الأشباح الضاجة

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-12-20

الأشباح الضاجة:
اللفظة مشتقة من الألمانية، وهي تعني الأشباح الصاخبة أو المزعجة وهي ت نقسم إلى polter التي تعني مزعج و giest الت يتعني شبح أو روح.
أول تسجيل لهذه الظاهرة سنجده في كتيب نشر عام 1698 في لندن وكتبه الباحث ركارد تشامبرلين، وفيه يصف الظاهرة التي حدثت في منزل عائلة جورج والتون بظاهرة الشيطان الذي يقذف الحجارة فتلك العائلة البائسة كانت تطير الحجارة من حديقتها لتقصف المنزل بفعل يد خفية أو شخص ما خفي!
يعتقد أن هذه الظاهرة تحدث حول شخص واحد وأن هذا الشخص يعتبر نقطة تركز لقوة ما تسبب الظاهرة، وفي الأغلب يكون هذا الشخص طفلا أو فتاة على عتبة المراهقة كما هي العادة في كل ما يمس العالم الآخر .. لكن علماء ما وراء الطبيعة لهم رأي آخر .. ففي رأيهم أن هذه الظاهرة تنجم من روح غاضبة لشخص قتل أو حدث له شىء مريع في مكان ما، وأن هذا أدى إلى تسجيل طاقته فيهذا المكان،وبالتالي فما يحدث هو أن الروح تعيد تمثيل ما حدث لها أو أنها تعبر عن غضبها بتحريك الأشياء أو إلقائها أو تحطيمها، وهو تفسير كما ترون لا يخلو من بعض المبالغة.
البعض ربط بين كون هذه الظاهرة تتعلق بشخص ما وبين القدرة على التحريك عن بعد psychokinesis لكنها هذه المرة قدرة لا إرادية عند الشخص لا يشعر بها، وبالتالي هو الذي يسبب تحريك الأشياء وتحطيمها دون أن يدرك هذا.
وبالطبع كما أن هناك من يؤيد هذه الظاهرة فإن هناك من يعارضها ويحاول البحث عن تفسر (علمي) لها، وبالتالي ستجد من يزعمون أن هذا يحدث بسبب الموجات الكهرومغناطيسية أو تأين الهواء أو حتى تركيز الأشعة الفوق بنفسجية أو تحت الحمراء .. وهي تفسيرات لا بأس بها لكنها لا تجيب على كل الأسئلة .. من يزعمون أن هذا كله هراء وأكاذيب يدعيها البعض تمكنوا من إثبات وجهة نظرهم بعد أن اعترف بعض مسببوا هذه الظاهرة بكذبهم وأنهم كانوا يحركون الأشياء خفية أو باستعداد مسبق، لكن واحدا من أشهر محاربي هذه الظاهرة قام بالتحري ي حكاية روزنهايم الشهيرة..
وحكاية روزنهايم تتلخص في التالي .. فتاة تعمل في مكتب محاماة في مدينة تحمل اسم رزنهايم في ألمانيا، لا تذهب إلى الكتب حتى تبدأ الأضواء ف التذبذب، والأوراق في التطاير والتمزق من ذاتها وتبدأ الموجودات في الطيران والتهشم. كل هذا لا يحدث إلا في وجود الفتاة ولا يتوقف إلا برحيلها ..
الظاهرة أثارت اهتمام الكثير من العلماء على الجانبين، وكان منهم العالم فريدبيرت كارجر الذي فحص مكتب المحاماة والفتاة بكل أساليب البحث العلمي المتاحة، وبدقة شديدة متناهية بحثا ‘ن أي ثغرة، قبل أن يعلن أخيرا أن ما يحدث في روزنهايم بعيد كل البعد عن أي تفسير علمي وأنه نتاج لظاهرة خارقة لا يفهمها وإن كان عليه الاعتراف بوجودها.
لكن ظاهرة روزنهايم ليست الظاهرة الوحيدة الشهيرة، فهناك عدة ظواهر في لندن وأمريكا، عدة دول أخرى، ومع الوقت أصبحت لفظة لوترجسيت هي التفسير الوحيد المتاح لها..
ثم ساهم المخرج الشهي ستيفن سبيلبرج في نشر الظاهرة حين كتب سيناريو فيلم بولترجيست ليخرجه توب هوبر عام 1982 ليعد واحدا من أشهر وأفضل أفلام الرعب في الثمانينات وليتم تنفيذ جزء ثان وثالث له، فضلا عن مسلسل تلفزيوني يكمل حكاية العائلة التي تعاني من الأشباح الصاخبة، ومع الأفلام والمسلسل ترددت اللفظة في كل مكان دون أن يعرف البعض معناه .. واليوم وإن كنا شرحنا معنى الكلمة نظل مثلننا مثل علماء بحثوا ولا يزالوا يبحثون عن تفسير لها دون جدوى.
 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا