العادة السرية

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-09-09

30. العادة السرية 

نشأت وسط عائلة محافظة جداً، وذهبت إلى المدرسة وأنهيت المرحلة الإعدادية، واشتغلت في إحدى الورش الخاصة بصناعة الموبيليا. وأنا الآن في السابعة والعشرين وقد أصبحت أملك ورشة نجارة.

كل هذا كان في مجال عملي.

أما في مجال حياتي النفسية فإنني بحكم الوسط الذي نشأت به والجو المحيط بي، فإنني نادراً ما اختلطت بالنساء، وكنت أراهن وأنا في ورشتي أو في الشارع حين أسير به.

وتملكتني العادة السرية منذ الصغر قبل عشر سنوات ولا زلت أمارسها.

أصبحت في الوقت الراهن أشعر بتأنيب الضمير وبأن ما أقوم به لا يرضي نفسيتي إنني في أشد العذابات بين ضميري وبين ما أقوم به.

ولهذا جئت برسالتي هذه طالباً النصح والمشورة.

مهند. ع

لو أحصينا الرسائل التي تنهال على المجلات الطبية العربية وبعض المجلات التي تتناول مشكلات القراء لرأينا أن معظم ما يعرضه القراء الحالة التي أنت واقع بها. ولقد دلت الإحصاءات التي أجريت على عشرات الآلاف من الأشخاص أن ما بين 85 و90% من الرجال اعترفوا بممارستهم للعادة السرية خلال فترة من شبابهم.

وقبل الخوض في موضوع العادة السرية لنرى ما عرفها به أوسفلد شفارتس في كتابه علم النفس الجنسي، فإنه خير ما درس سلوك الإنسان الجنسي.

يقول شفارتس:

العادة السرية هي نشاط جنسي يظل فيه اتصالنا بالشخص الذي يستخدم كباعث جنسي اتصالاً خيالياً. أما طبيعة النشاط الجنسي الذي يقيم هذه العلاقة فلا أهمية لها. وتدل هذه الطريقة للحياة في عالم خيالي أكثر منه واقعي على أن ممارسة العادة السرية هي حياة الرجل (الوحيد) الجنسية. ولما كانت (الوحدة) ظاهرة خاصة بالشباب، ولما كانت هناك أسباب بيولوجية نفسية اجتماعية تحول بين الشباب وبين أن يقوم بالعلاقات الجنسية الصحية، كان من الطبيعي أن يمارس العادة السرية في هذه السن.

وإذا كان الأمر هكذا كما يذهب شفارتس فإن الشاب إذا لم ينجح في السنوات التالية في التغلب على العزلة النفسية التي يعيش فيها - كما هو حالك - فلن يستطيع التغلب على عزلته في ممارسة العادة السرية، فتصبح هذه العادة دليلاً على نمو متأخر غير سوي كما تصبح نتيجة له.

وفي مجتمع كمجتمعنا العربي يندر به الاختلاط بين الجنسين حيث لا يجد أولئك الرجال قط الطريق المؤدي إلى الجنس الآخر يظل هؤلاء مراهقين كبارا حتى نهاية حياتهم، وهو ما يصح مبدئياً على الجنسين.

على أن هنالك مع ذلك بعض الفروق بين نمو الفتيات ونمو الغلمان. ذلك أن معلوماتنا قليلة فيما يتعلق بانتشار العادة السرية بين الفتيات، حيث رؤيتهن للرجل نادرة، وربما كان جهاز التلفزيون والفيديو اللذين انتشرا في المنطقة العربية قد ساعدا على انتشار هذه العادة بين الفتيات. ولكن التجربة البديهة تدل على أنها نادرة جداً عند الفتيات، خوف افتتضاح أمرهن، ولهذا لا تكون ظاهرة نجدها بانتظام عندهن. بينما تستيقظ عند الغلمان الدفقة الجنسية من تلقاء نفسها في نفس الوقت الذي تبدأ الخصيتان عملهما.

ويبدو الفارق هنا بين الشباب والفتيات من حيث أن الحياة تظل نائمة عندما تستيقظ على رؤية الرجل. وهي لا تستيقظ على رؤية أي رجل بل على رؤية الرجل الوحيد القادر على إيقاظها. ونحن نعلم جيداً أن كثيراً ما يحدث أن تكبر المرأة وتصبح أما لعدة أطفال ومع هذا تظل حياتها الجنسية نائمة. ولهذا كانت ممارسة العادة السرية لا فائدة منها لفتاة سوية لم تستيقظ فيها الرغبة استيقاظاً مفاجئاً، لا تمارس هذه العادة في أية فترة من حياتها. وتعترف النساء بأنهن لا يرن فيها ما يثير الاهتمام، وإنها لا معنى لها بالنسبة إليهن يشعرن بالاشمئزاز إذا ما فكرن بممارستها، لأنهن يدركن غالباً، أفضل من الرجال، معنى الحياة الجنسية الحقيقية ومعنى كل نشاط جنسي آخر، فلا يقنعن كما يقنع الرجال بوسائل تعويضية عنها.

بخصوص مشكلتك يجدر بنا تحديد موقفنا من مشكلة العادة السرية. فإذا كان هناك من يثير بعض الاعتراضات على هذه الحالة معتمداً على دوافع دينية أو أخلاقية فليس ما نقوله لأنه لا يحق لنا التدخل في معتقدات أي كان ومبادئه. بل يجب على المحلل النفساني أن يكتفي بأثبات الوقائع كما هي، لكل شخص مهمة الاستفادة منها أو إهمالها على مسؤوليته.

أما فيما يتعلق بالمشكلة التي نحن بصددها فإن الوضع بسيط نسبياً.

فمن المفهوم أن العادة السرية تتغير بتغير السن التي تمارس فيها، فهي أثناء الطفولة غير سوية، أما في سن اليفاع فهي سوية ثم تصبح بعد هذه السن غير سوية. وتسهل الوقاية منها والقضاء عليها عند الطفل. أما عند البالغين فهي عادة، ظاهرة عصبية، ولذلك فهي تتطلب علاجاً نفسياً، ويكون ذلك عن طريق تنفيسها كشغل أوقات الفراغ بالمطالعة أو الرياضة أو الاختلاط بين الجنسين. وعلى ذلك لا تكون مشكلة تربوية إلا عند المراهق. ولما كانت لا تسبب أي ضرر فلا فائدة من مقاومتها بالقوة وكل ما يمكن عمله هو تحذير الغلام من المبالغة فيها، وذلك رغبة في إراحة ضميرنا وليس لأفادته. وكذلك لا يسبب الإمساك عن العلاقات الجنسية، أي ضرر شريطة أن يكون نتيجة لإرادة الغلام الحرة وليس نتيجة بعض التهديدات التي نلوح بها إمامه أو الضغط الذي ينتج عن ذلك.

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا