كيف تتعامل مع المراوغ
في حياتك الشخصية والاجتماعية؟!
يمكن أن يبدو المراوغون في بادئ الأمر أذكياء ساحرين، ظرفاء ومسلين، ولكنهم يتحولون لاحقاً إلى ثقوب سواء في معطفك الأبيض ويمكن أن يمتصوا الفرح من حياتك عندما تعرف حقيقتهم ويتملصون من مسؤولياتهم.
والغريب فعلا يا صديقي أنه يمكن أن تكون صداقة المراوغ مبهجة وسارة للغاية وسيسعدك أن تبقى برفقته طالما أنك ملتزم بالمواضع السعيدة لديه وطالما أنت لا تحاول أن تقيده بشيء أو تتناقش معه في المسائل المعقدة أو العميقة، وإذا شعر بأنك تحاول أن تلزمه بشيء سيهرب ويختفي وغالباً ما تتضمن الصداقة مع المراوغ اعتذارات عن الكثير من الأفعال والسلوكيات عن التأخير وحتى عن نسيان المواعيد المتفق عليها حاول يا صديقي ألا تقرض المراوغ أي مال فهو يجيد فن النسيان في رده ويمكن للأشخاص من هذه الفئة أن يستعيروا منك الأشياء والأغراض ولا يعيدونها، ومعظم المراوغين يدعون أنهم ضعاف التذكر.
كي تنجح في الصداقة مع المراوغ لا تعيره شيئاً لا تقرضه كي لا تخسره وتعتمد غالباً الصداقة مع المراوغ على الحظ وعدم التخطيط وعندما تكون الأمور على ما يرام ستجد سلوكهم جيداً جداً ولكن حين تسوء الأمور فلن تراهم إلى جانبك.
ومن المراوغين هناك الأصدقاء الذين يقولون (علينا أن نتلاقى) ولا يتمكنون أبداً من التلاقي، ويود المراوغ الذي لديه شيء من الاتزان أن يتلاقى مع الآخرين ولكنه لا يستطيع ذلك لأنه يلزمه المزيد من الاتزان.
ويبرع معظم المراوغين في إيجاد الأعذار وسبل الفرار بحيث يصدق هو ما يأتي به، وأغلب المراوغين قادرين على خنق المشاعر الإيجابية لذا يجب التعامل مع المراوغين والمراوغات بطريقة خاصة جداً.
إستراتيجية ماذا يريدون؟!
أفضل إستراتيجية للتعامل مع المراوغين هي إستراتيجية ماذا يريدون؟ فكل تعامل يقومون به له هدف محدد لذلك لابد أن تعرف يا صديقي الهدف من السلوك أو التصرف الذي يقومون به على ضوء ذلك يمكنك أن تتعامل بأسلوب رد الفعل المناسب وقد قام فريق من علماء النفس والاجتماع بعمل روشتة إستراتيجية للتعامل مع المراوغين على ضوء ما يريدون وكانت النتائج كما يلي:
1. إذا كانت تصرفات وسلوكيات المراوغين والمراوغات بهدف إخفاء شعورهم بعدم تقدير الذات فكل ما عليك فعله يا صديقي هو أن تعطيهم مهاماً يستطيعون القيام بها.
2. إذا كانت تصرفات وسلوكيات المراوغين والمراوغات تهدف إلى إخفاء عدم كفاءتهم فكل المطلوب منك يا صديقي إن كان هذا في إطار صلاحياتك أن تقوم بتطوير المهارات لديهم.
3. إذا كانت تصرفات وسلوكيات المراوغين والمراوغات تهدف إلى إخفاء انعدام المهارة في التخطيط لديهم فكل المطلوب منك يا صديقي إن كان هذا في إطار صلاحياتك أن تخطط للمهام بالنيابة عنهم وأن تشرف على ذلك.
4. إذا كانت تصرفات وسلوكيات المراوغين والمراوغات تهدف إلى إخفاء عدم قدرتهم على التوصيل فكل المطلوب منك يا صديقي إن كان هذا في إطار صلاحياتك أن تساعدهم على التواصل وأن تسجل برنامج للأعمال اليومية التي يمكنهم القيام بها.
5. إذا كانت تصرفات وسلوكيات المراوغين والمراوغات تهدف إلى أن يتولى الآخرون المسئولية بدلاً منهم فكل المطلوب منك يا صديقي ألا تتعامل معهم على إنك والدهم بل إن كل إنسان مسؤول عن نفسه ويجب أن يتحمل مسؤوليته.
6. إذا كانت تصرفات وسلوكيات المراوغين والمراوغات تهدف إلى العيش في عالم سعيد لا يعرف المشاكل فكل المطلوب منك يا صديقي ألا تدعهم يعيشون في حلم وردي وأن المراوغة ليست الأسلوب الأمثل للهروب من الواقع.
***
المراوغ وفن إعلاء الذات
المراوغ شخصية أسلوبها وإستراتيجيتها هي الهروب والخداع وهي شخصية في أشد الحاجة لإعلاء الذات وإعلاء الذات مهارة بعيدة كل البعد عن التكبر أو الغرور أو ما شابه ذلك لأن الإعلاء للذات فن في أبسط تعريف له يعني إحساسك بقيمتك الحقيقية وقدرتك على مواجهة ما يُعرض عليك من تحديات خلال حياتك وعليك المواجهة لا الهروب وهو ما يحتاج إليه المراوغون والمراوغات فهو ضرورة من ضروريات الحياة وشيء لا غنى عنه لكل منا تماماً كالهواء الذي نتنفسه.
وينبع إعلاء الذات من أعماق كياننا بإطلاق ذلك المارد الكامن في نفوسنا والذي نسميه بالقوة الذاتية القادرة على أن تبعث فينا روح القتال من أجل أن يبقى الإنسان سعيداً وينعكس أثر إعلاء الذات في كل عمل خارجي نقوم به صغيراً أو كبيراً.
وإعلاء الذات يا صديقي وهو الكيان الذي يمكننا من خلاله قياس قيمتنا ويُعد أيضاً بمثابة حجر الزاوية الذي يقوم عليه بنيان أنفسنا وثق إنه ليس بمقدور أحد أن يجعلك تشعر بالقوة والقدرة على مواجهة الصعاب أو يجعلك تصبح مراوغاً رغماً عنك فأنت الذي تصنع ذلك دون أن تدري.
صديقي المراوغ... صديقتي المراوغة...
مطلوب منك أن تقف مع نفسك وتسألها كيف وصلت بها إلى هذه الدرجة التي أنت فيها وتشعر الآن أنك تراوغ الآخرين في كل كبيرة وصغيرة وكيف الطريق للوصول إلى مرحلة التخلص النهائي من أسلوب المراوغة الذي يهوى بذاتك إلى أدنى المراتب والدرجات وليست العبرة على الإطلاق بما يحدث لك من أمور وإنما العبرة بما تقوم به أنت حيال ذلك وعليك أن تثبت قدرتك كل يوم على مجابهة تحديات حياتك ففي ذلك إعلاء لذاتك وإعلاء الذات لابد أن يصاحبه إحترام لها واحترامك لذاتك يعني أن ترفع من شأنها وتقدرها.
وأنت يا صديقي القارئ... وأنتي يا صديقتي القارئة..
ونحن جميعاً بلا استثناء في حاجة إلى إعلاء الذات وهي مهارة بعيدة كل البعد عن التكبر أو الغرور أو ما شابه ذلك وعندما تحترم يا صديقي ذاتك فأنت بذلك تعد في شراكة معها ويمكنك الاستقرار بداخلها والانتفاع بكل مميزاتها وقدراتها فإذا احترمت ذاتك بادلتك نفس الشعور وإذا وثقت بها أعطتك الشجاعة والقدرة على مواجهة متاعب الحياة.
إنني واثق وأعلم تمام العلم يا صديقي إن إعلاء الذات واحترامها من أصعب المهام الإنسانية التي يمكن لإنسان يعاني من مشاعر الضعف والاستسلام القيام بها وتعتبر أحد التحديات الصعبة في عالم ملئ بالنفاق والرياء ومع ذلك هو العلاج حتى لو كان مر المذاق.
صديقي القارئ.. صديقتي القارئة..
حاول جاهداً إعلاء ذاتك واحترامها وتقبلها ورعايتها كي ترد لها الجميل ولا تخذلك وتمنحك الثقة والقوة اللازمة لقيامة بالتخلص من المراوغة إلى غير رجعة.
تأكد يا صديقي إن كل إنسان لديه القدرة على إنجاز أشياء تفوق تصوره، وأنك يا صديقي لو أردت هذه الحقيقة كان لزاماً عليك أن تنهض من الآن وتقول أين قدراتي هذه على المواجهة ولماذا اخترت المراوغة أسلوباً في الحياة.
وتذكر يا صديقي أن السر الحقيقي وراء قدرتك على التغيير واختيار الشجاعة والمواجهة بديلاً عن المراوغة يكمن في استعدادك للقيام بذلك من أجل إعلاء ذاتك، فإذا أردت أن تحرز أي تقدم في محاولاتك لإعلاء ذاتك والتخلص من أسلوب المراوغة لابد وأن تحرر نفسك أولاً من قيود أنماط سلوكياتك الرتيبة وأن تتعرف على تلك الأنماط التي تعوقك وتؤدي بك إلى أسلوبك المراوغة في الحياة وبعدها يمكنك الشروع في التخلص من تصرفاتك القديمة التي أدت بك إلى ذلك الموقف التخاذلي.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا