اضطرابات النوم الأولية
مقدمة
تشير اضطرابات النوم الأولية إلى اضطراب صعوبة الدخول في النوم أو مواصلته أو النوم المفرط، وتتميز باضطراب في كمية وكيفية النوم، وتضم اضطرابات النوم الأولية طبقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية الأرق الأولى، والإفراط في النوم الأولى، وغفوات أو نوبات النوم المفاجئة، واضطرابات النوم المرتبطة بعملية التنفس، والانهيار العضلي أو الضعف المفاجئ في العضلات، واضطراب مواعيد النوم واليقظة، وفيما يلي تناول هذه الاضطرابات بشئ من التفصيل
1. al/rq Insomni
الأرق هو قلة النوم الكافي لحاجة الجسم ويكون إما لصعوبة البدء في النوم، أو صعوبة الاستمرار فيه، أو هو عدم القدرة على الدخول في النوم، أو عدم القدرة على النوم المدة التي ينبغي أن ينامها الفرد إلى جانب حدوث تقطع متكرر للنوم أثناء الليل والنهوض مبكرًا بغير المعتاد، أو هو حالة من عدم الاكتفاء الكمي والكيفي من النوم تستمر لفترة لا بأس بها من الوقت، أي أن الأرق هو الشكوى من عدم القدرة على نوم كاف أو مشبع أو الحصول على نوم رديء وذلك بسبب عامل أو أكثر من العوامل التالية
- صعوبة البدء في النوم.
- كثرة الاستيقاظ أثناء الليل مع صعوبة العودة إلى أو مواصلة النوم مرة أخرى
- الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا في الصباح.
- نوم غير منعش أو غير مريح أو غير مجدد للطاقة والحيوية
ولا يحدد الأرق في ضوء عدد الساعات التي بنامها الفرد، فالأفراد يختلفون بطبيعة الحال فيما بينهم في هذا الصدد، ويسبب الأرق العديد من المشكلات أثناء اليوم مثل التعب أو الإجهاد، وقلة الطاقة، وصعوبة التركيز، وسرعة الغضب
ويعتبر الأرق من أكثر الشكاوى شيوعًا في عيادات الأطباء، وقد تبين في أحد المسوح القومية في أمريكا وجود اضطرابات خطيرة في النوم لدى 25% من الأفراد الذين يتراوح عمرهم بين 65 - 70 عامًا مقارنة ب 14% في المجموعة العمرية من 18 - 34 عامًا وتبين أن 20% من جمهور المسح لديهم مشكلات متصلة بالأرق ولكنها أقل خطورة، أما المجموعة العمرية من 9 - 18 عامًا ينتشر الأرق لديهم بنسبة 40%
وعلى الرغم من أن المشكلات المتعلقة بالنوم أكثر شيوعًا أو انتشارًا بين الإناث ولاسيما في سن اليأس، وبين المرضى، وكبار السن، والمدخنين، ومدمني المشروبات الكحولية إلا أن المثير للدهشة انتشار اضطرابات النوم بين الشباب، وتصل نسبة انتشار الأرق بين الإناث إلى 80% في مقابل 30% لدى الذكور، بينما يرى عدد آخر من الباحثين أن الأرق ينتشر لدى الذكور والإناث من جميع المجموعات العمرية، وتزيد نسبة انتشاره بين الإناث عن الذكور بدرجة كبيرة، ولاسيما بعد فترة توقف الحيض أو الطمث كما تزيد نسبة حدوث الأرق بين كبار السن نظرًا لأن الحاجة إلى النوم تقل بتقدم العمر
وهكذا؛ يمكن القول بأن الأرق لا يمكن اعتباره علة أو مرضًا لأنه لا يهدد حياة الفرد بأي حال من الأحوال إلا أنه يسبب الكدر، والضيق، والإحباط، والتعب، والإرهاق، والاكتئاب، وفي أسوأ الحالات يمكن أن يجعل المرء يشعر بأنه سيفقد عقله
وقد أشار ألوى وآخرون إلى أن ثلث الأطفال في عمر خمس سنوات، 15% في عمر ست سنوات، 18% في عمر عشر سنوات يستيقظون بشكل متكرر أثناء الليل، وهذا يعني أن اضطراب الأرق يبدأ عند أى سن ولكنه يصبح متزايدًا مع تقدم الفرد في العمر
وأهم ما يميز اضطراب الأرق الشكوى البارزة في صعوبة النوم أو المحافظة عليه أو الشعور بعدم الراحة بعد النوم، ويحدث هذا الاضطراب على الأقل ثلاث مرات كل أسبوع لمدة شهر، وينتج عن هذا الاضطراب شكوى من الإجهاد خلال ساعات النهار أو ملاحظة الآخرين لبعض أعراض الاضطراب مثل سرعة الاستثارة أو اختلال الأداء الوظيفي خلال ساعات النهار، ولا يشخص الاضطراب إذا كان الأرق يحدث فقط خلال مسار إيقاع النوم واليقظة أو ناشئًا عن اضطراب الأحداث المخلة بالنوم
ويلاحظ ارتفاع نسبة الأرق بين الأطفال، وخاصة الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة
ويعتبر الأرق من أكثر اضطرابات النوم شيوعًا؛ حيث يعاني منه حوالي 20% من مجموع سكان العالم، والأفراد الذين يعانون من الأرق يكون لديهم تاريخ سابق من النوم الخفيف بمعنى أن نومهم يتأثر بسهولة بالمشوشات (جمعة يوسف، 2000، 148)
ويعاني من مشكلة الأرق أعداد كبيرة من الأفراد، وبمراجعة الدراسات المسحية لانتشار الأرق أظهرت هذه الدراسات أن ما يقرب من 50% من الأفراد في منتصف العمر يعانون من مشكلة الأرق لبعض الوقت، وفي دراسة أجريت في سويسرا وجد أن 7 % من الذكور، 12% من الإناث في نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة كان نومهم سئ للغاية مما جعل آبائهم يلجأون إلى طلب المشورة الطبية (لطفي الشربيني، 2000، 53)
ويتمثل الأرق في تعذر الاستمرار في النوم أو الاستيقاظ الكثير سواء خلال النوم أو قبل الدخول في النوم ومواجهة صعوبات في بدء النوم (عبد المطلب القريطي، 1998، 302 - 303).
ويعتبر الأرق من أكثر اضطرابات النوم شيوعًا، وغالبًا ما يكون سببه مرض نفسي أو عقلي أو صراع داخلي، أو يكون نتيجة اضطراب وجداني أو انشغال الفرد بأمور الحياة، وحينما يكون الأرق خفيفًا فإن تأمين المريض وطمأنته يكونان كافيين لراحته أما إذا اشتد الأرق فقد يكون عرضًا من أهم أعراض الأمراض النفسية والعقلية (أحمد عكاشة، 2000، 301)
. ......:... . :a.:
التعليقات
للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول اولا