رواية الجزار 2 للكاتب حسن الجندي

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-03-09

العذاب
(يمكنني في خلال ساعة واحدة أن أرغمك على أن تكفر بوجود الله ببساطة، أو أجعلك تقبل قدمي، كي تعترف بأي جريمة أطلبها)
(1)
الثلاثاء 14/12/2007 (الساعة 5 مساءً)
نظر (آدم) إلى ساعة يده، ليجدها الخامسة تماماً، فأراح ظهره قليلاً للوراء، وأخذ يتمطى ويحرك رأسه يميناً ويساراً، ليعيد لعضلاته النشاط، بعد ساعات العمل، التي قضاها خلف هذا المكتب في مراجعة الحسابات، ومتابعة أعمال الموظفين الذين يديرهم بصفته رئيس حسابات شركة (n.m group) المتخصصة في استيراد الحواسب الآلية.
أخرج هاتفه المحمول وابتسامة ترتسم على وجهه وهو يشعر بسعادة وهو يجرى تلك المكالمة، والتي بمجرد أن رفع الطرف الآخر السماعة، قال بصوت خفيض، وابتسامته تزداد: 
- "لقد انتهى عملي يا حبيبتي، وسأكون في المنزل بعد ساعة على الأكثر، أحبك يا مالكة قلبي"
ثم أغلق الهاتف، ونظر حوله، ليتأكد من عدم وجود شخص قريب منه، كي لا يفقد هيبته أمام موظفي الشركة. بعدها قام يغلق الدفاتر والملفات، وتأكد من دخول بعض الملفات إلى الخزانة الصغيرة في مكتبة. في نفس الوقت سمع طرقات إلى الباب، ففتح الطارق الباب، ليظهر رجل ضخم الجثة، أشيب الشعر، يرتدى نظارة طبية أنيقة، وذو لحية خفيفة تميز وجهه مع النظارة التي يرتديها. كان الرجل مبتسماً ابتسامة بسيطة، وهو يدخل لمكتب (آدم) الذي حياه باحترام شديد، ودعاه للجلوس بعيداً عن المكتب قائلاً: 
- أهلاً سيادة المدير، تفضل" 
رد عليه الرجل الوقور ببساطة قائلاً: 
- كم من مرة قلت لك لا تقول كلمة سيادة المدير هذه مرة أخرى، يا بني أنا أعتبرك كولدي تماماً، فلماذا تلك الألقاب؟"
ابتسم (آدم) بخجل، وقال لمديره: 
- "كما تريد يا أستاذ (عماد)، ولكن هل هناك شكوى في العمل، أو خطأ وصلك الأيام السابقة؟"
قهقه الرجل ضاحكاً وهو يقول: 
- "وهل زيارتي لك تعتبرها نذير شؤم لهذه الدرجة يا (آدم)؟ لا تخف يا بُني، جئت اليوم أبلغك بخبر اتفق مجلس الإدارة عليه ودياً، وسيتم تنفيذه بداية من الشهر القادم، بخصوص الصفقة التي أشرفت عليها منذ يومين"
تجمدت ملامح (آدم) من الرعب وهو ينظر للمدير بترقب، ولكن المدير أكمل قائلاً: 
- "لقد تقرر زيادة مرتبك بصفة دائمة خمسمائة جنيهاً من الشهر القادم، مع إعطائك نسبة 2% من أرباح أي صفقة تقوم بها منفرداً لصالح الشركة"
اتسعت ابتسامة (آدم) وهو ينظر للمدير شاكراً إياه على كل هذا، وأخذ يتخيل ما يمكم أن يحققه من صفقات، وكيف سيسعد هذا زوجته عندما تسمع الخبر الليلة.
الثلاثاء 14/12/2007 (الساعة 6 مساءً)
ارتفعت ضحكة الملازم أول (محمود) وهو يستمع لتلك النكتة البذيئة، التي يقصها عليه زميله (عادل)، بالرغم من انشغالهم بإحدى القضايا، التي ظلوا يعملون عليها لأسبوع، وخصوصاً بعد التوصل لمعلومات هامة بخصوص أحد أخطر المجرمين. ولكن مازال حس الفكاهة يسري بينهم، وهم يجلسون بين الأوراق، وقد ارتدى حكل منهم ملابساً عادية بحكم عملهم في (إدارة مباحث أمن الدولة). 
فجأة انفتح باب الغرفة، ليدلف منه شاب قوي البنيان، طويل، ذو شعر أسود وعيون زرقاء ووجه وسيم: 
- "استمع لضحكاتكم من قبل دخولي الغرفة، هل تلقون النكات؟"
قال الرائد (حسن) تلك العبارة بصوت عال، وابتسامة مشرقة، فقصوا عليه النكتة، فضحك بصوت عال، ثم عاد وجهه للجدية وهو يقول، بعد أن جلس على أحد مقاعد الغرفة: 
- "والآن اللواء (حمدي الصريطي) شخصياً يتابع ملفات القضية، وعلم أن هناك أحد المنفذين لعملية التفجير قد تم القبض عليه واعتبر ببعض الأسرار، وهو الآن يطلب تقريراً عن اعترافاته على مكتبة بعد ساعة من الآن"
نهض (محمود) وهو يقول: 
- "سأذهب الآن لإحضار ملف التحقيق، الذي تم أول أمس، وأقوم بتلخيصه. ستكون عندك الورقة بعد نصف ساعة على الأكثر"
خرج (محمود) من الغرفة، في نفس الوقت الذي تثاءب فيه (حسن) وهو يقول مخاطباً زميل (محمود): 
- "ماذا عن المعلومات التي أعطاها لنا منفذ العملية .. هل قادتنا لشيء؟"
— "بعد استمرار التحريات، أمكننا أن نتوصل لاسم ثلاثي وراء أغلب الأحداث، ويبدو أنه المخطط الرئيسي داخل مصر، ولكن هذا الاسم ينطبق على ثمانية أفراد داخل مصر".
 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا