دراسة النوم:
تخبط الناس في شأن النوم لآلاف السنين وبدءوا في دراسته علميًا منذ حوالي 40 عامًا تقريبًا وكان اختراع جهاز رسم المخ (EEG)، وهو جهاز يقيس النشاط الكهربي الحادث خلال الدوائر العصبية في المخ، من العوامل التي جعلت من الدراسة الموضوعية للنوم أمرًا أكثر سهولة.
وتوجد عينة من تسجيلات جهاز رسم المخ في شكل (2-4) ويتعرف الباحثون على حالات النوم واليقظة من شكل الموجات المسجلة. ولأنه يلزم للإنسان كثير من التدريب للتعرف على أشكال هذه الموجات، فالباحث يجد نفسه مضطرًا للاعتماد بدرجة كبيرة على الأوصاف الشفوية لحالات النوم ومع ذلك فسنعاود الإشارة إلى هذه التسجيلات كثيرًا.
في عام 1937 اكتشف العلماء أن النشاط الكهربي للمخ يتغير بانتظام قبل وأثناء النوم. ومنذ ذلك الحين دأب الباحثون على استعمال أجهزة رسم المخ وأجهزة أخرى تسجل حركات العين، وتوتر العضلات، والتنفس، ومعدل ضربات القلب، والعرق، وعديد من ردود الأفعال الفسيولوجية لدراسة النوم باعتباره نشاطًا مستمرًا لحظة بلحظة. وكانوا أحيانًا يراقبون نوم الحيوان. وأحيانًا أخرى كانوا يدفعون لمتطوعين كي يقضوا عدة ليال في "معمل نوم" وتأسست أولى هذه المعامل في 1950 وفي أيامنا هذه يوجد أكثر من 30 معملًا للنوم في الولايات المتحدة ويحتوي كل منها على ما يشبه حجرة النوم (انظر شكل 2-5) ومعدات باهظة الثمن لقياس ردود الأفعال الفسيولوجية للنائم . وكل معلوماتنا عن النوم مستقاة أساسًا من آلاف الدراسات من المتطوعين في معامل النوم وهي غالبًا من طلبة الجامعات.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا