(10)
"ما أخزنني، كان سبباً في سعادتي الأبدية "
تقدم(راشد) ووالده لخطبتي من والدي، كانت أسرتي سعيدة جداً من أجلى، أقمت حفل زفاف أشبه بالزفاف الأسطوري، عشت حياة طيبة هنيئة برفقة زوجي الحبيب، فقد كان الأب والأخ والصديق، واستمرينا بالعمل في الشركة، وكان دائماً ما يضربني مثالاً للنجاح في أي موضوع نجاح يُطرح وفى أي مجلس ولم يخجل من هذا الأمر، كان فخوراً بي وكان دائماً ما يردد أنه سعيد لكوني لم أتخل عنه حين تعثر في أزمة الشركة ولم أأخذ عنه فكرة سيئة بأنه متخبط وغير مسؤول- وإن كان كذلك فعلاً حينها-.
أنجبت ابناً في بداية زواجي ، وبنتاً بعد خمس سنوات، حرصت كثيراً على أن يتعلموا منذ صغرهم من تجربتنا، بنجاحها وبفشلها، أن يتعلموا الصبر والمثابرة والجد والاجتهاد في العمل، وأن يكن لديهم هدف يسعون له خلال حياتهم وطموح يرغبون في الوصول إلى، وكنت دائماً ما أردد لهم أن الحياة دون أهداف وطموحات ليست حياة، وكانوا طموحين فعلاً، فقد كان ابني يرغب بأن يصبح طبيباً ناجحاً، وابنتي اتجهت للاتجاه الآخر من العلم، فقد طمحت بدراسة أدب اللغة العربية وكانت تحب الكتابة كثيراً ..
؟ وبعد مرور خمسة وعشرون عاماً على زواجي من (راشد))
كان اليوم الأسعد في حياتي، يوم زفاف ابني (عبد الله) وكانت زوجته (فرح) ابنة صديقة عمري (أسماء} أسعدني اختيار ابني لها، فهذا يعني أن تقوى علاقتي القوية أصلاً بصديقتي 66، وبالطبع كنت مُصرّة على تنسيق الحفل بنفسي 6، وأثناء انشغالي في الترتيبات، سألني (راشد) مازحاً:
- ألا تملين من تنسيق الديكورات والورود؟
- أجد نفسي وذاتي بين هذه الورود، وسأنسق جميع الحفلات التي تُسند إلى أخر لحظة في حياتي! وحقيقة إنني انتظر بفارغ الصبر زفاف ابنتنا (طيبة) بعد إنهاء دراستها -فهي لم تنهها بعد - لأقوم بالأمر ذاته في حفل زفافها ..
وفى زفاف (عبد الله) وقبل دخوله القاعة، قال له زوجي(راشد}َ
- أن النجاح الذي توصلت له في حياتك يا دكتور، هو بسبب نجاحنا أنا ووالدتك، وإصرارنا على تحقيق أهدافنا ونيل طموحاتنا، فاحرص على المثابرة والاجتهاد، ولا تدع العثرات تمنعك من الوصول لما تريده وتطمح إليه، وتذكر دائماً أنه لا حياة ناجحة دون طموح وأهداف، والحياة دائماً ما تمنحنا فرصاص عديدة لننجح وليست فرصة واحدة كما يُشاع.
وأكملت حديثي معه: قائلة:
- لا تدع ما يحزنك يوقف حياتك ويمنعك من الاستمرار للسعي والوصول لأحلامك، فعندما كنت في مثل عمرك طردت من وظيفتي التي كنت أعشقها وحزنت كثيراً، وبعده مرور شهر واحد فقط تأسست الشركة وبدأت حياتي الجديدة مع والدك، إن ما أحزنني يوماً، كان سبباً لسعادتي الأبدية، والنجاح دائماً ما يكمن خلف جدار الفشل..
"ودخل القاعة ودخل لحياته الجديدة التي طالما تمنيتها أن تكون مثل حياتي، بل أفضل".
(وتحققت صفقة العمر الحقيقية)
- النهاية -
لولوة..
حُررت المذكرات في:
يوليو - 2015
الكويت
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا