إحصائيات انتشار االأرق

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-10-18

إحصائيات انتشار الأرق:  

تشير المسوح التي أجريت على الجمهور على مدى عام كامل أن انتشار شكاوي الأرق تتراوح بين 30 - 40% لدى الراشدين (جمعة يوسف، 2000، 147), ويذكر ثلث العينة السكانية تقريبًا في أي مرحلة عمرية بعض الأعراض المرضية للأرق، وأن 17% من مشكلاتهم المتعلقة بالنوم كانت حادة.

وأوضحت نتائج دراسة فورد وكاميرو أن 31% من الأفراد الذين عبروا عن مخاوفهم بشأن النوم أصبحوا بعد مرور عام يعانون من صعوبات النوم، وتعنى هذه النتيجة أن المشكلات المتعلقة بالنوم ربما تصبح مزمنة، كما أوضحت نتائج دراسة ويتنى وآخرون أن 20% من الأشخاص المتقدمين في السن يذكرون حالات النعاس الزائد عن الحد أثناء النهار.

والشكوى من الأرق تختلف في درجة التكرار أو الحدوث بين الأفراد ذوي الأعمار المختلفة، فالأطفال الذين لديهم صعوبة في النوم تنتابهم عادة نوبات من الذعر أو لا يريدون الذهاب إلى الفراش، وتقديرات الأرق بين الأطفال الصغار تتراوح من 25% إلى أكثر من 40ْپ، وهذه النسبة المئوية تنخفض في مرحلة المراهقة وفي مرحلة الرشد المبكر ولكنها ترتفع إلى 25% مرة أخرى لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وهذه الزيادة في نسبة الأرق بين الأفراد الأكبر سنًا لا معنى لها عندما نتذكر أن عدد الساعات التي ينامها أي منا عندما يصل إلى هذه السن ينخفض؛ حيث يصل إلى أقل من 6 ساعات كما يتم الاستيقاظ عدة مرات كل ليلة.

وتشير الدراسات المسحية إلى أن اضطرابات النوم تكون أكثر انتشارًا بين الإناث عنها لدى الذكور، وأنها تصبح أكثر انتشارًا وتكرارًا بتقدم العمر، وتشير هذه الدراسات أيضًا إلى ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون من الأرق في الطفولة المتأخرة (حسن مصطفى عبد المعطى، 2001، 120).

ونظرًا لأن درجة انتشار الأرق بين الإناث تصل إلى ضعف انتشاره بين الذكور، هل يعني ذلك أن الذكور ينامون بدرجة أفضل من الإناث؟ إن ذلك ليس بالضرورة فالمشكلة المتعلقة بالنوم تعتبر اضطرابًا فقط إذا شعر الفرد بعدم الراحة تجاهها، فالإناث ربما يتم تشخيصهن غالبًا على أنهن يعانين من الأرق أو لديهن أرق لأنهن غالبًا يتذكرن المشكلة وليس بالضرورة أن يضطرب نومهن بدرجة أكبر، وربما يكن أكثر وعيًا أو دراية بأنماط نومهن بدرجة أكبر من الذكور أو ربما يسعين إلى طلب المساعدة ويعترفن بوجو الاضطراب بدرجة أكبر، ويرى موريس wäxrwn .Morris ِت ال "ة 1990، 10 - 11) أن الأرق يرتبط بمشكلات خاصة بالساعة البيولوجية وتحكمها في درجة حرارة الجسم، فالأفراد الذين يعانون من الأرق يكون لديهم إيقاع متأخر لدرجة الحرارة، لأن درجة حرارة أجسامهم لا تنخفض ولا يشعرون بالنعاس أو الخمول إلا في وقت متأخر من الليل.

وتوصل عدد كبير من الباحثين إلى أن الأفراد الذين يعانون من الأرق تكون درجة حرارة أجسامهم أعلى من درجة حرارة أجسام الأفراد الذين ينامون نومًا جيدًا، كما أن تقلب درجة حرارة أجسامهم بين الارتفاع والانخفاض يكون ضئيلًا.

ومن العوامل الأخرى التي يمكن أن تتدخل في النوم استخدام العقاقير أو المخدرات، والتنوع في التأثيرات البيئية مثل تغير الضوء والضوضاء ودرجة الحرارة، كما أن الاضطرابات الأخرى للنوم مثل توقف أو انقطاع التنفس أثناء النوم، واضطراب الحركة الدورية ll/ùraf Periodic Limb Movement دّيسىردِر "ة مثل اهتزاز الأرجل الزائد عن الحد) يمكن أن تسبب النوم المتقطع وربما تبدو مشابهة للأرق، وأخيرًا فإن الضغوط alnfsiâ Psychological سّترِسسِسة  المتعددة يمكن أن تعوق النوم، فالضغوط النفسية التي نمر بها خلال أوقات الامتحان مثلًا أو خلال وجود مشاكل عاطفية... إلخ تتدخل في نومنا ولو مؤقتًا على الأقل.

والأفراد الذين يعانون من الأرق ربما يكون لديهم توقعات غير واقعية  ةُّنرِاليستيچ ِّخپِچتاتيىنسة  عن كمية النوم التي يحتاجونها (أحتاج إلى ثمان ساعات كاملة) وعن ما سوف يكون عليه النوم المضطرب (سأكون غير قادر على أن أفكر أو أقوم بأداء وظيفي إذا نمت لمدة 5 ساعات فقط) ؟ مورين wäxrwnMorin et ال.ة  ، 1993، 139), وهذا يعنى أن أفكارنا غير الواقعية تعوق أو تشوش نومنا وأسلوبنا في الحياة.

وقد يتساءل البعض هل النوم الردئ سلوكًا يتم تعلمه؟ من المعروف أن التفاعلات المصاحبة للنوم تسهم في حدوث العديد من المشكلات، فعلي سبيل المثال أظهرت نتائج إحدى الدراسات أنه عندما يكون أحد الوالدين موجودًا بجوار الطفل عند النوم فإن الطفل من المحتمل بدرجة أكبر أن يستيقظ أثناء الليل (آدر وآخرون .dair et al، 1991، 501), كما أن بعض الأطفال يتعلمون النوم فقط في حالة وجود أحد الوالدين، وإذا استيقظوا في الليل فإنهم ينزعجون ويخافون عندما يجدون أنفسهم وحيدين أو بمفردهم، وفي هذه الحالة يضطرب نومهم.

وبحوث النوم عبر الثقافات المتعددة ركزت بدرجة أساسية على الأطفال، ففي الثقافة السائدة في الولايات المتحدة الأمريكية ينام الأطفال بمفردهم في سرير مستقل، وإذا أمكن في حجرة منفصلة، وفي ثقافات أخرى كثيرة كما في مناطق متنوعة في ريف جواتيمالا wkwria Guatemala كّىرِا &ة  وفي المناطق الحضرية في اليابان فإن الطفل يقضي سنوات عمره الأولى في نفس الحجرة وأحيانًا في نفس الفراش الذي تنام فيه الأم، وفي كثير من الثقافات تذكر الأمهات أنهن لا يتجاهلن صراخ /ùfalhn "lo Lee، 1992 موريلي وآخرون .More et al، 1992), وهذا يتناقض بشدة مع ما هو متبع في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يوصي معظم أطباء الأطفال الوالدين بتجاهل صراخ أطفالهم الرضع أثناء الليل.

وأوضحت نتائج دراسات متعددة أجريت في هذا الصدد أن نوم الأطفال يتأثر بطريقة سلبية بالمعايير الثقافية السائدة كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وأن المطالب التى لا يتم تلبيتها تؤدى إلى ضغوط نفسية تؤثر بطريقة سلبية على النتيجة النهائية لنوم الأطفال.

وقد لاحظ آدر وآخرون أن الأطفال الذين يستيقظون من وقت إلى آخر أثناء الليل ينامون غالبًا في وجود الوالدين أو بجوارهم، وربما يكون الأفراد عرضة من الناحية البيولوجية للنوم المقلق أو المضطرب وهذه القابلية تختلف من شخص إلى آخر، ويمكن أن تتراوح من اضطرابات معتدلة إلى اضطرابات حادة أو شديدة، فعلى سبيل المثال ربما يكون شخص ما نومه خفيف (أي يثار بسهولة أثناء النوم) أو لديه تاريخ مرضي عائلي للأرق أو نوبات النوم المفاجئة (غفوات النوم) أو توقف التنفس المفاجيء أثناء النوم وكل هذه العوامل يمكن أن تؤدى في النهاية إلى حدوث المشكلات التي تتعلق بالنوم، وهذه التأثيرات تكون عوامل مهيئة للاضطراب، وربما لا تكون هذه العوامل في حد ذاتها مسببة للاضطراب دائمًا بل أنها ربما تتحد مع عوامل أخرى للتدخل في عملية النوم أو إعاقتها، والشكل التالي يعبر عن نموذج متكامل متعدد الأبعاد لتفسير اضطرابات النوم.

القابلية البيولوجية أو الاستعداد البيولوجي لاضطراب النوم

توتر أو العصاب النوم

النوم غير الصحى أو الردئ، والمتطلبات الثقافية في النوم

اضطراب النوم

تفاعلات غير تكيفية

مثل: غفوات النوم، نوم القيلولة، تغيير مواعيد النوم

التفاعلات الوالدية، التطبيب الذاتي

نموذج متكامل متعدد الأبعاد لتفسير اضطرابات النوم

 

وتتضمن القابلية البيولوجية عددًا من الأحداث التي تؤثر بطريقة سلبية على النوم منها على سبيل المثال العادات السيئة قبل وقت النوم مثل تناول الكثير من السوائل، والمشروبات الكحولية، والكافيين، وتؤدي هذه القابلية البيولوجية أو الاستعداد البيولوجي إلى توتر النوم أو إلى حدوث النوم غير الصحي أو الردىء "diwrand Durand ، 1998، 31) كما أن القابلية البيولوجية أو الاستعداد البيولوجي وتوتر النوم يؤثران في بعضهما البعض، وعلى الرغم من أننا نفترض بديهيًا أن العوامل البيولوجية تأتي أولًا فإن التأثيرات الخارجية مثل النوم غير الصحي أو السئ، وكذلك النشاطات اليومية تؤثر على النشاط الفسيولوجي للنوم وأحد الأمثلة الواضحة لهذه الظاهرة هو الإرهاق الناتج عن السفر بالطائرة؛ حيث تضطرب أنماط نوم الأفراد أحيانًا بدرجة كبيرة وذلك عندما يسافرون بالطائرة لمناطق بعيدة ومختلفة التوقيت، وسواء استمر الاضطراب أو أصبح أكثر حدة فإن ذلك يعتمد على كيفية تصرف الأفراد في هذه الأمور، فعلى سبيل المثال يتفاعل كثير من الناس مع اضطراب النوم بتناولهم أقراص منومة يتم شرائها من الصيدليات بدون تذكرة طبية، ولسوء الحظ فإن معظم الأفراد لا يدركون /n al/rq almrtk Rebound يّنسىمنياة  يحدث عندما يتم التوقف عن تناول هذه الأدوية، وهذا الارتداد أو معاودة الحدوث يدفع الناس إلى الاعتقاد بأنهم يعانون من اضطرابات تتعلق بالنوم، وهناك طرق أخرى للتفاعل أو التعامل مع النوم السئ يمكن أن تطيل أمد المشكلات، فالشخص الذي لم يتناول قسطًا كافيًا من النوم يمكن أن يعوض هذا الفقد بالنوم لفترة قصيرة أثناء النهار، ولسوء الحظ فإن هذه الغفوات التي تخفف التعب أثناء النهار تعوق النوم في الليلة التالية، ويمكن للقلق أيضًا أن يساعد على تفاقم المشكلة، فالرقاد في الفراش والقلق بشأن المدرسة والانزعاج بشأن المشكلات العائلية أو حتى التفكير في عدم القدرة على النوم يتدخل في النوم أو يعوقه.

ويساعد سلوك الوالدين على استمرار مشكلات النوم لدى الأطفال، فالأطفال الذين يتلقون قدرًا كبيرًا من الانتباه أو الاهتمام الإيجابي من جانب الوالدين عندما يستيقظون أثناء الليل يسهم ذلك في استيقاظهم فيما بعد أثناء الليل بدرجة أكبر، ومثل هذه التفاعلات غير التكيفية عندما ترتبط أو تتحد مع الاستعداد البيولوجي لمشكلات النوم وتوتر النوم ربما تفسر سبب استمرارية اضطرابات النوم، يضاف إلى ذلك أن تداخل اضطرابات النوم مع الاضطرابات السيكولوجية مثل القلق والاكتئاب يزيد الأمر حدة لأن القلق يعوق النوم بدرجة أكبر مما يجعل الفرد أكثر قلقًا، ومن الصعب أن نجد شخصًا لديه اضطراب بسيط في النوم ولا توجد لديه مشاكل متعلقة بهذا الأمر.

ويتميز الأرق الأولي بصعوبة البدء في النوم أو المحافظة عليه أو الاستمرار فيه، وهذه الصعوبات يجب أن تتواجد لمدة شهر على الأقل ويعتبر التعب أو الإرهاق أثناء النهار، وسرعة الغضب، وضعف التركيز، وتشتت الانتباه، والقلق من الملامح أو المعالم الشائعة للأرق الأولي، وعندما تحدث صعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه أثناء مرحلة الطفولة فإن هذه الصعوبة ترتبط عادة بعوامل بيئية وعوامل شرطية مثل القلق الحاد أو alîdid Acute اّنخيِتئة  الذي يرجع إلى المدرسة وما يتعلق بها من موضوعات أو قضايا، أو تغيير محل إقامة الأسرة، والحدود الشديدة أو الصعبة التي يضعها الوالدان، وغياب أو عدم وجود الروتين المألوف أو الشئ المعتاد مثل وجود زجاجة ماء أو بطانية أو هز الطفل لكي ينام أو تناول الطعام والشراب قبل وقت النوم، ويحدث الأرق الأولي عادة قبل سن المدرسة، وأرق الطفولة يتناقص تدريجيًا بصورة طبيعية بمرور الوقت.

ويعاني حوالي 35 % من الأطفال من نوع أو آخر من اضطرابات النوم أثناء مرحلة الطفولة، وعلى الرغم من ذلك فإن اضطرابات النوم أقل شيوعًا لدى الأطفال مقارنة بالكبار، ولكن الكثير من الأطفال يعانون من هذه الاضطرابات، وقلق الوالدين أو ضيقهما بشأن الصعوبة التى يواجهها الطفل للبدء في النوم والاستمرار فيه تدفعهم عادة إلى البحث عن الاستشارة الكلينيكية (فيربر  ةفِّربِرة ، 1987 أ، 166).

والأعراض المرضية للأرق عند الأطفال تتضمن نومًا زائدًا عن الحد خلال وقت النهار، وضعف التركيز، وتدهور الأداء أو التحصيل في المدرسة، وأسباب الأرق عند الأطفال تختلف عن أسباب الأرق عند الكبار، فالقواعد غير الصحية أو الرديئة في النوم، والمخاوف من الكوابيس والتفاعلات غير السوية بين الوالدين والطفل عند وقت النوم تمثل الأسباب الرئيسية للأرق في مرحلة الطفولة.

كما أن التأثيرات الشرطية ربما تساعد على استمرار الأرق أو قلة النوم فمثلًا الانتباه أو الاهتمام من جانب الوالدين استجابة لمخاوف الطفل من الكوابيس يتم تقويتها أو تعزيزها وربما تساهم فيما بعد في صعوبة البدء في إحداث النوم، كما أن تناول الأدوية مثل almiôil findit Methylphenidateâ  وكذلك الأدوية أو المواد التى تحتوى àlo alkafiin Caffeine تؤدي إلى حدوث الأرق، وعمل مفكرة أو سجل للنوم لفترة أسبوعين يعتبر وسيلة أو طريقة فعالة لتقييم هذه العوامل بشرط أن تكون تسجيلات الوالدين خلال هذه الفترة دقيقة إلى أكبر درجة، ونظرًا لأن هناك مجموعة من العوامل الفسيولوجية يمكن أن تؤدى إلى حدوث الأرق فإنه يوصي بعمل تقييم طبي شامل ودقيق للطفل وذلك كخطوة أولى في عملية التقييم "kalis wäxrwn Kales et al.، 1982" 4".

ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات alnfsiâ (DSM-IV) فإن المحكات التشخيصية للأرق الأولي تتمثل في: 

أ. الشكوى المستمرة والبارزة من صعوبة بدء النوم أو الدخول فيه أو الاستمرار فيه أو النوم غير المريح الذي لا يساعد على النشاط والحيوية لمدة شهر على الأقل. 

ب. أن يسبب هذا الاضطراب كربًا دالًا كلينيكيًا أو خللًا في الأداء الاجتماعى والمهنى أو أي مجالات أخرى من الأداء. 

ج. لا يحدث هذا الاضطراب بصورة منفردة أثناء وجود غفوات النوم almfajyâ Narcolepsy، أو اضطراب النوم almrtbù baltnfs Breathing Related Sleep دّيسىردِرة ، أو اضطرابات النوم الثانوية (مخلات alnwm" Parasomnias.

د. لا يحدث هذا الاضطراب بصورة منفردة أثناء وجود اضطراب عقلى آخر مثل اضطراب الاكتئاب الحاد أو القلق المعمم أو الهذيان (التخريف أو اضطراب alwào" Delirium. 

ه. لا يرجع هذا الاضطراب إلى التأثيرات الفسيولوجية المباشرة الناتجة عن تعاطي المواد المؤثرة نفسيًا مثل تعاطي المخدرات أو المداواة باستخدام الأدوية النفسية، ولا يكون نتيجة حالة طبية عامة (الجمعية الأمريكية للطب alnfsi American Psychiatric  اّسسىچياتيىنة ، 1994، 557)

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا