يوميات طبيب نفسي لعلا بركات

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2021-12-19

يوميات طبيب نفسي:
وضع المفتاح في باب المنزل.. وهو يعرف مقدما ما ينتظره بالداخل.. يعرف أنها هناك تنتظره مثل كل ليلة.. سوف تعاتبه على تأخره عليها.. وهو سوف يقضي باقي الليلة يعتذر لها عن تأخره.. ويظل حتى الصباح ساهراً إلى جوارها محاولا إرضاءها.. وفي الصباح.. سوف يذهب إلى عمله في المستشفى الخاص.. مرهقا، متعبا لا يستطيع التركيز.. ثم يذهب في المساء إلى عيادته الخاصة حيث المرضى ينتظرونه.. وينسى نفسه معهم ويعود متأخراً عليها وتتكرر مشكلته معها مرة أخرى.
فتح الباب بهدوء.. ودخل.. أضاء النور.. ليراها.. يسمع صوتها.. ناعما جميلا.. ولكن حازما كما تعوده دائما.. قالت له:
كل ليلة تأخير.. ألا تعرف أني أنتظرك.. ألا تعرف مدى شوقي لك.
التفت إليها ليواجهها..وجدها تجلس في ركنها المفضل من الأريكة.. تنظر إليها بعيونها الزرقاء الواسعة الجميلة.. قطة بيضاء ناعمة غاية في الجمال.
نظر إلهيا لفترة وهو يفكر في مريضته.. التي حاولت اليوم أن تقنعه بوجود أحد الجن في حياتها.. لكنه في النهاية اتهما بالمرض.. وكتب لها بعض الأدوية.. التي لن تمحو من حياتها وجود ذلك الجن أبداً. فكر.. لو أنها رأته الآن وهو يتحدث مع تلك القطة.. بالتأكيد سوف تتهمه بالجنون مثلما اتهمها بالجنون اليوم..
نظر إليها على الأريكة تجلس بدلال وإغراء.. قال لها:
آسف يا حبيبتي.. العمل أخذني منك مرة أخرى.. أنت تعرفين زحام العيادة والمرضى.. ولكنني لا أستطيع الابتعاد عنك ابداً.. تأخيري دائما يأتي رغما عني.
قالت له:
لولا أنك منعتني من الحضور إليك في عيادتك لكنت جئت إليك كل ليلة.. لأبقى بجوارك أطول فترة ممكنة.
رد عليها بانزعاج:
لا.. لا.. أنا لا أريد أن تتواجدي مع كل هؤلاء المرضى.
قالت له:
ولكني أحضر إليك كل ليلة لعدة ساعات فقط.. ولا أستطيع الحضور في النهار.. وأنت.. أنت.. تضيع معظم الليل في عيادتكم.. ومع مرضاك الحمقى.. بدلا من أن تقضيه معي.. أنا التي أحبك وأخاطر بنفسي كل ليلة لأكون معك.
أطلق زفيراً عاليا كأنه يقول لها إنه لم يطلب منها ذلك لكنه قال:backslash 
آسف.. أعلم أنك تخاطرين بنفسك وأنت تتجسدين لي كل ليلة.. لكني بشر ولابد لي من العمل لأعيش.. ولست مثلكم..
مضت باقي الليلة مثل كل الليالي السابقة.. وفي الصباح.. أخذ سيارته إلى العمل.. وهو لا يكاد يرى من شدة الإرهاق.. وفي الطريق بدأ يتذكر مشوار حياته الذي قارب على الخامسة والأربعين عاما.. وكيف كانت هي رفيقته فيه منذ أن بدأت تتكون له ذاكرة..
كيف بدأت معرفته بها؟
ربما عندما كان في السابعة من العمر.. كان طفلا وحيداً.. مدللا من والديه، وعندها عرف أن والدته لن تستطيع الإنجاب مرة أخرى. سمع ذلك من بعض النساء الأكبر منها سنا.. عندها.. بدأ يخترع في مخيلته أختا تشاركه اللعب والمرح.. أم أنه رآها أولا في أحلامه ثم بدأ يحسبها أختا له.؟ لا يذكر.. لكنه يذكر تماما أنها كانت تكبر معه.. تشاركه كل دقيقة من يومه.
في البداية.. كانت تأتيه في أحلامه.. كان يجدها إلى جوارها دائما.. تشرح له كل ما يخفي عليه في الحلم الذي يراه.. ثم مع بداية مرحلة المراهقة.. بدأ يراها في صورة كل فتاة يحبها.. كل ليلة كانت تأتيه في صورة مختلفة.. كان يعرف أشياء سوف تحدث قبل حدوثها.. أحيانا.. كان يرى شيئاً ما في الحقيقة ثم يتذكر أنه قد رأى نفس المشهد بالضبط في الحلم.. منذ عدة ليال سابقة.. كان يعتقد أن كل الناس لديهم هذه الموهبة.. حتى كان في ال 17 من عمره.. وجدها تأتيه في الحلم ذات ليلة.. وتسأله إذا كان يريد أن يراها حقا.. قالت له:
إنني أشتاق إليك كثيراتً ألا تشتاق لي؟
رد:
نعم أنا اشتاق إليك أيضاً إنني أنتظر النوم لكي أراك كل ليلة.
قالت:
ولماذا تنتظر النوم حتى تراني؟ ألا تريد أن تراني في الحقيقة؟
بهت من المفاجأة.. قال لها
ولكن.. أنت مجرد وهم في خيالي.. أنت صورة للأخت التي تمنيت يوما أن تكون معي لتشاركني حياتي.. كيف أراك في الحقيقة؟
قالت:
أنا لا أريد أن أظل أختا لك.. أردي أن أكون حبيبتك زوجتك.. عشيقتك. أريد أن أغنيك عن كل نساء العالم.. أريد أن تكون لي وحدي.
قال لها بدهشة:
ولكن كيف؟.. من أنت إذن؟
قالت:
أنا إحدى الجنيات.. عرفتك منذ أن كنت طفلا صغيراً وحيداً.. لا تجد من تلهو معه.. رأيتك.. وسمعتك.. عندما كنت تغني في الحمام.. أتذكر.. كنت أطلب منك في الليل أن تغني لي إحدى الأغنيات.. فتصحو في الصباح وعقلك تملؤه أغنية واحدة.. تظل تتكرر حتى تجد نفسك تغنيها.. كنت دائما أحس أنك تغني لي أنا وحدي.. أحببتك.. أحببت وحدتك وحزنك.. ولهذا قررت أن أشاركك حياتك وأنتظر اللحظة المناسبة كي أعرض عليك كل متع الدنيا.. سوف أكون لك.. كل نساء الأرض.. سوف تراني في صورة أي امرأة تريدها.. سوف أعطيك كل ما تحلم به وأكثر.. وأكثر. فقد أريد منك عهداً ألا تكون لامرأة غيري.. أبداً.
صمتت فترة تنظر إليه بلهفة ثم أضافت:
سأتركك الآن تفكر في الأمر وتأكد أنك لن تراني إلا عندما تتخذ قراراك.
وابتعدت عنه عدة ليال طويلة.. كان يسهر فيها يفكر فيما رأى.
هل هو مجنون؟ هل ما رآه حقيقة أم أنه مصاب بمرض عقلي؟ أسئلة كثيرة مرت في عقله.. لكنها لم تمنعه من الشوق إليها.. وانتظارها.. ليلة بعد ليلة.. لكنها لم تأت أبداً.. لم تأت حتى ظن أنها كانت مجرد أوهام مراهقة.. ولهذا قرر أن يتفوق ويدخل كليه الطب وبالتحديد قسم علم النفس.. حتى يعرف ما هي حالته بالضبط.
عام كامل مضى منذ آخر لقاء لهما.. وهو مشتاق إليها كأنها جزء من نفسه فقده.. عام كامل.. لم يرها فيه أبداً لم يحس بها جزاءً من حياته، أحس بالعذاب دونما.. لم تملأ أي امرأة أخرى الفراغ الذي تركته في روحه.. حاول الدخول في علاقات متعددة.. لكنه كان يفشل في النهاية.
لم تكن هناك أي واحدة قادرة على أن تأخذ من قلبه أي مكان ولو كان صغيراً.
اعترف لنفسه أخيراً أنه يحبها.. لا يستطيع الاستغناء عنها.. إنها جزء من عمره لن يستطيع أبداً أن يمحوه.. ماذا يريد من نساء البشر؟ سوف تعطيه هي كل شيء.. سوف تغنيه عن كل شيء.. لأنها كانت في الماضي له كل شيء.. الأخت والصديقة والحلم الذي كان ينتظره كل ليلة.. ولكن أن يعطيها عهدا بألا يعرف امرأة غيرها.. هذا شيء صعب.. ليس لأنه يريد امرأة غيرها. ولكن لأن والديه يحلمان منذ أن كان طفلا صغيراً برؤيته متزوجا ولديه أولاد.. يعوضونهما عن الأبناء الذين أراد الله تعالى أن يحرما منهم بعده.. فيما عدا ذلك.. فإنهما سوف تغنيه عن كل نساء الأرض بحبها له.. بمعرفتها بكل ذكريات حياته.
ظل على هذه الحالة عدة أشهر أخرى.. ثم غلبه الشوق إليه..
وأخيراً قرر أنه لم يعد يستطيع الصمود أكثر من هذا.. ليس لديه النية للزواج من أي فتاة لأنه لم يعد يرى غيرها.
عندها فقط.. جاءته.. كأنها كانت تقرأ أفكاره كل هذه المدة السابقة.
جاءته ليلتها كأجمل ما تكون النساء.. رآها في حلمه.. جميلة.. سعيدة.. شعرها الأسود الطويل الناعم كان يغطي وجهها.. أزاحه بهدوء عن عينيها فوجدها تنظر إليه بحب.. ولهفة.. ابتسمت له وقالت:
أخيراً قررت أن تراني.. اشتقت إليك كثيراً جداً.. حتى كدت أموت من شوقي إليك.
قال لها:
لماذا ابتعدت عن كل هذه المدة؟
ردت عليه:
أنا لم أبتعد عنك.. لا أستطيع الابتعاد عنك أبداً.. كنت معك لحظة بلحظة.. فقط لم أجعلك تراني.. قلت لك.. لن تراني إلا إذا قررت أن تكون لي وحدي.. والآن.. بعد أن قررت ذلك.. سوف أعوضك كل الليالي التي عذبتك فيها.. لن أتركك أبداً.. منذ الليلة.. سوف أكون لك كل ليلة.
سألها:
سوف تظهرين لي حقيقة إذن؟ أم ستأتيني في الحلم مثل السابق؟
قالت:
لا يا حبيبي.. لم أعد أستطيع أن أظهر لك طيفا بعد الآن.. أريدك.. أريدك حقيقة.. أريدك أن تلمسني.. أن حس بيديك تضماني جسداً حقيقيا.. انظر.. هذه يدي.. مد يدك لي.. ألمسها..
مد يده في الهواء وهو نائم.. أخذت يده وأمسكتها.. أحس أنها حقيقية. صحا من نومه مفزوعا.. وجلس على فراشه.. وأضاء النور نظر حوله لم يجد شيئا في بادئ الأمر أحس بالحزن لأنه قد صحا من نومه دون أن يلمسها فعلا.. قرر أن يعود مرة أخرى للنوم حتى يستطيع أن يراها.. لكنه سمع صوتها.. حقيقيا هذه المرة.. وجدها أمامه على الكرسي المواجه لفراشه.. قطة بيضاء ناعمة جميلة.. ذات عيون زرقاء واسعة.. التي له..
لا تخف حبيبي.. هذه أنا.. أنظر لي الآن.
وتحولت إلى نفس صورتها التي رآها في الحلم منذ لحظات.. بشعرها الأسود اللامع الناعم.. وعيونها الجميلة المليئة بالحب..
قالت لها:
سوف أظهر لك دائما على صورة تلك القطة التي رأيتها.. حتى تتأكد أنه لن يدخل عليك أي شخص.. وساعتها سوف تراني.. حبيبي على صورة أي امرأة تريدها.. أنا لك وحدك.. وأنت؟
بهره جمالها الفاتن.. فرد دون أن يعي ما يقول:
أنا لك وحدك لن أعرف امرأة غيرك ابداً.
قالت:
يجب أن تعطيني عهدك بهذا.
قال لها.
لك كل العهود التي تطلبينها حبيبتي.
قالت له:
مد لي يدك إذن
مد إليها يده وهو كالمخدر أو المسحور.. أمسك يده بيدها ثم.. بشيء أشبه بمخلب قط صغير ظهر من أحد أصابعها.. جرحته جرحا صغيراً في باطن يده.. لم يحس بالألم كان مشغولا بالنظر إلى جمالها الأخاذ.. أخرجت من الهواء ورقة صغيرة عليها بعض الكلمات التي لم يتبينها.. ووضعت يده المجروحة عليها فتلوثت بدمائه.. ثم أخذت يده المجروحة وقبلتها وهي تنظر إلى عينيه وتبسم.. وقالت له:
الآن.. حبيبي نحن في رباط إلى الأبد.. أنت الآن زوجي وأنا كل ما لك من نساء الأرض.
منذ تلك الليلة لم تفارقه أبداً.. سنوات طويلة قضاها معها.. يعود إلى منزله إليها.. يكاد لا يستطيع الانتظار للدخول إلى حجرته وإغلاقها عليه من الداخل ليبقى معها طوال الليل.
تخرج من كلية الطب قسم علم النفس.. وأصبحت لديه عيادة خاصة.. كان وسيما.. مما جعله محط أنظار الفتيات أينما ذهب.
في أول الأمر كان يعلل عدم الزواج بأنه يريد أن يبني مستقبله. ويصنع لنفسه اسما وسط الأطباء المعروفين.. وكانت والدته تصدقه رغم محاولاتها المستميتة أن تحثه على الزواج.. ولكن بعد فترة.. عندما قارب على الأربعين من العمر صممت والدته على تعرف السبب الحقيقي وراء إضرابه على الزواج.. لم يستطع بالطبع أن يقول لها السبب الحقيقي وأحس بأنه يريد أن يكون له أطفال يدخلون السعادة على قلب والدته المريضة الوحيدة بعد وفاة والده..
بدأ يفكر جديا في الزواج ويبحث بين معارفه عن فتاة مناسبة له.. حتى وجدها.. كانت جميلة جمالا هادئا.. ملتزمة.. مثقفة.. تعمل صيدلانية في نفس المستشفى الذي يعمل به في أثناء النهار.. تأملها فترة.. فوجد فيها الزوجة التي يريدها.. فاتح والدته في الأمر.. ولأول مرة منذ وفاة والده يرى السعادة على وجهها. وهي تبارك له من كل قلبها.
ولكن كانت لديه مشكلة كبرى مع حبيبته.. هل سترضى بذلك الوضع.. وكيف سيقول لها هذا الخبر.. وكيف سيكون رد فعلها عليه؟
في تلك الليلة جاءته كالعادة.. لكنها كانت متجهمة بعض الشيء، جلست أمامه ولم تنتظر أن يتكلم بل قالت له:
لا.. لن تستطيع أن تتزوج غيري.. إن بيننا عهدا.. أتذكره؟
قال لها:
حبيبتي.. لابد من الزواج حتى أسعد قلب والدتي. وأنجب لها الأطفال الذين حرمت منهم.. وتأكدي أن زواجي لن يؤثر قط على حبي لك.
قالت بحدة:
زواجك لن يتم أبداً.. لقد أخذت عليك العهد بهذا عندما تجسدت أول مرة.. أنت لا تعرف المخاطرة التي أخاطرها بتجسدي لك كل ليلة.. ألا تعرف أن الجن حين يتجسد للإنسان فإنه بذلك يعرض نفسه للموت.. لقد أخذت عليك هذا العهد حتى يكون لتضحيتي ومخاطرتي بحياتي مقابل.
كيف تفكر في الزواج من امرأة أخرى. معنى هذا أنك سوف تتركني إليها كل ليلة. سوف تذهب لتنام في فراشها كل ليلة. وأنا.. أنا التي أحبتك منذ أن كان عمرك سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.. لن يعود لي وجود في حياتك.. سوف تكون هي زوجتك أمام كل البشر ولها كل الحقوق عليك.. وأنا.. أنا.. لن تكون لي أية حقوق.. كيف تفكر في الزواج من أخرى؟ ألم أعد أكفك؟ ألم تعد تحبني؟
لم يرها بهذه الثورة في حياته من قبل. فجأة أحس بالخوف منها.. لأول مرة يحس بالخوف منها.. بالفرق بينه وبينها.. إنها الأقوى.. الأقوى.. صحيح أنها لم تهدده، لكنه يحس في كلامها أنها قادرة على إيذائه.. وإيذاء كل من حوله. فجأة أخذ يسأل نفسه عن عمق المشكلة التي وضع نفسه في عندما وافق على إعطائها هذا العهد الذي لم يفكر لحظتها في النظر إليه.
أخذ يهدئ من ثورتها.. ويؤكد لها أنه لن يتغير من ناحيتها وأن حبه لها سيظل كمها هو للأبد.. لكنها لم تهدأ.. وفي نهاية المناقشة قالت له:
سوف ترى مني ما لم أكن أريدك أن تراه أبدا.
لم يأخذ تهديدها مأخذ الجد.. لكن بعد يومين.. بينما كان يستعد للذهاب إلى تلك الفتاة لخطبتها.. اتصل به أخوها الأكبر ليلقي إليه بالمفاجأة التي زلزلت كيانه وجعلته يحجم عن الزواج للأبد.. قال له:
ماتت.. لم نعرف بعد كيف!.. لكننا وجدناها ملقاة في الحمام. ميتة. والدتي أصيبت بالانهيار ووالدي يحضر كل شيء للجنازة.
جلس على كرسيه في حجرته.. مذهولا. هل يمكن أن تكون هي من فعلت ذلك؟ هل يمكن أن تكون بهذه القسوة؟ وما حدود إمكانياتها معه؟ هل ممكن أن تفعل هذا معه؟ تقتله في أية لحظة إذا أساء إليها؟ أو الأسوأ.. تقتل والدته إذا أصرت على محاولة تزويجه؟
أراد البكاء لكنه تذكر أنها تراه من حيث لا يراها.. خاف أن يبكي حتى لا تحس أنه كانت لديه أية مشاعر لتلك الفتاة المسكينة التي كان كل ذنبها أن وقعت في طريقه العسر.. لم يفكر أبداً في الزواج مرة أخرى.
والآن مضى على تلك الحادثة نحو ست سنوات.. توفيت والدته حزينة على عدم زواجه.. وهو.. ما زال يعود كل ليلة من عمله إليها.

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا