سمات الشخصية

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-10-19

ثالثاً: سمات الشخصية  

نستطيع أن نعرف الشخصية تعريفاً يتفق مع التعريفات السابقة على أنها وحدة متكاملة من الصفات والمميزات الجسمية والعقلية والاجتماعية والمزاجية التي تبدو في التعامل الاجتماعي للفرد والتي تميزه عن غيره تمييزاً واضحاً فهي تشمل دوافع الفرد وعواطفه وانفعالاته وميوله واهتماماته وسماته الخلفية وآراءه ومعتقداته أو هي بقول مختصر سمات الفرد جميعاً.

وليست الشخصية مجرد مجموعة من السمات فالإنسان وحدة نفسية جسمية اجتماعية متفاعلة متكاملة وليست السمات إلا جوانب أو مظاهر لهذه الوحدة، كأن السمات صور فوتوغرافية تؤخذ للفرد من زوايا مختلفة. 

والسمة هي استعداد ثابت نسبياً لنوع معين من السلوك أي استعداد يبدو أثره في عدد كبير من المواقف المختلفة فالسيطرة استعداد أو ميل إلى الظهور والتسلط في أكثر المواقف التي تعرض للشخص المسيطر والمثابرة استعداد للاستمرار في العمل رغم صعوبته أو جفافه والسمات أنواع منها فطرية كالسمات المزاجية ومنها مكتسبة كالسمات الاجتماعية والخلقية ومنها الشعورية واللا شعورية ومنها السرية والشاذة.

ونتحدث عن أهم هذه السمات في النقاط الآتية: 

أ. السمات المزاجية 

هي سمات تتوقف في المقام الأول على التكوين الفسيولوجي للفرد كحالة جهازيه العصي والغدي. فهناك أناس يميلون بطبعهم إلى المرح أو الاستبشار أو إلى الاكتئاب والانقباض وآخرون معرضون بفطرتهم إلى تذبذب حالاتهم الانفعالية الغالبة وسنعرف في موضع قادم تأثير الغدد الصم على الحالة النفسية والانفعالية للفرد هذه السمات المزاجية يعينها التكوين الوراثي للفرد لذا كان تغييرها أمراً عسيراً، على عكس السمات الاجتماعية والخلقية كالصدق والأمانة والتعاون فهي قابلة للتعلم والاكتساب والتعديل.

2. السمات الشعورية واللا شعورية 

هناك سمات واضحة ظاهرة يشعر الفرد بوجودها ويستطيع الحكم عليها كسمات الصداقة وضبط النفس والروح الاجتماعية وتسمى بالسمات السطحية أو الشعورية وإلى جانب هذه السمات سمات بعيدة الغور لا يفطن الفرد إليها أو يدرك الصلة بينها وبين سلوكه كالرغبات والمخاوف والذكريات اللا شعورية التي نفها الكبت وطواها النسيان ومن تلك السمات اللا شعورية الأنانية الشديدة عند بعض الناس أو الغرور المبالغ فيه وغير المبرر عند غيرهم ويكون السلوك الناتج عن السمة اللاشعورية سلوكاً غريباً منبوذاً شاذاً جامداً يتسم باللا منطقية واللا عقلانية.

3. السمات العصابية 

هي السمات التي تظهر نتيجة لانطلاق دافع أو عاطفة أو انفعال مكبوت، مثل انطلاق الخوف المكبوت في صورة قلق وانطلاق البغض المكبوت في صورة عدوان أو انطلاق الشعور المكبوت بالقصر في صورة غرور أو صلف أجوف زائف. 

والسمات العصابية غالباً ما تكون فجة غير ناضجة أو بدائية أو سخيفة ومن هذه السمات سرعة الاحتياج الطفلي عند الكبير أو الغيرة الحمقاء أو الرثاء المسرف للذات. 

ومن أبرز خصائص السمات العصابية أنها تعارض مع السلوك العام للفرد مثل الشخص الهادئ أو البليد الذي يثور على حين نجاة ثورة عارمة دون مناسبة معقولة، أو الزوجة العاقلة التي تستبد بها غيرة حمقاء، أو الرجل الضخم الذي يخاف من الفئران أو الصراصير، أو الطفل المشاكس العنيد أثناء النهار والذي يطغى عليه أثناء الليل الشعور بالوحشة والتعاسة فيأخذ في البكاء الشديد. 

والحق أنه من مآسي الحياة أن يجد كثير من الناس أنفسهم أسرى لمثل هذه الاندفاعات القسرية الناتجة عن السمات العصابية بحيث تستبد بهم رغبات شاذة وأفكار كريهة والتي تتعارض مع ما لديهم من مثل ومبادئ ويشعرون بأنها تفرض عليهم فرضاً فلا يستطيعون لها دفعاً أو كفاً أو تأويلاً.

4. السمات العكسية 

السمات العكسية في السمات التي تبدو في السلوك الظاهر تمويهاً على أخرى لا شعورية أو بغيضة وترتبط السمات العكسية بظاهرة التناقض الوجداني وبيان هذه الظاهرة أن الناس والأشياء قد تثير لدى نفس الشخص مشاعر متناقضة مثلاً الأب أو الأم يخلقان في نفس الطفل عاطفة الحب لأنهما مصدر الحماية والأمن والحنان والإشباع ولكنهما يخلقان في نفسه مشاعر الضيق والتوتر لأنهما كذلك مصدر التأديب والكبح والحرمان وذلك لأن النفس الإنسانية تستطيع أن تحتضن العاطفة ونقيضها إزاء نفس الشخص. 

كأن السمة العكسية سمة ظاهرة الرحمة وباطنها العذاب فيحمل الطفل للأم والأب الحب ولكه يحمل لهما - لا شعورياً - الضيق والتوتر.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا