نموذج السلوك بين فردين

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-01-15

ثانياً— نموذج السلوك بين    فردين:
لقد كان التركيز في النموذج الفردي هو المتغيرات الداخلية أو عناصر التكوين الذاتي للفرد باعتبارها المحدد الأساسي للسلوك، وهذه العناصر تتمثل في الخلفية النفسية للفرد الناشئة عن خبراته وتجاربه الماضية التي تشكل "شخصيته وتكوينه النفسي" عموماً وطريقته غي إدراك العالم المحيط به.
 ولكن هذه المتغيرات الداخلية ليست هي العامل الوحيد المحدد للسلوك الفردي، فإن الفرد يتأثر أيضاً بالعالم المحيط به، وبالمواقف التي يجد نفسه فيها، وبالأفراد الآخرين الذين يتعامل معهم بشكل أو بآخر، إن هذه المتغيرات الخارجية تؤثر تأثيراً واضحاً على استجابات الفرد (سلوكه).
مثال ذلك أن الجو الاجتماعي في العمل، ونمط القيادة وأساليب المشرفين ونوعية الزملاء في العمل، كلها عوامل خارجية تؤثر بلا شك على سلوك الفرد.
ومن ثم فإن محاولة فهم وتفسير السلوك الفردي لابد وأن تعتمد على أمرين حتى الآن:
1. التكوين النفسي الذاتي للفرد والعمليات والمتغيرات الداخلية.
2. الجو المحيط بالفرد وتكوينه الاجتماعي والحضاري ومن أهم عناصر الجو المحيط (الفرد الآخر) – أي إنسان آخر يتصل بالفرد وينشأ نتيجة لهذا الاتصال تأثير وتعديل في سلوك الفرد الأول، والنموذج التالي يعبر عن تأثر هذه العلاقة الثنائية بين فردين على السلوك.
ومعنى هذا النموذج أن سلوك الفرد الأول يعتبر بمثابة مؤثر بالنسبة للفرد الثاني، وأن سلوك الفرد الثاني لا يتحدد فقط بناء على المتغيرات الداخلية (تكوينه الذاتي) ولكنه يتأثر أيضاً بسلوك الفرد الآخر الذي يتعامل معه. ويمكن أن نشاهد هذا النموذج في التطبيق العملي في مواقف متعددة حيث نجد في العلاقة بين شخصين أن السلوك الانفعالي من جانب الأول يستثير سلوكاً انفعالياً في الثاني في حين لو بدأت العلاقة بسلوك متعقل من جانب الأول لكانت احتمالات السلوك المتصل من جانب الثاني كبيرة، وفي الحالات التي لا يتطابق سلوك الفرد فيها مع مستوى التأثير الواقع عليه من فرد آخر، فهذا دليل على شدة تأثير الفرد الأول بدوافعه وتكوينه الذاتي ويتطلب هذا الموقف عادة معالجة خاصة، مثال ذلك حين نجد شخصاً ما غاضباً ومنفعلاً فإن حديثاً ودياً من شخص آخر قد يفهم على أنه هجوم أو عدوان، ولاشك أن هذا النوع من الاستجابة يتم تحت تأثير متغيرات داخلية طاغية.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا