مجزرة وادي الليل للكاتبة حور عبدالعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-08-07

يظن المجرم حين يرتكب فعلته الشنيعة أنه سيفر من العقاب 

فيحرق الأدلة ويطمسها

ويبيد الشهود والشواهد

لكن عدالة السماء بالمرصاد

وتبقى مجزرة وادي الليل فاجعة ستبقى سنينا بتفاصيلها المؤلمة

 

البداية

2018م أ 1439 ه

ولاية منوبة التونسية

 

عاد الأب أحمد لمنزله تعبا بعد يوم طويل من العمل وتلك كانت المرة الأولى لعودته متأخرا للمنزل

وما أن وصل حتى شعر بالقلق

فالباب الأمامي لمنزله مفتوح على غير العادة

وحين دخل وجد الباب الثاني مغلق وأخذ يطرق الباب لكن لم يجبه أحد

كان الأب متزوجا من راضية وهي ربة منزل ولديه ثلاث بنات هن آمنة وتعمل طبيبة

وآيات وتعمل ضابطة أمن في المستشفى 

وإلهام وهي رسامة وفنانة وتواصل دراتها 

كذلك كان لديه ابن واحد يدعى أيمن ويبلغ ال 29 من عمره

اتصل أحمد بزوجته لمنها لم تجبه فاتصل ببناته وأيضا لم يجبه أحد فأخذ يشعر بالقلق والشك يساوره

وتوجه أحمد لشباك المنزل ففزع

فقد شاهد دخانا كثيفا ملأ المكان

ولم يعلم حينها أن الفاجعة كانت أكبر

وحضر رال الشرطة والإسعاف وتبينوا أن ما ظنها الأب بعيدا جدا عن الحقيقة!

لقد تبين مقتل الأم وبناتها الثلاثة طعنا ثم تم حرقهن

فقد نشب حريق بالمنزل وأتت النيران على كامل محتوياته

وأصيبت صاحبة المنزل وبناتها الثلاث بحروق بليغة كانت سببا بوفاتهن لتعرضهن للطعن والذبح

وعثر على جثثهن متفحمات

فكان المصاب جلل والفاجعة أكبر

خر الأب على الأرض منهارا يبكي بشكل هستيري

وبعد التحريات والتحقيق مع الأب اشتبه رجال الأمن بالابن الذي طرده الأب قبل فترة

فاتصلوا عليه لكنه لم يجب، فتم التعميم على صفاته وتتبع آخر اتصالاته ومكانه

وتم القبض عليه بمنطقة العقلة بمدينة جرجيس وكان ينوي الهرب واجتياز الحدود البرية إلى ليبيا

واعترف الابن بتفاصيل تلك المجزرة بحق أسرته ولم يبد أي ندم أو خوف بل كان هادئا

كانت العائلة مشهود لها بالسيرة الحسنة والأخلاق وليس لديهم مشاكل مع الجيرة

لكن في الآونة الأخيرة أخذ أيمن يسير بطريق منحرف فقد فصل من عمله كفني في وزارة الثقافة لسوء سلوكه فكان يتعاطى الكحول ومدمن على المخدرات

 حاولت الأم والأب إصلاحه كثيرا لكنه لم يرتدع

فكان يسهر مع رفقاء السوء وينام خارج المنزل لأيام ويأتي ويطلب المال

ومع ذلك كان مدللا من الأسرة فتساعده شقيقاته ووالدته رغم رفض والده

وكان كثيرا ما يشتم والدته وشقيقاته ولا يحترمهن حتى وصل به الأمر في إحدى المرات أن تهجم عليهن وحاول ضربهن 

حتى ضاق الأب ذرعا وطرده من المنزل عله يستقيم

لكن الأم الحنونة كانت تترك له طعام العشاء في المطبخ رغم غضبها منه لعلمها بتسلله للمنزل بعيدا عن أعين والده

لكن الابن كان يضمر أمرا مرعبا جثم على صدره لأيام

يقول أيمن إن أسرته كانت تعامله بشكل سيئ وينعتونه بالفاشل نظرا لعدم نجاحه لا في الدراسة ولا في حياته المهنية مقابل نجاح أخواته وتفوقهن كذلك كان يشك بنسبه لتلك العائلة

فولدت هذه الأمور الحقد والضغينة والكره تجاه شقيقاته لشعوره بالإخفاق والفشل بعد فصله من عمله

وخطط لقتل والده ووالدته وشقيقاته الثلاثة

اعترف الابن القاتل أنه في يوم الحادثة سهر طوال الليل مع أصدقائه وعاد للمنزل على الساعة الخامسة صباحا

كان يعلم جيدا أن الجميع نيام

واتجه للمطبخ وأخذ سكينا وذهب في اتجاه والدته التي كانت نائمة في غرفة الجلوس

وأفاقت على ضجيجه لتجده أمامها وبيده سكينا فصدمت وهلعت

فلوح بالسكين قائلا:

أنا فاشل؟ سترتاحون مني في الحال!

وقام بتسديد طعنة في وجه والدته ثم وجه لها طعنات أخرى في جسدها

وقبل أن تفارق الروح أبت تلك الأم إلا أن تطمئن على بناتها فتوسلت إليه أن لا يؤذي أخواته

فاستيقظت الأخت الكبرى التي سمعت صراخ والدتها وأسرعت تحاول إبعاده عنها لكنه أمسكها وسدد لها طعنات سقطت على الفور

كذلك استيقظت إلهام وآيات وجمدن بمكانهن وهن يشاهدن ذلك المنظر البشع لوالدتهن وشقيقتهن جثث هامدة وشقيقهن ملطخا بالدماء وبيده سكين الموت وقبل أن يتحركن سد لهن طعنات قاتلة سقطن على أثرها وتوفين في الحال

هذا واعترف الابن القاتل بأنه قام بسحب جثث شقيقاته ووضعها بجانب والدته وبكل بشاعة قام بجلب قارورة الغاز وحرق الجثث ثم حرق ملابسه أيضا تاركا أداة الجريمة فوق الجثث

ثم انتظر عودة والده ليقتله لكن مشيئة الله جعلت الأب يتأخر لينجو بحياته

فقرر طمس معالم جريمته وأضرم النار في المنزل وهرب

وبعد عدة مداولات حكمت المحكمة بالإعدام على الابن القاتل

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا