الزوجة السادسة لأبو طلال الحمراني

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-12-27

الزوجة السادسة!!
هذه قصة إحدى الحموات اللواتي يحببن أبناءهن حباً جماً، ولا يردن أن ينازعهن أحد في أولادهن مهما كبر الأبناء وصاروا رجالا، وتزوجوا وخلفوا، فينشأ دائماً ذاك الصراع الأبدي بين الحموات وزوجات الأبناء.
وقصتنا هذه من هذا القبيل، حيث كان هناك شخص يدعى أحمد، وحيد أسرته، قرر أن يتزوج بعد وفاة والده، فتزوج أول مرة من امرأة جميلة، لكن بعد مرور أيام قليلة انفصلت عنه، دون أن يعرف أحد سبباً لهذا الطلاق السريع غير المبرر، ليعيش أحمد مع والدته في المنزل بمفرديهما. تزوج أحمد بثانية وثالثة ورابعة وخامسة، وحدث معهن تماماً مثل الذي حدث مع زوجته الأولى: يحدث الطلاق بعد أيام قليلة، ولا أحد يعلم ما السبب وراء ذلك الطلاق؟ احتار أحمد في سبب طلب الزوجات الطلاق منه، فصار يتابع أمه بالخفاء اعتقاداً منه أن والدته هي سبب فشل الزيجات، وقال في نفسه: من الممكن أن تكون أمي هي السبب وراء طلب الزوجات الطلاق، لكنه على العكس كان يشاهد والدته طيبة جداً مع زوجاته، وتحترمهن وتعاملهن أحسن معاملة، ظل أحمد يفكر عدة أشهر يبحث عن حل لمشكلته، فشاهده أحد أصدقائه مهموماً فسأله عما يهمه ويكربه، فحكى أحمد لصديقه كل ما يحدث له، وأخرج له كل ما في قلبه.
ذهب صاحبه إلى زوجته وحكى لها قصة صاحبه أحمد، وطلب منها أن تبحث له عن فتاة من محيطها في عملها في المدرسة، تكون خلوقة وجميلة، وترضى بوضع أحمد وشرطه الوحيد أن توافق الزوجة على العيش مع والدته، ذهبت زوجة صاحب أحمد إلى المدرسة، وجلست مع فتاة تدعى بشاير جميلة الوجه وخلوقة، تحدثت معها عن سبب تأخرها في الزواج، فأخبرتها بشاير أن السبب ليس منها وأن كثيرين يتقدمون إليها يطلبون يدها، ويرفضون فوراً بعد سماعهم بقصة أختها ووالدتها، فأما والدتها فكانت من إحدى الجنسيات العربية، وسمعة قبيلتها ليست جيدة، يشتهرون بالأمسيات والرقص، لكن والدها المتوفي كان قد أعجب بها بعد ذهابه إلى هذه الدولة العربية وتزوجها وأتى بها إلى الكويت وأنجب منها بشاير وأختها وأخاها.
وأما أخوها فلم تقبل أية فتاة أن ترتبط به، فذهب إلى سوريا وتزوج من هناك وجاء بزوجته إلى الكويت، وأما أختها فأحبت شاباً، وقررت أن تتزوجه، بالرغم من رفض أهلها الزواج به، فهربت معه وتزوجته. فكلما يسمع أحد بمسألة قبيلتها والدتها وأختها التي هربت مع عشيقها يرفضون التقدم، ويعزفون عن الارتباط بها.
بعد ما سمعت زوجة صاحب أحمد ذهبت إلى زوجها وأخبرته عن موضوع بشاير، وافق أحمد مبدئياً وطلب الالتقاء بها وأن تتم النظرة الشرعية بينهما، وبالفعل عندما التقى أحمد ببشاير أذهل بها وقرر على الفور أن يتزوجها، فهي ليس لها يد في ماضي والدتها ولا فيما فعلته أختها غير العاقلة.
فكرت بشاير أن تعرف سبب انفصال الزوجات الخمس، فاستشارت صاحبتها أن تبحث عن سجل أحمد وماضيه وحاولت أن تتوصل إلى طليقاته وتتحدث معهن، وبالفعل علمت بشائر السبب الذي جعلهن يطلبن الطلاق، ولكونها امرأه متفهمة ومتعلمة قررت أن تتحمل ما لم تتحمله السابقات، فقبلت الزواج من أحمد.
أخذ أحمد بشاير إلى بيته، وتقابلت بشاير مع خالتها أم أحمد، أصبحت الأم تحتضن بشاير، وطلبت منها ألا تطلب الطلاق، ولا تفكر في الانفصال عن أحمد، كانت بشاير تعلم حيلة وخباثة أم زوجها، فكانت تمثل أمامها، ولا تريد خلق المشاكل.
وبعد مرور يوم من زواجها، أخرجت بشاير كل ملابس زوجها أحمد وقامت بتصويرها، وأرسلت إلى صاحبتها تطلب منها أن تشتري لها ملابس تشبه ما في الصور، وبالفعل اشترت كل ما في الصور، فصار أحمد يأتي من العمل وينزع ملابسه وتقوم بشاير بغسل ملابسه، وتنشرها على الحبل، وتراقب من بعيد .. خرجت والدة أحمد وبدأت ترش على الملابس مادة الكلوركس وتهرب بسرعة، أخدت بشاير الملابس وأبدلتها بالملابس التي اشترتها، وأعطتها لزوجها، غضبت والدة أحمد عندما لم تسمع أي مشاكل بين ابنها أحمد وزوجته بشاير، فصارت تقوم بتمزيق ملابس ابنها بالسر وتقصها بالمقص، لكن لم يحدث أي انزعاج بين ابنها وزوجته، والغريب أنها تشاهد ابنها يرتدي نفس الملابس ولا يوجد قص فيها، ولا يوجد عليها أي آثار لمادة الكلوركس، وصلت أم أحمد إلى أقصى غضبها، وصارت تجرح بشاير في الكلام وترمي عليها بعض العبارات المعيبة المعيرة لها، وأصبحت تذم ابنها أحمد لها، وتخوفها منه، وتقول لها: إن ابني أحمد لديه حالة نفسية، وأنه كان دائماً يستيقظ من النوم ليلاً يريد قتل زوجاته السابقات، ضحكت بشاير من قصتها، وصدمتها بردها قائلة لها: إن الإنسان لا يمكن أن يموت عندما يكون ميتاً، استغربت والدة أحمد، تعجبت أم أحمد، وصدمت من هذا الجواب، فحكت لها بشاير أنها عندما كانت صغيرة ماتت، وقام أهلها بإحيائها بالسحر!! وأنها انتحلت شخصية أخرى وعاشت بها. خافت أم أحمد من بشاير منذ ذلك اليوم ولم تتعرض لبشاير بعدها أبداً، وأصبحت تحترمها وتقدرها وتخاف منها، وبعد سنوات قليلة توفيت والدة أحمد، وعاش أحمد مع زوجته بشاير في سعادة وسط أبنائهما.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا