اقبض عليّ إن استطعت
ولاية كنساس
عام 1989م
في تلك البلدة البسيطة الآمنة في كنساس، اختفت فتاتان من شقتهما في ظروف غامضة.
تلك الحادثة المروعة جعلت البلدية تعيش في خوفي وقلق، فهل لا سيتم القبض على الفاعل قبل حدوث كارثة أخرى؟
ففي صباح يوم الاثنين ذهب الأب ديف لعمله في إحدى الشركات التي كان يترأسها وأخبره أحد الموظفين أن ابنته كريستين (22 عامًا) اتصلت لتخبرهم أنها لن تأتي للعمل لأنها مريضة.
يقول الأب؛ لم أقلق حقيقة في ذلك الوقت لكن حين حل المساء ولم تأت لزيارتنا كما وعدت والدتها أخذت بالقلق، فذهبت لمنزلها لتفقدها لكن لم تجبني لا هي ولا زميلتها بالسكن، خاصة أن سيارتها في المواقف، فأخذت بالقلق حقيقة.
مرت الساعات ولا خبر عنها، كانت ليلة مضطربة لم نذق طعم النوم أنا ووالدتها، وفي الصباح قررت أن أتفقدها، وحين وصلت أيضا لم يجبني أحد ففتحت الباب عن طريق إحدى البطاقات وناديتها لكن لم تجبني، فلفت نظري شيء مخيف أقلقني، فقد وجدت نظارتها وعدساتها الطبية، فابنتي ضعيفة النظر ومستحيل أن تخرج بدونهما، وعلمت أن شيئًا مروعًا قد حدث فتركت الشقة واتصلت بالشرطة.
لكن الأب صدم حين علم أن هناك بلاغ اختفاء قد سجل بالشرطة وأن الشرطة قادمة للشقة، فقد علم أن (تريسا براون البالغة من العمر 22 عامًا) زميلة كريستين بالسكن أيضًا قد أبلغ عن تغيبها من قبل شقيقها (جيم)، فقد تلقي جيم مكالمة من مركز عمل تريسا أن كريستين قد اتصلت وأبلغتهم أن تريسا لن تأتي للعمل، فذهب جيم لشقتها لكن لم يجبه أحد.
فأرسل لها رسائل صوتية على جهاز الرد الآلي في المنزل واتصل بصديقها الذي أبلغه أنها ذهبت لشقتها لتتجهز للذهاب للعمل لكنها لم تكن مريضة كما قات كريستين.
فعلم أن شيئًا مخيفًا قد حدث!
فاتصل بالشرطة للإبلاغ، وكان هذا قبل أن يبلغ والد كريستين.
يوم كامل لاختفاء الفتاتين ولا خبر عنهما، بحثت الشرطة في شقتهما فلم تجد آثار عنف وتأكدت أن كريستين تعرضت لهجوم أثناء نومها، فشيء غريب أن تخرج بمحض إرادتها من غير نظارتها أو عدساتها، أما تريسا فبدا أنها تعرضت للهجوم بعد عودتها من صديقها.
يبدو أنهما تعرضتا لعملية اختطاف.
يقول والد كريستين: عملت ابنتي معي في الشركة لمدة سنة وقبل أسبوع فقط أخبرتها أنني فخور بها، وكم كانت سعيدة.
أما تريسا فقد عملت في مركز أسنان، وكانت عائلتها فخورة بها كما كانت تطمح للزواج وتكوين عائلة.
تفقدت الشرطة الجيران فلم يسمع أحد شيئًا، فبحثوا في المواقف والفنادق والمنتزهات المجاورة فوجدوا سيارة كريستين هناك، فعلموا أن الفتاتين قد وقع لهما شيء مروع، أما الشيء الأكثر قلقًا، فقد علمت الشرطة أن حسابات الفتاتين البنكية قد تم سحب مبالغ منها فتفحصوا كاميرات البنك وكانت الصدمة، فقد ظهرت كريستين هي من تقوم بالسحب وبدت خائفة مصابة عند حاجبها وترتدي نظارة.
يقول الأب وهو يبكي: أعلم أنها في ذلك الوقت تقول أين أبي، لم لا يساعدني؟
أما المحقق فيقول: علمت حينها وفور رؤيتي لكريستين أنها ميتة الآن!
قبل أسبوع من المأساة:
اختفت أيضًا فتاة تدعى جوان 24 عامًا أثناء عودتها من الحفل فقد وجدوا ملابس الحفل آنذاك بشقتها لكن جوان اختفت ولا آثار عنف بالشقة، فأخذ زملاؤها بالقلق حين لم تحضر للعمل وانقطعت اتصالاتها بأهلها، فعلموا أن شيئًا مروعًا قد حدث لها وسيارتها قد اختفت فأبلغ والدها عن اختفائها، لكن الشرطة قالت إنها راشدة فيمكن أن تكون رحلت بمحض إرادتها، لكن الأب القلق اتجه لوسائل الإعلام وحرك قضية اختفاء ابنته ومواصفات سيارتها وصورتها.
وقبل يوم من اختفاء كريستين وتيريسا، تم العثور على سيارة جوان في أحد المواقف، فحضر أحد رجال الشرطة وأخذ بالمراقبة، وبالفعل حضر رجل للسيارة وأسرع الشرطي له وطلب منه هويته فقال الرجل إنها بالمنزل، وذهب معه الشرطي للمنزل لكن فجأة حصل أمر أقلق الشرطي، ففور أن دخل الرجل للشقة أغلق الباب بوجه الشرطي وهرب من النافذة الخلفية فأسرع الشرطي للاتصال لطلب الدعم وكسر الباب لكن الرجل كان قد اختفى.
أسرعت الشرطة للبحث في السيارة لتجد هوية ذلك الشخص الذي يدعى ريتشارد غروسم فصدمت الشرطة، كان غروسم له سجل خطر، فقد تم اعتقاله سابقًا لجريمة قتل بالإضافة لصعوبة اعتقاله لكثرة تنكره فيظهر مرة كإسباني ومرة أفريقي، ومرة أمريكي.
فكثفت الشرطة تحرياتها للقبض عليه، وكانت شقة جوان قريبة من شقة الفتاتين، وبدا أن القضيتين مرتبطتان، فغروسم عمل في تلك البنايتين، ووصفه صاحب البناية بأنه لطيف ولديه أسلوب ساحر.
بحثت الشرطة عن شريك غروسم بالعمل الذي أخبر الشرطة أن غروسم أخذ بتوضيب أغراضه للسفر وأنه أنزله عند أحد الفنادق.
قلقت الشرطة حين علمت أن الفندق قريب من بناية الفتاتين، فكثفت تحرياتها لإيجاد الفتيات الثلاثة، واتصل أحد الرجال الذي قال إنه شاهد غروسم يتجول ليلًا بجانب بناية واشتبه به، إذ كان غروسم يعمل صباغًا وفور أن رآه هرب.
فور وصول الشرطة بحثت في سيارة غروسم ووجدت بطاقات وهويات الضحايا الثلاث بالإضافة لمفاتيح البناية الذي يتيح له الدخول لأي شقة بكل حرية، فعلمت أن الوقت يداهمهم ويجب الإسراع للقبض عليه ومناشدة العامة.
حتى جاء الاتصال الذي ينتظرونه، فقد اتصلت صديقته وقالت إنه ينتظرها بولاية تكساس، أسرعت الشرطة هناك وراقبت حتى حضر فتم القبض عليه واعتقاله.
ووجدوا في السيارة المسروقة التي كان يقودها آثار الجريمة مبالغ مالية كبيرة، قفازات، مطرقة، سكين، مسدس، لاصق، حبل.
أنكر غروسم أي علاقة له بالفتيات وتم الضغط عليه، وبعد فترة قال وبكل وقاحة:
سأخبركم بما تريدون لكن ما المقابل؟
كان يريد تخفيف حكم أو ما شابه.
فأخبره الشرطي أن ذلك مستحيل والأدلة كلها ضده فلا يحتاجون شيئًا منه.
تم اتهام غروسم بقتل الضحايا الثلاث رغم عدم العثور على جثثهن، وعلمت الشرطة أن هذا تحدٍ كبير، فيجب تحقيق العدالة لهؤلاء الفتيات اللاتي بدا أنهن قتلن، فقد اختفين فجأة بلا اتصال بالإضافة إلى الأدلة التي وجدوها بسيارة المتهم، والدماء بسيارة جوان الضحية واللاصق بسيارته يحتوي على شعر لكريستين.
أما شريك غروسم فقال إن غروسم أخبره أنه كان يراقب كريستين بشقتها صباح يوم اختفائها، وكان يدخل الشقة بالمفتاح الذي يملكه، لكن الدليل القوي فهو شهادة امرأة أنها تعرضت لهجوم ليلًا من غروسم الذي دخل شقتها وهددها بسلاح أن تأتي معه للسيارة، خافت المرأة وعلمت أنه سيقتلها إن ذهبت معه فأخذت بالصراخ بالشارع فقام المجرم بإطلاق النار عليها وهرب، وتم إنقاذ المرأة التي تعرفت على غروسم.
غروسم كان يعمل بتلك البنايات ويملك نسخة مفاتيح لكل الشقق ويهدد ضحاياه بالقوة للذهاب معه ليعتدي عليهن ويقتلهن، ويبدو هذا ما حصل مع الضحايا الثلاث.
شدت محاكمة غروسم الأنظار، وحضر أهالي الضحايا لرؤية ذلك الوحش من اختطف أبناءهم ولم يرشدهم عن مكان الجثث ولم يعترف أبدًا بما حدث، وبقي ذلك السر معه للأبد.
المتهم غروسم
صورة
تم الحكم علي غروسم بـــ 4 أحكام بالسجن مدى الحياة.
وتم نقل غروسم أكثر من مرة لسجون شديدة الحراسة حتى لا يهرب.
ولا يزال غروسم يحمل سر ما حدث للضحايا وأين دفنهم ويرفض التحدث أبدًا.
النهاية
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا