السلوك الإنساني وأسسه

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-03-22

السلوكات الإنساني وأسسه
يعتبر السلوك هو المحدد الأساسي لكل شخصية إنسانية فمن خلال السلوك يمكن أن نصنف الأفراد إلى شخصيات سوية وأخرى غير سوية..
ويتدخل في هذا التصنيف مجموعة من العوامل والمحددات منها العوامل النفسية والعوامل البيولوجية والعوامل الاجتماعية إلى جانب التأثير الكبير الذي يحدثه الوسط الأسري كالعلاقات السائدة بين أفراد الأسرة وخاصة بين الوالدين على الأبناء.
* والسلوك ما هو إلا رد فعل تجاه بعض المؤثرات الخارجية التي تسمح بتكيف الموجودات الحية مع البيئة التي تعيش فيها، ولما كان السلوك يمثل المجالات العامة في علاقات الفرد بالعالم الخارجي أصبح بإمكاننا الفحص في أعماق النفس لسبر الملاحظات والاختبارات التجريبية والإحصاءات الانفعالية النفسية التي تجسد عادة ملاحظاتنا عن سلوك الغير.
أسس السلوك الإنساني:
لقد اختلف الباحثون والمفكرون في دراسة السلوك الإنساني من حيث فهم جوانب الشخصية الإنسانية وأنماطها وخصائصها وسماتها إلا أنهم اتفقوا في تقديم الأسس العامة التي يمكن من خلالها اعتبار أي فعل يصدر عن الإنسان بأنه سلوكاً وتتمثل هذه الأسس فيما يلي:
1- الوراثة:
تعتبر الوراثة من العوامل الهامة في تشكيل السلوك، والوراثة هي كل ما يأخذه الفرد من والديه عن طريق ما يسمى بالكروموزمات أو الجينات، وتنتقل عن طريق عملية التلقيح التي تتم في الإنسان بتفاعل الحيوان المنوي للرجل مع بويضة الأنثى فتكون خلية ملقحة وهذه الخلية هي أول مراحل تكوين الجنين، وتحتوي هذه الخلية على 46 من الكروموزومات نصفها مأخوذ من الأب والنصف الآخر مأخوذ من الأم وبهذا يتشارك الأبوان مناصفة من الصفات الوراثية.
* وللوراثة دور كبير في تكوين العادات السلوكية التي تتحكم في التكوين البيولوجي والعصبي للإنسان الذي تصل إليه الإحساسات الآتية عن طريق الأعصاب الحسية، وتعتبر حلقة الاتصال بينها وبين المكونات الجسمانية التي تقوم بردود الأفعال المناسبة وتتكون في جهاز المنحنى الشوكي، والجهاز العصبي والتكوينات الجسمانية التي تقوم بردود الأفعال وتتكون من الغدد الصماء.. ولذلك فإلى جانب الوراثة فإن التكوين الجسمي للإنسان له أهمية بالغة في تحديد عمليات التفاعل مع المحيط الاجتماعي والطبيعي.
2- البيئة:
لقد أثبتت الكثير من الدراسات الاجتماعية أن الفروق الثقافية بين مناطق مختلفة تؤثر على سلوك الأفراد حيث أن سلوكيات أهل الريف تختلف عن سلوكيات أهل المدينة فالبيئة تلعب دوراً كبيراً في تنميط السلوك وتحديد الشخصية فيكتسب الفرد أنماطاً سلوكية نتيجة التفاعل الاجتماعي مع غيره وخاصة خلال عملية التنشئة الاجتماعية التي تعد المجال الخارجي الذي تتم فيه ومن خلاله كل المؤثرات الثقافية والمادية والتربوية والحضارية..
3- النضج:
يعرف النضج بأنه عملية تطور ونمو داخلي لا دخل للفرد فيه، ويشمل تعبيرات تشريحية أو فسيولوجية أو عضوية أو عقلية..
وللنضج تأثير كبير في سلوك الإنسان بمعنى أن كل سلوك يبقى في انتظار بلوغ درجة النضج الكافية للقيام بهذا السلوك فالطفل على سبيل المثال لا يمكن أن يكتب ما لم تنضج عضلاته وقدراته اللازمة في الكتابة..
* وقد توجد أنماط سلوكية موروثة لدى الكائن الحي ولكنها معطلة على العمل حتى تنضج الأعضاء المناسبة لها مثل الاستعداد للكلام، فالإنسان يولد وهو مزوداً بالأعضاء الخاصة بالكلام كالحبال الصوتية واللسان ولكنها لا تعمل إلا عندما يتدرب ويتعود الإنسان على الكلام من خلال عملية التربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا