شجاعة طفلى لحور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2022-01-15

شجاعة طفلة
ولاية تكساس عام 1999 م 
أصرت الطفلتان كريستال سورلس 10 سنوات وشقيقتها ماركي 7 سنوات على المبيت لدى عائلة تيري هاريس، حيث كانت عائلة هاريس صديقة لهم. كانت كريستال وماركي تمضيان وقتاً ممتعاً مع ابنة هاريس كيتي 13 عاماً وشقيقتها، فتركت الأم طفلتيها كريستال وماركي لدى كيتي ووالدتها وقررت أن تنام طفلتاها لدى منزل هاريس لحين عودتها. 
المأساة
في 31/ 12/ 1999 
نامت كريستال في السرير العلوي وكيتي في السفلي، أما ماركي فنامت في الحجرة المقابلة بعد أن رفضت كريستال أن تنام معهم لشغبها. 
وفي الــ 5 صباحاً، استيقظت كريستال على صرخة، وما أن أفاقت حتى تجمد الدم بعروقها، إذ رأت رجلاً كث الشعر واللحية وقد وضع يده على فم كيتي لإسكاتها وقام بنحرها مرتين بلمح البصر، تسمرت بمكانها وسقط قلب تلك الطفلة المسكينة، هي الآن لوحدها مع قاتل خطير فماذا ستفعل؟ 
سقطت كيتي تنتفض على الأرض، فقام بطعنها مرات عدة بسكين حاد، بعدها توجه للباب والتفت للخلف ليرى كريستال تنظر له بهلع، ويبدو أنه لم ينتبه لها من البداية. 
فتقدم منها فأخذت الطفلة بالبكاء وقد تحشرج صوتها وهي تقول: لن أخبر أحداً، أرجوك، اتركني، ليقوم بنحرها هي الأخرى وسقطت بجانب كيتي، وغادر الغرفة بعد أن مسح بصماته من على المقبض وخلع شباك النافذة خشية وجود بصماته وغادر.
كانت الطفلتان تنتفضان فسكتت كيتي عن الحركة، أما كريستال فأمسكت رقبتها لإيقاف النزيف ووقفت بصعوبة وتوجهت للباب، لقد كانت تظن أن كل من المنزل قد قتل، فخرجت للباب الخارجي وأخذت تمشي بصعوبة لأقرب منزل طلباً للمساعدة، فتم إسعافها واتصلوا بالشرطة. 
وصلت الشرطة وأخذتها الهيلوكبتر لأقرب مستشفى لإيقاف النزيف الذي تعرضت له في القصبة الهوائية. 
الطفلة كريستال
في المستشفى
توجه فريق الشرطة والإسعاف للمنزل وصدموا مما رأوا، كانت الدماء تغطي الحجرة والممر، فكيتي قد نحرت من الوريد للوريد وطعنت 16 طعنة قاتلة. 
اتصلت الشرطة على والدي كريستال اللذين أسرعا بالعودة، وتوجهت الأم فوراً للمستشفى، وذهلت مها شاهدت، فقد كانت الطفلة بين أجهزة التنفس والإنعاش. 
وقد غطيت رقبتها لإيقاف النزيف، وفي اليوم الثاني أفاقت الطفلة، لكنها لم تستطع الكلام، كان المحقق يحاول الحصول على وصف القاتل فأعطاها قلماً وورقة وقامت برسمه، وعلى الفور تعرفت عليه عائلة هاريس، إنه تومي لي سيلز صديق العائلة! 
وبالفعل قامت الشرطة بوضع مجموعة صور مجرمين أمام كريستال فاختارت تومي. 
كان تومي يعمل ببيع السيارات المستعملة، وقد اشترى منه تيري سيارته، بل إنه زار تيري بمنزله مرات عدة لاستشارته بمصاعب يعانيها بزواجه. 
توجهت الشرطة على الفور لمنزل تومي الذي ما إن رآهم حتى قال: أخيراً جئتم، لقد سئمت مما أفعل! 
صدمت الشرطة من ردة فعله.. بدا أنه سعيد بالقبض عليه، ذهب بهم تومي لمكان السكين الذي كان طويلاً وحاداً، وقد ألقاه بين الأحراش. 
المتهم تومي
كان تومي هادئاً ومتعاوناً مع الشرطة، واعترفا أنه توجه لمنزل هاريس للاعتداء علي كيتي داخل المنزل من النافذة، ثم دخل الغرفة الاولى يوجد شقيقها نائماً. 
دخل الثانية فوجد ماركي نائمة، ثم الثالثة فوجد الأم وابنتها نائمتين حتى دخل الغرفة الرابعة فوجد سريراً ذا طابقين، كيتي أسفل وكريستال في الأعلى، فتوجه لكيتي للاعتداء عليها فاستيقظت وصرخت به فهددها بالسكين وحاول التحرش بها فهلعت وحاولت الهروب والصراخ ليتوجه لها على الفور ويقوم بنحرها مرتين ثم طعنها 16 مرة! 
وما أن وصل للباب حتى التفت ليجد كريستال تنظر له بهلع ليقوم بنحرها هي الأخرى ويغادر المنزل بعد أن مسح بصماته وأخذ شباك النافذة. وقام القاتل بتمثيل جريمته للشرطة، لكن الصدمة عندما اعترف بجرائم أخرى بقيت غامضة لفترة طويلة للشرطة، حيث اعترف بقتل أطفال وفتيات ورجال ما يقارب 22 ضحية وقام بإرشاد الشرطة لمكان دفنهم، بل إنه نسي العديد من التفاصيل لكثرة الجرائم التي ارتكبها! 
قال تومي: إنه سئم مما يفعله، وسعيد بالقبض عليه.
بعد 9 أشهر من الجريمة حيث التحقيقات والبحث عن أماكن الضحايا وتعافي كريستال، بدأت المحاكمة، كان محامي تومي يعرف أنه القاتل لكنه يريد إقصاء عقوبة الإعدام وإبدالها بالمؤبد. 
أما الطفلة كريستال فكانت طفلة شجاعة كما وصفها مراسل البرنامج والشرطة، فقد أرادت أن تشهد ضد قاتل خطر ارتكاب جرائم عدة وهي الشهادة الوحيدة، فرفضت والدتها لكن الطفلة أصرت على الشهادة، قالت إنها ستشهد من أجل كيتي والعديد من الضحايا اللاتي قتلهن، ستشهد للعدالة، حتى لا تعيش ضحية أخرى كوابيسها وآلامها. 
وبالفعل دخلت بكل ثبات وشجاعة وجلست على كرسي الشهود، وأشارت له قائلة: هذا من نحرني وقتل كيتي. 
لكنها بعد لحظات أخذت تبكي وبدت ضعيفة، لاحقاً قالت: 
ما أن رأيته حتى تذكرت ما فعله بي وبكيتي، فأخذت بالبكاء والغضب لكن الشرطة طمأنتني وقالوا يجب أن تشهدي من أجل كيتي، وبالفعل شهدت، وأخبرت القاضي والمحلفين بكل ما فعله وأريتهم رقبتي المصابة. 
وصف محامي المتهم تومي، كريستال بــ: امرأة شجاعة. 
كانت قضيتها من أكثر القضايا المؤثرة وتصدرت عناوين الصحف لما تحمله من أحداث مروعة، ولا تزال الشرطة تعتقد أنه قتل ما يقارب 70 ضحية وليس 22. 
حكم على المتهم بالإعدام وتم إعدامه بالحقنة عام 2014 م. 
النهاية

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا