طليقة زوجي غيرت حياتي

  • الكاتب : waarda.143
  • / 2022-11-15

السلام عليكم أحببت أن أشارككم قصة واقعية اجتماعية لزوجة مع زوجها و طليقته الرائعة التي غيرت حياتها 

 

تقول الزوجة : فهناك حقا أناس أكثر من رائعين يعيشون بيننا في الخفاء أنا فتاة عمري 26 سنة، متزوجة و لدي طفل لم يكمل السنة خطبني زوجي في بلدنا قبل سنتين، حيث أنه أخ زوج أختي، مطلق و له طفلين يعيشان مع طليقته، و هو يكبرني ب17 سنة، و قد امتدحه لي الجميع و أولهم أختي لأخلاقه العالية بعد عقد القران، سافر لأمريكا ليبدأ إجراءات السفر، و كما جرت العادة في بلدتنا الصغيرة، مكثت مع والدته في بيتها حيث أن والده توفي حديثا، إلى حين انتهاء إجراءات التحاقي به كانت معاملة أمه لي جيدة و رحبت بي كثيرا، لكنها كانت كثيرة الحديث عن طليقة زوجي، فلم يمر يوم دون أن تحذرني منها مرت الأشهر، و التحقت به أخيرا و أنا مستعدة نفسيا لحرب مع طليقته التي صرت أتخيلها ماردا شريرا لن يهدأ لها بال حتى تدمر زواجي و تخطف زوجي، فهكذا حشو رأسي جميعهم قرابة السنة بعد مدة قصيرة، بدأت حقيقة زوجي تتكشف لي إنسان عديم المسؤولية، لا يبرح البيت للعمل إلا قليلا و قد يمكث فيه شهرا متواصلا دون عمل او الوصول لعتبة الباب، هذا عدا عصبيته و مزاجيته و سبه لي و تعذيبه النفسي لي رغم ظروف حملي الصعبة، و الغريب أنني كنت ألوم طليقته أنها تريد اخده مني حتى يرجع لها كما يقالي لي طبعا ، فلم ألتقها وجها لوجه، التقيت فقط أطفالها حين يأتون لبيت أبيهم يوما أو يومين في الأسبوع، طفلين مهذبين و لطيفين جدا، فأعجب كيف لشيطان أن يربي طفلين بهذا الوعي و هذه الأخلاق

وضعت طفلي في المستشفى و بعد عودتي للمنزل أخبرني زوجي أن طليقته تريد زيارتي و المولود الجديد، توترت كثيرا و أخذت أقرأ على طفلي القرآن و أبكي الليل كله، كنت متأكدة أن وراءها شرا لكني لا أستطيع رفض استقبالها بسبب زوجي، فلا قيمة لكلامي عنده

حضرت في معادها في الغد، و كنت أتوقع امرأة حيزبونا سمينة قبيحة، فإذا بها امرأة فاتنة وجهها طفولي و مبتسم، و تبدو في العشرينيات من عمرها رغم أن سنها قارب على الأربعين، و كانت محملة بالهدايا لي و للمولود، و وضعت ظرفا تحت وسادته كما هي عادتنا بتقديم المال للمولود، لكن المبلغ كان كبيرا، و لامست فيها جمال روح و تواضعا و طيبة فقد كانت مسرورة بالطفل و استأذنتني في حمله و كانت تضحك و تقدمه لأطفالها انه أخوكم الصغير، يجب أن ترعوه و تدافعوا عنه الآن، انتم مسؤولون عنه ارتاح قلبي لها كثيرا فقد كانت تشع إيجابية و بهجة، لم يعكر صفوها سوى صراخ زوجي علي فقامت من مكانها و احتضنتني و هدأت من روعي حتى أتوقف عن البكاء، و أعطتني رقم هاتفها لأكلمها ان احتجت شيئا، ثم غادرت و تبعها زوجي، فتبعتهما خلسة و هما يتحدثان أمام باب المنزل و سمعتها تكلمة بنبرة غاضبة و شديدة أن يتقي الله في، و أن يكف عن إيذائه لي و أشياء أخرى كثيرة دفاعا عني، ثم انصرفت ذهلت من تصرفها و كيف انطفأ لسان زوجي السليط أمام حدة كلامها معه و كأنه تلميذ أمام معلمه

مع مرور الوقت، اكتشفت الحقيقة كاملة عنها و عن زوجي و أمه و عائلته، فهي حقا إنسانة رائعة لم ألتق أو حتى أسمع عن مثلها من قبل عاشت سنوات من العذاب على يد زوجي في الماضي، و طعنت أمه و كذلك والده - غفر الله لهما - بعرضها ظلما و بهتانا، و طلقها زوجي و تركها تحارب الدنيا حتى تنفق على أولادها منه بينما هو أخلى نفسه من المسؤولية، فعوضها الله بعده برجل ثري جدا لكنه توفي بعد سنة من زواجه بها بسبب المرض و لم يكن له وريث آخر غيرها، فأصبحت امرأة فاحشة الثراء و امرأة أعمال ناجحة تدير مشاريعها بنفسها، لكن المفاجأة الصادمة التي أراد الله كشفها أمامي بسبب حادثة وقعت هي أنها تنفق على زوجي و علي و على والدته في بلدنا، و تتكفل بكل مصاريف علاج والدته و كانت قد استقدمت والده قبل وفاته للعلاج من السرطان على حسابها رغم أنه كان قد كال لها من السب و كاد يضربها و حرض ابنه عليها فقط لأنه كان يريد البقاء في أمريكا و ظن أن رفض ابنه للأمر بسببها و هذا غير صحيح، و هذا الأمر أكده زوجي في إحدى ثرثراته الكثيرة

لم أعد حتى أشعر بالغيرة منها رغم أني أعلم أن زوجي فعل المستحيل لتعود له و هي من رفض رفضا قاطعا، و بعد فقدانه للأمل تزوجني

فقدت احترامي لزوجي و أهله رغما عني، فأمه لا زالت تنال منها لدى الجميع في بلدنا، و زوجي لا يستحيي أن تنفق عليه امرأة و طليقته فوق ذلك،كانت تطمئن علي و على المولود، أخبرتها بما علمت فطلبت مني الكتمان، فعائلته تظن أن زوجي هو من يدفع لهم و يهتم بهم، و لا تريد أن يعلم أحد، فسألتها لماذا على الأقل ليكفوا ألسنتهم عنك، و الله أحسست بالقشعريرة من إجابتها التي سأحاول اختصارها، قالت لي أنها تتعامل مع الله و ليس مع الناس و ماهم الا وسيلة لبلوغ غاية أسمى و هي حب الله و رضاه، ثم أنها لن تقبل مودة مدفوعة الثمن بل التصرف على طبيعتهم و الدعاء لهم بالهداية خير من النفاق، و أن زوجي والد أبنائها و مالها مالهم و هذا برهم به، و ابني أخوهم و أنا أمه، إذن وجب البر بنا جميعا حتى لا يكبر الابناء متفرقين حاملين للبغضاء لبعضهم البعض، و ما فائدة المال إن لم يستعمل في وصل الرحم و البر بالأهل و مساعدة المحتاج

صرت أحترمها و أقدرها كثيرا بل صارت قدوة لي رغم أننا لا نلتقي بها كثيرا، بل حتى زوجي صار يعاملني بشكل حسن وتغير معي تماما و أجهل السبب لكن أظن أن لها دخلا بالأمر وهي سبب تغير حياتي للأفضل الله يرزقها ويرزقكم الجنة يارب

  فهل سبق لكم أن تعرفتم على امرأة كهذه؟

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا