الأشباح:
أشهر ظواهر ما وراء الطبيعة على الإطلاق، وغالبا ما تفسر الأشباح على أنها تمثل روح قتيل أو ميت، وتنتشر هذه الظاهرة في جميع دول العالم تقريبا بما فيها الدول العربية (الكويت ومصر وسوريا وغيرها) ويوجد لها ما يقارب المليون جمعية — دون أدنى مبالغة — متخصصة في دراسة وبحث وكشف أسرار هذه الظاهرة، ولو أردنا طبعا إضافة أعداد المهتمين بهذا الموضوع لوجدناه يزيد على الرقم السابق بصفرين على الأقل ...!
والأشباح حسب تصنيف الباحثين والمهتمين بهذه الظاهر المثيرة للجدل نوعان: نوع مؤذ يعتقد أنه يمثل أرواح الذين قتلوا ظلما، ونوع آخر ودود ميال إلى المساعدة يعتقد أنه يمثل أرواح الأشخاص الذين كانوا في حياتهم محل حب وتقدير. بالطبع هناك نوع آخر خارج التصنيف وهو النوع الذي لا يؤذي ولا يساعد ... أو النوع السلبي على حد قوله الباحثين.
وقد انتشرت مشاهدات الأشباح خلال القرون الوسطى والقرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بصورة كبيرة جدا، ومما زاد من شهرة هذه الظاهرة في القرن الماضي على وجه التحديد، هو ما تردد حول ظهور شبح الرئيسي الأمريكي (ابراهام لنلكن) في البيت الأبيض فقد ذكر كل من الرئيس (تيودور روزفلت) و (ونستون تشرشل) و (أيزنهاور) أنهم رأوا ذلك الشبح وأحسوا بوجوده!!
ومما صبغ قصص الأشباح بالمصداقية هو مشاهدتها من قبل أناس يحترمهم العامة بصورة كبيرة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر قصة القس الروسي (ديمتري) التي ظلت مثالا حيا لوجود هذه الظاهرة لفترة طويلة!
ففي عام 1911 ميلادية وفي ليلة من ليالي الشتاء شاهد القس ديمتري المشهور بصدقه امرأة شابة جميلة طلبت منه أن يدلها على الطريق وسرعان ما فعل ذلك ولكن الصدمة كانت عندما انتبه إلى أن رقبة المرأة تنزف دما..
وتأكد بعد فترة بأنه في الليلة السابقة قد قتلت فتاة شابة من النبلاء تحمل نفس صفات الفتاة التي شاهدها، وقد قطع رأسها بالكامل عن جسدها ...
ويرى الباحثون المؤيدون لظاهرة الأشباح أن هذه الحوادث أكبر دليل على وجود الأشباح فما الذي يجعل كلا من قس محترم مثل (ديمتري) أو حاكم معروف مثل (لوزفلت) يدعي هذه المشاهدات التي قد تفقده مصداقيته.
وعادة ما ترتبط ظاهرة الأشباح ببقعة معينة (كالمنازل، أو السفن، وغيرها) فقد اشتهرت العديد من المناطق أو البقع بظهور الأشباح وكثرت فيها الحوادث بصورة لا يمكن أن يتجاهلها أي متابع لتلك الظاهرة، ومن أشهر تلك البقع قصر (كليمز) التاريخي والموجود في مدين (ستراثمور) الإسكتلندية، حيث يعتبر هذا المكان من أشهر الأماكن المسكونة بالأشباح في العالم، ويمتلك هذا القصر خلفية تاريخية رهيبة ومرعبة أشبه بالأساطير، ففي عام 1034 قتل الملك مالكولم في هذا القصر على أيدي بعض المتمردين المسلحين، وبعدها أ؛رقت سيدة القصر (جانيت دوغلاس) على خازوق بتهمة الشعوذة، ولكن وبعد فترة من الزمن ثبتت براءتها من التهمة المنسوبة إليها، ومنذ ذلك الحينترددت الكثير من الأقاويل حول ظهور شبح السيدة (جانيت دوغلاس) يحوم في ممرات القلعة. كما يوجد أيضا منزل (ميغرز) الذي يقع في قلب (لندن) حيث نسجت العديد من القصص حول كائن نحيل جدا يقطع سلالم المنزل نزولا وصعودا!! والموضوع لا يقتصر على المنازل فحسب، فهناك شارع (كويك لين) في (لندن) أيضا والذي أصبح موطنا للشائعات في منتصف القرن الثامن عشر بسبب ما تردد عن أحد المنازل التي يسكنها طيف امرأة تبحث عن الانتقام من قاتلها!!
لقد كان هذا جزءا بسيطا من قائمة طويلة عن الشوارع المشهورة والبيوت التي تم إغلاق بعضها نظرا لكثرة التقارير التي تشير إلى ظهور الأشباح فيها، وقد حاول البعض التقاط صور للأشباح، ونشرت بعضها بالفعل، إلا أن أعددا كبيرة منها تم إثبات زيفها، ولكن هذا لم يمنع من وجود بعض الصور التي حيرت الخبراء بالفعل.
ويختلف تفسير ظاهرة الأشباح من شخص إلى آخر، إذ يرى البعض أن الأمر قد يكون متعلقا بالجن، في حين يرى الباحثون في (بريطانيا) وبعد إجراء سلسلة طويلة من الدراسات حول معظم البيوت المسكونة بالأشباح – أن جميع هذه المنازل تحتوي على مجار مائية تمر على صخور الجرانيت، وبسبب احتكاك الماء بهذه الصخور، تتولد طاقة كهرومغناطيسية تؤثر على عقول ساكني المنزل، الأمر الذي يجعلهم في ح الة أشبه إلى الهلوسة، فيخيل لهم أنهم يرون أشكالا هلامية وأشباحا قد لا يكون لها وجود، ورغم أن هذا التفسير منطقي جدا كما يرى الخبراء وهو من أشهر التفسيرات المتعلقة بتلك الظاهرة بالفعل، غير أنه لم يفسر جميع الظواهر المتعلقة بالأشباح.
فقد اصطدم ذلك التفسير بشدة بالحادث الشهيرة المسماة حادثة أشباح الرحلة رقم 401 ففي عام 1972 وقع حادث مأساوي راح ضحيته 176 شخصا، حين سقطت طائرة تابعة لشركة ايسترن الجوية في مستنقع ايقر جلاديس مما أدى إلى مقتل جميع ركاب وطاقم الطائرة، وبعد هذه الحادثة كثر الحديث عن خطوط ايسترن الجوية ح ول ظهور أشباح طاقم الطائرة المنكوبة في طائرات الشركة!!
ورغم أن الشركة قد حاولت أن تتكتم على هذا الموضوع وراحت تفصل أي موظف يردد مثل هذه الأقاويل، إلا أن الأقاويل قد زادت بصورة رهيبة، وأصبح ظهور طاقم الطائرة المنكوبة في بعض طائرات الشركة بل وفي طائرات الشركات الأخرى أيضا أمرا مكررا بصورة ملفتة للنظر بالفعل ولا يمكن تجاهلها، لذا فقد اتفقت شركات الطيران الأمريكية في ذلك الوقت على إصدار منشور خاص لموظفي وطياري الطائرات ذكر فيه أن هناك بعض الحوادث الغريبة التي تحدث في الطائرات، ويجب عليهم ألا يفزعوا باعتبارها حوادث كونية لا مجال لتفسيرها وقد أصبح هذا الموضوع مادة دسمة للعديد من الصحف والمجلات الأمريكية، إلا أنه ومع مرور الوقت، انحسرت حوادث اظهور الأشباح في الطائرات كثيرا ولكنها لم تختف.
ولا زال موضوع الأشباح حتى يومنا هذا يحير العلماء، فهناك من يؤمن بتلك الظاهرة، وهناك من ينفيها بشدة.
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا