المرأة القديمة والصدفة

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-02-02


المرأة القديمة والصدفة..
واكتشاف النحاس!!
صورة
في عصور ما قبل التاريخ، عرف المصريون الأوائل كيفية استخدام "الششم" وهو مادة الملاخيت (مسحوق كربونات النحاس القاعدية) لتزيين العين بنفس الطريقة التي يستعمل بها الكحل.
وتقول المعاجم والقواميس العربية أن الششم هو ما يوضع في العين للاستشفاء به. وأن اسم ششم معرب عن كلمة جشم الفارسية ومعناها العين.
صورة
فمنذ عصور ما قبل التاريخ كل المصريون يرسلون بعثات أو حملات تعدينية للحصول على "التركواز" أو الفيروز من شبه جزيرة سيناء، وللحصول على الذهب من الصحراء الشرقية. وغالباً ما كانت هذه البعثات تبقى في تلك الأماكن لمدد طويلة، لذلك فقد كان هؤلاء المبعوثون من جنود وعمال يصطحبون معهم زوجاتهم ليتولين إعداد الطعام وغير ذلك من الواجبات الأسرية والأعمال المعاونة الأخرى.
وكانت المواقد البدائية عبارة عن حفرة في الأرض الجافة توضع فيها قطع الأخشاب أو الأعشاب وفروع الأشجار التي كانت تستخدم كوقود قبل اكتشاف الفحم النباتي.
ومن المعروف أن مكونات النحاس في سيناء كانت توجد على شكل رواسب في الطبقات السطحية من الأرض. ومن المؤكد أن بعض النساء المصريات حين كن يعددن المواقد في أرض تختلط فيها مكونات النحاس بالحصى والتراب. لاحظن ذلك البريق المعدني الأصفر يلمع وسط رماد النار بعد خمودها. وبذلك بدأت عمليات اكتشاف المناطق التي توجد بها مكونات النحاس، سواء في سيناء أو في الصحراء الشرقية.
ومن معدن النحاس استطاع المصريون الأوائل في عصور ما قبل التاريخ أن يصنعوا الأدوات الزراعية والأدوات الصناعية، وأن يطوعوه لصناعة الخرز المثقوب، واستخدموه في صناعة قطع الحلي كالعقود والأساور والأقراط، بل وصنعوا منه التماثيل فيما بعد..
وبالرغم من اختلاف وجهة النظر في كل من هاتين النظريتين اللتين قال بهما علماء الآثار، فإن كلاً منهما لا تغفل ذلك الدور الحضاري العظيم الذي قامت به المرأة المصرية القديمة في اكتشاف النحاس، وانتقال الحضارة المصرية القديمة من العصر الحجري إلى عصر المعادن الأكثر مقدماً ورقياً، وذلك قبل أن يبزغ للتاريخ فجر، بل وقبل أن يوحد الملك مينا الوجهين البحري والقبلي في مملكة واحدة هي أقدم دولة وأقدم حكومة مركزية أنشأها الإنسان المتحضر على كوكب الأرض.
والنحاس عنصر كيميائي رمزه Cu، عدده الذري 29، ووزنه الذري 63,54 كثافته 8,95، ونقطة انصهاره 1083 درجة، ونقطة غليانه 2310 درجات، وتكافؤه او2.
يوجد في الطبيعة بصورة منفردة أو متحدة على شكل أكاسيد، ينقى بالكهرلة أو التحليل الكهربائي، والنحاس مادة لينة القوام قابلة للطرق تتفاعل مع الجو مكونة نوعاً من الصدأ يعرف بأوكسيد النحاس لونها أخضر وهي مادة سامة، والنحاس عموماً بطيء التفاعل مع الحوامض المخففة.
ويعتبر النحاس من أقدم المعادن التي اكتشفها الإنسان القديم وطوعها لاستخداماته المختلفة.
والنحاس مادة جيدة للتوصيل الحراري والتوصيل الكهربائي، لذا تصنع منه المبادلات الحرارية والأسلاك والتوصيلات الكهربائية، كذلك يستخدم النحاس في صنع البطاريات والمعدات الكهربائية الصناعية وأوعية الطهي.
يدخل النحاس في تركيب العديد من السبائك حيث يضاف مثلاً للذهب بكميات قليلة فإعطاء الذهب الصلادة أو الصلابة الكافية في تصنيع المخشلات، وتصنع منه العملات المعدنية كعملة نحاسية أو يدخل ضمن السبائك، يدخل في صناعة البرونز (سبيكة)، وكذلك في صناعة الأعتدة الحربية، وبعض الأجهزة والمعدات الموسيقية.
ويحتوي الجسم البشري على كمية من النحاس لا تقل عن 100 ملجم: تساعد – بإذن الله – في الوقاية من فقر الدم المعروف بالأنيميا، كما يدخل في تركيب بعض الأنزيمات، ونقصه يؤدي إلى اضطراب النمو، وفقر الدم ويمكن الحصور عليه من اللحوم وصفار البيض والفواكه والخضار.
ومن استخدامات النحاس المهمة صناعة أسلاك الكهرباء إذ يستهلك حوالي 40% من النحاس المنتج في العالم سنوياً في هذا المجال، ونظراً لارتفاع الحرارة النوعية للنحاس فإنه يستعمل كوسيط لنقل الحرارة في عمليات التسخين والتبريد، كما أنه يدخل في صناعة أنواع متعددة جداً من السبائك منها ما يلي:
النحاس الأصفر (Brass):
وهو سبيكة من النحاس والخارصين، والنحاس الأصفر مقاوم للعوامل الجوية والمواد الكيميائية ويمكن صبه وتلميعه، كما أن له ألواناً تتراوح من الأحمر إلى الأصفر إلى الأبيض حسب نسبة الخارصين فيه، ويستخدم في التوصيلات الكهربائية وفي صنع السخانات والغلايات.
البرونز (Bronze):
وهو سبيكة من النحاس والقصدير، ويتميز بأنه مقاوم للمواد الكيميائية وشديد الصلابة.
سبائك البرونز: وتتكون بإضافة الرصاص بنسبة 40% مما يجعلها تتصف بالمرونة، وهناك سبائك نحاسية كثيرة يختلف تركيبها باختلاف الوظائف التي تصنع لتأديتها.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا