الموت نهاية الغدر
في العراق في عام 1993م، كان هناك شاب يدعى فهد ابن شيخ إحدى القبائل العراقية المعروفة في بغداد في ذلك الوقت، كان فهد قاصراً وقتها لم يتجاوز عمره 17 عاماً، وهو من عائلة غنية ومعروفة، صادق فهد شاباً يدعى فاضل من عائلة فقيرة، واعتبره فهد مثل أخيه، كان دائما معه يتبادلان الحوار ويلعبان معاً.
وفي يوم من الأيام كان فاضل موجوداً في منزل فهد، وافتقدت عائلة فهد سلاحا من بيتهم، فاشتبهوا في صديق فهد، فمن الممكن أن يكون هو من سرق السلاح، لكن فهد غضب عليهم وحاول أن يوضح لهم أن فاضل شاب نظيف لا يسرق أي شيء، لكن في الحقيقة فاضل هو من سرق السلاح من بيتهم بالفعل، ومرت الأيام وتخرج أخو فهد من كلية الضباط وقام بإهداء أخيه فهد ساعة نادرة جداً، فقام فهد بإعطاء الساعة لصديقه فاضل كي يفرح بها، وذات يوم زار فاضل بينهم، شاهد أخو فهد الساعة في يد فاضل، غضبه من أخيه، وقال له: هذه الساعة التي أهديتك إياها، كيف صارت في يد صديقك؟! اعتقدوا أولاً أن فاضل هو الذي سرقها من فهد، لكن فهد أوضح لهم أنه من قام بإعطاء الساعة لفاضل، فسكتت عائلة فهد عن الشاب فاضل.
وفي يوم من الأيام، غاب فهد عن البيت ليلاً، اعتقدت والدته أنه ذهب إلى منزل أخته لينام هناك، لكن تفاجؤوا بعدما أتى ابن أختهم صباحاً، وقال لهم إن خاله لم يزرهم أمس، أيقظت أم فهد أبناءها ليبحثوا عن أخيهم، وبالفعل ذهبوا ليبحثوا عنه وبدأوا بيت فاضل صديقه، وحكى لهم فاضل أن فهد جاءه ليلاً وخرج من عنده الساعة 11 مساءً كي يذهب إلى منزل أخته، قام أخوته بإبلاغ المباحث، وبالفعل تم العثور عليه بعد ساعات، ولكن عثروا عليه مرمياً بالقرب من بقعة مياه، وكان فيه بقية رمق من حياة.
على الفور تم إسعافه، ومن حسن الحظ ومحض الصدفة كان هناك دكتور من أشهر الدكاترة في العالم نصحهم بأن يقوموا بتضميد الجرح دون أن يجروا له عملية، لأن الطلقة خرجت من الجهة الثانية، وبالفعل تم تضميد الجرح، ودخل فهد في العناية المركزة تسعة شهور.
تم إلقاء القبض على المشتبه الوحيد فيه صديقه فاضل، لكن فاضل كانت حالته مأساوية، يبكي بحسرة على صديقه فهد، ورغم ذلك تم إيداعه السجن عدة أشهر. اضطر أهل فهد أن يخبروا فاضل أن فهد قد توفي لضمان حياته في المشفى. وبعدما استيقظ فهد من العناية المركزة، تعرف على والده وإخوانه، واستطاع أن يذهب إلى البيت، كانت تلك اللحظة لا تفارق باله، يستيقظ في الليل يصرخ باسم فاضل، شكت عائلته في الأمر، وطلبوا المباحث، وبالفعل شرح فهد الحادث بأكمله للمباحث: أنه خرج من بيت صاحبه فاضل ليلاً، وكان معه سلاح، وليس فيه إلا طلقة واحدة، أخذ السلاح صديقه فاضل، وتوقفا عند بقعة مياه، وفجأة أطلق فاضل على صديقه فهد طلقة نارية غادراً به في وسط الليل. جلب فاضل للتحقيق مرة أخرى، لكنه كان لا يزال ينكر، ويبكي على موت صاحبه فهد، لكن تفاجأ بفهد أمامه بنفسه، فاعترف فاضل بجريمته، وأنه قد قام بإطلاق النار على فهد كي يأخذ السلاح منه ويبيعه مثل السلاح السابق الذي سرقه من بيتهم. تم الحكم على فاضل بالسجن المؤبد لأنه لم يزل قاصراً، وبعد عشر سنوات التحق فاضل بعد خروجه من السجن بالجيش، وأصيب في إحدى الثورات التي قامت بها الأحزاب بطلقة مارية مفاجئة أدت إلى وفاته. فقد عاقبه الله على ما فعله بصديقه فهد.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا