17)
بدأت رغد عملها الصيفي المعتاد في شركة والدها، ويبدو أن العائلة لن تسافر هذا الصيف، سمر سافرت في شهر العسل ودلال بدأت الفصل الدراسي الصيفي، وشاهين لديه ارتباطات في العمل بالإضافة إلى خطبته إلى شيماء والتي لم تفرح رغد باختيار أخيها لها أبداً وهي لا تريد السفر بانتظار أن يفتح باب التسجيل لدخول الجامعة ووالداها لا يريدان السفر معاً وحدهما، فهما بالكاد يقضيان الوقت معاً في الكويت ويتحملان بعضهما البعض فقد كانت رغد تشعر بحجم التباعد بين والديها وأن كلاً منهما بعيد غريب عن الآخر وكان ذلك يحزنها لكن ليس بيدها ما تفعله وكانت في قرارة نفسها تضع اللوم على والدتها ذات الطبيعة السلبية المستسلمة وكانت تنظر إلى والدها على أنه إنسان رائع حلو المعشر من السهل اجتذابه لكن والدتها هي المشكلة بنظرها بطبيعتها الباردة..
وفكرت رغد إن كان من الممكن أن تسافر العائلة أواخر الصيف قبل بدء الدراسة من جديد.. وفجأة دخل أحمد مكتبها وابتسم في وجهها بحنان وود وقال: صباح الخير... كيف حالك؟
رغد: بخير الحمد لله ما دمت أنت بخير.
أحمد: هل مازلت متضايقة بعد خطبة أخيك؟
رغد: بدأت أتقبل الأمر، المشكلة أني أفهم شيماء جيداً، فتاة جميلة المظهر، فارغة من الداخل لا تناسب شاهين أبداً، فأخي شاب مثقف، عميق التفكير وذكي وشيماء لن تسعده أنا متأكدة عندما أخبرته بذلك لم يغير رأيه وقال إن القدر وضعها بطريقه وهذا نصيبه لا أعرف كيف أصبح شاهين يفكر بهذه الطريقة.
أحمد: شيماء لا تزال صغيرة قد تتغير وتنضج مع الوقت وإذا أحبت شاهين ستتغير من أجله ثم أنه لم يشتك منها.
رغد: أنا في عمرها ولست مثلها.
ابتسم أحمد: ولست مثل أي أحد، فلا أحد مثلك يا رغد..
(18)
دخلت دانة كلية العلوم الإدارية للمرة الأولى في حياتها.. كانت مطمئنة أن صلاح لن يعرف بحضورها للكلية فلا أحد هنا يعرف أنها زوجته ولا أحد يعرفها هنا أساساً ثم أنه في إجازة وليس ضمن دكاترة الفصل الصيفي ولأنه رفض فكرة السفر هذا الصيف فرجحت أن حبيبته باقية للفصل الصيفي. كانت في ذهنها فكرة محددة.. تريد أن ترى دلال لقد استطاعت معرفة اسمها الكامل من رقم هاتفها النقال المسجل باسم والدها... إنها ابنة رجل ثري معروف ولن يهدأ لدانة بال حتى ترى غريمتها.. كانت الساعة العاشرة صباحاً وسألت دانة طالباً كان واقفاً يعبث بهاتفه النقال: لو سمحت أين الكافتيريا؟ فدلها الصاحب على مكانها.. دخلت دانة الكافتيريا فأخذت تبحث بعينيها عن طاولة فارغة وبعد أن جلست أخذت تتفرس في وجوه الطالبات كن جميعاً أنيقات يلبسن آخر صرعات الموضة وأغلبهن يضعن مساحيق التجميل بكثافة لا تناسب حرارة الصيف، كان مجتمعاً غريباً على دانة.. وفرت كيف ستجد دلال.. لمحت دانة فتاة تجلس وحدها تشرب القهوة... كانت تبدو بشوشة الوجه فاقتربت دانة منها وقال: صباح الخير هل تدرسين في هذه الكلية؟
الطالبة: صباح النور... أهلاً؟
دانة: هل تسمحين لي بالجلوس؟
الطالبة: تفضلي.. هل أعرفك؟
دانة: لا لكنني أردت أن أسألك عن طالبة تدرس هنا في الكلية، بصراحة كان أخي يزور أحد أصدقائه هنا في الكلية وشاهد هذه الطالبة وأعجب بها ويريدني أن أراها حتى يتقدم لخطبتها فأتيت وأنا لا أعرف كيف أجدها دون أن أحرجها فأنا فقط أريد أن أراها.
الطالبة: ما اسمها؟
دانة: دلال... دلال عبد الله.
ضحكت الطالبة وقالت: إنها الفتاة التي تجلس وراءك بالضبط!
التفتت دانة وراءها ببطء وشاهدت دلال وكاد قلبها أن يتوقف من المفاجأة يا الله إنها أجمل مما توقعت.. إنها فاتنة، رائعة.. كأنها دمية.. إنها أجمل منها!
وقالت الطالبة لدانة: إنها جميلة وابنة عائلة كبيرة وهي معروفة بين الطالبات بملابسها الغالية التي تشتريها من أشهر المحلات وأغلاها.. عن إذنك يجب أن أذهب لمحاضرتي.. فرصة سعيدة.
ردت دانة صوت مبحوح: أشكرك.
وبعد فترة وجيزة قامت دلال وخطت أمام دانة وتأملتها دانة بدقة، إذن هذه هي الفتاة التي دخلت حياة زوجها وتريد أن تتزوجه.. شعرت دانة بحجم الخطر الذي يهددها وقالت: يجب أن أتصرف.. لن يحدث ذلك أبداً فكرت دانة وقالت لنفسها إنها لن تواجه صلاح.. لن تخبره أنها رأت دلال وأنها تعلم إنه يخونها ويخطط للزواج من ثانية، لا... إذا أخبرته فإنها ستعترف بوجود دلال في حياته وقد يخيرها هي بين الموافقة على زواجه عليها وبين الطلاق.. لا.. لن تعترف بوجود دلال بينهما.. لن تعترف بذلك أبداً لأنها ستجعل دلال تنسحب من حياة زوجها دون أن تواجهه بما عرفت.. ونهضت دانة مسرعة حتى تنفذ خطتها لتحتفظ ببيتها وزوجها لها وحدها
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا