لمحة عن حياة الكاتب العبقري ستيفين كينغ والأفلام التي اقتبست عن رواياته
شهد عام 1947 ولادة واحد من أكثر الكتاب إبداعًا ودهاءً في تاريخ البشرية، ستيفين كينغ الذي اتخذ من الرعب المعاصر، التشويق، الخيال علمي واللاعلمي محورًا لرواياته وقصصه، ولد في بورتلاند، ماين، الولايات المتحدة. المشاكل العائلية تواجدت في حياته بشكل وفير حيث عانى ستيفين من طفولة صعبة بعد مغادرة والده دونالد ايدوين كينغ للعائلة عندما كان في الثانية من عمره تحت حجة “ذاهب لشراء علبة سجائر” مما جعل والدته نيلي روث المعيل الوحيد له ولأخيه المتبنى دافيد.
عندما كان طفلًا شهد ستيفين حادثة مؤلمة حيث قام قطار بدهس أحد أصدقائه وقتله فورًا، على الرغم من عدم امتلاكه لأي ذكرى عن الحادث قالت له عائلته “قبل أن يعلموا بموت الصبي” أنه عاد بعد أن ذهب ليلعب مع صديقه وكان في حالة صدمة لم تمكنه من الكلام، العديد من المعلقون اقترحوا أن هذه الحادثة قد ألهمت بشكل ما ستيفين نفسيًا لصنع بعض أفضل أعماله كأحد التفسيرات العديدة لعبقرية هذا الكاتب. إلهام آخر أتى في حياة ستيفين كانت مجموعة من القصص القصيرة للكاتب الراحل ه. ب. لوفيركرافت بعنوان The Lurker In The Shadows مشاهدته لغلافها الخلاب “كما ذكر ستيفين” هي اللحظة في حياته التي شهدت استجابة المغناطيس الداخلي لعصاه “تفكيره”، وأضاف في مقابلة عام 2009 في حديثه عن هذه القصص القصيرة أنه كان متأكدًا من إيجاد “الملجأ” عند قراءته لها.
أنهى كينغ المدرسة الثانوية مع إظهار اهتمام واضح في الرعب بقراءته الشرهة لقصص الكوميكس المرعبة التابعة لشركة EC وبدأ بالكتابة “من أجل التسلية فقط” في في أثناء دراسته. ابتداءً من عام 1966 شرع ستيفين بدراسته للغة الانكليزية في جامعة ماين وتخرج بعد 4 سنوات بشهادة في الأدب الانكليزي واستقبل في السنة نفسها أولى بناته “نايومي رايتشل” إلى الحياة. التزم ستيفين بالعديد من الأعمال الغريبة لدفع أقساط دراسته أحدها كان الكتابة في عمود لجريدة طلابية “The Main Campus” تحت عنوان Steve King’s Garbage Truck وقام ببيع أول قصة قصيرة محترفة من تأليفه “The Glass Floor” عام 1967.
بعد مغادرته للجامعة حصل ستيفين على شهادة للتدريس في المدرسة الثانوية ولكن لم يتمكن من إيجاد مكانًا له كمدرس على الفور، لتصبح القصص القصيرة مصدر دخل متواضع له فنشر في Men’s Magazine قصص قصيرة مثل Cavalier، العديد من هذه القصص تم إعادة نشرها في مجموعة Night Shift. في 1971 تزوج كينغ من تابيثا سبروس أحدى زملائه في جامعة ماين قبل أن يتم تعيينه “في نفس السنة” مدرسًا في أكاديمية هامبدين في ماين وتابع محاذاةً لتدريسه توزيعه للقصص القصيرة على المجلات وبدأ بتكوين الأفكار من أجل رواياته، شهدت هذه الفترة أيضًا تطوير ستيفين لمشكلة مع المشروبات الكحولية أمر مزعج لاحقه في حياته لمدة قاربت الـ 10 سنوات.
كُتب ستيفين كينغ باعت أكثر من 350 مليون نسخة بعد نشره ل 50 رواية وحوالي الـ 200 قصة قصيرة، تم قبول أول رواياته (Carrie) في عام 1973 من قبل دار النشر Doubleday، يذكر أن ستيفين قام بالتخلص من النسخة الأولية لهذه الرواية عبر رميها في القمامة بعد أن أثبطت عزيمته بسبب كتابته عن فتاة مراهقة وقواها الخارقة، زوجته استعادت نص هذه الرواية ودفعته إلى إنهائها مما جعل هذه اللحظة مغيرة بالكامل لحياة ستيفين الذي تلقى 2500 دولار فقط! كدفعة مقدمة على هذا الكتاب وحصل بعد نشره في 1974 على ما يقارب الـ 400 ألف دولار، نجاح كان كفيلًا بانطلاق المسيرة المذهلة لهذا الكاتب الرائع. انتقل ستيفين بعد ذلك لملازمة أمه التي كانت في حالة صحية سيئة وتمكنت من قراءة رواية ابنها الأولى قبل وفاتها بعد ذلك بسبب سرطان في الرحم، وشرع في ذلك الوقت في كتابة عدة روايات. ساهم ستيفين أيضًا في كتابة قصص الكوميكس كان أولها عام 1985.
تم اقتباس روايات ستيفين كينغ في العديد من الأمور و بالتأكيد أهمها كانت الأفلام، فتقريباً جميع روايات هذا الكاتب العظيم تم صنع أفلام مستوحاة عن قصصها سأذكر بعضاً منها نظراً لكثرة عددها:
Carrie – 1976, The Shining – 1980, The Dead Zone – 1983
Stand By Me – 1986, The Running Man – 1987, It – 1990, Misery – 1990
The Shawshank Redemption – 1994, Dolores Claiborne – 1995, The Green mile – 1999
Hearts In Atlantis – 2001, Rose Red – 2002, Autopsy Room Four – 2003
Secret Window – 2004, 1408 – 2007, The Mist – 2007
أفلام عديدة لا يمكن وصفها بأقل من المذهلة قامت بتوسيع شهرة قصص مدهشة لهذا الكاتب الاستثنائي من خلال الشاشة الكبيرة. هناك حالياً العديد من المشاريع السينمائية التي ستكون مستوحاة عن روايات أو قصص ستيفين كينغ.
هناك جزأ من حياة ستيفين أريد التحدث عنه يتعلق بريتشارد باشمان فمن هو هذا الشخص؟ في نهاية السبعينات و أوائل الثمانينات قام ستيفين بنشر عدد من الروايات القصيرة (Rage – 1977, The Long Walk – 1979, Thinner – 1984) تحت الاسم المستعار “ريتشارد باشمان”. الفكرة من هذا العمل كانت اختبار قدرة ستيفين في تكرار نجاحه مرة أخرى و إلغاء المخاوف التي تراوده حول شعبيته و احتمال كونها مجرد صدفة، تفسير آخر بديل لهذا العمل هو أن معايير النشر في وقتها سمحت فقط بنشر كتاب واحد في السنة. تم كشف هذه الشخصية من قبل موظف في مكتبة Washington D.C بعد ملاحظته لوجود تشابه بين أعمال الكاتبين. لا أريد التحدث كثيراً عن حياته الشخصية و لكن يذكر أن ابنه جو هيل كاتب لقصص الرعب و الكوميكس أيضاً و على ما يبدو يحمل جزأً من إبداع والده.
في عام 1999 تعرض ستيفين لحادث سيارة و أصيب بشدة كبيرة في مناطق عديدة من جسده مما أبقى عليه في المشفى لمدة قاربت الـ 20 يوم، عاد إلى الكتابة بعد شهر من الحادث بالرغم من وركه المحطم الذي لم يسمح له بالجلوس لمدة تجاوزت الـ 40 دقيقة و بعد ذلك أصبح الألم لا يحتمل. في عام 2002 أعلن ستيفين أنه سيتوقف عن الكتابة نتيجة الإحباط الكبير الذي تملكه بسبب إصاباته التي منعته من الجلوس و قلصت من قوته العقلية و الجسدية. لحسن الحظ عاد إلى الكتابة مرة أخرى ملمحاً عن بطأ هذه العملية حالياً و عن رغبته في نشر المزيد إذا قام بإبداع شيء مميز و قام بنشر بعض الأعمال البسيطة بعد ذلك. تم تقدير ستيفين من خلال العديد من الجوائز أهمها كان تكريمه بسبب إنجازات حياته عام 2004.
حياة طويلة و مسيرة مميزة اتسم بها هذا الكاتب العالمي الذي أضاف بالفعل من خلال إبداعه اللامتناهي في مجال الكتابة رؤيته الاستثنائية التي أوضحها لنا من خلال رواياته و عبر الأفلام التي شرحت قصصاً كانت من تأليف واحد من أعظم العقول الأدبية في تاريخ البشرية.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا