غالب وابنة عمه هيا
كان معروفاً بين القبائل العربية إلى عهد قريب، مسألة تحجير بنت العم والمقصود بذلك أن من حق ابن العم أن يمنع ابنة عمه من الزواج مدى الحياة إذا لم تقبل به .. وهذا الذي حدث تماماً في الثمانينات في عائلة كويتية، توفي فيها الوالد، تاركاً أربعة شباب، وثلاث فتيات، كان غالب أكبر أبناء المتوفي، وهو في نهاية الثلاثين من عمره .. كان ذا شخصية قوية، استطاع أن يسير عجلة البيت بعد وفاة الأب، وأن يفرض رأيه حتى على عائلة عمه المكونة من ثلاثة شباب، وأربع فتيات. اقترح يوما على عمه أن يحافظوا على العائلة، فيزوجوا إخوته الشباب من بنات عمه، وأن يتزوج أبناء عمه أخواته .. وافق العم، وكل أفراد العائلة، لكن لاحظوا أن أخاه الصغير فيصل غير مناسب لابنة عمه هيا، فهو ما زال صغيراً من جانب، ويعاني من مشاكل نفسية ومرضية من جانب آخر .. كان غالب في الحقيقة معجباً بابنة عمه الصغرى هيا، لكن هيا رفضته، ولم تقبل به زوجاً، غضب غالب غضباً شديداً، وأخبر عمه أنه لن يجبر هيا على الزواج به، وأنه سيتزوج بفتاة أخرى، لكن هيا ستظل محجرة له إلى الأبد.
كانت هيا أجمل أخواتها، ذكية ومتفوقة في دراستها، أكملت دراستها الثانوية بمعدل عال، وترغب في متابعة دراستها الجامعية في كلية الحقوق، لكن أباها لم يوافق على ذلك؛ بحجة أن ابن عمها غالب لا يقبل بذلك .. قررت هيا أن تزور ابن عمها، وتطلب منه أن يسمح لها بمتابعة الدراسة، فوافق على طلبها أملاً بأن يفتح ذلك قلبها له، وتقبل به زوجاً، واشترى لها سيارة ليساعدها على تكاليف الجامعة، وظل يراقبها في كل تحركاتها .. تخرجت هيا، وأصبحت محامية مشهورة، ورغبت بالزواج وتكوين أسرة، فجمعت إخوتها، وطلبت زيارة بيت عمها، كان غالب يعتقد جازماً أنها ستوافق على الزواج به، لكنه صدم عندما أعلنت عن رغبتها بالزواج من أخيه الأصغر فيصل .. فرح فيصل بذلك بعد أن اضطر أخوه غالب على الموافقة، لكن الحياة لم ترق الغالب بعد ذلك، فهاجر بعيداً عن أهله وقبيلته، بينما عاش فيصل وهيا حياة سعيدة هنيئة، تحسنت على إثرها شخصيته، وازدادت ثقته بنفسه .. أما هيا فقد أصبحت إحدى أشهر المحاميات في الكويت.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا