الاختفاء والغفران لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-02-16

الاختفاء والغفران
المقدمة

أثناء نزهتك العائلية، تخيل أن هناك شخصًا يراقبك وعائلتك طوال الرحلة، ليلًا ونهارًا، قد يكون مختلًا أو مريضًا، فماذا ستفعل؟ 
كانت رحلة الصيف العائلية التي انتهت بكارثة.. هي قصة تحكي قوة امرأة تم اختطاف طفلتها في رحلة ولم تعرف ما حدث بها أبدًا! 
لكنها قامت بقرار صادم وهو مسامحة الخاطف وهذا مفتاح حل اللغز.
البداية:
عام 1968م 
جبال مونتانا 
هناك حيث البراري الجميلة، وأصوات القطار في الجهة المقابلة للنهر، والأحصنة هنا وهناك والعادات المحافظة في ذلك المجتمع الصغير، ذهبت مجموعة صبية للتخييم هناك، وقضوا الليل يتسامرون حول تلك النار المشتعلة والطعام، ثم ذهبوا للنوم في خيمهم، وفي الصباح صدموا بما عثروا عليه!  
فقد وجدوا زميلهم 12 عامًا وقد حطم رأسه بقوة وطعن طعنات قاتلة!  
والغريب أن زملاءه لم يسمعوا أي شيء مريب طوال الليل، وبقيت الجريمة لغزًا طويلًا حتى عام 1973 م حيث تبدأ قصة اليوم مع أبطالها. 
عام 1973 م 
جبال مونتانا 
تقول الأم عاريانا: 
إنها رحلة العمر، كنا نحضر لها منذ وقت طويل، حيث أغلقت المدارس واستعدت الأسرة للمرحلة الصيفية لمدة شهر في تلك البراري. 
كنا نبحث عن المكان الأنسب للتخييم. فقد كانت أول رحلة لنا نقضيها بعضنا مع بعض، الأطفال فرحوا بها، تكلمنا عنها طويلًا، حتى جاء وقت الرحلة.
مررنا بــ 3 ولايات للوصول لمونتانا 
كانت رحلة طويلة، وقد وصلنا عند غروب الشمس، فتوقفنا عند النهر للراحة حتى نكمل صباحًا ونجد المكان الأنسب للتخييم في تلك الجبال. 
وأخذ الأطفال باللعب بجوار النهر. 
وبينما الأطفال يلهون بجوار النهر، كان شخص ما يراقبهم من أعلى القمة!
بعد 3 أيام من التخييم قررت العائلة الرحيل في الصباح. 
كانت العائلة مكونة من الأم والأب و3 أولاد وبنتين هايدي 13 عامًا وسوزي 7 أعوام. 
وفي تلك الليلة الأخيرة نام الأطفال في خيمتين، والأم والأب في السيارة، كان المخيم هادئًا، فقط أصوات القطار. 
نامت سوزي والأطفال باكرًا. وبعد منتصف الليل استيقظت هايدي للذهاب للحمام، فسمعت صوتًا وشعرت بالخوف لكنها عادت للخيمة للنوم واستيقظت بعد ساعتين، واسترعى انتباهها شيء غريب!
فقد لاحظت الجزء السفلي الخيمة باتجاه سوزي قد مزق بشكل كبير وسوزي قد اختفت! هلعت هايدي وأسرعت لإيقاظ والديها، فعلموا أن شيئًا مخيفًا قد حدث لها. 
وصلت الشرطة 
كان الأطفال يشكون والأب والأم قلقين 
فأين اختفت الطفلة سوزي في ذلك الظلام الحالك؟ 
استعانت الشرطة بفريق الـــFBI  وطائرات الهيلوكوبتر وفريق غواصين للبحث في النهر، واستجوبت أصحاب الشاحنات المارة لكن لا شيء مريب، لم يعلموا أن هناك مختلًا كان يراقب العائلة ليلًا ونهارًا ويعرف تحركاتها جيدًا. 
كثفت الشرطة تحرياتها لكنها لم تعثر على شيء.
تقول الأم: 
كنت أحلم بكوابيس أن طفلتي تصرخ وخائفة. 
شعرت بالغضب الشديد والانتقام، وددت قتل من تسبب بذلك. 
مر شهر على الحادثة واضطررنا للعودة حيث زوجي يعمل وأبنائي للمدرسة، لكن اختفاء طفلتي أصاب الأطفال بالخوف، لكن مع مرور الوقت تحول غضبي وكرهي للخاطف لغفران! 
نعم لا تغضبوا، فابنتي لدى الخاطف ويجب أن أغفر له وأسامحه حتى لا يؤذيها أو يفعل بها شيئًا. 
استعانت الشرطة بمحقق خاص درس علم النفس ونجح بحل قضايا أخرى عن طريق تحديد وصف للقاتل أو المختطف. 
وبالفعل فور توليه القضية ودراستها أعطى وصفًا دقيقًا للمختطف وهو: 
لديه خبرة عسكرية حيث أتطفها من الخيمة بدون ترك أي أثر له. 
شخص محلي يعرف المنطقة جيدًا. 
لديه مشاكل مع النساء لا يواعد الكثير.
ولا يزال اختطاف سوزي يشغله لذلك قد يتصل بعائلتها.
فنصحهم بتركيب تسجيل لمكالمات المنزل.
وبالفعل انتظرت الهائلة اتصاله طويلًا حتى حانت تلك اللحظة! 
ففي الذكرى الأولى لاختطافها أي بعد مرور سنة، اتصل الخاطف بالمنزل وأجابت الأم بهدوء شديد وهذا نص المكالمة: 
- مرحبا، هل أنت والدة سوزي؟ 
- نعم أنا. 
- أنا من اختطفها منك قبل سنة. 
- في الحقيقة لا أصدقك، يبدو أنت تتلاعب معي.
- لا يهمني، بإمكانك غلق الهاتف 
- هل هي حية؟ 
- نعم بالتأكيد. 
- هل أستطيع إعادتها للمنزل؟ 
- لا أسمعك جيدًا.. هنا بدا أنه يتلاعب بها. 
- هل أساعدك بشيء؟ 
- لا أعلم حقيقة، هل تسجلين صوتي؟ 
- لا أبدًا، نحن في منتصف الليل كيف أفعل ذلك؟ لم أخترت خيمتنا؟ 
- كنت أراقبكم من أعلى التلة، وجئت ليلًا لاختطاف الصغيرة، لكن شقيقتها استيقظت فانتظرت حتى نامت فاختطفتها. 
- هل آذيتها؟ 
- لا طبعًا، من يؤذي طفلة لطيفة مثلها. 
- أرجوك إنها ابنتي وأنا أحبها، لا تغلق الخط، أنت أملي الوحيد لها.
- وداعًا.. قالها وهو يبكي وأغلق الخط. 
وللأسف فشلت الشرطة في تتبع الاتصال. 
لكن كل تلك المواصفات طابقت ديفيد مايرهوفار 25 عامًا. 
ترعرع ديفيد بجبال مونتانا ويحب الصيد 
ذكي عبقري خدم بفيتنام 
الكل يحبه في البلدة لكن لديه مشاكل مع النساء 
اختفت صديقته فأصبح المشتبه الأول 
أما الدليل الدامغ فصوت المتصل يطابق موت ديفيد لكنه أنكر كل شيء.
بعد مواجهة الأم له أنكر أي علاقة له باختطاف الطفلة، لكن الأم تعرفت على صوته. 
وفي الليل أتصل بها مجهول من فندق وقال إنه يدعى مستر ترافيس وأن ديفيد لا علاقة له باختطاف سوزي! 
صدمت الأم وقالت له: 
كيف عرفت أنني واجهت ديفيد؟ 
فارتبك وقال: 
لن تري ابنتك حية للأبد، وأغلق الخط؟ 
أسرعت الشرطة للقبض على ديفيد، ووجدت بمحفظته ورقة مكتوب عليها 
مستر ترافيس، بالإضافة لهاتف عائلة الضحية. 
صورة
ديفيد بقبضة الشرطة
وقاموا بتفتيش منزله وذهلوا مما وجدوا!
فقد عثروا على بقايا أشلاء في ثلاجته بالإضافة إلى بيد بشرية؟ 
تمت مواجهة ديفيد الذي سرعان ما صدم الشرطة بقوله: 
سأخبركم بكل شيء، بالإضافة للجرائم الأخرى التي ارتكبتها! 
شعر أهل البلدة بالصدمة! 
فكيف أصبح ذلك الشاب الخجول المحجوب من الجميع قاتلًا؟ 
الاعتراف:
اعترف ديفيد بارتكابه أولى جرائمه حين كان طالبًا بالثانوية العامة! 
فقد قتل طفلًا كان يلعب على الجسر بطلق ناري بصدره! 
ثاني جرائمه قتله لذاك الطفل في المخيم الذي ذكرنا قصته 
في البداية عام 1968م! 
أما الثالثة فهي اختطاف سوزي. قال إنه كان يراقب العائلة من أعلى التلة فور وصولها، فقرر اختطاف الصغيرة سوزي فراقب تحركاتهم ليلًا فاستيقظت هايدي، فانتظر حتى نامت ثم اختطف سوزي وذهب بها لمنزله واعتدي عليها!  
لكنها أخذت بالبكاء والصراخ فخنقها حتى الموت ومن ثم أحرق جثتها؟ 
تم قتل صديقته وهي الجريمة الرابعة. 
ضحايا المتهم وتبدو سوزي بالمنتصف
صورة
عثرت الشرطة على عظام سوزي وصديقته حول تلك المزرعة، ويد صديقته التي كانت بالثلاجة! 
حين عادت الشرطة لزنزانة ديفيد بعد عثورها على الجثث صدمت لما حدث!
فقد شنق ديفيد نفسه بغطاء.
لقد انتحر!
يبدو أنك شعر بالعار في ذلك المجتمع الصغير.
لا يعرف السبب لقتله لكل هؤلاء الضحايا، لكن الأكيد أنه يعاني من هوس ومرض. 
تقول الأم: 
أسوأ كابوس لو أنني علمت أن ابنتي بقيت معه أكثر من أسبوع ولم يقتلها فورًا كما أدعى، لكن يا ترى ماذا فعل بها طوال الوقت؟ 
زارت الأم قبر ديفيد وواست والدته قائلة: 
هي فقدت ابنها أيضًا كما فقدت طفلتي، سامحته لأنه مريض وغفرت له 
الغفران لا يعني أن أنسى طفلتي وما حدث لها، لكن أن أسامح حتى استمر بالحياة 
النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا