رواية اختلال 7 للكاتب سعد البدر

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-04-10


بقي هاشم في الزنزانة ملتفاً حول نفسه، لا يتحدث مع أحد، ولا يجيب أحداً، وكان كل ما يخرج من شفتيه هو "لماذا"، أما عن أسئلة المحققين، فكان يردد الحوارات التي دارت بينه وبين الجلندي، ثم يقول: لقد قتلني، مثلما قتل أبي!
أما حسام، فكان يرقد في المستشفى يتلقى العلاج، لم يمانع الدكتور المشرف على حالته من استجوابه والتحقيق معه من قبل المحققين جعفر وحزام، كان جالساً بالكرسي القريب من السرير، ويبدو بصحة جيدة، وقف عندما دخل عليه الرجلين ورحب بهما، وكانت أول جملة نطق بها:
- كيف لمجنون مثل هذا بأن يعمل معكم؟!
التفت جعفر لحزام وكأنه يطلب منه أن يجاوب عليه لكن بدا له بأن لم يستوعب لذا رد بحرج واضح:
- المهم أننا كشفنا حقيقة ما يريد فعله.. لا يهم الآن النظر إلى الماضي.. يجب علينا أن نعرف منك ما حدث.
روي حسام ما حدث كان يصمت قليلاً عندما يصل إلى ذكر صاعقات الكهرباء وكأنه يعيشها مجدداً إلى أن وصل لسماع أصوات الشرطة في الخارج، وهنا أحس بالأمان.
كان السؤال الأول الموجه له من حزام.
- لماذا طلب منك إعادة الاعتراف مرتين؟
يهز حسام رأسه بحيرة ويجيب:
- لا أعلم.. وعلى ما يبدو بأنه يعيش في ضياع ويعاني من مشكلة نفسية.. يوجه جعفر سؤالاً آخر له:
- هل كان على تواصل مع أشخاص آخرين؟
يصمت حسام طويلاً.. كأنه يحاول أن يخفي شيئاً.. قبل أن يجيب:
- لا ..لا أعتقد ذلك.. كان يتحدث مع نفسه.. ويقول أموراً غير مفهومة.
خرج جعفر وحزام من المكان ويرأسهما عشرات الأسئلة، ينزلان من السلم قبل أن يتوقف أبو سالم ويمسك يد حزام ويقول:
- يا رجل.. إن كان يعاني من أي مشاكل اجتماعية أو نفسية.. فزوجته وحدها تعرف.. فهي من أبلغتنا بأنها تشعر بأن زوجها سيتورط بمشكلة.
يوافقه حزام ويقول:
— صحيح، أري بأن لدي ضحى جميع الأجوبة.. وربما نغلق الملف بعدها.. سنبلغ أبو سالم فهو من سيتولى مهمة هذا الأمر الآن.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا