(8)
حبيبي
كانت عائلة حمد مختلفة عن عائلتي كثيرًا، الابن الأكبر في العائلة هو فواز. ثم هبة التي تكبرني بخمسة أعوام ثم حمد الذي يكبرني بأربعة أعوام كما عرفت منه وأخيرًا سعود الصغير الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره.
كان فواز متدينًا يميل إلى التزمت، أخته هبة محجبة منذ كانت في المرحلة المتوسطة وطبعًا أمه أيضًا محجبة،
لا يختلط الرجال بالنساء في مناسباتهم الاجتماعية مثلما يفعل أفراد عائلتنا.
كما قال لي حمد أن أمه تعتبر عائلتنا مثالًا للتحرر! لم أغضب من حمد عندما أخبرني عن رأي أمه بنا فلكل عائلة طريقتها وقيمها، وعائلتنا في الواقع متحررة نوعًا ما، فأمي مثلًا غير محجبة وكذلك أغلب عماتي. وأبي رحمه الله عودنا على الحرية ولم يعلق يومًا على ملابسنا أو تصرفاتنا، كانت ثقته بنا بلا حدود وطالما كرر أن أخلاق الإنسان لا علاقة لها بمظهره الخارجي. فكم شخص يرتدي زيًا محتشمًا يتصرف بلا حشمة والعكس طبعًا صحيح. لا يعني ذلك أن ملابسنا خالية من الحشمة لكننا كنا أقل التزامًا في نظر عائلات أخرى كعائلة حمد.
لم يحاسبنا أبي أبدًا على خروجنا مع صديقاتنا واعتدنا كل عام على السفر إلى أوروبا وعلى الاحتفال بأعياد ميلادنا.
لكننا كنا جميعًا نصلي ونصوم شهر رمضان ونتصدق بما لا نحتاجه من ثيابنا. ورغم ذلك كنا بنظر كثيرين عائلة متحررة كما تصفنا أم حمد.
كان نمط حياتي مختلفًا تمامًا عن نمط حياته ورغم ذلك أحببنا بعضنا كثيرًا.
لم يتأثر حمد أثناء دراسته بالخارج بالأجانب، ظل دائمًا كويتيًا ملتزمًا كما كان في الكويت، ولم ينجرف وراء ملذاته كما يفعل بعض الطلبة المبتعثين للخارج، اهتم كثيرًا بدراسته، أراد أن تفخر أمه بعودته مهندسًا. والشهادة التي أخذها حمد وعاد بها أثلجت صدرها وأفرحتها كثيرًا. أخبرني حمد أنه يحب أخته هبه كثيرًا فهي تكبره بعام واحد فقط وقد قضي طفولته كلها معها، كما أنه يحب طباعها اللطيفة ودماثة خلقها، كانت هبة متزوجة من ابن عمها ولديها منه طفلة واحدة في الرابعة من عمرها، حدثني حمد كثيرًا أيضًا عن أخيه الصغير سعود. الذي أكتشف مؤخرًا مدى شقاوته وبدأ يتعلق به، فقد كان مجرد طفل صغير وقت سفره للدراسة وجاء الوقت الآن لتكون له علاقة خاصة به.
أخبرني حمد أن والده كبير في السن ومريض بالضغط والسكر وأنه يكبر أمه بأكثر من عشرين عامًا.
وشعرت من حديثه أنه أقرب إلى أمه منه إلى أبيه، رغم أنه كان يحب أباه كثيرًا ويقدره.
حدثته أنا كثيرًا عن أبي الراحل وعن خصاله الطيبة وروعته، وحدثته عن أختي دلال على وجه الخصوص وأخبرته عن حاستها السادسة لكنني لم أجرؤ على إخباره عن نبوءتها بشأن زواجي منه!
توطدت علاقتي بحمد بسرعة كبيرة. وأخبرت شريفة طبعًا عن هذه العلاقة فأنا لا أستطيع أن أخفي عليها سرًا مهمًا كهذا.
تحمست شريفة لحبنا الذي شهدت على بدايته وكان حمد يحترمها كثيرًا ويصفها دائمًا بصديقتي الصدوق، فقد لمس بنفسه مدى تعلقنا ببعضنا وإخلاص كل منا للأخرى،
لم تستسلم شريفة لضغوط أمها عليها ورفضت رؤية ذلك العريس ثانية، فكما ذكرت أن شريفة لا تتراجع عن قراراتها أبدًا.
بعد أربعة شهور من علاقتي بحمد تم ترشيحه للعمل في وزارة مهمة في البلد. وزارة حيوية وفي قسم ذي شأن مهم. أخبرني حمد أنه احتاج إلى واسطة أحد أقربائه كي يتعين في مكان كهذا، حزنت بداخلي لكون الواسطة الطريق الوحيد للحصول على فرص العمل الجيدة في بلدنا، فرغم أن حمد قد تخرج من جامعة محترمة ومن الخارج وبمعدل عالٍ إلا أنه لم يجد عملًا مناسبًا إلا من خلال الواسطة تلك الوسيلة التي نكرهها لكننا نجد أنفسنا مضطرين للجوء إليها بسبب مسئولين لا يعترفون إلا بسطوتها.
***
(9)
عمتي حصة
كنت أحب عمتي حصة على وجه الخصوص أكثر من جميع عماتي. كانت قريبة من قلبي بشكل خاص،
ربما لجمال روحها وخفة دمها. كانت قد تجاوزت الأربعين من عمرها لكنها تتصرف كمرهقة وزوجها يحبها بجنون، ويعاملها كطفلة، يغار عليها ويدللها أمام الجميع، تحاول هي دائمًا إثارة غيرته كأن تمتدح أحد الممثلين أو المطربين أمامه فيتجهم في وجهها. تضحك هي وتقول بدلال: لكنك أكثر وسامة منه، فتهلل أساريره كطفل كبير، يشيعان حولهما جوًا مرحًا محببًا كلما جاءا إلى الكويت، فزوجها من البحرين. تزوجته بعد قصة حب عاصفة، وأضربت عن الطعام لعدة أيام كي يوافق جدي على هذا الزواج، أيدتها جدتي نشمية في موضوع زواجها وكان لها دور كبير في إقناع جدي رحمه الله بالموافقة.
لم تندم عمتي أبدًا أنها تزوجت من رجل غريب ولم تندم لأنها تغربت عن بلدها وعاشت في البحرين معه،
فكلما سألتها إن كانت ندمت على زواجها كانت تبتسم كأنها تحلم وتقول:
أندم على زواجي من عادل؟ إنه الأمر الوحيد الصحيح الذي قمت به في حياتي. والله لو أن الزمن أعاد نفسه لكنت تزوجت به ألف مرة.
كان الحب بينهما عميقًا. راسخًا. جميلًا. ومن شدة دلاله لها لم تشعر عمتي حصة أبدًا أنها كبرت في العمر، لم تجزع عندما وصلت للأربعين، ولم تستوعب أن لها ابنة في الثانوية وولدًا سيدخل الجامعة خلال وقت قصير، فهي لا تزال طفلة مدللة عند زوجها الذي لم يتغير أبدًا عليها. يناديها دائمًا بروحي. ما أجمل ذلك النداء. ولأنها عاشت بسعادة كانت تبدو أصغر من عمرها بكثير. فبشرتها النضرة المشدودة بلا أي نوع من الخطوط أو التجاعيد وعيناها المتألقتان بسعادتها وشعرها الذي لم يغزوه الشيب أبدًا فظل طبيعيًا بلا أصباغ أعطوها مظهرًا شابًا جميلًا.
زارتنا عمتي حصة بعد انتهاء امتحانات الفصل الثاني للجامعة وكعادتها حلت ضيفة في منزلنا الكبير، كان وجودها في البيت نعمة رائعة ومن شدة حبي لها كنت متلصقة بها على الدوام،
حكيت لحمد كثيرًا عن عمتي حصة. لكنني لم أحك لعمتي شيئًا عنه. كانت عمتي في ضيافتنا هذه المرة دون زوجها فقد أتت لحضور عرس في الكويت مع ابنتها وقررت البقاء معنا لأسبوع بعده.
أصبح حمد يغار من بقائي الدائم مع عمتي فقد قلت مكالماتنا بحكم وجودي معها أغلب الوقت، كما قلت فرص رؤيتنا لبعضها لأنه التزم في الدوام ولم يعد يستطيع ملاحقتي كما كان يفعل سابقًا. لم أخرج مع حمد لوحدي أبدًا فكل لقاءاتنا كانت مجرد لقاءات خاطفة. كان يأتي إلى أحد المطاعم ويراني مع شريفة، أو أن نتعمد الخروج من المنزل في نفس الوقت فأراه قبل أن أركب سيارتي، أو ينتظرني أثناء خروجي من الجامعة فابتسم لعينيه اللتين تعكسان حبه لي، لم أتجاوز معه أبدًا حدود الأدب التي وضعتها لنفسي حفاظًا على سمعتي أولًا، ولشدة حيائي ثانيًا، واحترامًا لثقة أهلي بي ثالثًا.
وفي يوم كانت أمي قد أخذت جدتي إلى موعد طبيبها الخاص لعمل بعض التحاليل الروتينية، وكانت دلال قد خرجت لزيارة صديقتها ومجبل أيضًا عند أحد أصدقائه،
وبقيت مع عمتي حصة وحدنا في البيت. كان الجو حارًا ورغم ذلك جلسنا في الحديقة بقرب النافورة ونحن نشعر برذاذها على وجوهنا. وقد طلبنا بعض المثلجات التي تعشقها عمتي.
وفجأة سألتني: بسمة. أتحبين أحدًا؟
وارتبكت. ربما ارتبكت لأنني لم أتوقع سؤالها الذي فاجأني. قالت ضاحكة: أرى الحب في عينيك. أخبريني من هو حبيبك؟ من هو سعيد الحظ الذي فاز بقلبك الطيب؟
ابتسمت لها وأشرت نحو منزل حمد وقلت: يعيش هناك.
اتسعت ابتسامتها: لا تقولي لي إنك أحببت ذلك الشاب المتجهم الذي صادفناه قبل يومين؟
ضحكت فقد كانت تقصد فواز. أخو حمد. فقلت: لا لا، أنا أحب أخاه الأصغر. وهو بشوش وطيب، مثلي.
قالت ضاحكة: الحمد لله.
قلت: كما أن فواز خاطب منذ مدة وسيتزوج قريبًا.
قالت: الحمد لله.
ساد صمت قصير بيننا. وفجأة قالت عمتي: بسمة. أريد أن أرى حبيبك. اتصلي به ودعيه يأتي الآن.
شهقت: الآن؟
قالت مؤكدة: نعم. أمي وأمك ستتأخران، لن تعودا قبل ساعتين على الأقل. وكذلك إخوتك، اطلبي منه أن يأتي الآن إلى الحديقة وحتى لو رآه أحد سأقول إنني ناديته لأسأله عن أمه وهو خارج.
أثارتني روح المغامرة واتصلت بحمد. وأخبرته أن عمتي حصة تريد رؤيته. وكررت عليه كلامها، وخلال ربع ساعة كان حمد يقف أمامنا في حديقتنا.
شعرت بأنني أسعد فتاة بالدنيا. تمنيت لو تعلقت بذراعه وصرخت بالعالم كله: هذا الرجل حبيبي. كنت أرتدي ملابس رياضية يومها ووجهي خالٍ من المساحيق ونمش خفيف غير ملحوظ ينتشر على وجنتي.
صفرت عمتي بطريقة مضحكة وهي تنظر إلى حمد: يا الله كل هذا الطول. كان الله في عونك يا بسمة. سيكون صعبًا عليك معانقة هذا الرجل حتى وأنتِ واقفة! يجب عليك شراء سلم لتتطلعي في عينيه.
انفجر حمد ضاحكًا. وغرقت أنا خجلًا لجرأة عمتي التي تتصرف بعفوية كعادتها.
حادثت عمتي حمد لبرهة وسألته عن أهله وعمله الجديد، كانت لطيفة معه. وقد لمست مدى ارتياحهما لبعضهما، ففرحت واستبشرت خيرًا.
كان وقوفه أمام عمتي قد أعطاني شعورًا بأن حمد أصبح لي رسميًا. أو بالأصح أعطاني شعورًا بالاطمئنان نحو نوايا حمد نحوي. فحضوره ومثوله أمام عمتي يعني أنه لا يخشي أن يعرف أحد من أهلي بعلاقتنا وذلك يعني أنه يخطط لارتباط حقيقي بيننا في المستقبل.
بقي حمد لما يقارب الساعة معنا وأكل معنا المثلجات، وعندما انسحب تمنيت لو استطعت أن أجري خلفه لأضمه إلى صدري.
تضاعف حبي لحمد لمجرد تعرفه على عمتي. ياه كم سأحبه أكثر عندما يخطبني.
التفت نحو عمتي وقلت ضاحكة بعد ذهاب حمد: ما رأيك بذوقي؟
قالت وهي تحرك أصابعها بطريقة مضحكة: فنانة. اخترتِ أطول رجل في الكويت.
ارتاحت عمتي لحمد وأحبته كثيرًا ودعت من قلبها: عسي الله أن يجمعكما في بيت واحد قريبًا وتفرح قلوبنا برؤيتكما معًا كزوجين جميلين رائعين.
قبلت عمتي واحتضنتها إلى صدري. كم أحبها. وفي تلك الليلة كان أغلب حديثي مع حمد عنها، وقد ارتاح لها كثيرًا وأعجب بجمالها واهتمامها بنفسها. قلت له ضاحكة: ما تراه فيها مجرد مفعول سحري للحب تعيشه مع زوجها.
قال حمد بجدية: وأعدكِ أن تعيشي معي حبًا مثله يا بسمة. وسكت.
وعرفت أن حمد يخطط للزواج بي.
***
(10)
تهاني. غاضبة
كنا في منزل جدتي نشمية ذلك المساء أنا وأمي ودلال عندما دخلت علينا تهاني بوجهها الممتقع.
منذ لحظة دخولها علينا عرفنا أن هناك خطبًا ما. فوجهها كان متجهمًا وكأنها تحمل هموم الدنيا فوق رأسها.
قالت جدتي بصوتها الجهوري القوي: ما بكِ؟
قالت تهاني بسرعة وكأنها اختزنت الكلام بداخلها طويلًا: تصوري يا جدتي. لقد اتصل بي عامر محمد. يقول إنه يريد أن يرى أولادي!
وشهقت أمي. عامر محمد هو طليق أمي ووالد تهاني الحقيقي الذي لم تكن تتواصل معه أبدًا، ولم يكن له أي وجود في حياتها إلا في يوم زفافها حيث حضر العرس كأي ضيف غريب حتى أنه لم يجرؤ على التواجد في زفة الرجال.
قالت جدتي: ما الذي قاله لك بالضبط؟
قالت تهاني بصوت مقهور: أنا لا أعرف رقمه. وعندما أجبت عليه فوجئت به. قال إنه يريد أن يرى أحفاده. فهو مريض. ويجب أن يتعرف عليهم. أنا لا أريده في حياتي يا جدتي. هو لم يسأل عني طوال حياته، ولم يصرف على فلسًا واحدًا. ولا أحفاد له عندي. أولادي هم أحفاد والدي محمد رحمه الله، هو الذي رباني ورعاني وزوجني، هؤلاء الأحفاد يخصون رجلًا غيره. الأب ليس مجرد اسم على الورق. الأب هو من يربي ويكبر ويهتم ويعتني ويصرف. أم أن لكِ رأيًا آخر؟
وانفجرت تهاني بالبكاء. وقامت أمي واقفة وهي تهم بالذهاب. فقلت: إلى أين يا أمي؟
قالت: ببساطة: القرار لماما نشمية. هي المسئولة عنا وولية أمرنا بعد أبيك. هي من تقرر وهي الأكثر حكمة. اعذروني. يجب أن أذهب لمجبل. فهو وحده بالبيت.
وذهبت أمي. أو بالأخص. هربت. فذكرى طليقها لا تعنيها بشيء. فرجل مثل أبي يمحو أثر كل من أتوا قبله. كانت عشرته طيبة عطرة لدرجة أن من يعرفه لا يمكن أن يكون في عقله أو قلبه أي رجل آخر حتى لو كان مجرد ذكرى بعيدة.
لذلك انزعجت أمي وانسحبت وتركت الموضوع لجدتي، فكرت جدتي قليلًا ثم قالت: تهاني. هذا الرجل كما قلت أبوكِ على الورق. إن كنت تريدين التعرف عليه بعد كل هذه السنوات وأن يكون له وجود في حياة أولادك فالأمر عائد لكِ أنتِ. هذا الموضوع يخصك أنت وحدكِ. ولا أحد يستطيع أن يبعد ابنًا عن والده. فكري وقرري. في هذا الموضوع بالذات لا أستطيع أن أعطيك رأيًا.
قالت تهاني من بين دموعها: أولادي لا يعرفون بوجوده أصلًا، أيمكن أن يكتشفوا فجأة أن لهم جدًا آخر غير جدهم الراحل الذي اعتدت أن أحكي لهم عنه؟
كانت تقصد أبي طبعًا. مسكينة تهاني. كم كان موقفها صعبًا.
وبعد نقاش طويل أصرت جدتي على أن القرار في هذا الموضوع يخصها وحدها.
رحلت تهاني وغفت جدتي على مقعدها المفضل وظللت أتأملها. كم عظيمة هي هذه المرأة. إن تهاني ابنة كنتها. أي لا تقرب لها، ورغم ذلك اعتبرتها حفيدة لها. لم تشعرها قط أنها فتاة غريبة حتى تهاني نفسها نسيت أن ماما نشمية ليست جدتها، بدليل أنها أتت الآن لتطلب مشورتها. في صغرنا كانت جدتي تدلل تهاني أكثر منا جميعًا وتخضها بعيديه مضاعفة في الأعياد. كانت تقول لأنها أول الأحفاد. لذلك أعطيها الضعف. كم عظيمة هي جدتي وعظيم مثلها أبي رحمه الله. كم أحب أهلي وافتخر بهم. لقد تعلمت منهم دروسًا كثيرة في الحب والتضحية، فتحت جدتي عينيها فالتقت بعيني. فابتسمت لي. وبهدوء اقتربت منها وجلست على الأرض ووضعت رأسي على ركبتيها بعد أن قبلت رأسها. فربتت على شعري،
قالت جدتي يومها جملة علقت في ذهني طويلًا: تهاني ابنتنا. أحببناها كما أحببناكم جميعًا. تهاني حفيدتي الأولى.
قبلت يد جدتي الحانية. وشعرت كم كانت أمي محظوظة لزواجها من أبي.
بعد تلك الحادثة بفترة، سألت تهاني خلال زيارتنا الأسبوعية عن ما فعلته بخصوص أبيها.
قالت بلا مبالاة: اعتذرت منه. فقد تخلى عن أبوته لي منذ زمن طويل. ولا يمكنه تعويض ذلك الآن. ولا أريد إقحامه في حياتي وحياة أولادي بعد كل تلك السنوات.
لم أناقش تهاني في قرارها. في الحقيقة والواقع ينسي الإنسان أهله عندما يتجافي معهم ويخرجهم من حياته،
تبني الجفوة أسوارًا بين الأهل وكلما مر الوقت ازدادت تلك الأسوار صلابة وارتفاعًا. إلى أن يصبح تخطيها ضربًا من المستحيل.
***
(11)
صيف مختلف
جاء صيف الكويت المعتاد بحرارته الشديدة وكنت قد سجلت للفصل الدراسي الصيفي ذلك العام، اعتادت عائلتي على السفر خلال الصيف فلدينا شقة جميلة في لندن وبيت ريفي رائع في فرنسا تحب ماما نشيمة السفر إلى ذلك البيت كثيرًا وترتاح وتسعد في الطبيعة الرائعة التي تحيط به.
تم ترتيب سفرنا مع جدتي بعد انتهائي من الفصل الدراسي الصيفي، لنذهب إلى فرنسا وقد قررنا عدم الذهاب إلى لندن ذلك العام.
جاءت تهاني لزيارتنا وسألت أمي إن كانت تمانع إن سافرت وحدها مع زوجها على أن تترك أبناءها عندنا لمدة أسبوع فرحبت أمي بأحفادها الثلاثة وكذلك رحبت بهم ماما نشمية،
تعرف تهاني أنني أكثر من سيهتم بأولادها وأنني سأكون مسئولة عنهم. فكما ذكرت أنا أعشق الأطفال وبالذات أبناء أختي الحبيبة.
سافرت تهاني مع زوجها وانتقل الصغار إلى بيتنا.
محمد الذي يحمل اسم أبي، غني الجميلة والذكية والتي لا تكف عن طرح الأسئلة وإبراهيم الذي لم يتعد عامه الأول والملتصق بخادمته.
انشغلت عن حمد في ذلك الأسبوع وكان يغار ضاحكًا من أبناء أختي الذين استحوذوا على اهتمامي ووقتي.
أخذتهم مرة إلى أحد المجمعات مع صديقتي شريفة، فوجدت حمد هناك بانتظاري، سلم الأطفال عليه وقد عرفتهم به على أنه جارنا. ولاحظت أن حمد لطيف جدًا معهم بل ويجيد التعامل معهم وكسب قلوبهم بسهولة. ليس من السهولة اكتساب قلب طفل لا يعرفك. لكن حمد حادثهم بسهولة واستطاع كسب ودهم بسرعة.
قالت شريفة وهي تراقب حمد يلعب مع محمد في إحدى الألعاب: سيكون أبًا رائعًا. يبدو أن كلاكما يحب الأطفال. سيكون الأمر خطيرًا.
ضحكت على تعليقها وقلت: ما هو الأمر الخطير؟
قالت تشاكسني: لأن هذا يعني أنك ستنجبين الكثير من الأولاد.
قلت حالمة: وما المشكلة؟
ضحكت شريفة: هذا يعني أنك ستكونين حاملًا دائمًا وسمينة لبقية حياتك.
ضربتها على كتفها مداعبة وقلت: الأطفال زينة الحياة. أتمني أن يكونوا كلهم يشبهون حمد.
لهذه الدرجة أحببته؟ لدرجة أنني تمنيت أن يحمل أولادنا ملامحه؟ تخيلتهم كلهم يملكون شعره الذي يضحكني شكله. تخيلت أطفالًا صغارًا يشبهونه بكل تفاصيله وعجزت عن تخيل طفل واحد يشبهني أنا.
الحب يجعلنا ننسى أنفسنا. أن نحب يعني أن نرى في الطرف الآخر كل الصفات الجميلة في العالم. أن نقدس ملامح الحبيب لدرجة أننا ننسى ملامحنا.
مر ذلك الأسبوع سريعًا. كان الصغار الثلاثة يشاركونني تفاصيل يومي بالكامل. ما عدا الساعات القليلة التي كنت أذهب فيها إلى الجامعة.
حتى سريري كانوا يصرون على النوم فيه، أصبحنا ننام بطريقة أفقية مضحكة وأحكي لهم حكايات من نسج خيالي قبل أن نغط في نوم عميق كل ليلة،
وبكت غني عندما أتت أمها لتأخذها. أما محمد فقد قال لها إنها أتت باكرًا، الوحيد الذي فرح لعودة أمه هو إبراهيم الصغير. رحل الصغار وتركوا وراءهم فراغًا كبيرًا. حادثني حمد ضاحكًا تلك الليلة وهو يقول: إذن رحل أولادكِ؟
قلت بحزن: رحلوا. كلهم!
قال وهو يقهقه: لكني لا أزال هنا. معكِ.
ابتسمت وأنا أتخيله: يا لك من ولدٍ. كبير!
قال: أنا ولدكِ العملاق.
ضحكت لوصفه نفسه بالعملاق.
واسترسلنا في حديث عذب لساعات.
انتهى الفصل الصيفي. واقترب موعد سفرنا. سألت حمد إن كان سيسافر. فقال إنه قد توظف لتوه ولا يستطيع أخذ إجازة، سألته عن أهله. فقال إنهم غير معتادين على السفر، فوالده مريض والسفر صعب عليه. وعرفت أنهم حتى في طفولتهم لم يعتادوا على السفر كل صيف مثلنا.
في ليلة سفري أحسست بالحزن لأنني سأبتعد عن حمد، وشعرت بأنه حزين مثلي.
أوصاني كثيرًا على نفسي ووعدته بالاتصال به كلما سنحت لي الفرصة. طلب مني أن أراسله من خلال الهاتف على الدوام. وأوصاني بعدم الخروج وحدي إلى الأسواق هناك. ضحكت وأنا أطمئنه ففي بيتنا الريفي تبعد عنا الأسواق كثيرًا. وتحيط بنا مساحات خضراء شاسعة. كانت الطبيعة هناك جميلة، وبصراحة كنت أجدها مملة.
لكن في ذلك العام أحببت الطبيعة كثيرًا. كان كل شيء حولي يشعرني بالحب الذي بات يسكنني. كل شيء أصبح شاعريًا فجأة. كنت أشعر بحمد في كل شيء يلامس روحي. ملمس العشب الأخضر. السماء الصافية. نسمات الهواء الباردة. الزهور الجميلة اليانعة، أصبح للطبيعة لون آخر في عيني منذ أحببت حمد،
تمنيت صادقة أن يكون معي. سأصحبه إلى هذا المكان في المستقبل. أريده أن يرى كل هذا الجمال بصحبتي،
عندما يملأ الحب قلبًا، فإنه يطرد منه الملل، لأن الحب يشغل تفكير المحب. تصبح الوحدة صديقة حميمة. ويصبح الخيال رفيقًا عزيزًا لا تمل صحبته.
هكذا أصبحت أنا. أحب البقاء وحيدة لأفكر في حمد، أحب تخيله معي، أحادثه عن بعد. وأكاد أسمع رده في كل موقف. أحببته لدرجة أنني أحسست أنه معي حتى وأنا في بلد بعيد عنه،
مرت رحلتنا سريعًا. كنت أتوق للعودة إلى الكويت. ودلال أيضًا تتوق للعودة وتأسف لأننا لم نذهب للتسوق في لندن مثل كل عام وتلومني على إصراري على أخذ فصل صيفي في الجامعة مما قلل الوقت المتاح لنا للسفر.
لم أهتم لغضب دلال مني. كنت سعيدة لأنني سأعود لحمد، وفي الليلة الأخيرة لنا قبل السفر،
جلست مع جدتي تحت ضوء القمر في فناء المنزل الخارجي، كانت ماما نشمية ترتدي شالًا سميكًا من الصوف لتحمي نفسها من نسمات البرد القاسية عليها. ورغم أن البرودة لم تكن شديدة إلا أنني أعرف أن جسدها لم يعد قويًا كالسابق، وأن نسمات باردة كهذه قد تؤدي إلى مرضها،
نظرت إلى وجه جدتي المغضن وإلى ملامحها القوية. كانت تضع وشاحًا من الصوف أيضًا حول وجهها.
نظرت جدتي إلى السماء المتلألئة بالنجوم طويلًا.
سألتها فجأة: بماذا تفكرين ماما نشمية؟
ابتسمت لي وقال: أفكر بكِ.
تعجبت من كلامها وقلت: لماذا؟
قالت: لأنكِ تبدين مختلفة. اشعر أنك تغيرتِ.
توترت قليلًا. فمن الصعب إخفاء أمر عن جدتي.
سكت. قالت جدتي: أشعر أنك نضجت كثيرًا. طوال حياتي وأنا أشعر أنك قريبة مني يا بسمة، أنت مختلفة عن كل أحفادي. أنت تشبهينني كثيرًا. شكلًا وخلقًا. النظر إليك يشعرني دومًا أنني أنظر إلى نفسي. وكأنك أنا لكن في زمن آخر.
أثرت بي كلمات جدتي كثيرًا، فبالنسبة لي. كانت جدتي قدوة جميلة لامرأة أحببتها واحترمتها طوال عمري، وأن تقول إنها ترى نفسها في شخصي المتواضع شرف كبير لي ومسئولية كبيرة أيضًا بأن أكون على قدر توقعاتها وثقتها،
وقالت وهي تنظر في عيني: جميل أن يشعر الشخص أن هناك من يمثله. خاصة وقد أوشك عمره على النهاية.
قلت بسرعة: لا تقولي هذا الكلام يا جدتي. أطال الله في عمرك.
قالت بحب: الموت حق. وأنا لا أخافه. لقد عشت حياة سعيدة. دللني زوجي. ورزقني الله بالأولاد وشهدت ولادة أحفادي بل وبلغني الله بأولادهم، منحني الله الكثير من اللحظات الجميلة. أتعرفين يا بسمة، عمر الإنسان لا يقاس بالسنوات، عمره الحقيقي يقاس باللحظات الجميلة التي عاشها. إن بعض اللحظات تعادل عمرًا بأكمله.
قلت بإعجاب: كلامكِ جميل جدًا يا جدتي.
قالت: أتمنى لك حياة جميلة يا ابنتي. تملؤها اللحظات السعيدة. أتمني لكِ لحظات طويلة من الفرح. فأنتِ تستحقين كل خير.
قبلت يد جدتي وربتت هي على شعري. لكن دعوتها تلك لم تكن مجابة للأسف.
***
(12)
عودة إليه
"أهلًا بكم في دولة الكويت" ابتسمت وأنا أقرأ هذه اللافتة وأنا وأسرتي نسير لاستلام حقائبنا بعد عودتنا من فرنسا.
كنت سعيدة لعودتي، أحب الكويت لأنها وطني، ولأن لي فيها وطنًا آخر. فقلب حبيبي وطني الذي اشتقت إليه بجنون.
انتهينا من الإجراءات واستلمنا حقائبنا. ومجبل لا يكف عن التحدث عن الملل الشديد الذي شعر به في فرنسا،
خرجنا من بوابة المطار إلى بهو القادمين من الخارج،
التفت على الفور ورأيت حمد يبتسم لي، فجفلت، خفق قلبي بعنف وأنا أراه يتقدم نحونا في بادرة جريئة لم أتوقعها منه، سلم على أهلي وقال إنه أتى ليقل صديقًا له سيصل بعد قليل إلى الكويت، لم تشك أمي بشيء والحمد لله وكذلك لم تفعل جدتي، لكن دلال التي تحاشيت النظر إليها قدر الإمكان لم تكف عن الابتسام وعن لكزي بكوعها.
تحركت أسرتي. وتعلقت عيناي بعيني حمد، فابتسمت له أجمل ابتساماتي، أرسل إلى رسالة هاتفية حالما ركبت سيارتنا: نورتِ الكويت. لم أطق صبرًا حتى أراكِ.
رددت عليه: لقد فاجأتني.
رد حمد: أحبك.
لم انتبه لدلال المزعجة التي كانت تتلصص على رسائلنا ضاحكة، همست لي: أنه يحبكِ كثيرًا.
همست لها: كفى. ستسمعك أمي.
سكتت دلال وفي عينيها ضحكة كبيرة، سكت أنا وفي قلبي ضحكة أكبر.
***
(13)
خبر خطبة
أخبرني حمد أن أخاه فواز قد خطب. كان فواز يكبر حمد بأربعة أعوام. وإن كان يبدو أكبر منه بأكثر من ذلك بسبب ملامحه الحادة ووجهه المتجهم على الدوام.
كانت الفتاة التي خطبها صديقة لأخته هبة. فتاة محجبة ترتدي العباءة ومن عائلة محافظة معروفة بالتزامها.
عرفت من حمد أن خطيبة أخيه تعمل مدرسة لأن فواز لا يحب أن تعمل زوجته في مكان مختلط ولا يحبذ أبدًا فكرة احتكاكها برجال غيره.
لسبب ما شعرت بالانزعاج لكل تلك المعلومات. ربما لأنني أحسست بالفرق الكبير الذي بيني وبين الفتاة التي اختارتها عائلة حبيبي لوالدها البكر،
ترى هل ستفرح أم حمد باختياره لي إن صارحها حمد برغبته بالزواج مني؟
لم أتطرق لهذا الموضوع مع حمد بتاتًا. فأنا أعرف أنه يحبني كثيرًا، وأثق تمامًا بنواياه نحوي، صحيح هو لم يفتح معي موضوع الزواج صراحة لكنه لمح لي بذلك أكثر من مرة بمناسبات عدة،
عرفت من حمد أن زفاف أخيه قريب جدًا وأن أمه تنوي دعوتنا إلى العرس بصفتنا جيرانهم بالطبع، سألت حمد إن كان العرس سيقام في أحد الفنادق؟
فقال إنه سيكون في منزل أهل العروس.
أقفلت الخط ليلتها وأنا أفكر. وفي اليوم التالي أتت شريفة لزيارتي. احتضنتني طويلًا فقد اشتاقت لي خلال سفري. وبعد حديث قصير عن رحلتي وبعد أن أعطيتها هدية جميلة اشتريتها لها، صارحتها بمخاوفي وأفكاري،
قالت شريفة إنني واهمة، فعائلة حمد ستتشرف قطعًا بمصاهرة عائلة عريقة مثل عائلتي، وأن أمه سترحب بالتأكيد بزواج ابنها مني،
حكيت لها أنني مختلفة تمامًا عن عروس فواز،
فقالت بحكمة: وحمد أيضًا يختلف عن أخيه.
شعرت بالاطمئنان يتسرب إلى نفسي بعد مناقشتي مع شريفة، في الحقيقة يشعرنا الأصدقاء المقربون بالأمان، فكل المشاكل الكبيرة تصبح صغيرة بمجرد أن نحكيها لهم، إنهم يجعلون الحياة أفضل وأسهل. لمجرد وجودهم بقربنا عندما نحتاج إليهم.
كم أحبك يا شريفة.
بعد أسبوع من عودتنا من السفر بدأ الفصل الدراسي الجديد. ذهبت إلى الجامعة مع شريفة كعادتنا وانشغلت كثيرًا بموادي الجديدة، كانت لدى مادة مهمة عند الدكتور خالد الذي احترمه كثيرًا وأقدره. وكانت تلك المادة معروفة بصعوبتها في التخصص لكني كنت مطمئنة. فالدكتور خالد كما ذكرت لن يبخل على طلبته بالمساعدة ومستعد دائمًا للشرح والتوضيح دون كلل أو ملل.
بعد أسبوعين آخرين اتصلت والدة حمد لتدعونا جميعًا لعرس فواز. استقبلت أمي اتصالاتها بالترحيب وباركت لها ووعدتها بالحضور. قالت جدتي إنها لا تستطيع الذهاب لكنها أوصتنا بالذهاب نيابة عنها. اتصلت بتهاني لأخبرها عن الدعوة وقالت إنها ستأتي.
دخلت غرفتي وأخذت أبحث عن ثوب مناسب. وكما تعرفون أردت أن أبدو جميلة وأنيقة. فهؤلاء هم أهل حبيبي وأريد أن أبهرهم. فمن يدري قد يكون العرس التالي في عائلتهم هو عرسي أنا.
جاءت دلال لغرفتي ضاحكة وهي تقول: ماذا سترتدين؟
قلت لها بحيرة حقيقية: لا أعرف!
اقترحت قائلة: ما رأيك بالفستان الأزرق الذي اشتريناه من لندن العام الماضي؟ لم ترتديه حتى الآن؟
قلت: لا لا. ذلك الفستان مكشوف جدًا.
سألتني باستغراب: وما المشكلة! الحفلة كلها نساء!!
قلت بسرعة: أريد شيئًا أكثر حشمة.
ضحكت دلال: هل أنتِ جادة؟
قلت غاضبة: سأشتري ثوبًا جديدًا. ثيابي كلها لا تصلح.
تعجبت دلال مني. وفي اليوم التالي خرجت عصرًا مع شريفة لنبحث عن ثوب مناسب،
كان حمد سعيدًا لاهتمامي بشراء ثوب لعرس أخيه، لم يكن يعلم أن دولابي مليء بملابس أخاف أن تثير حفيظة أهله إن رأوني بها.
أخبرتني شريفة أنني أبالغ في خيالاتي. لكنني أردت أن أبدو بصورة معينة أمام أهله ففي ذلك العرس سيحضر أهله كلهم وأردت أن أترك انطباعًا معينًا لديهم عني.
خرجت مع شريفة عدة مرات، وأتعبتها وأنا لا أقتنع بأي ثوب أجربه، رفضت أمي الذهاب معي إلى السوق وطلبت مني ارتداء أي ثوب أملكه.
رفضت دلال أيضًا مصاحبتي لانشغالها في الدراسة، فذهبت إلى أحد المحال المشهورة وحدي وأخيرًا وجدته، كان ثوبًا من الحرير. يغطي كمه ثلاثة أرباع ذراعي. يضيق عند الخصر ويتسع عند الذيل. ولا يكشف أبدًا عن جسدي.
أخبرتني البائعة أن لديها أثوابًا أخرى تناسب عمري أكثر، لكنني أحببت ذلك الثوب كثيرًا. وأحببت لونه الأحمر جدًا. كان الثوب فخمًا رغم بساطته وعندما ارتديته بدا وكأنه صنع خصيصًا لي، حتى البائعة أطرت على قوامي بإعجاب وأثنت على اختياري.
حملت الثوب الذي لم يكن بحاجة إلى تصليح- وهو أمر نادر حقًا- إلى المنزل،
قالت أمي التي تجلس في الصالة فور رؤيتي: اشتريتِ ثوبًا؟
قلت لها: نعم، وجدت واحدًا رائعًا.
قالت مستغربة: تملكين الكثير من الأثواب لم يراها أحد منهم، لم اشتريت ثوبًا جديدًا.؟
قالت دلال بذكاء: تقول إنها لم تحضر عرسًا منذ مدة لذا أحبت أن تشتري ثوبًا جديدًا. أنا أيضًا أردت أن أفعل مثلها ما رأيك أن نذهب للسوق غدًا؟
ابتسمت لدلال شاكرة. وصعدت إلى غرفتي. واتصلت بشريفة وقلت فرحة بمجرد أن سمعت صوتها: لقد وجدته!
***
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا