رابعاً: المحددات العامة للشخصية
يذهب بعض علماء النفس إلى أن كل إنسان في بعض نواحيه تنطبق عليه أوصاف ثلاثة هي:
1. الفرد كما يظهر للآخرين وليس كما هو عليه في الواقع واللفظ بهذا المعنى يتصل
بالقناع.
2. إنه يشبه بعض الناس.
3. إنه لا يشبه أحداً من الناس.
ونوضح ذلك في النقاط الآتية:
1. إما أنه يشبه كل الناس
فهذا ما نلمسه جميعاً في نواح متعددة من أن محددات الشخصية عامة بين جميع الناس فهناك مظاهر وسمات في الإرث البيولوجي لجميع الناس وفي البيئة الطبيعية التي يعيشون فيها وفي المجتمعات والثقافات التي ينتمون إليها.
وبيان ذلك أن كل الناس لهم نفس التكوين العضوي والبيولوجي فكل منا نحن بني البشر له نفس الأجهزة الجهاز الهضمي والنفسي والدوري والغدي وله نفس الهيئة الجسمية.
كما أن كلاً من يمر بخبرة الميلاد وخبرة الفطام وبتعلم المشي والكلام في سن معينة ويتعلم أن يحمي نفسه من الأخطار المحدقة، ولكل منا نفس الدوافع فنحن جميعاً نأكل ونشرب ونتناسل وتتكاثر ولكل منا نفس الانفعالات فنحن جميعاً نفرح ونغضب ونخاف ولكل منا نفس العواطف فنحن نحب ونكره ونغار، وكل منا قابل للتعلم فنحن نتعلم وندرس وكل منا كائن اجتماعي يعيش في مجتمع وينتمي إلى أسرة ويختلف إلى مدرسة ويتبادل العلاقات الاجتماعية مع الأفراد الآخرين.
وكل إنسان منا يولد ضعيفاً لا حول له ولا قوة ويقوم عليه أبواه أو من يقوم مقامهما فيتعهدانه بالرعاية والولاية حتى يشب ويكبر.
وكل منا يمر بمواقف الحياة وما تحفل به من أفراح وأتراح وملهاة ومأساة ونعيش الأيام بحلوها ومرها ونواصل دور الحياة من المهد إلى اللحد، معنى ذلك أن أفراد بني آدم متشابهون فيما بينهم تشابهاً كبيراً.
2. إما أنه يشبه بعض الناس
فهذا ما نلحظه من فوارق بيننا وبين بعض في الطول واللون والذكاء والقدرات وسمات الشخصية فهناك أفراد يتشابهون في أنهم طوال القامة وهناك آخرون يتشابهون في أنهم قصار القامة، وهناك أفراد يتشابهون في أنهم يسيطرون على انفعالاتهم وهناك أفراد آخرون يتشابهون بعجزهم عن السيطرة على الانفعالات كأن هناك أفراداً منضبطين انفعالياً وآخرين منفلتين انفعالياً.
بل إن سمات الشخصية عند بعض الفئات تتشابه رغم اختلاف أجناسهم فالبحارة مثلاً بغض النظر عن جنسياتهم يميلون إلى السفر والترحال وجوب البحار والهواء الطلق وأهل العلم وحملة الأقلام يميلون بغض النظر عن جنسياتهم إلى العكوف على طلب العلم وصرف الوقت والجهد في ذلك بل والانقطاع إلى هذا الغرض.
ونحن عندما نتحدث عن الأنماط إنما نعني ضمناً أن هذا الفرد بشبه مجموعة معينة من الناس فنقول إن هذا الشخص من النمط البدين وذاك الشخص من الهزيل وشخص ثالث من النمط الرياضي أو نقول أن فلاناً منطو و منبسط أو خجول أو هياب.
معنى ذلك أنه كل فرد رغم أنه إنسان يشترك مع بني البشر جميعاً في المتشابهات التي ذكرناها، إلا أنه يتشابه أكثر مع بعض من هؤلاء البشر ويختلف عن البعض الآخر.
3. إما أنه لا يشبه أحداً من الناس
فهذا الأمر من آيات الله الباهرة في خلقه كأن ثمة معيناً من الخلق الإلهي لا ينضب كل واحد من الناس له هيئة خصوصية وظروف معينة لا تتكرر بعينها أبداً فكل واحد منا فريد ونسخة غير مكررة.
وتفصيل ذلك أن لكل فرد طريقته وأسلوبه الخاص في الإدراك والشعور والسلوك والذي يطبعه بطابع مميز لا يتكرر لدى أي فرد آخر وبنفس الصورة، وهذا يرجع إلى الإرث الفريد الذي يرثه الإنسان من الأبوين والأجداد ومن بعدهما في عمود النسب، وما أن يولد بهذا الميراث الفريد حتى يتعرض لخبرات تخصه وحده دون غيره بحيث تدمغ شخصيته بطابع خاص، فهذا ولد في بيئة فقيرة معوزة وهذا ولد وفي فمه ملعقة من ذهب وهذا ولد يتيماً وهذا عانى آلام الجوع والفقر وهذا عاش حياة الترف في بلهيئة العين وهذا عاش في أسرة متماسكة يسودها الود ويحيط بها التعاطف وهذا عاش في أسرة مفككة يسودها الشجار والنقار، إنها قصة حياة كل واحد منها لا تتكرر بحذافيرها مع الآخر بحال فالفروق الفردية بين الناس واضحة ماثلة للعين. بحيث صح قول الفيلسوف الألماني "نيتشه": أنا إنسان وأنت إنسان أي هوة تفصل بيننا.
زبدة القول أن كلاً منا شخصية متميزة عن غيره قليلاً أو كثيراً فهو لا يشبه أحداً من الناس، رغم أنه يشبه بعض الناس في بعض الصفات، ورغم أنه يشبه كل الناس في كل الصفات، فسبحان الخلاق العظيم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى سبحانه جل شأنه.
الملخص
من تعريفات الشخصية
1. الشخصية هي مجموع ما لدى الفرد من استعدادات ودوافع ونزعات وشهوات وغرائز فطرية وبيولوجية، كذلك ما لديه من نزعات واستعدادات مكتسبة.
2. الشخصية كمثير في مجموع ما يحدثه الفرد من تأثير في الآخرين.
3. الشخصية هي استجابة الفرد للمثيرات الاجتماعية وكيفية توافقه مع المظاهر الاجتماعية في البيئة.
4. الشخصية مكون افتراضي أي أنها تنظيم داخلي تمكن من تفسير مظاهر السلوك المختلفة فهي نوع من الوحدة الداخلية التي تحدث التآزر والتكامل بين جميع أفعال الفرد.
5. الشخصية هي وحدة متكاملة من الصفات والمميزات الجسمية والعقلية والاجتماعية والمزاجية التي تبدو في التعامل الاجتماعي للفرد والتي تميزه عن غيره تمييزاً واضحاً فهي تشمل دوافع الفرد وعواطفه وانفعالاته وميوله وسماته الخلقية وآراءه ومعتقداته أو هي بقول مختصر سمات الفرد جميعاً.
السمات هي:
السمة هي: استعداد ثابت نسبياً لنوع معين من الملوك ومنها:
1. السمات المزاجية: وهي سمات، تتوقف في المقام الأول على التكوين الفسيولوجي للفرد كحالة جهاز العصبي وجهازه الغدي حيث يميل بعض الناس إلى المرح والبعض إلى الاكتئاب.
2. السمات اللا شعورية: هي سمات لا يفطن المرء إليها وتكونت نتيجة الرغبات المكبوتة مثل الغرور الشديد أو الميل الشاذ إلى الظهور.
3. السمات العصابية: وهي سمات لا تظهر على السطح ولكنها تظهر على حين فجأة مثل الغيرة الحمقاء من زوجة عاقلة.
4. السمات العكسية: هي سمات تبدو في السلوك الظاهر تحتوي علي أخرى لا شعورية أو بغيضة فالطفل بجب والديه لأنهما مصدر الحماية والأمن ويضيق بها في نفس الوقت لأنهما مصدر التأديب والكبح.
المحددات العامة للشخصية هي:
1. أن كل فرد يشبه كل الناس لأننا جميعاً نرث إرثاً بيولوجياً واحداً ونمر بنفس الخبرات مثل الميلاد ومراحل النمو النفسي المختلفة من طفولة إلى مراهقة إلى رشد وشيخوخة.
2. أن كل فرد يشبه بعض الناس فهناك أفراد يشتركون في صفات بعينها مثل أنهم طوال القامة أو قادرون على السيطرة على انفعالاتهم، أو نقول أن هذا بدين ويشترك في هذه البدانة مع مجموعة من الناس البدناء.
3. أو أنه لا يشبه أحداً من الناس وهذا من آيات الله الباهرة في خلقه كأن ثمة معين الخلق الإلهي لا ينضب كل واحد من الناس له هيئة مخصوصة وظروف معينة لا تتكرر بعينها أبداً فكل واحد منا فريد ونسخة غير مكررة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا