آخر لحظات قبل الموت
عام 2007م
ولاية تكساس
اليوم يعيش العالم عصر الكاميرا.. تحمي منزلك، متجرك، والحي الذي تعيش به، لكن للأسف لا تحمي نفسك.
مأساة اليوم جعلت من الكاميرا الدليل، لكنها أصبحت مصدر شؤم
فقدمت دليلًا الموت؟
المأساة
بعد عودة ميلاني 19 سنة من عملها كعارضة لإحدى الشركات، كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحًا عندما اتصلت بصديقها الوي، فطلب منها أن تشتري له بعض الطعام.
كانت ميلاني ممثلة المسرح المدرسي والجامعي وتدرس بقسم الاتصالات بجامعة تكساس.
وفي يوم الثلاثاء من عام 2007، وبعد أن تناولت العشاء مع زميلاتها، ذهبت إلى ذلك المتجر لشراء الطعام لصديقها.
توقفت ميلاني عند المتجر الذي يقع في منطقة مظلمة بعض الشيء.
فسجلتها كاميرا المتجر وهي تبحث بين الرفوف وتتحدث لصديقها عبر الهاتف تعلمه أنها قادمة.
لكنها لم تعد أبدًا.
فبعد ساعات تم اكتشاف الكارثة.
ففي صباح اليوم التالي تلقى رجال الشرطة اتصالًا بالعثور على جثة محترقة في أحد المواقف.
كانت جثة لامرأة كما بدا من شعرها وهيئتها وما حصل لها مروع، فقد كانت في حالة سيئة جدًا، وكان صعبًا التعرف على هويتها.
يقول الشرطي: ظننا أننا أمام قاتل خطر، فربما كانت الجثة تخص عاهرة أو شخصًا يحمل سجلًا إجراميًا.
وبعد البحث والتقصي تبين أن المكتب المقابل للمواقف يملك كاميرا مراقبة، لقد سجلت كل ما حدث لتلك الضحية البريئة.
ففي ساعات الصباح الأولى توقفت سيارة بدت حمراء، ونزل رجل يرتدي بنطالًا وقميصًا أبيضين، ورمى الجثة ثم ذهب للسيارة لأخذ الوقود ثم أشعل النار، ورحل.
في الوقت نفسه استيقظ الوي مرتعبًا، فميلاني لم تعد، اتصل بها مرات عدة لكن لا تجيب لكنه لم يبلغ عن اختفائها، فقد تعود في أي وقت وتفسر سبب تأخيرها.
الآن الشرطة لا تعرف هوية الجثة المحترقة ولا تملك بلاغ اختفاء قريب.
أخذ رجال الشرطة يكثفون تحرياتهم، فعثر شرطي على سيارة متوقفة بأحد المواقف قرب محطة الوقود، كانت حمراء وبداخلها قنينة وقود، وبحث في سجلات الشرطة عن هوية صاحب السيارة، فظهر اسم رجل وله عنوانان.
فذهب لمنزل الرجل الذي بدا مشتبهًا به، فقد يكون هو من ظهر بالفيديو، لكن الشرطي كان مخطئًا تمامًا إذ طرق الشرطي الباب، ففتح الباب امرأة، وبعدي استفسارات بسيطة.
سألها: من يملك سيارة حمراء؟
فقالت: ابنتي.
يقول الشرطي: تعلمت أننا لا نبحث عن مشتبه إنما ضحية، يا لها من زيارة صعبة، كيف سنخبرهم.
لقد كانت مأساة كبيرة للأسرة.
اتجهت الشرطة للمتجر، آخر مكان الضحية.
وهناك، اكتشفوا أن كاميرا المتجر سجلت كل شي.
سجلت آخر لحظات للفتاة الضحية!
ففي ساعات الصباح الأولى دخل رجل المتجر وطلب هاتفًا للاتصال بصديقته. ثم أغلق الهاتف، بدا يائسًا، لم يشتر شيئًا، فلم يملك حتى المال لشراء علبة مشروب غازي، وطلب أن ينام بالمتجر، رفض صاحب المتجر وطلب منه أن يرحل. وبالفعل خرج.
بعد لحظات دخلت ميلاني المتجر كما بدا بالكاميرا وأخذت تتبضع، فدخل الرجل وأخذ يلاحقها سألها كما ظهر بالصوت: هل يمكنك أن تقليني؟ فسيارتي لا تعمل، والمكان قريب فاعتذرت منه ميلاني.
ثم خرج الرجل.
بعدها خرجت ميلاني وتبعها الرجل كما بدا في الكاميرا.
وللأسف لا كاميرا بالخارج، وبقي ما حدث غامضًا.
تفحصت الشرطة سجل هاتف المتجر فتوصلوا للمشتبه به وهو ارنيستو ريز، جاء من المكسيك وله مشاكل عدة، فقد طرد من منزل الأسرة ومنزل أصدقائه.
يقول الشرطي:
رأينا بالكاميرا أشياء لم نتخيلها
كان يلاحقها بالمتجر وسجلته كاميرا محطة الوقود يرمي قميصه لسبب ما، والساعة 7 صباحًا يشتري الوقود، ثم كاميرا المواقف يرمي جثة ميلاني ويحرقها.
كان قاتلًا بلا شعور.
صورة
الضحية ميلاني والمتهم ارنيستو
تم القبض على ارنيستو فأنكر أي علاقة له بمقتلها.
وتم اعتقال صديقه دانفين وهو من تجار المخدرات ومتعاطيها الذي قال إن ارنيستو ظهر عنده في الساعة 3 صباحًا وأراه جثة ميلاني في المقاعد الخلفية وكانت ملابسها الداخلية قد حسرت.
يقول دانفين:
خفت أن أتورط فأعطيته مالًا وذهبت للنوم
أتمنى أن يعود الزمن لأساعدها
أما القاتل فيقول:
أنا بريء، لقد طلبت منها توصيلة، لا أنكر أني لاحقتها بالمتجر، وبالخارج طلبت ميلاني مني المخدرات فوافقت وذهبنا لمنزل صديقي دانفين نتعاطى المخدرات بالسيارة، ثم طلبت ميلاني مني أن تمارس معي الجنس.
بعد ذلك يبدو أن صديقي ضربها أو حدثت مشاجرة، لا أتذكر، كنت بلا وعي.
بعدها قالت ميلاني إنها ستذهب، لكن صديقي صوب سلاحه باتجاهها.
دانفين أجبرني على حرقها، كنت خائفًا منه، فقد كان بالسيارة يراقب.
لكنه كان كاذبًا، فالكاميرا صورته هو من يلاحقها داخل المتجر وخارجه، بل بدل قميصه الملطخ بدماء ميلاني واشترى الوقود وحرقها.
تبين من فحص الطب الشرعي أن ميلاني خنقت وضربت مرات عدة كذلك تعرضها لاعتداء جنسي وتحليل الــDNA الخاص بالقاتل ارنيستو كما لم يتم اكتشاف مخدرات بجسمها، أما الصدمة فقد عثر بكاميرا ميلاني التي تحتفظ بها بسيارتها التي احتوت صورًا عدة لها على صورة القاتل، يبدو أنه أخذ يعبث بأغراضها بعد أن حرقها والتقط صورة له.
فالأدلة لا تكذب.
أما والدتها فتقول: ابنتي لا تأخذ الغرباء، تقفل سيارتها دومًا، لقد ربيتها جيدًا.
يظن المجرم أنه بإحراقه جثتها سيتخلص من الأدلة، ونسي أن الــDNA لا يزال موجودًا.
أما المحامي فلم يكتف بذلك إنما أراد تشويه صورتها فوصفها بأنها تنام مع الغرباء!
حكم على المتهم بالسجن المؤبد وصديقه بالسجن 8 سنوات لمساعدته.
أما اللحظات المؤلمة فهي لحظة عناق والدة ميلاني بوالدة ارنيستو، التي كانت تبكي بانهيار.
تقول الأم: أحسست بألمها، فكما فقدت ابنتي هي فقدت ابنها أيضًا.
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا