أحيانًا يتدخل الحظ
كنت متجهًا صباح ذلك اليوم إلى أحد المجمعات التجارية الفخمة.. مرتديًا ثيابًا مدنية وممتلئًا بالثقة، عالمًا أنني في طريقي لإنجاز مهمة سهلة من دون صعوبات أو عراقيل.. فأنا أمام جريمة واضحة المعالم لا تحتاج إلى بذل أي جهد.. وهي من المرات النادرة التي أشعر فيها أنني محظوظ بسبب دليل الإدانة الذي أملكه ضد المتهم.. والذي لن يخطر بباله أبدًا.. كما كان للجو دور بكل تأكيد في مشاعري الإيجابية هذه.. بسبب السماء الملبدة بالغيوم، وكأنها بالون ضخم ينتظر وخزًا بسيطًا من إبرة.. لكي تتفجر السحب أمطارًا.
هكذا كنت أفكر بعد أن ركنت سيارتي.. واتجهت إلى بوابة المجمع الرئيسية متجاوزًا حارس الأمن بعد أن وضعت إثباتي الشخصي في وجهه.. ثم أخذت المصعد إلى الطابق الخامس حيث مكتب صاحب إحدى الشركات الحديثة.
ما أن وصلت.. حتى وجدت سكرتيرة مكتبه تجلس بثقة وهي تطبع شيئًا وتحدق في شاشة الكمبيوتر.. في حين يجلس أحد الضيوف منتظرًا السماح له بزيارة صاحب الشركة على ما يبدو.. فتنحنحت وقلت بخشونة متعمدة من دون أن أنظر إليها:
- سأدخل لأتحدث مع المدير لأمر هام.
ردت السكرتيرة برسمية متجاهلة طريقتي الفظة:
- السيد المدير لا يقابل أحدًا من دون موعد مسبق.. فهل اتصلت لتحديد موعد؟!
قلت باستفزاز:
- أنا المقدم (...) من المباحث الجنائية.. وأنا لا أقف أمامك لأطلب الإذن.. بل لإخبارك أنني سأدخل فحسب.
انكمشت في مكانها وهي تشير لي أن أفعل ما أريد.. ولا أنكر أنني شعرت بالندم جراء تصرفي هذا.. فلا أعتقد أن للسكرتيرة أي دور في التهمة التي سأوجهها لصاحب الشركة.. لذا التقطت أنفاسي متذكرًا الوعد الذي قطعته على نفسي حين تخرجت من كلية الشرطة.. ألا أستغل سلطتي أبدًا، وأن أعامل الناس باحترام.. سوى الخارجين عن القانون بالطبع.. وهو أمر بالغ الصعوبة بالمناسبة.. فللسلطة شهوة ولذة لا ينكرها أحد.. وقد يخضع لها الإنسان لو انجرف ولم يكبح جماحها. سرت بخطوات واثقة إلى غرفة المدير التي دخلتها من دون استئذان.. لأجده جالسًا يتحدث مع أحدهم عبر الهاتف.. لكنه أنهى المكالمة سريعًا وقال بغضب:
- من أنت؟!.. وكيف تجرؤ على الدخول هكذا فجأة؟!
ظللت محافظًا على برودي.. والتفت كي ألقي نظرة سريعة على مكتبه الفخم.. لا أبالغ لو قلت أن هذا المكتب أكبر من صالة بيت العائلة.. فأبديت انبهاري برفع حاجبي للأعلى من دون أن أرد على كلامه.. ثم اتجهت ببرود إلى الكرسي المقابل لمكتبه، وجلست أمامه وسط نظرات استغرابه.. قبل أن أعرفه بنفسي وأنا أنظر إليه باستهتار.. ليصعد الدم إلى رأسه غيظًا للحظة.. إلا أن ملامحه لانت سريعًا.. ليقول بتحدٍّ:
- لا شك أنك من رجال المباحث الذين يبحثون عن ثغرات أو شبهات في تعاملاتي المالية.. لقد أخبرتكم سابقًا.. لا يوجد لدي ما أخشاه.. فأموالي شرعية.. ورثتها من والدتي رحمها الله.
أكملت ساخرًا:
- أعرف.. ورثت أموالك من والدتك التي كانت لا تثق بالبنوك كما هو الحال مع كبار السن.. وكانت تودعها في خزنة حديدية في غرفتها.
رد مستفزًا وهو يتحسس سيجارًا أخرجه من علبة فاخرة موجودة على مكتبه:
- أنت تعرف هذه الحقيقة.. لماذا أنت هنا إذًا؟!
قلت مفكرًا:
- لأنني لا أصدق شيئًا كهذا.. أعرف أنه يمكنك خداع القانون.. لكنك لا تستطيع خداع إحساس رجل الأمن.
أطلق ضحكة طويلة ساخرة ليقول:
- حسنًا.. فلتتقدم بشكوى ضدي وتتحدث فيها عن إحساسك.. أظن أن القاضي سيموت ضحكًا لغبائك.. لكن.. لا أظن أنك ستفعلها.. اسمعني جيدًا.. رغم أنني حديث نسبيًا في عالم التجارة.. إلا أنني أعرف كيف تسير الأمور.. فأوراقي سليمة.. وجميع العقارات التي أمتلكها اشتريتها من إرث والدتي.. ولم يكن من العسير أن تتضاعف أموالي بعد ذلك.. لذا لن تجد شيئًا ضدي.. وشكوكك لن تضرني لأنها من غير أدلة.. أو.. ربما أنت هنا لسبب آخر.
قالها بطريقة ذات مغزى.. وكأنه يلمح إلى منحي رشوة كي أكتب تقريرًا يبرئه تمامًا حتى نغض النظر عنه إلى الأبد.. لكني سأستمر معه في لعبته.. فلا بأس ببعض العبث.. وهذا ما جعلني أقول بغموض:
- نعم.. أنا هنا لسبب آخر.
سكت وأنا أنظر إلى عينيه المتسائلتين.. لأقول بحزم:
- أعرف أنك كنت منذ أسابيع عند شريكك الذي عملت معه في تجارة المخدرات.. وقد حصلتما على أموال طائلة نظير تجارتكما القذرة هذه.. وكنت أنت من تقوم بدور غسيل تلك الأموال مقابل نسبة عالية.. وأعرف أن شريكك هذا تاب إلى الله منذ مدة.. لكن الإحساس بالذنب ظل يقتله بسبب الأُسر التي تدمرت والشباب الذين قتلهم الإدمان وانهار مستقبلهم.. فلجأوا إلى الانتحار.
نظر إليّ بذهول سرعان ما زال.. ليرد ببرود:
- أنا لا أعرف عن أي شريك تتحدث.. ثم إن في كلامك تناقضًا شديدًا.. فكيف يتوب إلى الله ثم ينتحر؟!
غمغمت ببساطة:
- أنت تعرف شريكك جيدًا.. كان مضطربًا للغاية.. خاصة وأنه لم يكن يتاجر بالمخدرات فحسب كما تفعل أنت.. بل كان يتعاطاها أيضًا.. إلى أن وصل إلى مرحلة قريبة من الإدمان.. قبل أن يحدث شيء ما جعله يتوب.. لكن تأثير المخدرات - التي أتلفت خلايا مخه - لا يزول بسهولة.. فأصيب بسبب ذلك باضطرابات نفسية حادة.. وشخص كهذا.. من الممكن أن يقدم على أي شيء.. بل إنه من المفترض أصلًا أن يقوم بتصرفات متناقضة.. وهذا ما جعله يقدم على الانتحار رغم توبته.
رد بلا مبالاة:
- وما شأني بهذه القصة؟!.. أنا لا أعرف الشخص الذي تتحدث عنه.
قلت ببرود:
- أنا لم أكمل كلامي بعد.. لقد كان شريكك قريبًا من الانتحار بالفعل.. قبل أن تدخل الشقة التي استأجرتماها باسمه.. لتراه واقفًا على كرسي خشبي بعد أن ربط رقبته بسلك بلاستيكي قوي يتحمل وزنه.. لم تهمّك حياته بالطبع بقدر اهتمامك بالمبلغ الضخم الذي حصل عليه من صفقة المخدرات الأخيرة التي قمتما بها قبل توبته.. فقد احتفظ بالمبلغ رافضًا التصرف به أو منحك نصيبك لأنه مال حرام.. وبعد شد وجذب بينكما لم يجد خلاله شريكك الوقت الكافي لفك السلك المربوط حول عنقه.. وفي غمرة يأسك من اعترافه.. فقدت أعصابك ودفعت الكرسي كردة فعل تجاه إصراره على الرفض.. فاختل توازن شريكك ولقي حتفه شنقًا.. وليس انتحارًا.. لحظة غضب منك تحول فيها الانتحار إلى جريمة قتل.
احمرّ وجهه توترًا.. مما جعله يلتزم الصمت تمامًا.. لأكمل:
- كنت سعيدًا واثقًا من نفسك.. ظنًا منك أن القانون لن يطولك.. لأن شريكك هيأ الأجواء كاملة للانتحار. أما أنت.. فدفعت الكرسي وغيرت الحادثة بأكملها متيقنًا أن أحدًا لن يكشف أمرك.. فالشقة مسجلة باسم شريكك.. وأنت لا تزورها إلا نادرًا وفي أوقات متأخرة كيلا يراك أحد.
كان صامتًا متجهمًا بعد أن فقد الثقة بموقفه.. لكنه تجاوز كل هذا ليقول بصوت متحشرج:
- قصة جميلة ابتدعها خيالك المريض.. لكنك لا تستطيع أن تثبتها أبدًا.
أطلقت ضحكة ساخرة لأقول:
- الطريف أنك رحت تدندن بأغنية (الليالي السعيدة) للفنان (عبد الله الرويشد) بعد أن عثرت على المال مخبأ في الشقة.. ثم خرجت تاركًا شريكك الذي فارق الحياة.. وللأسف! فإن جثته ظلت معلقة هكذا لأيام.. إلى أن بدأت رائحتها تخرج من الشقة.. ليتصل بنا الجيران وتأخذ الأمور مجراها القانوني المعتاد.
أشاح بوجهه عني.. وراح ينظر إلى شاشة الكمبيوتر وهو يقول:
- لدي أعمال كثيرة.. لا أملك الوقت لسماع ترهاتك.
قلت بابتسامة عريضة:
- ألن تسألني على الأقل كيف عرفت كل هذا؟!
كان واضحًا أن كلامي أثار تساؤلاته وقلقه كثيرًا.. لكنه ظل محاولًا الحفاظ على بروده، وإن كان قد فشل في ذلك.. إذ أجاب بصوت مرتجف:
- بكل تأكيد لكم أساليبكم يا رجال الشرطة.. لكن لن تثبت شيئًا ضدي.
حينها ألقيت بالمفاجأة التي جئت من أجلها:
- يبدو أنك نسيت ما يصاحب المنتحرين عادة.. إنهم يتركون رسالة يشرحون فيها سبب انتحارهم.. رغم أنهم انتقلوا إلى عالم لا تنفعهم فيه رسائل كهذه.. لكنهم غالبًا يفعلون ذلك لشعورهم بالذنب القاتل.. كحال شريكك.. فهو لم يتحمل عقدة الشعور بالذنب.
أصابه شيء من الارتياح لكلامي.. فقال مبتسمًا:
- لو كان قد ذكرني في رسالة انتحاره فهذا لا يعني أي شيء.. إنه اتهام لا دليل له.
قلت ضاحكًا:
- لكنك لم تسألني عن ماهية هذه الرسالة.. فهي لم تكن رسالة مكتوبة.. بل صوتية.
نظر إليّ مستفهمًا.. أكمل بتشف واضح:
- لقد قام شريكك بربط طرف السلك البلاستيكي في حلقة معدنية قوية معلقة في السقف.. ثم لف الطرف الآخر من السلك حول رقبته وربطه بإحكام وهو يقف على كرسي.. كل ما كان يحتاجه هو دفع الكرسي.. إنها الطريقة الشهيرة التي نراها في الأفلام لكل من ينوي الانتحار شنقًا.. وبعد أن وقف على الكرسي.. أخرج هاتفه من جيبه.. وراح يسجل صوته وهو يتحدث عن سبب إقدامه على الانتحار وشعوره بالذنب تجاه الشباب الذين تدمرت حياتهم بسببه.. وأثناء ذلك.. أجهش بالبكاء.. لكن.. حدث ما لم يكن في الحسبان.
تعلقت أنظاره بملامحي وأنا أتحدث بكل ثقة.. أكمل:
- فأثناء بكائه.. وقع منه هاتفه ليستقر تحت السرير.. مما جعله يحاول أن يفك السلك البلاستيكي المعلق في رقبته.. لكنه عجز عن ذلك.. وظل هكذا لأكثر من نصف ساعة عاجزًا عن الوصول إلى الهاتف لإكمال رسالته.. وعاجزًا عن فك السلك البلاستيكي في الوقت نفسه.. عندها.. فوجئ بك تدخل شقته.. وتطلب منه نصيبك من المال الذي كان ينوي تركه للشرطة، كونه مالًا ملعونًا جاء من تجارة قذرة.
زاغت عيناه في محجريهما وهو يقول متلعثمًا:
- يا إلهي.. هل تعني؟!.. هل تعني أن...
قاطعته ساخرًا:
- نعم.. لقد سقط هاتفه تحت السرير.. لكنه ظل يسجل كل شيء.. فسجل محادثتكما كاملة.. بل وعلمنا من سياق كلامك معه.. أنك أنت الذي دفعت الكرسي ليموت شريكك.. أي أن الأمر لم يعد مجرد انتحار كما أخبرتك.. بل جريمة قتل ارتكبتها أنت بنفسك.. كل هذا كان مسجلًا صوتيًا وأنت تخبره غاضبًا أنك ستقتله ولن تنتظر منه إكمال عملية انتحاره.. لكن في عرف القانون.. تعد هذه جريمة قتل بالطبع.. فهو لم يكن قد انتحر بعد.. ولا ننسى حديثك معه ومطالبتك له بالمال، وشرحك كيفية حصولكما عليه، وأنك كنت طرفًا رئيسيًا في تجارة المخدرات الحقيرة التي مارستماها منذ مدة.
كان كلامي صادمًا بالنسبة له.. حتى إنه لم يقل عبارة واحدة مفهومة.. بل تلعثم كثيرًا.. لأكمل وأنا أنهض من الكرسي:
- والآن يجب أن تعرف أنني هنا بأمر من النيابة.
قلتها وأنا أرمي بإذن النيابة في وجهه.. ثم أتصل هاتفيًا برجالي الذين كانوا ينتظرون خارج المبنى.. لأطلب منهم المجيء والقبض على هذا الحقير.. كان بإمكاني القبض عليه حال دخولي مكتبه.. لكن هناك متعة لا توصف في الإيقاع بالمجرمين بهذه الطريقة.. فبزيارتي المفاجئة له.. ظن أنني لا أملك أي دليل ضده.. وهذا ما جعله يتصرف بغرور حين تحدثت إليه في البداية.. أما لو اقتحمت مكتبه مع رجال الشرطة مباشرة.. فكنت سأفقد هذه المتعة.
من الرائع كسر غرور المجرمين.. هذا أجمل ما في عملية القبض عليهم.. خصوصًا هؤلاء الذين يظنون أن موقفهم سليم، وأنهم اتخذوا كل احتياطاتهم ليبقوا بعيدين عن أعين رجال الأمن.
وهكذا انتهت القصة ببساطة شديدة.. فذلك الهاتف ظل يسجل ويسجل إلى أن نفدت البطارية.. لكننا عثرنا عليه بعد أن اكتشفنا وجود الجثة.. وقمنا بتحميل كل بياناته على أجهزتنا.. لنتفاجأ بوجود التسجيل الصوتي الذي كشف كل شيء.. مما وفر علينا الكثير من الوقت والتحريات.. إنها من الأوقات النادرة التي يتم فيها كشف الغموض عن الجرائم بهذه البساطة.. فأحيانًا تساعدنا الظروف.. ويتدخل الحظ.
العدالة.. قبل القانون
حادث دهس.. هذا ما ظننته.. قبل أن يخبرني أحد رجال الشرطة أن هناك شاهِدًا يدّعي أن الأمر لم يكن حادثًا أبدًا.. بل دهس متعمد لرجل في منتصف الثلاثينيات كان يمارس رياضة المشي.. وأن الرجل في حالة خطرة جدًا وقد يموت في أي لحظة.. في حين يحاول رجال الإسعاف إنقاذه وهم في طريقهم إلى المستشفى.
هذا ما جعلني أذهب إلى مكان الحادث بسرعة في تلك المنطقة السكنية.. حيث ما زال هناك بعض رجال الشرطة الذين استمعوا إلى ذلك الشاهِد وسجلوا ملاحظاتهم، ثم أخذوا كل بياناته حتى تسهل عملية الوصول إليه لتسجيل أقواله في محضر رسمي.. أما أنا فقد قرأت البيانات المذكورة عن السيارة حسب وصف الشاهِد الذي تبين أنه رأى رقم السيارة أيضًا لحسن الحظ.. أي أن القضية في منتهى السهولة كما يبدو الأمر للوهلة الأولى.
وبالفعل.. لم يطل الأمر كثيرًا.. فخلال نصف ساعة فقط.. عرفت هوية صاحب السيارة.. أو فلنقل.. صاحبة السيارة.. والمفاجأة الأكبر أنها زوجة الرجل الذي تعرض للدهس!!.. هل أرادت قتل زوجها بهذه الطريقة؟!.. ستتضح الصورة كاملة بعد قليل.. هذا ما قلته لنفسي وأنا أتحدث مع أحد رجالي عبر الهاتف لأخذ العنوان.. حيث اتضح أن الزوجين يقيمان في المنطقة نفسها.
أستطيع أن أستنتج أن هناك خلاف نشب بين الزوجين.. وأن الزوج خرج للسير واستنشاق الهواء.. وقد خرجت الزوجة بسيارتها غاضبة.. وحين رأته أمامها.. صدمته بسيارتها.. ثم انتهت لحظة الغضب وأدركت فداحة ما فعلته وولت هاربة.. هذا ما تبدو عليه الأمور.. عمومًا.. سأعرف كل شيء قريبًا.
وصلت إلى العنوان.. لأجد السيارة المستخدمة في الدهس تقف أمام الباب الرئيسي.. إنها هي بالتأكيد.. سيارة جيب من طراز (لاند كروزر).. هذا غريب!.. هل يعقل أن تقوم الزوجة بدهس زوجها ثم تعود إلى البيت وكأن شيئًا لم يكن؟!.. نزلت من سيارتي متجهًا إلى سيارة الـ (لاند كروزر) لإلقاء نظرة سريعة عليها.. ورحت ألتف حولها بهدوء ليتوقف بصري عند ذلك الانبعاج القوي في الناحية الأمامية.. مؤكد أنه جراء الاصطدام بزوجها كما قال الشاهد.. الأمور كلها تسير في صالح العدالة.. حتى إنني أتساءل: ما الذي ستقوله الزوجة دفاعًا عن نفسها؟.. وهذا ما جعلني أضغط على زر جهاز المناداة على الباب.. لأسمع صوت أنثوي يرد بتوتر ويسألني عن هويتي.
عرفتها بنفسي، وطلبت منها أن تفتح الباب فورًا.. الغريب أنني توقعت منها اعتراضًا أو على الأقل أن تطلب إذنًا من النيابة كي أملك الحق للوقوف أمام باب بيتها.. إلا أنني فوجئت بها تظهر أمام الباب بعد لحظات وهي تطلب مني الدخول.. فألقيت عليها تحية هادئة وأنا أنظر إليها محاولًا كشف خباياها.. إنها فتاة في أواخر العشرينيات من العمر ربما.. نحيفة جدًا.. ولا أظن أن الأمر يتعلق بممارسة رياضة معينة.. بل هو عامل نفسي.. أو أن صحتها ليست على ما يرام.. لكني احتفظت بهذه الملاحظات لنفسي مؤقتًا بانتظار ما ستسفر عنه الزيارة.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن أجد نفسي في صالة البيت الصغيرة.. حيث جلست أمام الفتاة التي بدت متوترة للغاية.. وقلت صراحة:
- أنتِ تعرفين سبب زيارتي.
هزت رأسها إيجابًا.. لتقول بصوت يقطر ألمًا:
- بسبب زوجي.. تستطيع أن تقبض عليّ الآن إن شئت.
فاجأني استسلامها الغريب.. وأثار فضولي كثيرًا.. فسألتها عن ذلك.. لتنفجر باكية.. وبطريقة أخرستني تمامًا.. حتى إني احترمت بكاءها واكتفيت بمنحها علبة المحارم الورقية الموجودة على الطاولة.. فأخذَت منها ما أخذت لتمسح دموعها وتتمخط.. ثم قالت بصوت يقطر حسرة:
- المعذرة على انهياري.. إن زوجي رجل حقير.. حقير جدًا.. إنه نصاب.. شرير.. لديه الكثيرون من الأعداء.. ولم أسلم من شره للأسف.. فهو يسيء معاملتي باستمرار.. وضربني بعنف أكثر من مرة.
قالتها وهي تريني جانبًا من رقبتها كانت تغطيه بشعرها.. لأرى كدمة كبيرة.. ثم كشفت عن كتفها- متجاهلة قواعد اللياقة- لأرى كدمة أخرى.. وأكملت كلامها بحرارة وقهر وهي تنظر إلى عيني مباشرة:
- الكدمات كثيرة في كل أنحاء جسدي.. فذلك المجرم لم يكن يتفاهم معي سوى بالضرب.. ولم أكن أملك القدرة على طلب الطلاق.. لأنني سأبيت في الشارع في تلك الحالة.. فأنا من أسرة تعاني ظروفًا مادية صعبة للغاية بسبب الديون التي تراكمت على والدي.. حتى إن راتبي لا يكفيني أسبوعًا واحدًا بعد أن حصلت على قرض بنكي وسلفة من أكثر من شخص لمساعدته.. إنني في حالة مادية ميؤوس منها.. فديون والدي كثيرة.. وأنا أبذل المستحيل مع شقيقتي لننقذه من السجن.. ولا يمكن أن أعيش بدون مساعدات زوجي المالية.. أي أن الأمان المادي هو الذي يجعلني أتحمل كل ما يفعله بي.
قلت بحذر:
- كان بالإمكان تقديم شكوى ضده على الأقل.. لابد أن يوقفه أحد عند حده.
ردت بحنق:
- ثم ماذا؟!.. سأحصل على الطلاق؟!.. سيضطر إلى التوقيع على تعهد؟!.. إنني الخاسر الأكبر في تلك الحالات.. وللأسف فقد اكتشفنا منذ سنتين تقريبًا أنني أعاني مشاكل في الإنجاب.. وهذا ما جعله يسيء معاملتي أكثر.. قد تسألني عن سبب تمسكه بي.. إنه يفعل ذلك مستمتعًا لأنني تحت رحمته.. أقسم لك أن هذا هو السبب الوحيد لإبقائه على زواجنا.. فكما قلت لك.. إنه إنسان حقير بمعنى الكلمة.. وهو محامٍ بالمناسبة.. ربح الكثير من القضايا، وتضخم رصيده البنكي بسبب ثقافته القانونية المذهلة، وقدرته على البحث عن ثغرات في الجرائم لتبرئة المتهمين.. لاحظ أنه في الثلاثينيات من العمر.. ورغم ذلك فقد تمكن من شراء هذا البيت من دون أي قروض بنكية.. ومن دون مساعدة أحد.
ظلت تتحدث وتتحدث.. إلى أن وصلني اتصال هاتفي من أحد رجال الشرطة، يخبرني أن الأطباء عجزوا للأسف عن إسعاف المصاب الذي لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى منذ قليل.. فاغتنمت الفرصة لأسأل الشرطي إن كان يملك أي معلومات عن الضحية.. ليخبرني كلامًا شبيهًا للغاية بما قالته الزوجة.. هذا الرجل فاسد بكل المقاييس.. وهناك شبهات رشاوٍ دفعها للتلاعب في الكثير من الأدلة لكي تميل القضايا لصالحه.. إلا أنه ظل دومًا يفلت من القانون لعدم كفاية الأدلة.. أي أن في موته رحمة للناس كما هو واضح.
لكن في النهاية.. لا أستطيع إلا أن أؤدي واجبي للأسف.. إذ سألت الزوجة:
- كيف قتلتِه؟!
كنت أعرف الإجابة بالطبع.. لكني أردت الاستماع إلى التفاصيل.. فالتقطت نفسًا عميقًا لتقول بصوت مضطرب:
- هناك أوقات تفقد فيها الأمل بكل شيء.. وتشعر أن حياتك لن تتغير إلى الأفضل أبدًا.. خاصة حين صفعني اليوم.. وركلني في معدتي أثناء وقوعي على الأرض بسبب خلاف تافه لا يستحق الذكر.. فرغم أنني أحاول دومًا أن أتجنبه. إلا أنه يبحث عن الشجار كي يضربني متلذذًا بممارسة سلطته عليّ.. المهم أنني اليوم قررت الانتحار حال خروجه من البيت.. إذ دخلت الحمام وبيدي علبة أدوية كنت على وشك ابتلاعها كلها.. ثم.. توقفت في اللحظة الأخيرة.. أنت تعلم أن قرار الانتحار ليس سهلًا مهما كانت ظروفك.. فظللت للحظات أفكر عما يجب فعله.. ثم قررت العدول عن هذا القرار.. وأعدت الأقراص إلى العلبة.. لأخرج بسيارتي كي أنفرد بنفسي بعض الوقت.. إلى أن صادفت زوجي وهو يقوم برياضته المعتادة.. حينها طرأت الفكرة في ذهني.. فهذا الحقير هو من يستحق الموت وليس أنا.. لذا وجدت نفسي لا شعوريًا أضغط على دواسة السرعة لأدهسه.. حتى إن عجلات سيارتي مرت فوقه.
قلت مغمغمًا:
- لهذا السبب رأيت ذلك الانبعاج في الناحية الأمامية من سيارتك.
ردت بسخرية حزينة:
- لا.. هذا الانبعاج بفعل حادث السير الذي ارتكبته منذ أيام قليلة.. إذ اصطدمت بسيارة أحدهم أثناء امتلاء عيني بالدموع، بعد أن أصبح البكاء عادة يومية في حياتي بسبب ظروفي الصعبة.. لكن الرجل كان طيب القلب.. فسامحني وطلب مني الرحيل دون أن يسجل قضية.
لن يغير كلامها شيئًا.. سأضطر آسفًا إلى القبض عليها.. ثم قلت مغمغمًا:
- هناك شاهد أيضًا على جريمتك.
غمغمت بأسف:
- أعرف.. لقد انتبهت إلى وجوده بعد أن دهست زوجي.. لهذا فقدت الأمل في أن أنجو من تلك الفعلة.. وجلست في البيت منتظرة مصيري باستسلام.
أومأت برأسي موافقًا وأنا أقول:
- لقد أدلى الشاهد بأوصاف سيارتك كاملة.. وحتى برقمها.. لذا.. عليك المجيء معي الآن إلى المخفر للبدء بالتحقيق وتسجيل أقوالك.. على الأرجح ستوجه إليك
تهمة قتل زوجك عمدًا دون سبق الإصرار والترصد.
قلت كلامي بخفوت شديد للتخفيف من وطأته.. لكني فشلت بالطبع. فكلام كهذا لا يمكن أن يقال بطريقة يقبلها المتلقي.. وهذا ما جعل الزوجة تنهض باستسلام وكأنها فقدت الأمل في كل شيء.. ولم يعد هناك فرقٌ فيما سيحدث.
أخذتها معي إلى المخفر لتسجيل اعترافها في محضر رسمي.. وأثناء الطريق.. اتصلت بأحد رجالي، وطلبت منه إبلاغ الشاهد بتأدية واجبه في المجيء أيضًا إلى المخفر لتسجيل أقواله في المحضر.. ثم.. كانت تلك اللحظة التي طرحت فيها سؤالًا عشوائيًا غير مسار القضية بالكامل.. أنا نفسي لا أعرف لماذا طرحت ذلك السؤال.. ربما هو شرودنا.. أو صوتنا الداخلي الذي يقودنا إلى قول شيء قد نندم عليه أحيانًا.. وأحيانًا أخرى يقدم لنا فائدة هائلة.
كان هذا حين سألت الشرطي إن كان يعرف شيئًا عن الشاهد.. فأجاب بالنفي.. عندها طلبت منه أن يجمع لي المعلومات الأساسية عنه.. لأنهي المكالمة وأنسى كل ما يتعلق بشأن طلبي.. وأبدأ بعدها بطرح الخيارات المتاحة للزوجة محاولًا مساعدتها بشتى الطرق.. بعد أن وجدتها مجرد ضحية تراكمت الضغوط عليها وفعلت ما فعلته.. أعرف أن هذا غير مبرر أبدًا للقتل.. لكني أعرف أيضًا أن لكل إنسان نقطة انفجار.. والمعلومات التي وصلتني عن زوجها تجعلني على يقين أنها عاشت أيامًا سوداء معه.
وصلنا إلى المخفر أخيرًا.. حيث تبعتني الزوجة إلى مكتبي قبل البدء بفتح محضر رسمي لتسجيل اعترافها.. ثم طلبت لها عصيرًا باردًا.. ورحت أنظر إليها متذكرًا تم ارتكابها بفعل أشخاص عجز القانون عن مساعدتهم.. فأخذوا حقهم بأيديهم إن صح التعبير.. وهنا أؤكد للمرة الثانية أن هذا غير مقبول كوننا لا نعيش في غابة.. ثم إن العدالة كفلها القانون رغم أوجه القصور الكثيرة فيه.. إلا أن الصراع في داخلي لم يتوقف رغم ذلك.. كم أتمنى أن أساعد تلك الفتاة.. لكن كيف؟!
أفكر بكل هذا وأنا أنتظر انتهاءها من شرب العصير.. قبل أن يدخل مكتبي أحد رجال الشرطة ويؤدي التحية العسكرية..
ثم يقول:
- المعذرة يا سيدي.. أردت إخبارك أن الشاهد هنا، وهو ينتظر في الخارج.. لكن... لم يكمل عبارته.. فاتجهت حواسي إليه لا شعوريًا.. ليقترب مني ويهمس في أذني بحرص شديد كيلا تسمعه الزوجة.. في البداية ظنت أن هناك سوء فهم أو أنه مخطئ.. حتى إنني سألته باستغراب وبصوت مرتفع إن كان متأكدًا من معلوماته.. ليجيب بثقة تامة أن كل معلوماته دقيقة.
هذا لا يصدق.. لا يصدق أبدًا... هذه الصدفة لا تحدث إلا واحد بالمليون.. إنها عدالة السماء دون شك، ولا أجد لها أي تفسير آخر.. فطلبت منه الانصراف وأنا أفكر بمصير الزوجة.. وأن الحياة- ربما- ابتسمت لها أخيرًا.. مما جعلني أبتسم تلقائيًا وأنا أنظر إليها وسط نظرات استغرابها.. لأقول مذهولًا:
- اسمعي جيدًا.. أنت لم تعترفي رسميًا بالجريمة.. كان اعترافك لي فقط ولم يسمعه غيري.. ولن يؤخذ باعترافك هذا إلا حين يتم تسجيله في محضر رسمي.. وأنا أدرك أنك أتيت معي لعلمك أن هناك شاهدًا على الجريمة سيفضح كل شيء وقد فقدت الأمل بالنجاة.. لكن.. هناك مفاجأة هائلة لم تخطر على البال أبدًا.. ربما هي هدية إلهية نزلت عليك من السماء.. فهذا الشاهد لا قيمة له على الإطلاق!!
نظرت إليّ من دون فهم.. الأكمل:
- الشاهد على جريمتك محكوم عليه منذ عدة سنوات بجريمة مخلة بالشرف والأمانة.. وهذا يعني أن القضاء لن يأخذ بشهادته.. الغريب أن المحامي الذي تمكن من تدمير مصداقية ذلك الشاهد.. هو زوجك نفسه!!!
يبدو أنها بدأت تفهم.. لكني أكملت ولم يتلاشَ ذهولي بعد:
- لقد كان أحدهم سيستخدم ذلك الشاهد يومًا ضد زوجك في إحدى القضايا.. ولأن زوجك كان داهية في عمله.. فقد راح يبحث عن أي شيء يدعم موقفه.. إلى أن عثر في ملف الشاهد على جريمة قام بها منذ سنوات طويلة.. ليتمكن من تدمير مصداقيته.
قالت مصدومة:
- هل تريد أن تقول أن زوجي قد دمر يومًا مصداقية رجل أمام القضاء.. وأن ذلك الرجل هو الشاهد نفسه على جريمتي؟!
قاطعتها متنفسًا بعمق:
- نعم.. نستطيع أن نقول الآن أنه لا يوجد أي دليل على أنك الفاعلة.. خاصة وأنك لم تعترفِي بعد.. أما الانبعاج الموجود في مقدمة سيارتك فهو نتاج حادث مروري آخر ارتكبته بنفسك كما أكدتِ لي.
سألتني بحذر:
- والآن.. ماذا سيحدث؟!
قلت صراحة:
- لا أعرف إلى أين ستقود تحقيقات الشرطة.. فربما يتم فحص سيارتك والعثور على ما يقودهم إلى أنك الفاعلة.. في هذه الحالة سيتم اتهامك بالقتل غير العمد وستتراوح العقوبة بين الغرامة المالية أو الحبس.. وعلى الأرجح ستتجه الأمور إلى الغرامة المالية لعدم وجود سوابق في ملفك.. أما لو قررت الاعتراف بنفسك.. فستكون العقوبة أخف وطأة أيضًا.. الخيار بيدك.. ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك.
انفرجت أسارير الزوجة فجأة.. ودبت الحياة في ملامحها.. حتى كادت أن تقفز فرحًا وهي تقترب مني لتصافحني بحرارة بعد أن فهمت كل شيء.. وهي تؤكد أنها ستفكر جيدًا قبل أن تتخذ قرارها اليوم أو غدًا كأبعد تقدير.. وتضاعفت فرحتها حين أخبرتها أنها سترث زوجها في كل الأحوال.. مما يعني انتهاء مشاكلها المادية.. لأن القتل الخطأ - سواء اعترفَت بنفسها أو قادت التحقيقات إليها - لن يحرمها من حقها في الورث على عكس القتل العمد بالطبع.
أما الشاهد.. فقد قابلته بعد خروج الزوجة وأخبرته بما عرفته عنه وأنه من الأفضل أن يعود إلى بيته.. فامتثل لكلامي وهو يشعر بالحرج.. إذ يبدو أنه نسي أن شهادته تجاه أي قضية ستكون مصدر شك ولن يقبل بها القضاء.. بسبب جريمته التي ارتكبها منذ سنوات طويلة وبعد أن قام ذلك المحامي الفاسد بتحطيم مصداقيته.. من دون أن يعلم أن المحامي نفسه سيقدم خدمة العمر لزوجته فيما بعد.. بسبب تصرفه هذا.
وتتضارب مشاعري نتاج ذلك.. إذ شعرت بالذنب وبخيانة الأمانة.. لأنني ساعدت الزوجة على الإفلات من قبضة القانون.. فقد كان بإمكاني إخفاء المعلومة التي عرفتها عن الشاهد ومن ثم جعلها تعترف بجريمتها في محضر رسمي.. لكني ظللت محاولًا تذكير نفسي أن القوانين قاصرة.. وأننا نحتاج أحيانًا تدخلًا سماويًا لتحقيق العدالة.. وأن الصدفة التي عشت تفاصيلها منذ قليل كانت عناية إلهية لإنقاذ الزوجة ولتحقيق العدالة التي عجز عنها القانون.. أم أنني على خطأ وكان يجب علي تسجيل اعتراف الزوجة وأترك القانون يأخذ مجراه؟!.. لا أعلم.. الإجابة متروكة لكم.
خاتمة (سالِم)
لا أنكر أن قلقي لم يتوقف لحظة واحدة أثناء سردي لهذه القصص.. حتى إنني لم أتطرق تقريبًا لحياتي الخاصة.. وإلى زوجتي التي ساعدتني في التفكير والاستنتاج في بعض القضايا.. وربما لهذا السبب أيضًا لم تكن كل القصص تتعلق بذكائي أو استنتاجي السليم.. وهو ما أعتبره أقرب إلى الواقعية.. ناهيكم عن حرصي على ألا يأخذ القراء عني صورة خاطئة بأنني شخصية خارقة تحل الألغاز والقضايا في عبقرية فذة.. في حين أنني مجرد رجل أمن عادي نجحت أحيانًا كثيرة لحسن الحظ.. لكني فشلت أيضًا في بعض القضايا.. وتدخل الحظ في قضايا أخرى وجعل كفتها تميل لصالح العدالة.. وهو ما يحدث بالفعل في واقع الحياة.
فباستثناء قصة (بصمة) و(أين السلاح؟).. هناك قصص لم يكن لي أي دور فيها سوى الاستماع، مثل قصة (خدمة للمجتمع) و(الكرسي).. وأخرى جاء تدخلي فيها بعد نهايتها حيث لعب فيها الاستنتاج دورًا في محاولة تفسير أحداثها.. مثل (أنبوبة البوتاجاز).. وربما (لقطات).. وأخيرًا القصص التي تدخّل فيها الحظ كما هو الحال في (أحيانًا يتدخل الحظ) و(العدالة.. قبل القانون).. حيث كانت واضحة المعالم لا تحتاج الكثير من التخمين.
على كل حال.. سأنتظر ردود الأفعال.. وأتابع تعليقات القراء بصمت في وسائل التواصل الاجتماعي.. فقد أجد منهم الدافع للاستمرار، ولسرد أجزاء أخرى وأخرى من مذكراتي.. مع قصص قد يكون حضوري فيها أقوى وأكبر.. ونهايات غير متوقعة جديدة.
المقدم/ سالِم فهد الـ...
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا