أسرار الشخصية المتحجرة الديناميتية
هل الإنسان المتحجر الديناميتي القابل للانفجار نشأ هكذا وهو منذ نعومة أظافره هكذا؟
لا أعتقد ذلك ولكن بالتأكيد هناك خبرات وتجارب وبيئة ساعدت على ذلك السلوك.
ويؤكد فريق من خبراء علم النفس وعلم الاجتماع إنه عندما تتمزق جهود شخص يسعى لنيل الإعجاب بسبب عدم المبالاة بشخص ما قد يتحول هذا الشخص إلى ديناميت قابل للانفجار وعندما لا تلبي رغباته وتجادله وتضغط عليه لا مفر من أن يصبح صاحب سلوك غير سوى ويصبح جذب الانتباه حاجة ملحة بالنسبة له لذا يخرج عن صمته وكتمانه لينفجر مدوياً.
وثق يا صديقي القارئ أن الانفجار هو آخر الاستراتيجيات الدفاعية ضد مشاعر الإهمال التي قد يعاني منها هؤلاء البشر من أصحاب وصاحبات الشخصية المتحجرة الديناميتية، وإذا تراكمت مشاعر الإهمال أو سوء التفاهم عبر السنين يصبح هذا الشخص هكذا متحجراً، كتوم، قليل الكلام، ديناميت قابل للانفجار، ويحتجز البعض شعورهم هذا لمدة سنوات قبل أن يصلوا لمرحلة الانفجار أما بالنسبة للآخرين من أصحاب وصاحبات هذه الشخصية فقد يصبح الانفجار حدثاً يومياً.
والغريب فعلاً يا صديقي أن بعض هؤلاء ينفجر في الغرباء فقط بينما غيرهم ينفجر مع المقربين فقط ولكن إجمالاً هؤلاء عند الضغط عليهم نفسياً ينفجرون إما عاجلاً وإما آجلاً وإجمالاً يستطيع أي إنسان مستفز وأن يسحب صمام الأمام فيصبح أصحاب وصاحبات هذه الشخصية على أهبة الانفجار.
وقد يكون الانفجار نغمة صوت أو نظرة غضب في وجه شخص آخر أو ربما كانت كلمات تقابل أو لا تقال أو جانباً من الموقف نفسه لذا يجب عليك يا صديقي أن تضبط نفسك وتكون صاحب ثبات انفعالي عالي وأنت تتعامل معهم وهذه الشخصية إذا ما انتظرت طويلاً للتعامل معها، وعند ذلك فإن أي شيء تقوله أو تفعله سيزيد الموقف تعقيداً، ذلك لأنه بعد دقائق من حدوث الانفجار فإنه يتحول إلى مسلسل من ردود الفعل.
وإذا حدث أن فقدت السيطرة على نفسك أمام شهود فإننا على ثقة بأن الإذلال سوف ينسف رأسك ولن تستطيع التوقف عندئذ.. إن الأشخاص المتحجرين (مجازاً) ويكرهون أنفهم بسبب سلوكهم في أثناء تصرفهم بذلك السلوك وبعد التصرف وعندما يخشون التصرف على النحو مرة ثانية، وإن هذه الدورة التي لا تنتهي من كراهية النفس هي جهاز التوقيت الذي يولد الانفجار، وعندما تنفجر تلك الشخصية نترك منظر الانفجار وفور ما يعرفون ما عملوه يبدؤون في الأمل في أن تندمل الجراح مع مرور الزمن، والأمل في أن ينسى الشهود ما حدث أو لسوء الحظ فإن أحداً لا ينسى ما حدث، ولهذا عندما ينجلي الدخان ويستقر الغبار تبدأ الدورة بالتحول إلى كتلة حرجة مرة ثانية.
ومن الواضح إن الدورة المتطايرة تستطيع أن تحتفظ ببقائها إلى أن ينتهي منبه القلب نهائياً، وهذه هي إحدى الحالات التي يغدو درهم الوقاية فيها خيراً من قنطار علاج، ويجب أن لا تذهب إلى هذا البعد.. ويجب عليك أن تدفعه بمجرد سماعك صوت الرعد الآتي من بعيد.
وهكذا ولابد وأن تكون على حذر شديد وأنت تتفاعل مع الشخصيات المتحجرة سواء كانت النوع الكتوم أو قليل الكلام فهذه النوعية عند الضغط عليها لا تلبث أن تنفجر تماماً كالديناميت.
***
أفضل الاستراتيجيات
للتعامل مع الشخصية الديناميتية
هناك استراتيجيات للتعامل مع الشخصية الديناميتية نوجزها فيما يلي:-
- أولاً: خير لك أن تصحح موقفك مع هؤلاء الذين يمكن أن ينفجروا في وجهك:
إن أكثر ردود الفعل ألفه لدى الناس القابلين للانفجار هما:
1. فجر الديناميت لمجرد التفجير.
2. انسحب بهدوء وتجنب الديناميت من مكان بعيد.
ويعتمد كل من ردود الفعل لهذين على الاشمئزاز في بعض الأحيان وعلى الخوف في أحيان أخرى، وتشبه كراهيتك للناس الذين يكرهون أنفسهم عملية صب قليل من الغاز على النار المشتعلة في وقت تدعو فيه الحاجة إلى الأفكار الباردة والعمل بطلاء من الكريم تماماً في وسط الانفجار فاحذر من الكتوم الصامت وقليل الكلام.
ثانياً: وليكن هدفك السيطرة على الموقف دون إثارة ولابد أن تضبط انفعالاتك:
إن هدفك هو السيطرة على الموقف عندما تبدأ تلك الشخصية بفقدان تلك السيطرة وعلى الرغم من انه من المستحيل أن تمنع القنبلة من الانفجار عندما يسحب صمام أمانها إلا أن القنابل تستطيع أن تمنع نفسها من الانفجار لو أتيحت لها الظروف المناسبة، وبمقدورك أن تهيئ لها تلك الظروف.
ثالثاً: أجذب انتباههم بطريقة تجعلهم غير قابلين للانفجار:
إنك لكي تجذب انتباه شخص ما عندما يفقد السيطرة على نفسه، عليك أن تناديه باسمه، وأن ترفع صوتك عالياً بحيث يمكن سماعه وسط الانفجار، ولوح بيدك إلى الأمام والخلف، وإذا كنت لا تعرف اسمه، نادي باسم محبب له، مثل يا سيدي أو يا سيدتي، وارفع درجة صوتك عالياً وليكن مسموعاً فوق صوته، وتأكد من ودية نغمة صوتك ولغتك، وعند مناداتهم لوح بساعديك إلى الأمام والخف لكي تجذب انتباههم.
رابعاً: صوب إلى القلب كي تتجنب انفجارهم:
بين اهتمامك بهذا الشخص بقول ما يود سماعه، وبإمكانك معرفة سبب الانفجار عند الاستماع لذلك الشخص عن كثب بعد ذلك انهج منهجاً عكسياً مع التأكيد على اهتمامك، ولاحظ بأن العبارات الأولى المسببة للإحباط عادة ما تكون ذات علاقة بالظروف الحالية، ثم تنحرف بعد ذلك للدخول في عموميات هائلة أو الانتشار على مناطق لا صلة لها بالظروف الحالية.
الخلاصة
عندما يتحول احد ما إلى ديناميت
وليكن هدفك: السيطرة على الموقف
وذلك من خلال:
1. اجذب انتباهه.
2. صوب إلى القلب.
3. خفض حدة التوتر.
4. استثمر وقتك للسلوك الحسن معه.
5. امنع انفجار الديناميت.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا