيح بيده لعائلته المنهارة تمامًا!
وعاد يفكر في الأمر بعمق وهناك بعض الكلمات تهاجم مخه بشراسة، وهي:
(إنجاز - بريء - ثلاثون يومًا)!
وتحرك من مكانه تاركًا وكيل النيابة في حيرة من أمره!
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا