إلينور:
نشأت (ماري إلينور وبلكتير فريمان) سنة 1852 في الفقر كما يجب أن يكون.
أصيب والدها بالإحباط بعد ما رآه في الحرب الأهلية، ولم يعد قادرا علىتلبية احتياجات عائلته، فانزوى تاركا مصير عائلته، تحت رحمة القدر، وفي يدي ابنته (ماري)..
حاولت (ماري) كثيرا إنقاد ما يمكن إنقاذه، فبدأت العمل مبكرا .. عملت كمدرسة وفي رسم اللوحات، لكن ... دون جدوى ...
وفكرت في الكتابة كمصدر للدخل، فنشرت أولى مجموعاتها القصصية عام 1881"وكانت مجموعة قصصية للأطفال لم تلق النجاح المطلوب، بل إن الأمر إزداد بسوء في عام 1883 عندما مات أبوها وأمها وأختها ليتركوها وحيدة تماما.
وكانت هذه المأساة هي نقطة التحول ... وجدتها إحدى صديقاتها، فوفرت لها المسكن والملبس والرعاية والوظيفة .. وهكذا بدأت (ماري) تنظر للكتابة من منظور جديد فقررت الاتجاه إلى الأدب الجاد ... بدأت في نشر قصصها القصيرة في المجلات النسائية، لتلفت الأنظار بقدرتها الفائقة على رسم المجتمع النسائي من الداخل والتأثيرات العميقة، التي يحدثها فيه الفقر، والزواج والعصر الجديد ...
ثم اتجهت إلى كتابة قصص الأشباح والغموض، ليبرز نجمها في هذا المجال بقوة قبل أن تتزوج في سن الخمسين أخيرا من السد "تشارلز فريمان" عام 1902، ولينتقلا سويا إلى نيوجيرسي ليبدأ حياتهما متأخرا.
لكن زواجهما هذا لم يكن سعيدا، خاصة بعد أن اتجه "تشارلز فيرمان" إلى إدمان المخدرات والكحول، الأمر الذي تحملته "ماري" لفترة قبل أن تنفصل عنه قانونيا عام 1919م.
وتلقفتها الكتابة مرة أخرى فكتبت بغزارة اثنان وعشرون مجموعة قصصية، ثمان مجموعات للأطفال، أربعة عشر رواية، ثلاثة مسرحيات وثلاثة دوواين شعر ..
صحيح أنها هوجمت كثيرا من قبل النقاد ذوي النزعة الدينية والابتعاد عن كل ما يخص المرأة، لكن النقاد الجدد أعادوا اكتشاف مؤلفاتها.
ولعل أكثر ما اشتهرت به هو تمردها المستمر، فيذكر عنها أنها كانت تعمل في رواية "العائلة المكتملة" بالاشتراك مع كل من هنري جيمس ويليام دينهويل، عندما أثارت غضب الرجلين لتحويلها إحدى الشخصيات التي كتبها ويليام من شخصية مهملة إلى شخصية أكثر حيوية وشهوانية ...!
لكن تمردها هذا لم يصمد طويلا مع الأزمة القلبية التي أنهت حياتها عام 1930 لكنه حي في معظم رواياتها وقصصها .. تماما كما تحيا هي فيها ..
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا