دماء على مائدة الأفطار للكاتبة حور عبدلعزيز

  • الكاتب : q8_failaka
  • / 2025-08-05

دماء على مائدة الإفطار 

حين تنتزع الرحمة من القلوب، يحل محلها الظلم والإثم والجشع والطمع

فتصبح القلوب أشد قسوة من الحجارة الصماء وأظلم سوادا منها

على مائدة الإفطار وقبل الأذان بدقائق

اخترقت رصاصات قاتلة عائلة كاملة وأبادتها

واختلط الطعام بدماء طاهرة سالت أنهارا تحكي قصة جشع وقسوة قلب

 

البداية

2021م أ 1442ه

كاباو

 

فاضل مواطن ليبي في ال 36 من عمره، يعمل في مركز جهاز الحرس البلدي في كاباو

متزوج ولديه طفلين هما عمر وإيلياء

كان فاضل يعيش بعيدا عن شقيقيه أسامة وسعيد اللذين كثيرا ما اختلقوا المشاكل معه بسبب عقار في طرابلس يملك جزءا من حصته

فأصبحت زياراته قليلة لمنزل والده بسب بالمشاكل خاصة بعد وفاة والدته التي عانت من ظروف صحية وتدهورت صحتها وتوفيت.

لكن أسامة وسعيد لم يهدآ بعد وفاة والدتهم التي كانت تحب فاضل وتحن له لكنها تتذكر مشاكل أسامة وسعيد فتكتم حنينها وألمها

فبعد وفاة والدتهم أخذا بتهديد فاضل أن السبب بوفاتها وجن فاضل، فكيف يتهمونه بهذا الاتهام الكبير؟

فهو يعلم جيدا أنهما يختلقان المشاكل معه دوما بسبب العقار وفضل الابتعاد وعدم المواجهة خوفا على صحة والده الذي تبقى له بعد والدته

وابتعد فاضل عن شقيقيه ومشاكلهم التي لا تنتهي ولم يعلم أنهم يخططون لشيء مخيف

ففي أحد أيام شهر رمضان المبارك دعا فاضل والده للإفطار معه وأثناء تجهيز الزوجة الإفطار

وفاضل وطفليه جلسوا ينتظرون الأذان

والأطفال يمزحون مع الجد الذي جاء للاطمئنان عليهم ويتضاحكون

حدث ما لم يتوقعه أحد على الإطلاق

فقد دخل ملثمان المنزل مسلحان وأخذوا يطلقون الرصاص على فاضل الذي توفي على الفور ثم وجهوا سلاحهم للطفل الصغير وأصابوه بطلقة قتلته على الفور

صرخت الزوجة فعاجلوها بطلقة

أما الصغيرة فصرخت وفرت من للمطبخ تحاول الفرار ولحقوا بها وأردوها بطلقة قتلتها على الفور

أما الجد فبقي واجما من هول الصدمة، لكنهم تركوه وفروا بعد أن استولوا على المال وبعض الأوراق

وانهار الجد فور خروجهم وأخذ بالصراخ والبكاء وسقط على جثة ابنه فاضل يصرخ ويبكي

أما الجيران فاتصلوا على الشرطة فور سماعهم صوت إطلاق النار

وحين دخلت الشرطة المكان تفاجؤوا بمنظر بشع!

فالدماء قد تناثرت على مائدة الإفطار وفي كل مكان، كبار وصغار قد قتلوا بشكل مروع

وانفطرت قلوبهم حين رأوا جثث الأطفال الغارقة بالدماء وكأنهم أرادوا الاختباء من تلك الطلقات القاتلة

كانت جثة الصغير بالقرب من جده ووالده أما الأم فكانت بالمطبخ والصغيرة جثتها قريبة من المطبخ

هزت جريمة كاباو ليبيا واستنفر الأهالي وخرجوا في مظاهرات للقصاص من القتلة

واستنفرت قوات الأمن وبعد أقل من يوم تم القبض على القتلة وكانت الكارثة!

إنهم أسامة وسعيد شقيقي فاضل الذين هددوه بالقتل كثيرا، بل أطلقوا النار سابقا كتهديد لكنه لم يأخذ تهديدهم على محمل الجد

انتزعت الرحمة من قلوب الشقيقين وهم يوجهون سلاحهم على شقيقهم الصائم وزوجته وطفليه

اقتادت رجال الأمن المتهمين الذين اعترفوا بجرمهم واعترفوا أن هناك شريك ثالث هو محمد الذي يحمل صحيفة جنائية وسبق له القتل

واعترف المجرمون بتفاصيل دموية عن الحادث

إذ اتفق الشقيقين مع رفيق سوء التحق بهم بعد أن أخبروه نيتهم ارتكاب جريمة قتل شقيقهما بسبب العقار

وغادروا مقر سكنهم بطرابلس بعد أن أخذوا معهم سلاحا ناريا

بندقية كلاشنكوف وكاتم صوت - واتجهوا بالسيارة بعد أن أزالوا لوحاتها إلى مكان الجريمة في كاباو

وقصد المجرمون بيت قريبهم وعلموا أن والدهم عند فاضل 

وهناك في بيت قريبهم الذي لم يكن به أحد تم التخطيط للجريمة حيث تم التأكيد على دور كل منهم في قتل المغدور شقيقهم فاضل وأسرته والاتفاق كذلك على من سيأخذ الأوراق والأموال من بيت الضحية لاقتسامهم فيما بعد

اتجه المجرمون الثلاثة بعدها إلى بيت الضحية حيث دخل أسامة بعد أن ارتدى اللثام ومعه محمد وبقي سعيد ينتظرهم في السيارة

يروي أسامة التفاصيل بقوله إنه حين دخل المنزل ود أسرة شقيقه مع والده حول مائدة الإفطار فأرداهم جميعا باستثناء والده الذي كان يصرخ ويبكي

وقال إن الطفلة إيليا فرت منه لكنه لحق بها وأرداها وخرج ليغادر مع باقي المجرمين لبيت محمد

وكشف المجرمون أنهم اتجهوا بعد مغادر كاباو 

لمحاولة تغيير مظهر السيارة بإزالة التعتيم وركبوا اللوحات وتركوها عند محمد وبداخلها السلاح واتجهوا لمنزلهم

اعترف المجرمون أن سبب ارتكابهم المجزرة بسبب مشاكل مالية تسبب في مقتل والدتهم حسب قولهم

ولا زالت قضيتهم في المحاكم وطالب الشعب بتوقيع عقوبة الإعدام بحق المجرمين

 

التعليقات

للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا