بعد عشر دقائق، كان (آدم) ملقى على الأرض يبكي، وهو منكس الرأس، و(بتول) تقف تداري عينيها، وهي تبكي بحرقة.
لم يلحظ أحد أن (حسن) قد وقف منذ بداية الأحداث، والجميع ينظر إلى (آدم)، لم يلحظه أحد وهو يدور حولهم، ويقف في أحد أركان الغرفة، ليس ليشاهد (آدم)، ولكن ليشاهد (بتول). أخذ يتأمل تفاصيل وجهها يصبر، خصلات شعرها الأصفر الناعم تتناثر على جبينها وعلى كتفيها، عينيها الذي يشع اللون الأخضر منهما مضيئاً وجهها الأبيض، شفاها الصغيرة، حتى حبات العرق على جبينها تعطيها جمالاً وأنوثة طاغية، في حين أن قميص النون الذي ترتديه، ويظهر كل جسدها تقريباً، كان يثيره بشدة. كانت تطلق صرخات وهي تداري وجهها مما ترى، وتبكي بحرقة، ولكنه لم ينتبه لكل هذا .. هو يريدها بأي طريقة كانت، ولن يتحمل أكثر من ذلك.
كان الرجال قد انتهوا مما يفعلونه بـ (آدم)، والذي جلس منكس الرأس، فأدار (حسن) عينيه بعيداً عنها بسرعة، كي لا يلاحظ أحد ما أنه ينظر إليها، وسار حتى وقف أمام (آدم)، وقرب وجهه منه قائلاً:
- "يمكنني أن أعبد هذا العرض أمام زوجتك ألف مرة لو أردت، وأنا رجل مثلك، ويمكنني أن أفهم شعورك في تلك اللحظة يا عزيزي."
سكت بكاء (آدم) ورفع رأسه التي كان ينكسها، وعيناه مغرقة بالدموع إلى (حسن)، ثم أخذ نفساً عميقاً بغضب، وفجأة بصق (آدم) في وجهه، وقبض على رقبته بيديه. ولكن (حسن) لكمه في أنفه بعنف، وهو يتراجع بغضب، ويمسح أثار البصاق من على وجهه. في تلك اللحظة تقريباً، دخل إلى الغرفة العميد (عمر)، ولم يتكلم، وظل يشاهد ما يحدث، فيبدو أنه على علم بما يجرى في الغرفة.
نظر (حسن) لـ (آدم) بغضب وهو يقول:
- "إذن يا ابن (...) أنت الذي ستشاهد عرضاً هذه المرة."
أشار بيديه لاثنين من الرجال قائلاً:
- "امسكوه جيداً"
جرى الاثنان ليكبلا حركته، هنا تقدم (حسن) بغضب، حتى وصل إلى (بتول)، التي حاولت الرجوع وهو يتقدم ناحيتها، حتى اصطدم جسدها بالحائط، فصرخت، فأمسك شعرها، وسحبها بعنف، فوقعت على الأرض، ولكنه ظل يسحبها، وهي تتأوه وتصرخ.
أما (آدم) فقد فهم ما يحدث، وحاول أن ينهض ولكن أيدى الرجال منعته وهو يصرخ في (حسن) كي يوقفه. ولكن (حسن) جر (بتول) إلى منتصف الغرفة، وهي تتألم وتدارى جسدها.
وضع قدمه على بطنها ليمنعها من التحرك، وهي تصرخ وتبكي، وفي تلك اللحظة نزع الحزام الجلدي الذي يحمل مسدسه من تحت أبطه، وأعطاه للرجل الثالث، ثم نزع أزرار قميصه بسرعة، وقام بفك حزام سرواله.
(آدم) يصيح بأعلى ضوته أن يتركها، ويتوسل إليه أنه سيعترف بكل ما يريد، لكن (حسن) لم يعد يشعر بما يفعله، ورفع قدمه من عليها، فحاولت الهرب، ولكنه نزل على الأرض، وكبل حركتها وهو يغتصبها بعنف. نهض (علي) من مقعده وهو يشعل سيجارة، ويقف بالقرب من (بتول)، التي حاولت أن تخمش وجه (حسن) بأظافرها، وهي تصرخ، ولكن (علي) وضع قدمه فجأة على ساعدها الأيمن، ليثبته في الأرض، ثم بقدمه الأخرى ثبت ساعدها الأيسر على الأرض، وهي تئن محاولة تحرير يدها من أقدام علي، الذي أخذ يضحك وهو يستنشق أنفاس السيجارة.
فجأة اتسعت عيناها، وزادت سرعة أنفاسها، وحاولت أن تقبض بيدها اليمنى على كتفها الأيسر وهي تتأوه بعنف، فتوقف (حسن) للحظات وهو ينظر إليها ..
- "أزمة قلبية يا ابن الكلب، إنها مصابة بالقلب .. إنها مصابة بالقلب."
ظل (آدم) يصرخ كالمجنون بتلك العبارة، ولكن (حسن) نظر له بسخرية، وأكمل اغتصابها وهي تتلوى بعنف وتصرخ، وعيناها تتسع أكثر وأكثر، وهي تنظر لسقف الغرفة، وفجأة ارتعش جسدها لحظة، ثم انتفض، وخرج من فمها صوت مكتوم، ثم خبتت حركتها تماماً.
توقف (حسن) وهو ينظر لها، وعيناها شاخصة لأعلى، وفمها مفتوح وجسدها متصلب .. (آدم) ينظر لها وهو مكبل، وقد سكت تماماً عن الحركة .. مرت لحظة صمت على الغرفة، وفجأة ملئت الغرفة بالحركة .. كان (آدم) ينظر لمن بالغرفة، وعلى عينيه ارتسمت نظرة هادئة، وهو يشاهد الجميع في حالة هياج .. (علي) ابتعد عنها وهو يجري، ويساعد (حسن) كي يقف من على جثة (بتول)، وآخر يصبح فيهم و(جلال) يقف وهو ينظر حوله غير مصدق، وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة.
جثة زوجته ملقاة على الأرض، وعورتها ظاهرة للجميع .. يجب أن يداريها، يجب أن يداريها .. قال ذلك في داخله. كان الرجان الذين يكبلانه قد تركاه، وابتعدا غير مصدقين ما يحدث، و(عمر) يحدث (حسن)، الذي ارتسمت على عينيه نظرة بلهاء وكأنه لا يدري ماذا فعل.
حاول (آدم) أن ينهض من موضعه، ولكنه فشل .. لماذا لا يستطيع أن ينهض؟ زحف على الأرض حتى وصل لجثة زوجته، وغطى عورتها، ثم خلع سرواله ووضعه على نصفها السفلي. وضع يده على جبينها، ليسمح قطرات العرق التي تكونت، ثم نزل بأصابعه ليغلق عينيها، وأخذ يرتب خصلات شعرها، التي تناثرت وهو شارد النظر، في حين أن أذنه تلتقط عبارات كثيرة.
- "ماذا فعلت أيها الغبي .. قتلتها."
- "اتركه الآن يا (جلال) فليس هذا وقته."
- "ستصبح مصيبة إذا بحثت وسائل الإعلام عن المتهم، واكتشفت اختفاء زوجته."
- "وماذا سنفعل في تلك الجثة؟"
رد (علي) قائلاً بقرف:
- "سيلقيها الرجال في أي مزبلة .. ليست هناك مشكلة."
بعد أن قال (علي) عبارته، نظر للجثة بقرف، ولكن عينيه اصطدمت بعين (آدم) الهادئة تنظر إليه، فصرخ فيه قائلاً:
- "إلى ماذا تنظر أيها الغبي؟ ألا يكفيك ما حدث؟"
ثم هم بالانقضاض عليه ليركله، لكن (جلال) أمسك به في آخر لحظة، في حين أن العميد (عمر) نادى أحد الرجال، الذين ظلوا صامتين طوال تلك الفترة، وقال له:
- "(صابر)، خد (لطفي وألقوا بتلك الجثة في أحد مقالب القمامة بسرعة، وضعاها في جوال كي لا يلاحظها أحدهم إلا بعد مدة"
ثم نادى على رجل آخر قائلاً:
- "ضعه في زنزانة 26 بسرعة، قبل أن يفيق من ذهوله هذا."
كان (آدم) يجلس كما هو، وهو يحتضن (بتول). وعندما أتى الرجلان ليسحبا منه الجثة، وعيناه معلقتان بها، وأحدهما يحملها والآخر يساعده، حتى خرجا بها من الباب.
أمسك آخر ب (آدم), ورفعه من على الأرض، ولكن (آدم) لم يقاومه بل تركه يقوده. كان الجميع يتحدثون بعصبية، و(حسن) يجلس على المقعد، يدفن رأسه داخل كفيه، وملابسه مبعثرة، وقميصه مخلوع. لا يعرف لماذا شعر بأنه يجب أن يرفع رأسه، فرفعها من بين كفيه .. لتصطدم عيناه بعين (آدم) وهو ينظر له، والرجل يقوده خارج الغرفة
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا