الجن
الجن لغة من (ج ن ن) وهو مصدر بمعنى التواري والاختفاء ومنه (الجنين) لأنه يختفي في بطن أمه وسميت (الجنة) بهذا لاختفائها بسبب تشابك أغصانها فلا يرى من خارجها داخلها، ويقال عن من فقد عقله (مجنون) لأن عقله قد غاب واستتر.
الخلاصة أن الجن هو كل ما اختفى عن الأعين، ولكن العرب خطت هذا اللفظ لنوع من الكائنات اعتقدت أنها تعيش في الصحاري والقفار والخرائب وأنها تقدر على النفع والضر حتى أن بعضهم عبدها واتخذها آلهة.
والجن عند العرب هو اسم يندرج تحته الكثير والكثير من الأجناس والعشائر والقبائل فمنهم مثلاً (العمار - الغيلان - السعالي - الشياطين - المردة - العفاريت .. إلخ).
وقد كانت لهم الكثير من الحكايات والطرائف مع الجن حفظتها لنا كتب التواريخ والأدب وسوف نستعرض فيما يلي بعض هذه الحكايات.
كانت العرب المستعربة تتناقل حكايات الجن التي توارثوها عن العرب العارية الذين بدورهم تأثروا فيها بما وصل إليهم من ثقافات الفرس والهند والأجناس الآرية ولهذا نجد الأخوان جريم مثلاً يؤكدان أن (حكايات الجان على رقعة العالم أجمع إنتاج آري كامل).
فكانت العرب العارية تعتقد أن تزاوجاً حدث بين الجن والبشر نتج عنه بشراً تعود أنسابهم إلى الجن وكانوا يعتقدون أن قبائل العرب البائدة كلها ترجع بنسبها إلى الجن مثل (جرهم وجديس وثمود والعماليق) ورغم أنهم بادوا واندثروا إلا أن مساكنهم مسكونة بالجان وحرموا الاقتراب منها كما هو الحال في الحجر والأحقاف ووادي برهوت ووادي صيهد ويبرين ووادي عبقر ... إلخ. ومن هنا جاءت فكرة اعتبار القبور والأماكن المهجورة والأماكن الخربة بشكل عام مواطن للجن والعفاريت.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا