(5)
جاء اليوم التالي وبدأ الجميع الاستعداد للذهاب إلى بيت العم عبد "العزيز للغداء كما اعتادوا جميعاً في ثاني أيام العيد، وبدت سمر في هذا اليوم أشبه بالعروس، فقد رفعت شعرها إلى الأعلى وارتدت ثوباً أبيض يظهر نحافتها وتناسق جسدها وارتدت حلقاً ماسياً طويلاً يصل إلى رقبتها وهذا الحلق كان هدية والدها يوم تخرجت من الجامعة وقضت وقتاً طويلاً في وضع مكياجها وظهرت جميلة، أجمل من المعتاد، واتصلت بهديل، وما أن سمعت صوتها حتى هتفت: هديل لا أطيق الانتظار حتى تريني، أراهنك سوف أعجبه. ضحكت هديل: أنت دائماً جميلة وإن لم تعجبيه فهو أعمى بلا شك.
سمر: لا أعرف يا هديل بصراحة أنا لا أدري إنك إن كان يفكر بي أم لا، أحياناً أتساءل إن كان علي القيام بخطوة ما نحوه.
هديل: لا يا سمر لا تستعجلي فالرجل يحب الفتاة الرصينة لا ترمي نفسك عليه وأنا متأكدة أنه يفكر فيك هل تعرفين أن والدته سألتني عنك؟
صرخت سمر: ماذا سألت؟
هديل: عن شهر ميلادك وموقع عملك وحتى ساعات دوامك.. حتى أن أمي فرحت عندما أخبرتها وإن شاء الله نسمع أخباراً حلوة قريباً.
كادت سمر تطير فرحاً بعد هذه الأحداث وزاد الفرح من تألق وجهها ونزلت من غرفتها وانضمت إلى عائلتها للذهاب لمنزل العم، وعندما وصلوا هناك رأت هاني واقفاً عند المدخل يستقبل الضيوف، ورأته يختلس النظر إليها وابتسم ابتسامة كبيرة عندما اقتربت منه وقال: ما شاء الله يا سمر كل مرة أراكِ أشعر بكِ مختلفة.
فابتسمت وقالت: كيف مختلفة؟
فقال: كل مرة أجمل من المرة التي قبلها.
فخفق قلبها بشدة وضحكت بارتباك فهي المرة الأولى التي يطري بها جمالها بهذه الصراحة وكان ذلك أكثر مما تمنت، وعندما وصلت هديل ورأتها لم تطق صبراً حتى أخبرتها بآخر التطورات وكادتا أن تطيرا من الفرح.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا