قصة طلاق ناجحة

  • الكاتب : وردة
  • / 2022-11-02
قصة طلاق ناجحة

{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته} 

أنقل لكم هذه التجربة التي كتبتها إحدى الأخوات 

***

في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ تجربتي .. 

 

فبقدر ماهي مؤلمة إلا أنني خرجت من ورائها قوية وصامدة .. 

 

باختصار .. كنت في السنة الثالثة من الكلية .. تقدم أحمد لخطبتي فوافقنا بعد 

 

السؤال والتحري وكان الإتفاق على الزواج في الإجازة الصيفية .. مرت الأيام 

 

بطيئة .. جهزت فيها كأفضل جهاز لعروس .. ولا أخفيك أنني كنت أتحرق لمعرفة 

 

هذا الإنسان .. وكيف هي شخصيته ؟ وكنت أتمنى أن أغمض عيني ثم أفتحها 

 

لأجدني في عشي الجديد وقد تجاوزت مرحلة العرس واللقاء الأول .. 

 

وحانت تلك الساعة أخيراً .. وجمعنا مع زوجي بيت صغير دافيء .. 

 

في البداية شعرت بعدم التوافق بيننا .. وإنعدام التآلف .. إلا أنني صبرت وأعتقدت

 

أنها فترة مؤقتة وتنتهي .. وكنت أجبر نفسي على التودد إليه مع إحساسي بشدة

 

النفور ولكن الأمر طال وأستمر حتى أكملت الشهر الرابع بعد زواجي حاولت 

 

خلالها جهدي في كل مايمكن لزوجة حريصة أن تفعله .. إلا أن الأمر لم يتغيير .. 

 

بل تعبت نفسيتي وكنت أبكي بيني وبين نفسي على واقعي ثم أكتشفت أنه يعاني 

 

ما أعانيه لقد كان خلال هذه الفتره يضغط على نفسه ويدوس على قلبه فهو أيضاً 

 

لم يشعر بالود والألفة إتجاهي .. وحتى لا أظلمه فقد كانت فيه جوانب جيدة وكان 

 

عاقلاً ورجلاً بمعنى الكلمة .. 

 

وبعد أن تكاشفنا وعرفنا حقيقة مايدور في قلبينا بكينا على حالنا حين كنا نتمنى 

 

أن يكون هذا الزواج الأول والأخير لنا وأن يرفرف الحب بيننا وحينما لم يحصل 

 

هذا مع كل محاولاتنا وسؤالنا وقرائتنا على أنفسنا عرفنا أنه لا سبيل إلى زواج 

 

ناجح سعيد .. فقررنا أن يكون طلاقنا ناجحاً , حيث لم يكن زواجنا كذلك .. 

 

لقد قرأنا فكرة الطلاق الناجح في مقالة للأستاذ جاسم المطوع فأعجبتنا الفكرة 

 

جلسنا سوياً ومعنا ورقة وقلم .. 

 

أتفقنا على كل شيء : 

 

* ماذا نقول لأهلنا والناس .

 

* متى يتم إعلان الطلاق .

فقد قررنا أن نعلنه بعد زواج أخته حتى لا نفسد عليهم الفرحة .

 

* أن يحفظ كل منا للآخر سره ولا يبوح به لأحد كائناً من كان .

 

* أن يدعو كل منا لصاحبه بالتوفيق والسعادة . 

 

كنت مترددة وخائفة جداً من الصاعقة التي ستحدثها خبر طلاقنا وأفكر ليل نهار في

 

حالي بعد الطلاق .. 

 

معقول أن أكون مطلقه ولم أكمل إحدى وعشرين عاماً ..؟!! 

 

إنني أبكي على نفسي أحياناً وأحياناً أحمد الله أن هذا الشخص هو من تزوجني 

 

حيث كان عادلاً يخاف الله في .. ولو كان غيره فماذا يمكن أن تكون العواقب ؟! 

 

كنت أطمئن نفسي وأقنعها أن طلاقي في حالتي هذه في هذا الوقت خير من الطلاق

 

بعد إنجاب عدد من الأطفال الذين لاذنب لهم .. 

 

كذلك كنت أفكر في والدي وأخوتي وصديقاتي .. ماذا سيقولون ؟ 

 

أعلم أنهم سيظنون أننا أتخذنا القرار في لحظة تسرع لكنني مقتنعه والحمدلله أننا 

 

طرقنا جميع الأبواب لمحاولة التقارب بيننا ولم نجد نتيجة فهذا أمر خارج عن

 

طاقتنا وإرادتنا والحب بيد الله وحده هو الذي يضعه ويرفعه واطمأننت أكثر حين

 

قرأت عن الصحابية التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يطلقها

 

من زوجها وذكرت أنها لاتعيب عليه في خلق ولا دين ولكنها تكره الكفر في 

 

الإسلام إنها لم تحبه ولم يألفه قلبها وتخاف أن تكفر حقه فتقصر فيه وكذلك بريرة

 

رضي الله عنها فقد كان زوجها يطوف وراءها في طرقات المدينة ويريدها أن 

 

تعود إليه ويبكي وهي تأبى وحين شفع الرسول صلى الله عليه وسلم له سألته :

 

إن كان لك أمراً ؟ فلما لم يكن كذلك قالت : لاحاجة لي فيه .. ولم ينكر عليها 

 

الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك .. 

 

نحن لم نتخذ قرارنا هذا بحثاً عن حب رومانسي كما في الأفلام ولكننا نجد نفوراً 

 

غير مبرر إلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :

 

(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها أختلف)

 

إن من يده في النار ليس كمن يده في الماء البارد وكل يوم يمضي يطيل معاناتنا

 

بلا فائدة لذا كان القرار الشجاع حتى يسير كل منا في طريقه ويبحث عن شريكه

 

من جديد .. 

 

أدعوا الله لهذا الرجل المتزن أن يرزقه الله زوجة صالحة تسعده وأن يعوضني 

 

خيراً على مافقدت والحمدلله رب العالمين ..

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا