المراوغون

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-06-29

أخطر الفئات المعارضة
(المراوغون)


إنهم كالزئبق لا تستطيع الإمساك بهم.. إذا وعدوا لا يفوا وإذا عاهدوا غدروا..
المراوغون
المراوغون شخصيات يسهل اكتشافها ولكن يصعب التعامل معهم إنهم يراوغون ويماطلون وليسوا مترددين كما يعتقد البعض فهناك فرق كبير بين المراوغ والمتردد فالمراوغ يتخذ أساليب الكر والفر للحصول على المكاسب أما المتردد فهو يخشى فعلاً اتخاذ القرار رغماً عنه، والمراوغين ليسوا نوعية واحدة من البشر على الإطلاق بل تشتمل على مجموعة كبيرة من النماذج البشرية تشمل الكسول والمخادع والذين يجيدون أساليب إغاظة الآخرين وخبراء الهروب والتملص من المسئولية وأكثرهم عاجزون عن تحمل مسؤولياتهم فيحورون ويدورون حتى يخرجوا من الموقف أو المأزق الذين هم فيه.
ويشير فريق من علماء النفس والاجتماع إلى أن معظم المراوغين يعانون من رهاب الالتزام ومن حساسية تجاه المسؤولية والمحاسمة ويستخدمون الذكاء والدهاء من أجل الوصول إلى هدفهم الأسمى وهو إن يتملصوا حتى من أكثر الضمانات التزاماً والشيء الغريب فعلا أن معظمهم مضيعي الوقت والإمساك بهم صعب للغاية ويقول البعض عنهم أنهم (كالزئبق) يصعب الإمساك بهم.
أكثرهم لا يستطيعون أن يقولوا ما يريدون بوضوح أو بسلاسة ولا يدخلون في أي موضوع مباشرة بل يلتفون حول ما يريدون بغرض الاستكشاف كي يقرروا متى ينسحبوا ومتى يهربون. 
وتشير الأبحاث والدراسات التي قام بها معهد الدراسات الإنسانية بنيويورك عام 2012 إلى أن هؤلاء المراوغون يفتقرون غالباً إلى القدرات التنظيمية ويتهرب معظمهم من المسئولية أياً كانت كما يفتقر معظمهم إلى القابلية على اكتساب المهارات كما يلجأ أغلبهم إلى تفويض الآخرين لحل مشاكلهم أو للتصدي للمشاكل التي تواجههم في أغلب الأحوال يكون تفويض الآخرين له هدف أو أهداف منها أن يحلوا محلهم لأنهم لا يعملون ما عليهم أن يعملوه ويأملون أن يقوم هؤلاء بالعمل بدلاً منهم إذا ما اتفقوا على شيء ما.
ويمكن القول يا صديقي أن المراوغ لا يكون حتماً ماكر أو مخادع بل قد يكون المراوغ هو مجرد صاحب أسلوب لا أكثر ولا أقل ولكن على العكس الماكر أو المخادع لابد وحتماً أن يكون مراوغاً وتعتبر المراوغة إحدى آلياته.
والمراوغ السلمي يعتبر التجنب أو التفادي مجرد طريقة بالنسبة له تهدف إلى مواجهة المشاكل والمصاعب التي تواجههم.
ويمكن القول يا صديقي أن معم المراوغين فاشلين في وضع الميزانيات وفي المهام التنظيمية كما أن بعضهم لديه مشاكل في التواصل مع الآخرين أو في تكوين صداقات أو علاقات وثيقة.
ويمكن إيجاز أشهر السمات الشخصية للمراوغين في النقاط التالية:
أشهر السمات الشخصية للمراوغين:
1. أغلبهم يتغيبون في المحن وعندما تتأزم الأمور يفرون هاربين أو يتواجدون وكأنهم غير موجودين.
2. معظمهم مخادعون إذا ما واجهتهم بمشكلة أو موقف مطلوب منهم فيه وضع النقاط على الحروف.
3. أغلبهم أفعالهم لا تتطابق دوماً مع أقوالهم.
4. معظمهم يعانون من حساسية مرضية تجاه المسؤولية.
5. أغلبهم لا يصدق في وعوده ولا يفون بوعودهم.
6. معظمهم يخيبون أمالنا باستمرار.
7. أغلبهم يرفض الاجتماعات أو اللقاءات التي يتم فيها مناقشة مسائل هامة يتم اتخاذ قرارات بشأنها.
8. معظمهم يبدون متقلبين كالحرباء ويتلونون حسب الظروف بما فيه صالحهم الشخصي ولا يثبتون على رأي أو فكر في أغلب الأحوال.
9. أغلبهم يجيدون فن استعارة الأشياء من الآخرين وغالباً ما يفشلون في إعادتها بشكل محترم.
10. معظمهم يخفون الخشية من ألا يكونوا على قدر المسؤولية والخشية من النجاح والحقيقة والتي لا ريب فيها يا صديقي والتي أقرها فريق من علماء الاجتماع تقول أن معظم المراوغين لا يكبحون رغباتهم وأمانيهم فحسب بل قد تجد فريق منهم يتمتع بالطيش والتهور وأغلبهم مواربون وغير مباشرين.
وهناك مجموعة أخرى المراوغين هي مجموعة الخائفين حيث تفضل هذه الفئة أن تقودك في جولة من الكلام المرح بدلاً من أن تواجهك مباشرة وقد يجد هؤلاء غالباً صعوبة في قول كلمة (لا) للآخرين بل أن أغلبهم يعانون من مرض السعي لإرضاء الآخرين وهذه الفئة غالباً نجد أن معظم أفرادها يتجنبون النزاعات والخلافات والشجارات.
لماذا يتصرف المراوغ هكذا؟
على الرغم من بساطة السؤال الذي يقول لماذا يتصرف المراوغ هكذا إلا أن الإجابة ليست بالسهولة والبساطة على الإطلاق وذلك نظراً لاختلاف نوعيات هؤلاء المراوغين ولكن هناك اتفاق على أن هناك هدف يشترك فيه المراوغين على اختلاف أنواعهم وشخصياتهم وهو (ألا يخضع للمحاسبة) وأغلبهم يعتبر أن المراوغة هي طريقة غير واعية لتجنب الفشل ومن ثم يلجأ هؤلاء إلى المراوغة كوسيلة لديهم لتجنب المشكلة أو المسئولة وهناك فئة أخرى من المراوغين يعانون من مشكلة في التركيز أو الانتباه مما يعاني إنهم لا يستوعبون المعلومات الهامة كما ينبغي وبالتالي يسيئون فهم المهام الموكلة إليهم أو العمل أو الفرص التي قد تتاح لهم.
أشهر استراتيجيات المراوغين:
وهناك استراتيجيات يلجأ إليها معظم المراوغين كأسلوب لتغطية أهدافهم أو الوصول لتحقيق ما يريدون من الناحية النفسية وهذه الاستراتيجيات قد تنقلب إلى حقائق وعندها تكون الكارثة.
ويمكن إيجاز هذه الاستراتيجيات في النقاط التالية:-
     استخدام التمويه وإخفاء الحقائق.
     استخدام المراوغة والتهرب.
     ادعاء النسيان.
     ادعاء وجود أمراض غامضة وفجائية.
وقد يلجأ المراوغ إلى أسلوب إستراتيجية أو أكثر من الاستراتيجيات السابقة كي يكون مستريح نفسياً.
ماذا تفعل عندما تتعامل مع المراوغ في مجال العمل؟
إنه سؤال يدور في أذهان الكثيرين.. ما الذي يمكن فعله عندما نتعامل مع شخصية مراوغة في مجال العمل؟
على الرغم من صعوبة الإجابة نظراً لاختلاف شخصيات المراوغين ولكن هناك وسائل تصلح مع أغلب المراوغين عند التعامل معهم ويمكن إيجاز ذلك في النقاط التالية:
     إذا كنت تعمل مع مراوغين فحاول ألا تشاركهم في المسئولية عن أي شيء ولا يخدعك كون أن أغلب المراوغين لطفاء ساحرين، يشيعون الطمأنينة لديك، ولكن في الوقت المناسب لديهم ستجدهم عديمو النفع تماماً وسيهربون هروباً تاماً من تحمل المسئولية.
     لا تعتمد على أي منهم في إنجاز أي عمل حيوي حيث يلعب بعض المراوغين دور العاجز عن التعلم أو الإنجاز.
     إذا كنت تتولى إدارة هؤلاء أو تترأسهم فعلا فأعلم إنك لا تستطيع أن تعول عليهم أبداً ولا تتعجب يا صديقي القارئ إذا علمت أن هؤلاء أغلبهم يمكن أن يعدوك بوضوح العالم بين يديك ولكنهم في الواقع لا يستطيعون القيام بأي عمل حيوي وعاجزون تماماً عن الإيفاء بوعودهم.
     ثق يا صديقي أن أغلب هؤلاء المراوغين لا تشبه أقوالهم أبداً أفعالهم ولا يفون بأي وعد يقطعونه فيما يتعلق بإنجاز الأعمال.
    في مجال العمل يكذب بعض هؤلاء بشكل مفضوح فإذا سألتهم عما آلت إليه المهمة الموكلة إليهم فسيؤكدون لك إنهم كادوا ينهونها ولكن عندما يحين الموعد النهائي لتسليم العمل ستجدهم يراوغون ويتملصون وعندما يفوتون والموعد النهائي لتسليم العمل غالباً ما سيدعون إنهم يبذلون قصارى جهدهم أو إنهم لم ينهوا المهمة الموكلة إليهم أو أن الشرح لم يكن وافياً وواضحاً ... وهكذا تتدفق الأعذار والأسباب.
     قد تكون المشكلة فعلاً في المدير المراوغ الذي يقول لك (إليك العمل الذي أريدك أن تنجزه، ولا أعلم تماماً ما ينبغي القيام به، مثل هذا المدير المراوغ احرص على أن يتابع خطواتك خطوة خطوة قبل أن تخطو الخطوة التالية اعرض عليه خطوتك).
     إذا كنت تواجه مشكلة مع مدير مراوغ فلا تتوقع أن يمدحك أو يساعدك على إنجاز أعمالك فإذا ما طلب منك المدير المراوغ أن تحل خلافاً بين زميلين لك في العمل، فادعى أنك غير مؤهل للقيام بذلك وسبب هذه النصيحة هو أنك إذا اتخذت قرارات لا تنل استحسان الجميع لحل الخلاف فاعلم إنه لن يدعمك، ولن يساندك فاحذر كل مراوغ.
 معظم أرباب العمل المراوغين لا ينجحون في إدارة أعمالهم بكفاءة أو نجاح فعند ظهور أولى بوادر الصدام أو النزاع داخل العمل لا يحاولون رأب الصدع بل قد يكونوا هم سبب الصدام أو النزاع على طريقة (فرق تسد) ويتصرف بعض هؤلاء بنداله فلا يترددون في التضحية بالآخرين في سبيل مصلحتهم الشخصية لذا لابد من الانتباه جيداً عند التعامل مع المراوغين في مجال العمل.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا