اختفاء فتاة توصيل طلبات البيتزا
لغز استمر 25 عاماً
جنوبا بورتلاند 4 يوليو 1982 م
يصادف الـــ 4 مي يوليو يوم الاستقلال حيث زينت السماء بالألعاب النارية، وحرص الآباء على اصطحاب أطفالهم وزوجاتهم لحضور الفعاليات والاحتفالات.
في الساعة الــ 10 مساء عاد جورج وابنه بعد الاحتفال بالألعاب النارية، وفي الطريق المظلم الترابي المؤدي للأحراش وجد سيارة بيتزا متوقفة، لم يكن هناك أحد، المحرك لا يزال يعمل، الباب مفتوح، الأضواء لا تزال تعمل لكن لا أثر للسائق.
لكن الغرابة ماذا تفعل سيارة البيتزا في هذا الطريق الترابي المظلم؟
شيء ما خاطئ، فاتصل بالشرطة.
بعد وصول رجال الشرطة ومعاينة المكان، علمت أن شيئاً مروعاً قد حصل فقد عثرت على:
قبعة لموظفي البيتزا بين الأحراش.
آثار عنف على الرمال لشخصين دلت على محاولة سحب بالقوة ومحاولة الضحية التوقف.
صناديق بيتزا ملقاة.. أحدها صدمته سيارة والآخر آثار حذاء على الصندوق.
بطاقة هوية لموظفة بيتزا باسم شيري
شيري
فاين شيري؟ هل تعرضت اختطاف؟
اتصلت الشرطة بمحل البيتزا للسؤال عن شيري.
وعلموا أنها شيري ايرلي 18 عاماً.
موظفة مجتهدة، توظفت منذ شهر فقط،
يقول مدير شيري:
في الــ 9 والنصف ذهبت شيري لتوصيل طلب البيتزا الغامض، فقد طلب المتصل بيتزا من نوع معين، كان يتحدث لشخص بقربه فقال: دقيقة لأعرف ماذا طلبت آخر مرة، ثم أخذ يتحدث للشخص بقربه.
ثم أعطانا أسمه والعنوان، وقبل أن يغلق قال شيئاً غريباً، فقد قال:
نريد تلك الفتاة الصغيرة صاحبة السيارة الصغيرة أن توصل الطلب، هي تعرف مكاننا ودائماً توصل طلبنا.
ثم أغلق الخط!
يقول المدير: الفتاة التي طلبها كانت بإجازة ذلك اليوم، لذلك ذهبت شيري تلك المجتهدة لتوصيل الطلب.
ذهبت الشرطة لتفحص اسم المتصل بالسجلات فظهر اسم مزيف لا وجود له، فتفقدت العنوان الذي كان فندقاً صغيراً وسط البلد، أنكر زبائنه طلبهم لبيتزا، يبدو أن شيئاً مروعاً حدث لشيري، فهل سيجدونها قبل فوات الأوان؟
في الساعة الــ 11 مساء، ظهر شرطي عند باب أسرة شيري يبلغهم بالنبأ المروع.
تقول الأم بحزن:
كنت أعرف أن شيئاً مروعاً حدث لابنتي، كانت شجاعة، مرحة، عملت البيتزا لجمع المال للدخول للكلية.
أما خال شيري فيقول:
كنا قلقين من عملها لما يحمله من مخاطر، فقد تتعرض للسرقة لكن لم نتوقع أن يحدث لها هذا الأمر أبداً.
كثفت الشرطة تحرياتها، وشارك أصدقاؤها وجيرانها في البحث في الأنهار والجبال والغابات. وعلمت الشرطة أن سبعة شهود رأوا شاحنة خضراء اللون متوقفة في ذلك المكان الترابي وفي نفس التوقيت وكانت تعمل إطارات كبيرة الحجم وإضاءات أمامية spot light فناشدت الجميع للقبض على الفاعل.
بعد يومين تلقت الشرطة اتصالاً، ذلك الاتصال الذي ينتظره الجميع، فقد تلقى مدير شيري اتصالاً مجهولاً يطلب 50 ألف دولار فدية مقابل عودة شيري آمنة!
وأنه سيتصل بعد 45 دقيقة للمزيد من التفاصيل. ترقبت الشرطة ذلك الاتصال لكنه لم يتصل أبداً لسبب مجهول.
لم تعلن الشرطة عن ذلك الاتصال للعامة واحتفظت به، أما عائلتها فكانت تعيش بخوف وقلق، بعد ذلك تلقت الشرطة اتصالاً من امرأة: أن لديها معلومات سيودون سماعها.
بعد استجوابه المرأة علموا أنها دون ويلسون التي أخبرتهم أن زوج شقيقتها ديريل ويلسون قد يكون الشخص المطلوب، حيث لديه شاحنة تحمل تلك المواصفات، وبعد اختفاء شيري قام بصبغها وتغيير لونها للأحمر!
وأنه قابل شيري بحفل شواء قبل أسبوع ووصفها بأنها جميلة ويود الخروج معها! أسرعت الشرطة لتفحص يسجل ديريل، وعلموا أنه متعاطٍ للمخدرات ويعيش لوحده ويمتلك شاحنة خضراء.
زارت الشرطة ديريل بشقته وكان متوتراً، غاضباً، وأنكر أي علاقة له باختفاء شيري وأنه لا يعرفها، فقط رآها بالصحف.
سألوه عن حفل الشواء، فقال: لا أتذكر، لست متأكداً، لكنني لا أعرفها.
ضغطوا عليه، يسألوه عن الصبغ، فقال: أحب التغيير ومصادفة أنني صبغت سيارتي بنفس الوقت، سألوه عن مكان تواجده ليلة اختفائها فقال إنه كان يخيم مع أصدقائه ولم يغادرهم. أسرعت الشرطة لأصدقائه للتأكد من أقواله، فقالوا إنه كان معهم وغادي الساعة الــ 6 والنصف.
وعاد في الــ 3 والنصف صباحاً.
واجهت الشرطة ديريل، بدا قلقاً، غير مرتاح، اعترف أنه كذب. ضغطوا عليه لإجراء اختبار كشف الكذب فقال: لا أثق به، ولن أجريه، كان ديريل هو المشتبه الرئيسي بلا أدنى ريبة، لكنهم يحتاجون لأدلة لاعتقاله.
أما عائلة شيري فقد استيقظ الأمل لديهم، طلب الشرطي من ديريل القدوم للمركز لاستجوابه، فقال إنه مشغول وسيأتي في الغد، وبعد ساعات تلقى الشرطي اتصالاً غير مجرى التحقيق للأبد.
فقد شنق ديريل نفسه بمنزله، وترك ملاحظة يقول: إن الضغط عليه كبير والشرطة تعتقد أنه الفاعل.
لكن الشرطة كانت متأكدة أنه هو، فبحثوا بشقته وسيارته فلم يجدوا شيئاً مريباً، لكنهم وجدوا حذاءين بشقته، اشتبهوا بأحدهما الذي طبعت آثاره على صندوق البيتزا لكن المختبر لم يؤكد ذلك، لا أدلة تربط ديريل بشيري لكن الشرطة متأكدة أنه الفاعل.
لحظات محبطة عاشتها العائلة فأين شيري؟
مرت الأسابيع ثم الأشهر والسنوات وفقدت أسرتها الأمل بالعثور عليها، مرت عشرون سنة، ترأس الفريق الجديد القضايا غير المحلولة فاختاروا قضية شيري، وكانوا أمام تحدٍ كبير، ففحصوا كل الأدلة من جديد، قالوا إن ديريل مستحيل أن يكون الفاعل، لأنه لا يحمل سجلاً إجرامياً يشابه تلك الجريمة لأن من فعلها اعتاد على ذلك، فبحثوا في قضايا الاختطاف في تلك المنطقة، فاكتشفوا أن عملية اختطاف حدثت بعد سنة ونصف من اختفاء شيري.
كانت طالبة جامعية تدعى كيتي خرجت من الحفل في الــ 2 صباحاً، وقد وجدوا سيارتها والمحرك لا يزال يعمل والباب مفتوحاً وكيتي اختفت، وعثر على جثتها بالنهر.
كانت قضية كيتي تشابه قضية شيري، اختطاف في منتصف الطريق، بشارة لا تزال تعمل، لكن هناك اختلاف:
فقد قبضوا على قاتل كيتي، فهل هو نفسه خاطف شيري؟
وهل سيواجه العدالة؟
هو وليام سكوت قتل كيتي في عام 1984، وأعتدى على فتاة أخرى، حيث صدم سيارتها من الخلف وفور خروجها اختطفها.
ذهبت الشرطة للسجن لأن سكوت لا يزال معتقلاً بقضية كيتي. واجهوه فأنكر أي علاقة له بشيري، بل كان في واشنطن يوم الاستقلال. بحثت الشرطة عن دليل أنه كان بالمنطقة، وبعد مجهود كبير عثروا على ما يريدون، فقد استجوبه شرطي بعد اختفاء شيري بساعة، إذن كان بالمنطقة، الآن لديهم دليل يربطه بشيري، بل زميله بالزنزانة أخبرهم باعترافه بتورطه بفتاة البيتزا.
وضعت الشرطة مخبراً وسجلت اعترافاً له بمسؤوليته عن اختطاف فتاة البيتزا، واجهته الشرطة فرفض أن يتكلم، وبعد أن اتفقوا معه على صفقة بدأ يعترف.
اعتراف مروع صدم الشرطة، لقد كانت الفتاة الخاطئة بالمكان الخاطئ، يقول سكوت:
كنت مع صديقي روجر الذي اتصل يطلب بيتزا، كنا نريد تلك الفتاة التي أوصلت طلبنا في السابق، وحين وصلت تفاجأنا بأنها ليست هي لكن استمرينا بالخطة ووصلت إلى ذلك الطريق المشبوه، فأشرنا لها بأننا أصحاب الطلب، فتوقفت ونزلت وأحضرت الصناديق الثلاثة وما أن اقتربت حتى هجمنا عليها ووضعناها بالسيارة، وذهبنا بها لمنزلي واعتدينا عليها ثم بجانب النهر القريب خنقتها وألقيت بجثتها بالنهر.
يقول الشرطي: كنا نعلم أننا بالاتجاه الصحيح، فهناك تفاصيل جديدة لا يعرفها العامة، فقط الشخص المتورط يعرفها، نوع البيتزا التي طلبوها، اتصال الفدية، ولكن للأسف روجر قد مات بعد فتح القضية بسنوات.
اتجهت الشرطة للنهر بغواصين ومعدات حديثة، لكن هل سيجدون بقايا شيري التي ماتت منذ 20 عاماً وسط تلاطم المياه الشديد؟
سكوت
في 2007 حكم على المتهم سكوت بالسجن المؤبد.
النهاية.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا