الشخصية الإنسانية
والعوامل المؤثرة في تكوينها
ما هي الشخصية؟
سؤال يردده الكثيرون محاولين البحث له عن إجابة..
لقد تعدد المعرفون للفظ الشخصية حتى وصلوا إلى ما يقارب خمسين تعريفاً لعل أبسطها يقول:
* الشخصية هي مجموعة من السلوكيات والصفات الاجتماعية والنفسية والعقلية التي تميز الشخص عن غيره.
* وقيل إنها مجموع الخصاص الموجودة في كيان الشخص باستمرار والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي، ويضاف إلى ذلك القيم والميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية.
* فالشخصية إذن لا تقتصر على المظهر العام الخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية وحدها أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها الشخص وإنما هي نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها البعض ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي للشخص.
العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية:
هناك عوامل تؤثر حتماً بالسالب أو الإيجاب في تكوين الشخصية وهذه العوامل ينبغي الالتفات إليها ومراعاتها لما لها من دور في معرفة العوامل التي ينبغي الالتفات إليها وتقويمها وكيفية التأمل معها، ويمكن إيجاز هذه العوامل فيما يلي:
1- الوراثة
ثبت أن للوراثة دور هام في تكوين الشخصية وفي اكتساب الشخص بعض الصفات والسلوكيات التي قد تؤثر في تكوين الشخصية مثل (العجلة، البرود، الكرم، البخل، الجدية، الفكاهه.. إلخ).
2- الأسرة وأساليب التنشئة
للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلباً حسب نوعيتها وكميتها وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى والاستقرار الأسري له دور كبير في ذلك، فكلما كانت الأسرة أكثر استقرارا صار الفرد فيها أكثر آمناً وطمأنينة في نفسه والعكس بالعكس.
* وموقع الفرد في الأسرة له أهميته المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر – الولد الأصغر، الابن الوحيد بين البنات... الخ).
وكذلك أسلوب تربية الوالدين لها أثر كبير على الشخصية (دلال زائد، شدة زائدة... إلخ).
3- المؤثرات الثقافية والاجتماعية
وهذه المؤثرات مثل المعلومات، والعادات، والأعراف، والتقاليد، والقيم، والمعتقدات... إلخ).
علامات اعتلال الشخصية:
لأننا في هذا الإصدار نتحدث عن الشخصيات المعتلة الماصة للطاقة وكيفية لتعامل معها فلابد أن نبدأ بالحديث عن علامات اعتلال الشخصية وهناك عدد من العلامات العامة والخاصة الدلالة على اعتلال الشخصية ويمكن إيجازها فيما يلي:
أولاً: العلامات العامة لاعتلال الشخصية
ويمكن إيجاز تلك العلامات في السلوكات والتصرفات الآتية:
1- إشكالات كثيرة ومتكررة في التعامل مع الآخرين والتفاهم معهم سواء كان قريبين كالوالدين والأولاد والأخوة والأخوات والأقارب والجيران وزملاء المدرسة أو العمل أو بعيدين من خلال التعامل مع الناس جميعهم على حد سواء..
2- صعوبات متكررة في التكيف مع الضغوط النفسية وضعف القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات بمختلف أنواعها سواء في البيت أو المدرسة أو العمل أو في غيرهم)..
3- خلل بارز ومستمر في طريقة الفهم والتفكير والاستدلال والاستنتاج والتصورات الذهنية ليست بسبب تخلف عقلي أو مرض عقلي طارئ كالفصام العقلي ونحوه.
4- خلل بارز في التصرفات والسلوك في النوع أو الكم وغالباً ما تكون تصرفات غير لائقة اجتماعياً أو دينياً أو اندفاع في التصرف دون تفكير مسبق، أو أحجام شديد عن التصرف أو مواجهة المواقف أو الأزمات).
5- خلل بارز في ضبط المزاح أو العواصف أو في كميتها أو كيفيتها (برود عاطفي، تقلب مفاجئ في المزاج، سرعة جيشان العاطفة).
6- الإفراط في استعمال الحيل النفسية واللجوء إليها كثيراً والاعتماد عليها في مواجهة المشكلات.
* وليس بالضرورة أن توجد العلامات العامة كلها في شخص واحد بل قد لا يوجد فيه سوى نصفها أو بعضها مما هو بارز في ظاهر شخصيته الفرد وهو كفيل بإدخاله في دائرة الاعتلال النفسي.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا