تحية الجن والاستعاذة بها
وكان المسافر إذا عرض له أحد أودية الجن وأراد أن يمر منه فيرفع صوته بتحية ابتكرها العرب وهي (عموا ظلاماً) والتي ترادف معنى (مساكم بالخير)، وكانوا يعتقدون أن مبادرة الجن بالسلام يقي الإنسان شرورها ولذلك نجد في القصص الشعبية مقولة (لولا سلامك سبق كلامك لأكلت لحمك قبل عضامك) وهو الرد الذي يرد به الجني أو الغول على من يلقي عليه السلام وإذا أراد أن يبيت ليلته في الوادي رفع صوته بالاستجارة بعظيم الوادي من الجن ليحميه من شر باقي الجن.
يقول الشاعر:
أتوا ناري فقلت منون انتموا فقالوا الجن فقلت عموا ظلاما
ويذكر الله تعالى هذا المعتقد العربي وما كانت تفعله العرب بهذه الأودية فيقول سبحانه {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6].
قال بن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية (كان رجال من الإنس يبيت أحدهم بالوادي في الجاهلية فيقول: أعوذ بعزيز هذا الوادي، فزادهم ذلك إثماً).
بل كانوا أيضاً يعتقدون أن قبائل معاصرة لهم هم من نسل الجن مثل بنو مالك وبنو الشيصبان عند جبل خنوقة وكذا بنو يربوع بن عمرو الذين لقبوا بأبناء السعلاة كما ستأتي قصتهم فيما بعد.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا